المحتويات
- مقدمة
- المحور الأول: حسابات الكيان الصهيوني
- المحور الثاني: الحسابات الأردنية
- المحور الثالث: الحسابات الإيرانية
- خاتمة
مقدمة
في 3 يونيو/حزيران 2024، أدى قصف صاروخي لقوات الاحتلال الصهيونية على محيط مدينة حلب، في الشمال السوري، إلى اغتيال أحد أهم المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، وهو المستشار سعيد أبيار، والذي تدفقت الأخبار حول مقتله جراء هذا القصف، لكن من دون الإشارة إلى أية بيانات تتعلق به أو برتبته أو بطبيعة دوره في سوريا.
بل إن الوكالات الإخبارية لم تنقل أية تفاصيل تتعلق بالضحايا الآخرين في القصف الصهيوني، والذين بلغ عددهم 17 قتيلا و15 جريحا[1]، ليبدأ تدفق المعلومات مع نشر مصادر عبرية عن الرجل وهويته، وبدورها، نقلت المصادر العربية عنها[2].
الغموض الذي لف هذه عملية القصف يطرح تساؤلا مفاده: ما موقع عمليات القصف الأخيرة في “إستراتيجية المعركة بين الحروب” التي يعتمد عليها الكيان الصهيوني لضمان الانتصار في المواجهة إذا ما حدثت؟
ومما أثير في هذا الصدد أيضا أن الكيان الصهيوني ورّط المملكة الأردنية في هذه العملية، وذلك من خلال استخدام مجالها الجوي لتمرير الصواريخ الذكية التي استخدمت في العملية. فما دوافع وأهداف الكيان الصهيوني مع هذا التوريط؟ وما دوافع وأهداف الأردن مع هكذا مشاركة؟
وأخيرا، صاحب وفاة أبيار، تهديد صادر عن رئيس الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، مماثل للتهديد الذي صدر في أعقاب اغتيال القائد الكبير في الحرس الثوري، رضا زاهدي، في حادث قصف القنصلية الإيرانية في دمشق. فما دلالات التهديد الحاد الذي أطلقه “سلامي”؟
تحاول هذه الورقة الإجابة على تلك الأسئلة، من خلال رصد آخر مستجدات التصعيد بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
المحور الأول: حسابات الكيان الصهيوني
يتنازع الساحة السياسية الإسرائيلية حاليا تصوران، الأول يتعلق بضرورة التوقف لالتقاط الأنفاس، وإعادة ترميم الروح المعنوية والقدرات القتالية، لحين تحقيق درجة عالية من إعادة التأهيل. هذا التوجه انعكس في استقالات بعض الوزراء والقادة العسكريين في حكومة الحرب بالكيان الصهيوني، وعلى رأسهم بيني غانتس وغادي آيزنكوت،[3] والتي أتت كاستجابات لـ”تخبط القرار الإستراتيجي” في حكومة الحرب، الأمر الذي “قاد إلى طول أمد الحرب” و”حال دون تحقيق نصر حقيقي” وأدى “لجعل الثمن في الحرب باهظ وأليم”[4]. هذه اللهجة تعتبر انعكاسا لحالة انهيار شاملة في الروح المعنوية بالمؤسسة العسكرية للكيان[5].
وفي المقابل، ثمة توجه آخر يتمثل في إصرار اليمين المتطرف بالكيان الصهيوني على المضي قدما بالحرب، حيث يرى خبراء أن هناك حاجة ملحة في الكيان الصهيوني لخوض حرب كبيرة لاستعادة الردع،[6] وفي هذا السياق، تحاول إسرائيل جر الولايات المتحدة ودول أخرى إلى الحرب.
وبينما يحصر بعض الخبراء رغبة إسرائيل في الحرب بدوافع نتنياهو الشخصية فقط، فإن آخرين، من بينهم الخبير الروسي، ألكسندر نازاروف، يرون أن هناك إجماعا على هذه القضية بين معظم القوى السياسية الإسرائيلية، التي ترى في هذه الحرب فرصة تاريخية للقضاء على التهديد الإيراني.
في هذا السياق، جاء الهجوم الذي وقع في 3 يونيو/حزيران 2024 ليمثل خرقا لجدار من الصمت ساد منذ الهجمات الإيرانية التي حملت اسم “الوعد الصادق” في منتصف أبريل/نيسان 2024.
وقبل عملية “الوعد الصادق” كانت هجمات سلاح الجو لقوات الاحتلال الصهيوني على سوريا قد تحولت إلى “روتين أسبوعي” تباشره قوات الاحتلال؛ تجنبا لترسيخ الوجود العسكري الإيراني في سوريا.
