العرجاني واتحاد القبائل العربية.. الصعود والأدوار والآثار على الأمن القومي
المحتويات
- مقدمة
- تاريخ صعود العرجاني
- النفوذ الاقتصادي والعلاقات الخارجية
- اتحاد قبائل سيناء
- اتحاد القبائل العربية
- خاتمة
مقدمة
تزايد الجدل في الآونة الأخيرة في مصر حول رئيس ما يُعرف بـ “اتحاد القبائل العربية”، إبراهيم العرجاني، وبات اسمه يكرر كثيرا في ملفات عديدة، اقتصادية وأمنية وسياسية واجتماعية.
وتمحور الحديث حول ما يبدو عليه العرجاني من نفوذ متزايد، وإذا ما كان هذا النفوذ يشكّل خطرا على الأمن القومي المصري سواء في الوقت الراهن أو المستقبل.
وفي هذا السياق، شبّه البعض تجربة العرجاني الناشئة بتجربة قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي بدأ كزعيم ميليشيا تتعاون مع الأجهزة السودانية في السيطرة على إقليم دارفور، لكنه انقلب بعدها على مؤسسات الدولة السودانية، وشن حربا دموية عليها لا تزال مستمرة حتى الآن.
وساعد في انتشار التخوفات حول العرجاني ما بدا عليه من امتلاك أدوات للقوة تتمثل في ترأسه لشركات اقتصادية عديدة يتعاظم نشاطها، وامتلاكه لذراع أمنية في سيناء كان من أدوارها مساعدة الجيش في القضاء على تنظيم الدولة (داعش). هذا فضلا عن كونه يسيطر على قدر ليس باليسير من الحركة عبر معبر رفح، في سياق الحرب الجارية في قطاع غزة، وما تبعها من نزوح لبعض الفلسطينيين إلى مصر، مع معلومية عزم إسرائيل على تهجير أعداد كبيرة قسرا إلى سيناء، كل ذلك ساهم في زيادة التخوفات حول نفوذ العرجاني، وعلى هذا، فإننا نحاول في هذه الورقة استعراض مدى نفوذ العرجاني، وإذا ما كان يشكل خطرا على الأمن القومي المصري حاليا أو مستقبلا، أم أنه مجرد واجهة لبعض نشاطات أجهزة النظام المصري.
تاريخ صعود العرجاني
من خلال رصد سيرة إبراهيم العرجاني يمكن القول إن علاقته بمؤسسات الدولة المصرية يغلب عليها التعاون منذ البداية، غير أنها شهدت توترا لفترة محدودة. وفي هذا المحور سنتعرض سيرته بشيء من التفصيل، بدءا بمرحلة ما قبل عام 2013 والتي امتزج فيها التوتر بالتعاون في علاقته مع النظام، ومرورا بمرحلة ما بعد 2013 التي شهدت صعود العرجاني وزيادة نفوذه. كما سنحاول تتبع أبعاد نفوذه الاقتصادي المتزايد وعلاقاته مع بعض دول الخليج.
- مرحلة ما قبل 2013
لا تتوفر الكثير من المعلومات حول نشأة العرجاني، غير أن بعض التقارير ذكرت أنه قضى فترة صباه في “خان يونس” بقطاع غزة.[1]
ووفق شهادات بعض من رجال قبائل سيناء، فإنه عمل كمهرب بضائع في الأنفاق بين غزة وسيناء، وكانت أبرز عملياته في تهريب المخدرات والبشر (تهريب الأفارقة الراغبين في الوصول إلى تل أبيب عبر سيناء).
لكن تورط العرجاني في اشتباكات مع الشرطة المصرية عام 2008، واحتُجز مدة عامين بعد اتهامه مع عدد من رجال البدو، بخطف عشرات أفراد الأمن المصري في سيناء، ردا على مقتل أخيه عام 2008، ليُعرف بعدها بأنه متمرد على القوات الأمنية.
غير أن صحيفة “اليوم السابع”المقربة من النظام أشارت إلى سبب آخر لاعتقاله حينئذ، مؤكدة في تقرير نشرته في 2 ديسمبر/كانون الأول 2008 أن الأسباب الحقيقية ترجع إلى كشفه أسرار العلاقة بين الأمن والبدو، وذلك في لقاء له مع لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب المصري.[2]
وأوضحت الصحيفة أن العرجانى وسالم أبو لافي -الذي اعتُقل معه- كشفا للجنة معلومات تحرج قيادات الشرطة تندرج ضمن “أسرار العمل” بينهم وبين قيادات الأمن، وكان يجب على العرجاني ألا يُفصح عنها، ومن ذلك تعاون الطرفين في عمليات تهريب. وأكدت “اليوم السابع”، في مناسبة أخرى، أن “العرجاني وأبو لافي كانا من المتعاونين مع الأمن قبل اعتقالهما”.[3]
وبغض النظر عن السبب الدقيق لحبسه، فقد خرج العرجاني من سجنه في 13 يوليو/تموز 2010، حين أفرجت الشرطة عن قرابة 63 من بدو سيناء لتخفيف الاحتقان بينهم وبين الشرطة، كان من أبرزهم العرجاني، والناشط السياسي مسعد أبو فجر.[4]
وكان مما ذكره العرجاني نفسه عن فترة حبسه، أنه تعرض لتعذيب شديد أصيب على إثره بجلطة. وعلى ذلك، حدثت مشكلات كبيرة في سيناء بعد إصابته، وبعد يومين في المستشفى تغيرت المعاملة معه للأفضل. إذ جاءه أفراد من أمن الرئاسة بالقاهرة وقالوا له إنه سيُفرج عنه إذا امتثل للعلاج، وهذا ما حدث، وأوصله الأمن المصري إلى بيته بعد إتمام علاجه. وذكر “العرجاني” أنه علم بعد ذلك أن الإفراج جاء بقرار من الرئاسة مباشرة.[5]
وبعد خروجه من السجن بأشهر معدودة، اندلعت ثورة يناير، لتكون أحد الأسباب التي قادت إلى مرحلة أخرى من التعاون بين العرجاني ومؤسسات الدولة.[6]
- مرحلة ما بعد 2013
شهدت مرحلة ما بعد الانقلاب العسكري في عام 2013، تعزيزا غير مسبوق للأدوار التي يلعبها العرجاني بالتعاون مع مؤسسات الدولة.
فبعد الانقلاب بنحو عام، وبالتحديد في مايو/أيار 2014، التقى السيسي بالعرجاني ضمن مجموعة من أفراد قبائل سيناء، وظهر في صورة نشرتها وسائل الإعلام وهو يبحث معه ملفات تخص سيناء، كما خرج العرجاني على الإعلام حينها، بصفته أحد مشايخ قبائل سيناء، لدعم سياسات السيسي في شبه الجزيرة.[7]
ثم في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، دعا العرجاني قبائل سيناء إلى تشكيل اتحاد لها لمعاونة الجيش والشرطة ضد ما وصفه بـ “الإرهاب”.