وذكر مسؤول بجيش الاحتلال الصهيوني أن الجيش، حتى أغسطس/آب 2018، هاجم أكثر من 200 هدف في سوريا خلال الأشهر الـ 18 الماضية، معظمها تابع لإيران[7].
كما أورد “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى” أن حصاد هذه الهجمات على الإقليم السوري كان مقتل عشرات المستشارين العسكريين الإيرانيين والمنتمين لحزب الله اللبناني[8]، كان آخرهم القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني، رضا زاهدي، القائد السابق لـ”فيلق القدس” في كل من سوريا ولبنان حتى عام 2016[9]، والمستشار العسكري الإيراني في سوريا منذ ذلك الحين.
ورغم انقطاع هذه الهجمات “الروتينية” الجراحية لسلاح الجو الصهيوني، بعد عملية قنصلية دمشق، إلا أنها ما لبثت أن عادت عبر ضربتين، أسفرت ثانيتهما عن اغتيال المستشار العسكري الإيراني، سعيد أبيار، والذي لم تتكشف، في الإعلام، أبعاد شخصيته ودوره إلا بعد مرور 3 أيام على حادث القصف.
وذلك حين نشرت صحف عربية، نقلا عن تقرير بإحدى المواقع الأمنية المبثوثة بالعبرية، وضع سعيد أبيار الذي حمل لقب (حاج قاسم)، والذي يحمل رتبة لواء في الحرس الثوري الإيراني، وكان -حين مقتله- يشغل منصب مدير التخطيط العسكري للقوات السورية واللبنانية غير الحكومية.
ولم تبدأ علاقة “الحاج قاسم” بالقوات الإيرانية في الخارج مع توليه منصبه المشار إليه في يناير/كانون الثاني 2022، حيث سبق له أن شغل منصب مدير التخطيط العسكري للقوات البرية لحزب الله اللبناني في عام 2006.
ونشرت صحف عربية كذلك أن القتلى في القصف ينتمون لقوتين أساسيتين؛ أولاهما (الوحدة 109) من (فيلق القدس)، والثانية (القوة 4400) من حزب الله اللبناني، فيما كان محل القصف مصنع لإنتاج رؤوس الصواريخ[10].
وعلى الرغم من هذه السيرة الذاتية القوية، والتي كانت سببا ظاهريا للقصف؛ إلا أنت مراد القصف حمل أبعادا أخرى، تمثل إحداها في تدفق قرائن أدت للاشتباه في نقل إيران أسلحة إلى لبنان[11]. غير أن المعالجات المنشورة للمعلومات المتاحة تحمل وجهتي نظر.
وجهة النظر الأولى تفيد بأن هذه الضربات تأتي في سياق السباق العسكري-الاستخباراتي بين كل من إيران والكيان الصهيوني على إقامة أو ضرب مراكز البنية التحتية العسكرية التي تهدد الكيان الصهيوني.
فمن جهة، تعمل إيران على تطوير ومراكمة تصنيع وتخزين السلاح في منطقة الشام، حيث نقلت إيران عمليات تصنيع متعلقة بالصواريخ والمسيرات إلى كل من سوريا ولبنان.[12]
وبالتالي، فإن المواقع التي تُكتشف، تعمل قوات الاحتلال الصهيوني على قصفها، لتبدأ سلسلة من عمليات إعادة تموضع مراكز التصنيع، والعمليات المعقدة المرتبطة بإخفاء التحركات لتغيير مقار المصانع، مصحوبة بنشاط محموم في الكيان الصهيوني للتعرف على المواقع الجديدة، وقصفها لمنع تراكم القوة العسكرية لـ”محور المقاومة”،[13] ما يعرف بـ”إستراتيجية المعركة بين الحروب”.[14]
أما وجهة النظر الثانية، فترى أن تحركات الكيان الصهيوني تشير إلى أنه يستعد لشن حرب واسعة النطاق ضد حزب الله في المناطق اللبنانية المتاخمة لسوريا.[15] هذه الحرب يمكن أن تبدأ عندما تخفت حدة الحرب على غزة.
وبهذا التصور، تذهب المعالجات إلى أن الكيان الصهيوني يهدف إلى التأكد من أن حزب الله -أكثر الحلفاء ولاء لإيران ووظيفية في مشروعها التوسعي والركيزة الأساسية في جهود طهران لاستعراض قوتها في المنطقة- صار ضعيفا قدر الإمكان قبل بدء أية مواجهة مفتوحة معه[16].
ويمكننا أن نضيف هنا بُعدا آخر لتحليل المعلومات الاستخباراتية التي وردت في هذا الصدد، وذلك من خلال اعتبار اغتيال “زاهدي” في القنصلية الإيرانية في دمشق، وما تبعه من استهدافات، كانت خطوات إسرائيلية تهدف إلى تحذير إيران مما يتعلق بالمرحلة الثانية لوجود مليشياتها في الجنوب السوري، والمتمثل في الإعداد لمسار عسكري متزامن لبناني-سوري ضد الكيان الصهيوني.
تمثل رد فعل الكيان على هذا المسعى الإيراني في توجيه ضربة تحذيرية عبر قصف القنصلية الإيرانية في دمشق. غير أن هذه العملية لم تكن الرسالة الأولى في هذا الصدد. ففي فبراير/شباط 2024، أعلنت القيادة الشمالية لجيش الاحتلال عن إجرائها تدريبات تتضمن سيناريوهات تشمل العمل على الجبهتين اللبنانية والسورية في آن واحد.
وفي أعقاب هذه التدريبات، أعلنت بحرية الكيان الصهيوني عن انتهاء أسطول سفن الصواريخ التابع للبحرية من تدريبات واسعة النطاق على الجبهة الشمالية، كانت تحاكي قتالا واسع النطاق ومتعدد الأفرع في الساحة البحرية الشمالية، وتضمنت تعاونا بين أسطول سفن الصواريخ وسلاح الجو. وذكر بيان لجيش الاحتلال أن تدريبات القيادة الشمالية شملت خططا للرد على أية سيناريوهات محتملة؛ منها التصدي لطائرات مسيرة، وإجراء عمليات إنقاذ جوي من السفن، وإعادة تزويد سفينة صواريخ بالوقود وهي في البحر[17].
في هذا الإطار، يبدو أن كل من “زاهدي” و”أبيار” كانا يعملان في إطار الإعداد لقيادة عسكرية موحدة لجبهتي سوريا ولبنان؛ تحسبا لمواجهة متزامنة مع الكيان الصهيوني.[18] وكانت المهمة الإستراتيجية الأبرز في هذا الإطار هي العمل على استحداث مواقع على مشارف الجولان السوري، وتشكيل مجموعات محلية تتبع لحزب الله في هذه المنطقة، فضلا عن مجموعات أخرى تتبع عددا من فصائل المقاومة الفلسطينية[19].
وعلى الرغم من أن أمارات عدة تشي باستعداد الكيان الصهيوني لخوض معركة في الشمال، ومن ضمن استعداداته في هذا الصدد سحبه عدة ألوية عسكرية شاركت في العدوان على قطاع غزة[20]، إلا أن مخاوف من صعوبة هذه المعركة دفعت إدارة الاحتلال لتوريط دول عربية في صراعها مع إيران.
هذا علاوة على محاولة استدعاء دول أوروبية، على رأسها فرنسا، الدولة الاستعمارية السابقة في لبنان، لتخفيف وطأة المواجهة،[21] حيث تبحث فرنسا اليوم مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني خارطة طريق؛ تهدف إلى تنسيق المبادرات التي تقوم بها كل من باريس وواشنطن، في إطار المساعي لتجنب اشتعال الجبهة، شمال فلسطين المحتلة[22].
وفيما يتعلق بقصف حلب، واغتيال أبيار، فإن مراقبين يرون أن الكيان الصهيوني ورّط الأردن في هذا القصف عبر فتح مجاله الجوي لمرور الصواريخ التي ضربت شمال سوريا، وأن هذا التورط أتى في مقابل مساعي لإنهاء العمليات في غزة، وعزل إمكانية فتح جبهة جديدة في الضفة، خاصة أن تصاعد المواجهات الفلسطينية-الإسرائيلية في الضفة الغربية يثير مخاوف عمّان من أن تستغل طهران الفراغ الذي قد ينجم عن انهيار محتمل للسلطة الفلسطينية[23].
وهو الأمر الذي لفت إليه قائد الحرس الثوري الإيراني نفسه، حسين سلامي، قبل أكثر من عام[24]، وهي نفس المخاوف التي أعرب عنها رئيس السلطة الوطنية، محمود عباس، في أعقاب عملية قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، مطلع أبريل/نيسان 2024[25]. وهي مخاوف قرأها مراقبون باعتبارها تعبير عن استهداف إيراني للأردن[26]. ويمكن القول بأن توريط الأردن في هذا الإطار حمل عدة أبعاد، منها:
= فمن ناحية، فإن الرسالة السياسية التي أريد نشرها عبر توريط الأردن في هذه العملية، هي رسالة إحراج لحزب الله اللبناني على مستويين:
المستوى الأول أنها رسالة تقول إن هدف الكيان الصهيوني هو تحقيق أمنه، وليس الإضرار بلبنان، ولهذا فإن العملية لم تمر بالمجال الجوي اللبناني لتجنب تأزيم الموقف، ولأنه كان بالإمكان تجنب التصعيد الحاد للأزمة العسكرية في حال حاول حزب الله التصدي للصواريخ المشاركة في العملية.
وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أن القصف المتناثر الذي يباشره الكيان الصهيوني بحق لبنان، وردود حزب الله على هذا القصف، يأتي في إطار مركب من تتبع أهداف تابعة لحزب الله عبر الإقليم اللبناني من جهة، ولزيادة حدة الضغط الداخلي اللبناني على حزب الله من جهة أخرى.[27] لكن في نهاية المطاف، فإن التصعيد المتبادل يدفع كلفته كل من حزب الله والكيان الصهيوني على حد سواء[28].
أما المستوى الثاني، فيتمثل في أن قصف الهدف العسكري الإيراني في الشمال السوري تم بمعاونة دولة عربية، ما يعني أن المواجهة لم تعد صراعا عربيا-إسرائيليا، بل باتت معركة تأمين تكتيكية، يقف فيها العرب والصهاينة جنبا إلى جنب لتحييد التهديد الإيراني، خاصة وأن عمّان ترى أنها تتعرض لتهديد أمني مباشر من طهران عبر الميليشيات العراقية والسورية التي تهاجم حدودها لتهريب السلاح[29] والمخدرات[30]، منها حزب الله العراقي، وميليشيا الحشد الشعبي. وسبق لهذه الميليشيات أن منعت عبور ناقلات نفط برية للأردن ردا على رفض الأردن السماح لهم بعبور أراضيه إلى الأراضي المحتلة[31].
هذه الرسالة تجعل حزب الله اللبناني أكثر عرضة لضغوط الفرقاء اللبنانيين، عبر الزعم أنه يخوض معركة لا تُجمع عليها الأنظمة العربية.[32]
= ومن ناحية ثانية، فإن اللجوء إلى الأردن كان أفضل من الناحية العسكرية، لأنه أكثر اختصارا من حيث المسافة، هذا علاوة على أن تجنب الأجواء اللبنانية جنب الصواريخ الإسرائيلية قدرات فاعل مثل حزب الله، كما أن دخول هذه الصواريخ الأجواء السورية من الشرق أدى لتقليص المخاطر التي كان بإمكانها مواجهتها، وبخاصة مع وجود تاريخ للدفاع الجوي السوري في مواجهة المسيرات والمقاتلات وحتى الصواريخ الذكية الخاصة بالكيان الصهيوني، وربما أيضا تلك القدرات الجوية الأمريكية[33].
المحور الثاني: الحسابات الأردنية
أتي تسهيل الأردن للقصف الإسرائيلي الأخير على ضواحي مدينة حلب في الشمال السوري ضمن قرار عمّان بالمضي قدما في تنفيذ عقد الوكالة، الذي تمثل في صورة اتفاق للتعاون الدفاعي مع واشنطن.
إذ وقعت الأردن والولايات المتحدة اتفاقية تعاون دفاعي في 21 مارس/آذار 2021[34]، يوفر بموجبها الأردن أماكن حصرية للقوات الأمريكية تشمل 15 موقعا، وهذه الأماكن يتحكم الجانب الأمريكي بالدخول إليها، ويجوز لهذه القوات حيازة وحمل الأسلحة في الأراضي الأردنية، أثناء تأديتها مهامها الرسمية[35].
وكان قرار الأردن بالوكالة لصالح الولايات المتحدة في الأزمات الإقليمية قرارا مزدوج الخلفية، اقتصادي وأمني على حد سواء.[36]
فبالنظر للقطاعات التي تقود عملية النمو في الأردن خلال السنوات الخمس الماضية، نجد أن قطاع الخدمات لعب دورا رئيسيا في تلبية الطلب الناتج عن اتفاقية التعاون الأمني والعسكري بين الأردن والولايات المتحدة. ومن أبرز القطاعات الخدمية التي ساهمت في هذا المجال: النقل، الاتصالات، التمويل، التأمين، وتجارة الجملة والتجزئة. هذه القطاعات تعتبر محورية في دعم النشاطات اللوجستية والأمنية، ومن المتوقع أن تواصل قيادة النمو الاقتصادي في المستقبل[37].