وبالفعل، أسس العرجاني رفقة “أبو لافي”، و”موسى الدلح” -من أبرز أبناء القبائل السيناوية- ما يعرف بـ “اتحاد قبائل سيناء”، والذي مثّل نقلة مهمة في مسيرة “العرجاني”، بعد أن تولى رئاسته في العام 2017.[8]
هذه المجموعة القتالية التي كان العرجاني أساسا في تشكيلها كان من بينها مقاتلين من قبائل الترابين، والسواركة، والأرميلات، والبياضية، والأخارسة، والدواغرة. ويقدر قوام هذه المجموعة بنحو ألف مقاتل، وكان لها دور فعال في المعارك ضد تنظيم”ولاية سيناء”، باعتبار أنها خبيرة بطبوغرافية الأرض وتضاريس سيناء.[9]
كما سلح الجيش المصري تلك المجموعات ببنادق هجومية ورشاشات خفيفة ودروعا وخوذات.[10] ونقلت مصادر عربية عن تقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية في 28 سبتمبر/أيلول 2018، أن الجيش المصري سلّح هذه المجموعات بـ 600 قطعة سلاح خفيفة، و100 قطعة متوسطة المدى، و50 سيارة جيب مصفحة،[11] غير أنه بالرجوع إلى المصدر الرئيسي، تبين أن تقرير الوكالة الأمريكية لم يأت على ذكر تلك التفاصيل.[12] لكن المؤكد أن الجيش ساهم في تسليح هذه المجموعة، بغض النظر عن مدى هذا التسليح.
وصرح العرجاني في لقاء تلفزيوني مع إحدى القنوات المصرية عام 2015 بأن “نهاية التكفيريين ستكون على يد رجال القبائل، ونحن نستطيع الوصول إليهم حتى لو كانوا نياما، نحن من القوات المسلحة والقوات المسلحة منا، إننا نحارب جنبا إلى جنب مع رجال الجيش”.[13]
وبالتالي، فإن تصاعد نشاط “داعش” في سيناء مثّل دافعا لدى النظام المصري للاعتماد على العرجاني، وهذا بدوره شكّل مصلحة مشتركة بين الطرفين، حيث استفاد العرجاني نفوذا اقتصاديا واجتماعيا فيما بعد انطلاقا من هذا التعاون، وهذا ما نتناوله في المحور القادم.
النفوذ الاقتصادي والعلاقات الخارجية
- نفوذ اقتصادي متزايد
كما ذكرنا في المحور السابق، فإن العرجاني استغل وجوده في سيناء ليعمل في التهريب، الأمر الذي شكل أساسا لثروته.
وحول كيفية جمع العرجاني لثروته، التي من الصعب تحديد رقم محدد بخصوصها، يقول أحد مشايخ سيناء لـ “العربي الجديد” في 25 يونيو/حزيران 2021، إن أساس المال الذي يملكه اليوم، يعود إلى عمله في تهريب المخدرات عبر الحدود بين مصر والأراضي المحتلة.
ويبدو أن ذلك كان بعلم الأجهزة الأمنية، فقد نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية في 23 أغسطس/آب 2013 تقريرا حمل عنوان “إذا كنت تبحث عن الحشيش في القاهرة فاتصل بالشرطة”، لتدلل فيه عن تورط قوات الأمن بسيناء في تجارة المخدرات والتواطؤ مع المهربين.[14]
علاوة على تهريب المخدرات، فقد ذكر تاجر سلاح تحدث لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، في 6 يوليو/تموز 2016، أن “العرجاني واحد من أباطرة تهريب السلاح إلى غزة، وجنى مليارات الجنيهات من هذه التجارة. لكنه عاد مع السيسي ليستثمر في مجالات أخرى في سيناء بمشاركة قيادات في الجيش”.[15]
وبالتزامن مع جهود القضاء على “داعش” في سيناء، تزايد النفوذ الاقتصادي للعرجاني. ففي 15 يوليو/تموز 2021، التقى السيسي بالعرجاني، لكن هذه المرة خلال اجتماعه مع رجال أعمال، وعينه السيسي سفيرا من سفراء مبادرة “حياة كريمة”، بحضور مدير المخابرات العامة المصرية، عباس كامل.[16]
ومكافأة له بعد التعاون في القضاء على “داعش”، أسند السيسي شركتي “أبناء سيناء” و”مصر سيناء” للعرجاني، وأعمال التطوير والإنشاء و تنفيذ مشروع تطوير معبر رفح ومشروع “التجلي الأعظم” في سيناء، وتطوير مباني هيئات حكومية، بالإضافة إلى تولي مشروعات إعادة الإعمار في غزة.
وللعرجاني 9 شركات: “أبناء سيناء للتجارة والمقاولات”، و”أبناء سيناء للتشييد والبناء”، و”مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار”، و”نيوم للتطوير العقاري”، و”أيتوس للخدمات الأمنية”، و”هلا للاستشارات والخدمات السياحية”، و”سيناء للخير”، و”العرجاني للتطوير العقاري”، و”إي جي مكيس للخرسانة الجاهزة”. ويعمل بتلك المجموعات حوالي ألف موظف، إضافة إلى 3 آلاف و200 عامل ومهندس، وتنفذ ما يزيد عن 450 مشروعا.[17]
وبخصوص شركة “مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار”، فقد نجح العرجاني وسالم أبو لافي، بوساطة رجل الأعمال المعروف، حسن راتب، في تأسيسها برأس مال يناهز مليار جنيه، تشاركهم “الشركة الوطنية” التابعة للقوات المسلحة، التي اشترطت امتلاك 51 بالمئة من رأس المال لمشاركتهم”.
ووفق صحيفة الأخبار اللبنانية، فإن هذه “الشركة أُسست في القاهرة، وتختص في استخراج الرخام والغرانيت والرمل والزجاج والفحم من جبال شبه الجزيرة المصرية، وقد حضر السيسي حفل تدشين نشاط الشركة بمنطقة وسط سيناء خلال عام 2015”.[18]
وكمظلة عامة، ينشط العرجاني اقتصاديا تحت اسم مجموعته الاستثمارية “العرجاني جروب”، التي ينضوي تحتها عدة شركات أخرى، خاصة في مجال البناء والمقاولات والسياحة والصرافة، بعضها أُسس بالشراكة مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة المصرية.[19]
كما دخل العرجاني المجال الرياضي المصري، ففي 2023، أعلن “النادي الأهلي” عن توقيع التحالف الاستراتيجي بين شركاته الخمس، وبين “مجموعة العرجاني”. بموجب الاتفاق، صار “العرجاني” الراعي الرسمي للنادي، في كأس العالم للأندية بالمغرب، ومتعاونا في عدد من الملفات، أبرزها السياحة، و”إستاد الأهلي”، وسفر الجمهور لدعم النادي في المباريات الخارجية، وتأمين المباريات عبر شركته للخدمات الأمنية “إيتوس”.[20]
كذلك فإن جزءا معتبرا من الأنشطة الاقتصادية التي ترتبط باسم العرجاني تتعلق بقطاع غزة وسيناء. فقد اعتمد عليه لتنفيذ مشروعات داخل قطاع غزة. ففي مايو/أيار 2021، أرسلت المخابرات المصرية شركة العرجاني “أبناء سيناء” إلى غزة لرفع أنقاض العدوان الإسرائيلي والاستعداد لخطة الإعمار.[21]
وفي يناير/كانون الثاني 2022، عيّن السيسي العرجاني عضوا بمجلس إدارة “الجهاز الوطني لتعمير شبه جزيرة سيناء”، وهي هيئة اقتصادية عامة، كانت تتبع منذ تأسيسها في العام 2012 رئاسة حكومة القاهرة، ثم صدر القرار رقم 172 لسنة 2020، قضى بنقل الإشراف عليها إلى وزارة الدفاع المصرية بدلا من رئاسة مجلس الوزراء.[22]
ومع بداية الحرب الأخيرة على غزة، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن أن شركة “هلا للسياحة” المملوكة للعرجاني، ربما تكون قد حققت أرباحا تقارب 90 مليون دولار خلال بضعة أسابيع، نظير فرضها رسوما تصل إلى 5 آلاف دولار، على الفرد الواحد من سكان غزة، لقاء دخوله إلى مصر.
هذا النشاط الاقتصادي الواسع للعرجاني ارتبط بوجاهة اجتماعية ساهم النظام في تكريسها. فوفق مؤسسة “سيناء لحقوق الإنسان”، فقد صار “العرجاني” أول مدني يهبط بطائرة في مطار “الجورة العسكري”، في الأول من أيار/ مايو الجاري، وذلك منذ العام 1982، أي منذ تحرير “شبه جزيرة سيناء” كاملة.[23]
ويُعد المطار مقرا للقوات متعددة الجنسيات، في جنوب الشيخ زويد في شمال سيناء. إذ أنه ظهر في مقطع مصور داخل المعسكر، بعد أن أقلته طائرة حكومية من طراز (“غولف ستريم” 4) من قاعدة “ألماظة الجوية” في القاهرة، وهو ما لا يحدث إلا في حالات استثنائية، يكون فيها الضيف ملحقا عسكريا لدولة أجنبية.[24]
- علاقات العرجاني الخارجية
بجانب النشاط الاقتصادي في الداخل المصري وما يرتبط به من نشاطات تخص قطاع غزة، فإن العرجاني لديه علاقات خارجية تتمحور أيضا حول الاقتصاد.
ففي نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، تقاسم العرجاني اسم الوكيل لسيارات “بي إم دبليو” و”ميني كوبر” في مصر، مع تحالفين كويتي (مجموعة علي الغانم وأولاده للسيارات)، وسعودي (شركة محمد يوسف ناغى موتورز)، في مجموعة واحدة، أطلق عليها اسم “جلوبال أوتو” للسيارات.[25]
وفي عام 2023، تحالف “العرجاني” مع شركة “وورلد وايد للاستشارات” الإماراتية، وشركة “برنارد هاريسون” السنغافورية، عبر شركته “أبناء سيناء” وشركة “حدائق” لتطوير “حديقة الحيوان” في “الجيزة”. وحصلت الشركة الإماراتية على عقد انتفاع تشغيل الحديقة مدة 5 سنوات، بينما حصلت الشركة السنغافورية على عقد تصميمها، وتنفذ “أبناء سيناء” الأعمال الإنشائية.[26]
ولشركة أبناء سيناء فرع في مدينة دبي الإماراتية، عنوانه كما يظهر على موقعها الإلكتروني في برج أسبكت تاور / مكتب 2501، الخليج التجاري ـ دبي.[27]
كما حصل العرجاني من خلال شركته “نيوم للتطوير العقاري”، على عقود لإنشاء عدد من المشروعات الخاصة بـ”صندوق إعادة إعمار درنة الليبية”، والذي تموله الإمارات بشكل كامل، في الوقت الذي تدعم فيه “بلقاسم حفتر” نجل “خليفة حفتر” حليفها الأول في شرق ليبيا، وهو نفسه من وقّع عقود الشراكة مع “العرجاني”، بتمويل إماراتي.[28]
وفي عام 2023، زار العرجاني ليبيا ضمن وفد رسمي من القاهرة، لمناقشة اتفاقيات اقتصادية وأمنية بين مصر و”حكومة الوفاق” الليبية في غرب ليبيا.[29]
علاقات العرجاني الاقتصادية لا ترتبط بالإمارات أو ليبيا فحسب، ففي 24 أيار/ مايو 2024، نشر “اتحاد القبائل العربية” في صفحته على منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، صورا مرفقة بتعليق يقول إن وفدا من دولة قطر، يضم ممثلين عن “مجموعة الشيخ جاسم القطرية” زار “العرجاني”.
وجاءت صيغة التعليق المختصر بأسلوب مقارِب للبيانات الرسمية، التي تصدرها الهيئات والوزارات في القاهرة.[30] ووفق ما نشره “اتحاد القبائل العربية”، فقد تباحث الطرفان سبل التعاون المشترك في المجالات الصناعية والزراعية والتجارية، والاتفاق على تأسيس عدد من الشركات المشتركة، إضافة إلى توقيع بروتوكول تعاون مشترك، بين الشركات المملوكة للاتحاد وبين “مجموعة شركات الشيخ جاسم القطرية”.
ومؤخرا، وقعت “العرجاني جروب” وشركة الديار القطرية للاستثمار العقاري، عقد شراكة إستراتيجي لتنفيذ مشروع “سيتي جيت” بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة والبرج السكني بفندق سانت ريجينس ومشروع فندقي بمدينة شرم الشيخ والغردقة.
ويعد مشروع سيتي جيت المقرر تطويره ضمن عقد الشراكة هو أحد أكبر مشروعات شركة الديار في مصر، يقام على مساحة 8.5 مليون متر مربع، بجانب أن تكلفته النهائية حوالي 12 مليار دولار.[31]
وفيما يخص السعودية، فقد وصفت “التايمز” البريطانية العرجاني بأنه “جزء من رؤية 2030 الخاصة بالسعودية وولي عهدها محمد بن سلمان”. ولشركة “أبناء سيناء” مقر رسمي في المملكة العربية السعودية بسجل تجاري رقم 101858120 ومسجل ضريبيا برقم 311558197100003 ومقره في مدينة الرياض السعودية. وعلى الموقع الرسمي لأبناء سيناء التابعة للعرجاني هناك صفحة كاملة في خانة الخدمات، تتعلق بمشاركتهم في رؤية 2030 للسعودية، ونصوص تتحدث عن الرؤية والرسالة والأهداف أيضا.[32]
كما أن أحد شركاء العرجاني، هو عملاق تجارة السيارات السعودي محمد يوسف ناغي، رئيس مجلس إدارة غرفة جدة.
وإجمالا، فإن العرجاني، وبعد تعاونه مع الأجهزة المصرية في القضاء على “داعش”، نما نشاطه الاقتصادي بشكل ملحوظ، كما كان -وما زال- هذا النشاط بوابة له لنسج علاقات مع أطراف إقليمية. ولا يفوتنا هنا الإشارة إلى أن ذلك يجري بتسهيل ورعاية من النظام لهذه النشاطات.
اتحاد قبائل سيناء
وقبل الحديث عن “اتحاد القبائل العربية” الذي كان سببا في الجدل الذي تصاعد مؤخرا حول شخصية العرجاني، فمن المناسب هنا التفريق بين “اتحاد قبائل سيناء” و”اتحاد القبائل العربية”.
فرغم أن العرجاني هو رئيس الكيانين، إلا أن مهمتهما -بالنسبة للنظام- متباينتان. ففي حين يركز الأول على الجانب الأمني ومساعدة الجيش في سيناء، فإن الكيان الثاني هدفه الرئيسي مجتمعي يحاول جمع القبائل العربية في كيان واحد يمثل رافعة مجتمعية للسيسي.