وبصرف النظر عن بعض الملامح الأخرى للترتيبات الأردنية-الأمريكية، ومنها التنسيق الأمني، فإن الترتيبات العسكرية وجدت صداها في انخراط الأردن في عملية صد الهجمات الإيرانية على الكيان الصهيوني باستخدام أسلحة أمريكية دخلت الأردن، واستخدمت لأول مرة ضمن عمليات صد هذا الهجوم[38].
1. الأردن وضغوط إيران: منذ هذا الاتفاق، وقَعت الأردن تحت ضغوط أمنية إيرانية،[39] بدءا بما كشف عنه تصريح العاهل الأردني، عبد الله الثاني، في 25 يوليو/تموز 2021، خلال حواره مع قناة “سي إن إن” الأمريكية -أي بعد شهور قلائل من توقيع اتفاق التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة- من إسقاط مسيرات إيرانية في الأجواء الأردنية[40].
ورغم أن التصريحات الخاصة بحوار العاهل الأردني لم تتضمن النص على مقتل جنود أمريكيين، إلا أن مواقع إعلامية إماراتية أضافت أن إحدى هذه الهجمات أدت إلى مقتل جنود أميركيين[41]، وهو ما يمكن النظر إليه في إطار المبالغة الإعلامية أكثر منه تعبير عن حدث فعلي، حيث إن تصريحات العاهل الأردني لم تتضمن الحديث عن مقتل جنود أمريكيين على التراب الأردني، كما لم تتناول ذلك أي من وسائل الإعلام الرسمية الأردنية.
وفي إطار الضغوط الأمنية الإيرانية على الأردن، نجد أيضا مشهد حشد ميليشيات عراقية موالية لإيران على الحدود الأردنية (حزب الله العراقي)، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023[42]، أي بعد نحو شهر من اشتعال حرب “طوفان الأقصى”. وطالبت الحشودُ بالسماح لها بالمرور إلى الضفة للقتال دعما للغزيين. كما تعهد حزب الله العراقي، في مطلع أبريل/نيسان 2024، بالاستعداد لتسليح آلاف المقاتلين الأردنيين في إطار نفس الحرب.[43]
وفي الشهر نفسه، وخلال عملية “الوعد الصادق”، اخترقت إيران سماء الأردن ببعض الصواريخ والمسيرات التي استهدفت الأراضي الفلسطينية المحتلة،[44] وهو الهجوم الذي تم بعد إخبار الولايات المتحدة بنوايا الهجوم بنحو 48 ساعة، والذي شاركت الأردن في التصدي له عبر التسهيلات التي قدمتها للولايات المتحدة في إطار اتفاق التعاون الدفاعي.
وفي إشارة إلى مساعدة الأردن لإسرائيل في التصدي للهجوم الإيراني، قال نائب رئيس هيئة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني، شهريار حيدري، إن “قيام الحكومة الأردنية بفتح أجواء بلادها للصهاينة لمواجهة الهجمات الإيرانية خطأ استراتيجي”. ونقلت وكالة مهر للأنباء عن حيدري قوله أنه “على الأقل كان بإمكان الأردن أن يبقى صامتا أو حتى يدعم الدفاع المشروع عن إيران ضد الكيان الصهيوني”[45].
ويدخل ضمن الضغوط الإيرانية على الأردن تزايد تهريب المخدرات السورية عن طريق ميليشيات موالية لإيران في سوريا عبر البوابة الأردنية. ويترافق ذلك أيضا مع دعاوى بتهريب السلاح إلى الأردن عبر نفس الفصائل، ما اعتبرته السلطات الأردنية مؤامرة لتنفيذ عمليات تخريبية في المملكة تقودها إيران، وتنفذها عبر تنظيمات إسلامية[46].
2. مخاوف الأردن: تعاني عمّان مما يمكن أن نسميه “مركب ضعف” دفعها للانخراط في علاقات تعاون مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. ويتشكل مركب الضعف هذا مخاوف مختلقة لدى النظام الأردني من الإسلاميين بشكل عام ضمن حزمة مواجهات النظم مع التيار الإسلامي ذي القدرة على اكتساب القوة الشعبية،[47] ومخاوفه من الفلسطينيين بسبب التركيبة الديموجرافية والصراع التاريخي معهم (نموذج أيلول الأسود)، وتحوطات النظام من النفوذ الإيراني بسبب مخاوف عدم الاستقرار، وتحرزه من الضغوط الأمريكية بسبب الضعف الاقتصادي. هذا فضلا عن معاناة النظام الأردني من الإحساس بالهشاشة المزمنة منذ تأسيسه؛ والتي أدت به إلى المراهنة بوجوده على علاقة الوكالة لصالح قوة كبرى؛ والانتقال من الوكالة عن المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة.