ويشير تعريف اتحاد قبائل سيناء عبر حسابه بمنصة “إكس”، إلى أنه “جبهة قبلية موحدة تضم الغالبية العظمى من قبائل سيناء لمساندة الدولة المصرية في مواجهة التنظيمات المتطرفة ودعم عملية التنمية والتعمير”.[33]
وقبل 2013، نشط “اتحاد قبائل سيناء”، بقيادة الشيخ إبراهيم المنيعي، الذي نزح لاحقا إلى قطاع غزة؛ بعد أن اتهم الجيش المصري، في 2013، بشن حرب إبادة ضد أهالي سيناء.[34]
وخلال 2013، ظهر “اتحاد قبائل سيناء” بقيادة علي فريج، وبمشاركة العرجاني، وتحالف مع القوات المسلحة في حربها ضد “داعش”.[35] وقد أكد فريج ذلك حين صرح بأن القبائل في سيناء “أدت، ولا تزال، دورا كبيرا إلى جنب القوات المسلحة المصرية لاسترداد سيناء”.[36]
لكن على الرغم من انتهاء “حرب الإرهاب” في “سيناء”، إلا أن الاتحاد ظل مستمرا من دون أن يعلن عن هدف جديد له. وبحسب شهادة من صحافي سيناوي، فإن مشايخ القبائل أُخضعوا لتعليمات الأمن المصري، وصار لعدد منهم دور يؤدونه، ويحصلون على رواتب شهرية مقابل ذلك.[37]
وما زال الاتحاد يصدر بيانات عديدة، خاصة حول الحرب في غزة، أحدها صدر في 6 أيار/ مايو 2024، خاطب فيه المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية محذرا من خطورة اجتياح “إسرائيل” لمدينة رفح الفلسطينية، وذلك رغم أنه ليس حزبا سياسا أو كيانا رسميا تابعا للحكومة المصرية يمارس دوره في مخاطبة جهات دولية وعربية.[38]
وبالتالي، فنحن أمام كيانين قائمين مختلفين: “اتحاد قبائل سيناء” و”اتحاد القبائل العربية”. وهذا ما أشار إليه أمين عام حزب المؤتمر في محافظة شمال سيناء، موسى أبو عكيرش، الذي هو أيضا أحد أعضاء “اتحاد قبائل سيناء”، إذ قال إن “الكيانين مختلفان تماما، حيث إن الثاني أهدافه سياسية”.[39]
وأضاف أبو عكيرش أن “اتحاد قبائل سيناء تابع لسيناء فقط، أما اتحاد القبائل العربية يشمل جميع القبائل العربية في مصر من الصعيد والقاهرة والشرقية وبقية المحافظات، والهدف هو جمع تلك القبائل على كلمة واحدة في أي أمور سياسية تخص البلاد (قوتهم حوالي 28 مليون شخص).. ونهدف إلى أن تكون أكبر كيان سياسي وتكتل موجود بالفعل”.
وحول دور اتحاد قبائل سيناء، قال: “القتال هنا (سيناء) انتهى والدولة موجودة.. وكان الاتحاد يتعاون مع القوات المسلحة في القضاء على الإرهاب. الأمور انتهت تماما ولا وجود لمعارك (في سيناء) ولم نكن لنقيم مثل هذا المؤتمر لو أن سيناء ليست آمنة”.
واتفقت هذه التصريحات مع حديث الإعلامي المقرب من النظام، مصطفى بكري، الذي أكد أن “تجربة اتحاد قبائل سيناء مختلفة، فكانت تعمل بالتعاون مع القوات المسلحة والشرطة في سيناء لتحقيق هدف معين، هو تقديم المعلومات عن أماكن الإرهابيين والمساعدة في مواجهتهم. كانت مهمة وطنية قام بها أهالي سيناء خلال فترة العملية العسكرية الشاملة، وانتهى الأمر”.
وإجمالا، فإن “اتحاد قبائل سيناء” يختلف عن “اتحاد القبائل العربية”، ففي حين تتمحور مهمة الأول حول أهداف أمنية، فإن مهمة الثاني تتمحور حول أهداف سياسية واجتماعية، كما سنفصل في المحور القادم. ولا يزال الاتحادان قائمين حتى الآن، غير أن انحسار نشاط داعش في سيناء من جهة، وحاجة السيسي المتصاعدة لظهير شعبي جعلت الأولوية الحالية لاتحاد القبائل العربية.
ولا يفوتنا هنا -بطبيعة الحال- أن نذكر أن النواة الصلبة في الاتحادين واحدة، وهي العرجاني وقبيلته “الترابين”، ما يعني أن الاتحادين عبارة عن تمظهرات مختلفة للجهة ذاتها تقريبا.
وهذا ما أشار إليه الناشط السيناوي، أشرف أيوب، حين قال إن “اتحاد القبائل قديم، وكان يترأسه سابقا على فريج، واستُخدم من قبل النظام الحالي للتمهيد لأحداث 30 يونيو/حزيران 2013”. وأوضح أيوب أن “النظام الحالي أعاد استخدام الاتحاد في سيناء لمواجهة الإرهاب، ثم حول الاتحاد إلى كيان اقتصادي، ثم كيان سياسي عرقي”.[40]
ويمكن أن نفهم ذلك أيضا من تصريح “بكري” بأن العرجاني “مازال يرعي ويدعم ويشرف على اتحاد قبائل سيناء الذي كان له دوره في تطهير سيناء من الإرهاب جنبا إلى جنب مع الجيش والشرطة، ولأنه له دور اجتماعي وتنموي مع أهله في سيناء”.[41] إذ يشير ذلك إلى أن هذه الجهة الموحدة لها أكثر من تمظهر، الأول كان أمنيا، والثاني -والذي له الأولوية حاليا- هو الدور الاجتماعي.
اتحاد القبائل العربية
أُعلن عن تأسيس “اتحاد القبائل العربية”، في صحراء قرية العجراء جنوبي مدينة رفح المصرية، في مطلع مايو/أيار 2024، بمشاركة 30 قبيلة سيناوية، وبحضور برلمانيين، وشيوخ قبائل من مطروح والصعيد، فيما لم يشارك أي من القيادات الشرطية أو العسكرية، وتولت عناصر قبلية مسلحة تأمين المكان.[42]
الاتحاد الجديد يضم 30 قبيلة، منها: الترابين، والسواركة، والمساعيد، والعيادية، والسماعنة، والسعديين، والرميلات، والبياضية، والعقايلة، والدواغرة، والرياشات، والعبايدة، والتياهة، والحوات، والنجمات، وبلي، والأخارسة، والصفايحة، وبني فخر، وأولاد سليمان، والأغوات، وحجاب، والحويطات، وغيرها.[43]
وينضوي تحت الاتحاد مؤسسات أيضا، حيث أشار “بكري” إلى أن اتحاد القبائل العربية يضم “كيانات وجمعيات أهلية للقبائل موجودة.. مجموعات دخلت وانتمت إلينا كانت موجودة بالفعل في فترات سابقة، عددها ما بين 20 و25 جمعية”.[44] وضمن هذه المؤسسات “اتحاد قبائل سيناء”، و”مجلس القبائل العربية”، بقيادة الشيخ على فريج، المتحالف مع النظام.
وأقر اتحاد القبائل العربية في المؤتمر التأسيسي الأول له، في 2 مايو/ أيار 2024، عقد مؤتمرات جماهيرية له في المحافظات المصرية المختلفة. وقد عقد بالفعل مؤتمرا جماهيرا في محافظة الجيزة.[45]
ويجدر بنا استعراض تفاصيل البنية الهيكلية للاتحاد والأهداف المرجوة منه، حتى يتسنى لنا فهم أبعاد الجدل الذي أثير حوله مؤخرا، ومدى صوابيته.
- البنية الهيكلية للاتحاد
– السيسي رئيسا شرفيا.
– إبراهيم العرجاني رئيسا للاتحاد. وكما ذكر نائب رئيس اتحاد قبائل سيناء، أحمد رسلان، فإن اختيار العرجاني لرئاسة الاتحاد أتى “تقديرا لدوره في مواجهة التكفيريين بسيناء، ومساهماته الكبيرة في تقديم الخدمات لأهالي الجزيرة”.[46]
– هناك نائبان لرئيس الاتحاد؛ الأول: هو أحمد رسلان، من محافظة مرسى مطروح ورئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب سابقا، والثاني: اللواء أحمد ضيف صقر، من مركز جهينة بسوهاج، وهو ضابط سابق بجهاز أمن الدولة المنحل، ومحافظ الغربية السابق.
– مصطفى بكري متحدثا رسميا باسم الاتحاد.
– من المقرر أن يُختار مجلس رئاسي مكون من 20 عضوا، على أن تكون من مهام هذا المجلس اختيار الأمين العام للاتحاد.
– للاتحاد لجان فرعية من المفترض أن تُنتخب قريبا.
– وفق بكري، فإن الاتحاد سيتقدم إلى وزارة التضامن الاجتماعي لإنشاء جمعية ضمن الجمعيات الأهلية وفقا لقانون الجمعيات الأهلية حتى يعمل في الإطار الشرعي وسيكون هذا الاتحاد إطارا للعديد من الجمعيات التي أسست منذ سنوات طوال وحان الوقت لتوحيدها ولمواجهة كل التحديات التي تواجه الوطن في هذا الوقت.[47]
ويضيف “بكري” أن دور الاتحاد “سيكون مجتمعيا بالأساس”، قائلا: “نحن ليس حزبا سياسيا ولا نسعى أن نكون حزبا سياسيا، أيديولوجياتنا الفكرية هي الوطن والوطنية”.[48]
- الأهداف الرسمية للاتحاد
وفق العرجاني، فإن أهداف الاتحاد تتلخص في “خلق إطار شعبي وطني، يضم أبناء القبائل العربية، هدفه توحيد الصف، وإدماج كافة الكيانات القبلية في إطار واحد دعما لثوابت الدولة الوطنية، ومواجهة التحديات التي تهدد أمنها”.
وزعم العرجاني أن الاتحاد جاء استجابة “لمطالب رموز وكيانات عديدة في مناطق ومحافظات مختلفة آلت على نفسها أن تتجمع في إطار تنظيمي واحد، معبرا عن مئات القبائل في إطار وطني، يدعم ثوابت الدولة ومؤسساتها المختلفة”.[49]
ويكون ذلك عبر عمل الاتحاد على “إقامة مقرات، تنطلق منها لجان الاتحاد في المحافظات وكل المناطق الأخرى”. وذكر أن بعد تشكيل هياكله، سينطلق الاتحاد في تنظيم تحركات جماهيرية فاعلة “للتواصل مع أبناء القبائل للاتفاق على مهام العمل الوطني والتنظيمي للمرحلة القادمة”.
ويدعي نائب رئيس اتحاد القبائل العربية، أحمد رسلان، أن الكيان “كيان قبلي كبير يعمل كظهير شعبي خلف القيادة السياسية والجيش المصري”، مضيفا أن الكيان عبارة عن جمعية أهلية تعمل في إطار القانون.[50]
وينبثق عن هذه الأهداف مهام محددة للاتحاد:
1- أن يكون داعما للجيش في حماية الأمن القومي المصري ولقرارات القيادة السياسية فيما يختص بسيناء وأهلها.
2- أن يلعب الاتحاد دورا في إقامة مشاريع في سيناء ومطروح والمحافظات المصرية بشكل عام، من ذلك الشروع في إنشاء مدينة السيسي (قرية العجراء) التي كان ينتشر فيها تنظيم الدولة (داعش).
والجدير بالذكر أنه وبحسب بعض الشهادات المنشورة لأبناء القبائل، فإنهم قد أُجبروا على بيع أجزاء من أراضيهم إما لـ”العرجاني”، وإمّا لوسيط يعمل معه، لتتحول مساحة من الأرض بعمق 5 كيلو مترات في منطقة “العجراء” قرب “رفح الحدودية” إلى ما أُعلن عن تسميتها “مدينة السيسي الجديدة”.[51]
ويقول أحد أبناء عشيرة المراشدة، إحدى عشائر قبيلة السواركة التي تسكن بمركز ومدينة الشيخ زويد: “قبل سنوات، وتحديدا في العام 2016، اشترى العرجاني الأرض مقابل 30 مليون جنيه فقط، رغم أن قيمتها تقدر بما يزيد عن 250 مليونا على أقل تقدير”، مؤكدا أن المعلوم حتى اللحظة أن المدينة ملكية خاصة لمجموعة العرجاني.[52]
3- دعم القضية الفلسطينية وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، والوقوف في وجه تهجير الفلسطينيين.
- لماذا لجأ السيسي لتأسيس الاتحاد؟
يدرك النظام المصري أن هناك مساحات يعجز عن التحرك فيها إلا عبر وكلائه من أبناء هذه المجتمعات، وأن التحرك الفاعل في سيناء يستلزم أن يكون عبر وكلائها من أبناء قبائل سيناء.[53]
وهذا يعني أن الاتحاد عبارة عن محاولة لتنظيم الظهير الشعبي القبلي الداعم للنظام المصري، ولذلك يعلن الاتحاد ومسؤولوه “دعمهم وتأييدهم المطلق للقيادة السياسية”، وأن غايته أن يكون “ظهيرا للدولة وقيادتها ممثلة في السيسي”.[54]
كما يرى مراقبون أن من أهداف الاتحاد أن “يقود عملية توطين مصريين في المنطقة المحاذية للحدود المصرية مع إسرائيل؛ فتكون منطقة عازلة مع غزة، وتأكيدا على معارضة القاهرة سيناريو التهجير”.[55] وفي هذا السياق، كان من اللافت تصريح “بكري” بأن “تأسيس دولة فلسطينية” هو أحد أهداف الاتحاد.[56]
ويربط البعض تدشين اتحاد القبائل في هذا التوقيت برغبة النظام المصري في التصدي للتحركات الإسرائيلية الأخيرة في استقطاب بدو النقب، وقيامها بالتحالف مع القبائل والعشائر العربية بصحراء النقب والتي لها حدود متلاصقة ومباشرة وامتداد طبيعي لسيناء.[57]
لكن الأهداف المعلنة للاتحاد والتي تركز على الجانب المجتمعي، هذا بجانب هدف الاتحاد في عقد مؤتمرات جماهيرية في أنحاء مصر، وكون الاتحاد لا يختص بسيناء فقط، كلها أسباب ترجح أن السبب الرئيسي هو سعي السيسي لتشكيل ظهير مجتمعي له لدى القبائل.