وكانت الضربة الأمريكية للعراق في 2003 بمثابة انسداد أفق استراتيجي للمنطقة. ومع هيمنة إيران على المجال العراقي العام، بات الأردن -تقريبا- بدون خيار استراتيجي سوى التبعية الجيوسياسية الكاملة لصالح الولايات المتحدة.
ومثّل انتقال الكيان الصهيوني -ضمن الإستراتيجية العسكرية الأمريكية- من مركب الأمن الأوروبي الذي تقوده القيادة الأمريكية لأوروبا “يوكوم” إلى مركب الأمن المتعلق بالشرق الأوسط؛ والذي تقوده القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم”، في يناير/كانون الثاني 2021، فقد كان طبيعيا أن تسيطر الولايات المتحدة على الآلة العسكرية الأردنية، وبالتبعية تسيطر على الخيارات الجيوسياسية للأردن، ما أدى لتوقيع معاهدة التعاون الدفاعي الأمريكية-الأردنية، والتي تمثل الإطار الحاكم لمنظومة القرارات المتعلقة بترتيبات الإقليم.
وتمثلت الفاتحة الجادة لهذه الاتفاقية في مشاركة الأردن في التصدي لعملية “الوعد الصادق” الجوية الإيرانية، وأن تتواصل عسكريا مع الكيان الصهيوني لتفادي ما تراه تهديدا إيرانيا منذ انهيار العراق.
3. الحسابات الراهنة للأردن: إذا كان انهيار العراق هو الإطار الإستراتيجي لاستسلام الأردن أمام الكيان الصهيوني ومن ورائه الولايات المتحدة، فإن تراجع الموقف المصري بفعل ضغوط إسرائيلية،[48] له إسهامه في هذا القرار أيضا.
ومن أبرز علامات التراجع المصري رفض رأس سلطة 3 يوليو أو القوات المسلحة المصرية تقديم بيان شديد اللهجة ضد قصف الأسوار المصرية، أو قصف معبر رفح لأكثر من 6 مرات، وقنص جنود مصريين، وتجاوز المجنزرات التابعة للكيان محور فيلادلفيا؛ فضلا عن عدم الرد العسكري، والتستر على الضحايا من العسكريين المصريين. هذا التراجع من قوة مثل مصر أمام ضغوط الكيان على حدوده الشمالية الشرقية مثّل منعطفا في قرار الأردن بالانحياز للكيان الصهيوني في المواجهة الراهنة بين إيران وإسرائيل.
كما ساهم في هذا التوجه أيضا رغبة الأردن في انتهاء المواجهات في غزة، ومنع حدوث مواجهة في الضفة الغربية، وصرف الأنظار إلى جبهة الشمال، سواء آل الوضع فيها إلى مواجهة محدودة أو إلى تجميد الوضع العسكري في الشمال من دون مواجهة.
ورغم أن كثيرا من التحليلات تذهب إلى أن وقف القتال في غزة قد يساهم في الإطاحة بحكومة نتنياهو،[49] إلا أن الخيار المشار إليه عاليه قد يكون مخرجا من التورط العسكري الحالي للجيش الإسرائيلي. ويمكن إخراج هذا المشهد بحيث يبدو نتنياهو في النهاية كمن أدار الموقف بنجاح على الصعيد الإستراتيجي. وإذا ما توقفت الحرب في غزة ستبقى جبهة الشمال، التي تمثل التهديد الأكثر قابلية للسيطرة عليه، نتيجة تعدد الفاعلين الراغبين في منع اندلاع مواجهة، ومنهم الولايات المتحدة، وفرنسا، وحتى إيران نفسها.
العامل الحاسم في هذا السيناريو أن تقبل كل من حماس وحزب الله منح نتنياهو خيار “الجميع منتصر”، خاصة وأن مجريات الحرب وتعقد مساراتها بإمكانها أن تيسر الادعاء بالنصر، وتتبقى الصيغة التي يمكن معها لحماس وحزب الله أن تقبلا بطرح صيغة “الجميع منتصر”. وتدور خريطة الطريق الثلاثية التي يشرف عليها الرئيس الفرنسي في هذا المسار.
بدورها، تستفيد الأردن بهذا المسار التكتيكي أنها ربحت منع التهاب الحدود بينها وبين الضفة الغربية. فبالنظر لما حدث مع مصر من احتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح، والسيطرة الصهيونية الكاملة على ممر فيلادلفيا، وتراجع خطاب العسكرية المصرية، ودفع الكيان الصهيوني لفلسطينيي غزة إلى أقصى جنوب غرب الأراضي المحتلة، مع اشتداد القبضة المصرية على الشريط الحدودي الفاصل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع كل هذا؛ فإن هناك مخاوف لدى الأردن حيال قدرتها على السيطرة على شريطها الحدودي -كما مصر- من دون ثمن فادح.
فاتساع الرقعة الجغرافية لمصر، وإغلاق سيناء قرابة عقد كامل، وتغذية وضع ميليشيوي غاشم في سيناء، والإرهاق الكامل للمصريين، كل هذه العوامل لا تتوافر للنظام الأردني بذات الدرجة، ومن شأن تكرار نموذج رفح في الضفة أن تشتعل الحدود الأردنية الفلسطينية، ما سيؤدي إلى أحد سيناريوهين: أولهما مواجهة بين الجيش والشعب الأردنيين، أو تفجر مواجهة بين الأردن والكيان الصهيوني، وهو ما لا يريده النظام الأردني، ولا يريده الجيش الأردني كذلك.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن الأردن أرسل رسالة مفادها أن عدم احترام إيران لمجاله الجوي أدى إلى توظيف هذا المجال في الاتجاه المعاكس. غير أن استمرار تماسك الدولة الأردنية رهن بتمسك الولايات المتحدة بوجودها كفاعل دولي، بحيث لا تتركه في النهاية لمواجهة مصير العراق وسوريا.
المحور الثالث: الحسابات الإيرانية
في 5 يونيو/حزيران 2024، بعد يومين من مقتل “أبيار”، صدر بيان عن قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أكد فيه أن “إسرائيل” ستدفع في وقت قريب ثمن جريمة استهداف أحد مستشاريها العسكريين في حلب.
وحملت “وكالة تسنيم” تفاصيل هذا البيان، منها أن أبيار من “المدافعين عن العتبات المقدسة”، وأنه “استشهد في مهمة استشارية في سوريا”، ونوه البيان بالجهود الصادقة والشجاعة لمَن وُصف بـ”الحارس المخلص والضابط العفيف في ميادين الدفاع عن الثورة والنظام الإسلامي، وحماية أمن واستقرار هذه الأرض، ومساعدة مقاومة فلسطين على مواجهة المحتلين”[50].
لا يمكن القول بأن هذا التقريظ لأبيار أمر من قبيل المعتاد مع مقتل كل مستشار عسكري إيراني في سوريا، بل جرت العادة على كيل المديح له في خطبة الجنازة، أو في خطابات الذكرى السنوية؛ إن أقيمت. لكن كيل هذا الشكل من المديح خلال إعلان نبأ الوفاة ربما يحمل دلالة نوعية.
ويمكن القول إن من دواعي صدور هذا الخطاب أن إيران ما زالت ترتدي ثوب الحداد على مقتل رئيسها، إبراهيم رئيسي، والذي لم يصدر التقرير النهائي للجنة التحقيق في واقعة سقوط طائرته. وفي هذا الإطار، فإن تركيز الدعاية الإيرانية على دور الكيان الصهيوني في عملية الاغتيال، ومن ثم توجيه خطاب حاد عسكري الطبيعة للكيان الصهيوني أمر من شأنه أن ينتج درجة أعلى من التماسك المجتمعي داخل إيران، في توقيت تحتاج فيه إيران هكذا تماسك.
وهنا يُطرح التساؤل حول وجهة الموقف الإيراني بعد التهديد القوي الذي وجهه قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، للكيان الصهيوني. إلا أن العامل الحاسم في الإجابة على هذا التساؤل يتمثل في الخطة الإسرائيلية بالتحول من الهجوم على غزة باتجاه الهجوم على جنوب لبنان.
في هذا الإطار، قد يضطر الحرس الثوري لمعاودة قراءة خطوة “رئيسي” التي اعتبرت أن الهجوم على رمز الدولة هو ما أدى إلى تدخل الدولة، وأن الهجوم على أفراد، وعبر آلية تحالف دولي، لا ينبغي التفاعل معه على أرضية الدولة الإيرانية، والأرجح أن تندلع مواجهات محسوبة تؤدي لإعادة التأكيد على ضرورة الالتزام بقواعد الاشتباك التي تحفظ التوازن في العلاقات.