- الاتحاد والأمن القومي المصري
– يحذر مراقبون من العرجاني لعدة مداخل مختلفة، فباعتبار أن مركز الثقل في “اتحاد القبائل العربية” موجود على الحدود في سيناء، فإن هذا يعطي للعرجاني واتحاده مساحة واسعة للحركة والمناورة وتعزيز الحضور والدور، خاصة إذا تعارضت مصالحه مع مصالح النظام.
علاوة على ذلك، فإن القبائل السيناوية المكونة لعصب هذا الاتحاد، مسلحة في معظمها، إذ تشكلت مجموعات قبلية قتالية تحت اسم “فرسان الهيثم”، بهدف محاربة تنظيم داعش في سيناء إلى جوار القوات المسلحة.[58] وبذلك يعد الاتحاد كيانا مسلحا، حيث صرح أحد مؤسسي الاتحاد وهو مصطفى بكري أن “الأسلحة لديهم مرخصة”.[59] هذا بالرغم من زعمه أيضا أن “اتحاد القبائل العربية سلم سلاحه بعد انتهاء مهمته بنجاح في مساندة القوات المسلحة في القضاء على الإرهاب”.[60]
لكن انضواء “اتحاد قبائل سيناء” تحت “اتحاد القبائل العربية” يؤكد على أن هذه القبائل تمتلك أسلحة وإن افترضنا أنها تضاءلت.
بالإضافة إلى الموقع الجغرافي والتسليح، فإن علاقات العرجاني مع دوائر المال والسياسة في الدول العربية، يرفع من حدة المخاوف المتعلقة بإعادة استنساخ نموذج حميدتي في السودان، إذا ما قررت إحدى تلك الدول دعمه من أجل مصالح أو أطماع إقليمية.[61]
هذه العوامل دفعت بعض القوى السياسية للتحذير من الاتحاد الجديد، فبدوره أصدر التيار الناصري الموحد بيانا قال فيه إن أي كيان يؤسس بهذه الطريقة “لن يجني من ورائه الوطن إلا خطر التفرقة والتقسيم والتفتيت ولنا في هذا نماذج عدة يدفع ثمنها غاليا وطننا العربي، كما أن العودة إلى الروابط القبلية لعلاج مشكلات المجتمع هو عمل رجعي يسلب من الأمة تكوينها القومى ويجعلها عاجزة عن حل مشكلاتها ورهينة لمشاريع التقسيم”.[62]
واتخذ حزب العيش والحرية الموقف نفسه، حيث حذر من “خطورة تلك التشكيلات التي تغذي النعرات القبلية على حساب المواطنة والمساواة، خصوصا مع تطور تسليحها”.[63]
واتفق مع هذه النظرة أكاديميون منهم عمار علي حسن، الذي رأى أن تأسيس هذا الاتحاد أمر “شديد الخطورة، لا سيما أن اتحاد القبائل العربية يمتلك نفوذا اقتصاديا هائلا وله أرض يقف عليها وسلطة قد تجعله يتبنى مطالب ونزوعا نحو الاستقلال أو الابتعاد عن الدولة المصرية”.[64]
– بخلاف من يحذرون من أن يكون اتحاد القبائل العربية تكرارا لنموذج مليشيات الدعم السريع في السودان، هناك مراقبون يستبعدون ذلك.[65] هذه النظرة التي تستبعد أن يكون العرجاني تكرارا لنموذج “حميدتي” قال بها العديد من السياسيين المصريين، منهم الأمين العام للتيار الحر، هشام قاسم، الذي يرى أن دور أعضاء الاتحاد “لن يتجاوز العمل مرشدين للأجهزة الأمنية والعسكرية في تعقب جماعات العنف، لكنهم، وحتى الآن على الأقل، لن يكون لهم تأثير ذو قيمة في المشهد السياسي والأمني في مصر وسيناء”.
هذا بالرغم من تأكيده على أن “إسباغ الدعم الرسمي على أي تجمع قبلي مهما كان نوعه وتسليحه، يُعد عبثا بالأمن القومي، وقد يفتح الباب أمام فوضى أمنية في المستقبل، بل هو ضرب لمفاهيم الدولة الحديثة في مقتل، كونه يخالف أبسط المبادئ التي تحصر السلاح في يد المؤسسات الرسمية للدولة”.
علاوة على ذلك، استبعد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، عمرو هاشم ربيع، إمكانية تحول هذا الاتحاد لمليشيا على غرار “الدعم السريع” في السودان والتورط في مواجهة الدولة المصرية، مشيرا إلى أن هذا السيناريو “غير وارد بالمرة”. هذا على الرغم من أنه أبدى مخاوفه من “تداعيات دعم الدولة لهذا الكيان في المستقبل البعيد”.
أيضا الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، عمرو الشوبكي، استبعد أن يكون العرجاني كحميدتي، قائلا: “لا أعتقد أن ذلك يحدث في مصر، مهما كان، المسألة بعيدة لأن الآخر (حميدتي) كان جزءا من المؤسسة العسكرية، لكن الوضع في مصر ليس كذلك، لا يمكن مقارنة اتحاد القبائل بالدعم السريع”.[66]
وبالتالي، فإن هؤلاء الخبراء يفسرون نفوذ العرجاني بأنه من نفوذ النظام نفسه، وبهذا لا يعدو العرجاني أن يكون ذراعا من أذرع مؤسسات النظام، أو بتعبير هشام قاسم، فإن أعضاء اتحاد القبائل العربية دورهم “لن يتجاوز العمل مرشدين للأجهزة الأمنية والعسكرية”.
وربما يدعم ذلك أننا إذا ما نظرنا إلى “اتحاد القبائل العربية”، سنجد أن له نائبين، الأول كان ضابطا في جهاز أمن الدولة، والثاني كان برلمانيا في عهد السيسي، كما أن المتحدث باسم الاتحاد هو مصطفى بكري المعروف بقربه من الأجهزة الأمنية.
وعند النظر إلى النشاط الاقتصادي للعرجاني، سنجد أن جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للجيش شريك في العديد من الشركات التي يترأسها العرجاني. وعلى سبيل المثال، فإن شركة “مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار” اشترطت فيها “الشركة الوطنية” التابعة للقوات المسلحة، امتلاك 51 بالمئة من رأس المال كي تشارك العرجاني فيها، كما أن بعض الشركات التي يترأسها العرجاني شارك السيسي في افتتاحها كما أشرنا آنفا.
وبالتالي، فإن هذه شواهد تشير إلى أنه لا يوجد خطر حقيقي آني على الأمن القومي، إذ لا يربو العرجاني -وفق هذه النظرة- عن كونه مجرد تابع للنظام، ولا يوجد ثقل يستقل به، بعيدا عن القدر الذي يسمح له به النظام.
خاتمة
مثّل الانقلاب العسكري في 2013 محطة صعود بارزة في تاريخ العرجاني، إذ صحب الانقلاب متغيران، الأول تصاعد نشاط “داعش” في سيناء، والثاني جنوح النظام نحو انخراط القوات المسلحة في الأنشطة الاقتصادية بصورة واسعة، بل واحتكار بعض القطاعات.
ومن هنا، شارك العرجاني الجيش المصري في التصدي لداعش، كما برزت على الساحة العديد من الشركات التي تعمل في مجالات مختلفة. وبهذا تصاعد الجدل حول خطورة وجود نموذج كهذا، يجمع بين درجة ما من القوة الأمنية والقوة المالية، هذا مع وجوده في سيناء، أحد أهم ساحات الأمن القومي المصري.
ونحن هنا إزاء وجهتي نظر، الأولى ترجح كون العرجاني تكرارا لنموذج “الدعم السريع” السودانية أو “قوات فاغنر” الروسية. والثانية ترى أن العرجاني ما هو إلا أداة من الأدوات التي تستخدمها الأجهزة المصرية في ملفات اقتصادية واجتماعية وسياسية. وتستند هذه الرؤية إلى أن أفرادا من أجهزة النظام يشاركون العرجاني في إدارة بعض المؤسسات التي يترأسها، كما أن المجموعات الاقتصادية التابعة للنظام شريكة مع للعرجاني في العديد من نشاطاته الاقتصادية.
والواقع يؤكد أن النظام يستخدم العرجاني في العديد من الملفات، خاصة تلك التي تخص غزة وسيناء.
لكن هذا، في الوقت نفسه، لا ينفي أن العرجاني -كشخص- يستفيد من المساحة التي يفردها النظام له. وإذا ما أخذنا في الاعتبار علاقات العرجاني المتنامية ببعض الأطراف الإقليمية كالإمارات، فإن استمرار انخراطه في نشاطات اقتصادية وأمنية على فترات طويلة سيقود -بشكل أو بآخر- إلى أن يكون العرجاني بنفسه مصدر ثقل. وهذا ربما يشكل نذير خطر في المستقبل، خاصة إذا حدث تغيير سياسي في مصر.
المصادر
[1] جهان حافظ، العرجاني.. كيف يخلق “السيسي” “حميدتي” جديد في مصر؟، السفير العربي، 30 مايو/أيار 2024 – الرابط
[2] إسماعيل يوسف، إبراهيم العرجاني.. مقاول عسكر مصر لإدارة “بيزنس سيناء” ومشاريع إعمار غزة، الاستقلال، تاريخ الدخول: 2 يونيو/حزيران 2024 – الرابط
[3] بعد أن ضحى بهم الأمن.. البدو يطالبون بالإفراج عن العرجانى وأبو لافى، اليوم السابع، 26 أبريل/نيسان 2009 – الرابط
[4] إسماعيل يوسف، إبراهيم العرجاني.. مقاول عسكر مصر لإدارة “بيزنس سيناء” ومشاريع إعمار غزة، الاستقلال، تاريخ الدخول: 2 يونيو/حزيران 2024 – الرابط
[5] أيمن عبد المجيد، إبراهيم العرجاني أبرز معتقلي المظاهرات علي الحدود مع إسرائيل: سيناء ثارت ضد مبارك قبل «التحرير» بسنوات.. وأمنها مرهون بإسقاط العقوبات الظالمة، صحيفة روزاليوسف اليومية، 15 سبتمبر/أيلول 2011 – الرابط
[6] إسماعيل يوسف، إبراهيم العرجاني.. مقاول عسكر مصر لإدارة “بيزنس سيناء” ومشاريع إعمار غزة، الاستقلال، تاريخ الدخول: 2 يونيو/حزيران 2024 – الرابط
[7] مشايخ قبائل سيناء ناقشنا مع المشير السيسي كل ما يخص الشأن السيناوي، المحور دراما، 14 مايو/أيار 2014 – الرابط
[8] جهان حافظ، العرجاني.. كيف يخلق “السيسي” “حميدتي” جديد في مصر؟، السفير العربي، 30 مايو/أيار 2024 – الرابط
[9] العرجاني يخاطب الدول ويستقبل وفودا ويعقد صفقات.. هل شكل دولة موازية في مصر؟، عربي 21، 25 مايو/أيار 2024 – الرابط
[10] Brian Rohan, Egypt arming Sinai tribesmen in fight against Islamic State, Associated Press, September 27, 2018 – Link
[11] تعاظم دور العرجاني بأجهزة للجيش المصري.. هل يتحول إلى “حميدتي” جديد؟، عربي 21، 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 – الرابط
[12] Brian Rohan, Egypt arming Sinai tribesmen in fight against Islamic State, Associated Press, September 27, 2018 – Link
[13] ريد مطر، العرجاني الذي مرره السيسي بعيداً عن سلطة الدستور والقانون، درج، 25 مايو/أيار 2024 – الرابط
[14] Mark Perry, Looking for Hashish in Cairo? Talk to the Police, Foreign Policy, August 23, 2013 – Link
[15] زياد سلامة، نقل السلاح من سيناء إلى غزة… مهمّة لن تنتهي، الأخبار اللبنانية، 6 يوليو/تموز 2016 – الرابط
[16] العرجاني: الحمدلله لاختيارنا سفير من سفراء مبادرة “حياة كريمة” بعد اجتماع رجال الأعمال المصريين مع سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحساب الرسمي للعرجاني على منصة “فيسبوك”، 15 يوليو/تموز 2021 – الرابط
[17] جهان حافظ، العرجاني.. كيف يخلق “السيسي” “حميدتي” جديد في مصر؟، السفير العربي، 30 مايو/أيار 2024 – الرابط
[18] زياد سلامة، نقل السلاح من سيناء إلى غزة… مهمّة لن تنتهي، الأخبار اللبنانية، 6 يوليو/تموز 2016 – الرابط
[19] ريد مطر، العرجاني الذي مرره السيسي بعيداً عن سلطة الدستور والقانون، درج، 25 مايو/أيار 2024 – الرابط
[20] كلمة العرجاني على هامش المؤتمر الصحفي للإعلان عن الراعي الجديد لفريق الكرة في كأس العالم للأندية، القناة الرسمية للنادي الأهلي، 19 يناير/كانون الثاني 2023 – الرابط
[21] إسماعيل يوسف، إبراهيم العرجاني.. مقاول عسكر مصر لإدارة “بيزنس سيناء” ومشاريع إعمار غزة، الاستقلال، تاريخ الدخول: 2 يونيو/حزيران 2024 – الرابط
[22] جهان حافظ، العرجاني.. كيف يخلق “السيسي” “حميدتي” جديد في مصر؟، السفير العربي، 30 مايو/أيار 2024 – الرابط
[23] أول مدني مصري يهبط بطائرة في مطار “الجورة العسكري” التابع للقوات متعددة الجنسيات منذ عام 1982.، مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، 11 مايو/أيار 2024 – الرابط
[24] جهان حافظ، العرجاني.. كيف يخلق “السيسي” “حميدتي” جديد في مصر؟، السفير العربي، 30 مايو/أيار 2024 – الرابط
[25] أحمد بهاء الدين، محمد قنديل الرئيس التنفيذى لمجموعة جلوبال أوتو لـ«المصرى اليوم»: رسالتى مباشرة وبسيطة جدا.. أقول لعميل BMW و MINI فى مصر «اطمئن أنت الآن فى أيد أمينة»، المصري اليوم، 15 ديسمبر/كانون الأول 2022 – الرابط
[26] جهان حافظ، العرجاني.. كيف يخلق “السيسي” “حميدتي” جديد في مصر؟، السفير العربي، 30 مايو/أيار 2024 – الرابط
[27] أسامة جاويش، حكاية إبراهيم العرجاني.. مقاول الدول العربية، عربي 21، 24 مايو/أيار 2024 – الرابط
[28] جهان حافظ، العرجاني.. كيف يخلق “السيسي” “حميدتي” جديد في مصر؟، السفير العربي، 30 مايو/أيار 2024 – الرابط
[29] ما وراء ظهور العرجاني بوفد القاهرة لطرابلس؟، العربي الجديد، 24 مايو/أيار 2023 – الرابط
[30] جهان حافظ، العرجاني.. كيف يخلق “السيسي” “حميدتي” جديد في مصر؟، السفير العربي، 30 مايو/أيار 2024 – الرابط
[31] شريف عمر، «العرجاني جروب» تبرم شراكة إستراتيجية مع الديار القطرية لتنفيذ مشروعات سكنية وفندقية، جريدة المال، 23 يونيو/حزيران 2024 – الرابط
[32] أسامة جاويش، حكاية إبراهيم العرجاني.. مقاول الدول العربية، عربي 21، 24 مايو/أيار 2024 – الرابط
[33] الحساب الرسمي لاتحاد قبائل سيناء على منصة “إكس”، تاريخ الوصول 20 يونيو/حزيران 2024 – الرابط
[34] اتحاد القبائل العربية بقيادة “العرجاني”: البنية والأهداف واختلافها عن ميلشيا الدعم السريع، الشارع السياسي، 3 يونيو/حزيران 2024 – الرابط
[35] عبد الكريم سليم، اتحاد القبائل العربية في سيناء… مليشيا أم داعم للدولة؟، العربي الجديد، 5 مايو/أيار 2024 – الرابط
[36] المصدر نفسه
[37] جهان حافظ، العرجاني.. كيف يخلق “السيسي” “حميدتي” جديد في مصر؟، السفير العربي، 30 مايو/أيار 2024 – الرابط
[38] اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح، الحساب الرسمي لاتحاد قبائل سيناء على منصة “إكس”، 6 مايو/أيار 2024 – الرابط
[39] العرجاني و”اتحاد القبائل العربية” في مصر.. مخاوف وتطمينات، الحرة، 5 مايو/أيار 2024 – الرابط
[40] كيان مريب.. ما خطورة تشكيل “اتحاد العرجاني” على أمن مصر؟، عربي 21، 5 مايو/أيار 2024 – الرابط
[41] مصطفى بكري: الإخوان المسلمون “يهاجمون” رجل الأعمال المصري إبراهيم العرجاني لهذا السبب، سي إن إن، 4 أغسطس/آب 2024 – الرابط
[42] اتحاد القبائل العربية بقيادة “العرجاني”: البنية والأهداف واختلافها عن ميلشيا الدعم السريع، الشارع السياسي، 3 يونيو/حزيران 2024 – الرابط
[43] كيان مريب.. ما خطورة تشكيل “اتحاد العرجاني” على أمن مصر؟، عربي 21، 5 مايو/أيار 2024 – الرابط
[44] إسراء خالد، «عن أي مليشيات تتحدثون؟!».. ماذا قال إعلاميون عن اتحاد القبائل العربية برئاسة العرجاني؟، المصري اليوم، 5 مايو/أيار 2024 – الرابط
[45] تامر هنداوي، مصر: دور غامض للعرجاني… وتخوف من دور لاتحاد القبائل الجديد في ترتيبات ما بعد حرب غزة، القدس العربي، 12 مايو/أيار 2024 – الرابط
[46] محمد مخلوف، ميليشيا أم جيش.. تفاصيل اتحاد القبائل العربية الذي أطل من سيناء، العربية، 6 مايو/أيار 2024 – الرابط
[47] تامر هنداوي، مصر: دور غامض للعرجاني… وتخوف من دور لاتحاد القبائل الجديد في ترتيبات ما بعد حرب غزة، القدس العربي، 12 مايو/أيار 2024 – الرابط
[48] المصدر نفسه
[49] مصطفى سنجر، إطلاق اتحاد القبائل العربية من جنوب رفح بشمال سيناء، بوابة الشروق، 1 مايو/أيار 2024 – الرابط
[50] محمد مخلوف، ميليشيا أم جيش.. تفاصيل اتحاد القبائل العربية الذي أطل من سيناء، العربية، 6 مايو/أيار 2024 – الرابط
[51] يملكها العرجاني.. ما نعرفه عن مدينة “السيسي” الجديدة قرب الحدود مع غزة، زاوية ثالثة، 30 أبريل/نيسان 2024 – الرابط
[52] المصدر نفسه
[53] اتحاد القبائل العربية بقيادة “العرجاني”: البنية والأهداف واختلافها عن ميلشيا الدعم السريع، الشارع السياسي، 3 يونيو/حزيران 2024 – الرابط
[54] مؤمن جمال، «يوحد الصف ويدعم ثوابتها».. اتحاد القبائل العربية ظهير الدولة لحماية الأمن القومي، بوابة أخبار اليوم، 1 مايو/أيار 2024 – الرابط
[55] مدينة السيسي ورئاسة العرجاني.. ما هو “اتحاد القبائل العربية” الذي أطلق في مصر؟، الحرة، 1 مايو/أيار 2024 – الرابط
[56] عبد الكريم سليم، اتحاد القبائل العربية في سيناء… مليشيا أم داعم للدولة؟، العربي الجديد، 5 مايو/أيار 2024 – الرابط
[57] كشف عن سبب اختياره العرجاني رئيسا.. اتحاد القبائل العربية يعقد مؤتمرا في الجيزة ويوجه رسالة لإسرائيل، آر تي الروسية، 15 مايو/أيار 2024 – الرابط
[58] عبد الكريم سليم، اتحاد القبائل العربية في سيناء… مليشيا أم داعم للدولة؟، العربي الجديد، 5 مايو/أيار 2024 – الرابط
[59] ريد مطر، العرجاني الذي مرره السيسي بعيداً عن سلطة الدستور والقانون، درج، 25 مايو/أيار 2024 – الرابط
[60] تامر هنداوي، مصر: دور غامض للعرجاني… وتخوف من دور لاتحاد القبائل الجديد في ترتيبات ما بعد حرب غزة، القدس العربي، 12 مايو/أيار 2024 – الرابط
[61] أسامة جاويش، حكاية إبراهيم العرجاني.. مقاول الدول العربية، عربي 21، 24 مايو/أيار 2024 – الرابط
[62] بيان التيار الناصري الموحد حول تأسيس (اتحاد القبائل العربية)، الحساب الرسمي لحمدين صباحي على منصة “إكس”، 6 مايو/أيار 2024 – الرابط
[63] تامر هنداوي، مصر: دور غامض للعرجاني… وتخوف من دور لاتحاد القبائل الجديد في ترتيبات ما بعد حرب غزة، القدس العربي، 12 مايو/أيار 2024 – الرابط
[64] “اتحاد العرجاني ” للقبائل العربية بين مساري فاجنر وحميدتي..اشكالات الدولة المركزية وتحديات الأمن القومي، الشارع السياسي، 6 يونيو/حزيران – الرابط
[65] محمد أبو الفضل، اتحاد القبائل العربية بمصر، العرب اللندنية، 7 مايو/أيار 2024 – الرابط
[66] العرجاني و”اتحاد القبائل العربية” في مصر.. مخاوف وتطمينات، الحرة، 5 مايو/أيار 2024 – الرابط