وهذا يعني أن إيران لن تبادر بشن حرب مفتوحة ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، بقدر ما تريد أن تحافظ على وجودها في سوريا ولبنان، كساحتين متقدمتين لها ضد إسرائيل. ويرجع ذلك إلى أن إيران تدرك أن “إسرائيل” دولة نووية بجانب أنها تتمتع بقدرات عسكرية متفوقة، ولذلك، فإن نشوب حرب بينهما من شأنها أن تهدد استمرار النظام الإيراني برمته. علاوة على ذلك، فإن حربا على هذا المستوى ستعني في نهاية المطاف حربا مع الولايات المتحدة.[51]
ولذلك، تطمح إيران أن تسفر المفاوضات الجارية عن تهدئة شاملة، وهي في ذلك تستند إلى أن عواصم غربية تسعى لنزع فتيل الأزمة. فقد أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لـ”نتنياهو” على الأهمية الكبرى لمنع توسع الصراع والتخطيط لـ”اليوم التالي” للحرب[52]. هذا علاوة على تأثير حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي تتحالف بلاده اليوم بصورة مؤقتة مع إيران في مواجهة تركيا وأذربيجان، اللتين تحاولان إنشاء ممر عبر أراضي أرمينيا.[53]
لكن جنوح إسرائيل إلى التهدئة غير مؤكد، ولذلك فإن إيران، في الوقت نفسه، تحاول رفع كلفة قرار الحرب على حكومة نتنياهو. فمؤخرا أصدرت طهران “أحد أخطر التحذيرات التي أطلقتها الجمهورية الإسلامية حتى الآن بشأن تدهور الوضع الأمني”، وفق وصف مجلة نيوزويك الأمريكية. حيث قالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة إنه “على الرغم من أن إيران تعتبر الدعاية التي يروج لها النظام الصهيوني حول نيته مهاجمة لبنان بمثابة حرب نفسية، فإن شن عدوان عسكري شامل سيؤدي إلى حرب مدمرة. كل الخيارات، بما في ذلك المشاركة الكاملة لكل جبهات المقاومة، مطروحة على الطاولة”.[54]
علاوة على ذلك، وفي سياق إبراز وحدة “محور المقاومة” ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، أشاد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بوحدة المحور ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن دعم المحور لحزب الله “هو دفاع استباقي وواجب وضرورة وجزء لا يتجزأ من مستقبلنا في لبنان والمنطقة”.[55]
ويبدو أن إيران نجحت بالفعل في إيصال تلك الرسالة؛ ولذلك حذر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال تشارلز براون، من أن أي هجوم عسكري إسرائيلي على لبنان من شأنه أن يثير رد فعل إيراني دفاعا عن حزب الله، وأن القوات الأميركية ستواجه تحدي تعزيز مظلة الدفاع الجوي الإسرائيلية. وأضاف المسؤول الأمريكي أن إيران “ستكون أكثر ميلا لدعم حزب الله” مقارنة بدعمها لحركة حماس في غزة، “خاصة إذا شعرت أن حزب الله يتعرض لتهديد كبير”.[56]
وعلى هذا، فإن إيران تدفع في اتجاه وقف التصعيد، لأن ذلك سيمكنها في استمرار التواجد في سوريا ولبنان، كما سيجنبها حربا لا تريدها في الوقت الراهن. لكن من جهة أخرى، فمن المتوقع استمرار التحشيد الإيراني في كل من سوريا ولبنان، عبر دعم الجماعات المسلحة التابعة لها هناك؛ وذلك تحسبا لأي تصعيد إسرائيلي.
خاتمة
بعد عملية “الوعد الصادق” الإيرانية، اتجه الكيان الصهيوني لكبح جماح ضرباته الروتينية الأسبوعية للقدرات العسكرية الإيرانية في سوريا ولبنان، والتي أودت بحياة العشرات من المستشارين العسكريين الإيرانيين، غير أن معلومات استخباراتية حصلت عليها “إسرائيل” حول تعزيز التواجد الإيراني في سوريا ولبنان أدت لمعاودة تلك الضربات مجددا، خاصة مع وجود أحد أهم المستشارين الإيرانيين بالموقع، وهو سعيد أبيار، والذي يتوقع البعض أن يكون القيادة الإيرانية الجديدة المسؤولة عن وضع إستراتيجية المواجهة المزدوجة السورية-اللبنانية محل التنفيذ.
كما نفذ الكيان الصهيوني عملية قصف ضواحي حلب بمشاركة أردنية، وهي المشاركة التي أراد إحراج حزب الله بها أمام شركائه السياسيين في المجتمع اللبناني، حيث أرسل رسالة مفادها أنه تفادى مرور الصواريخ بلبنان لئلا يفاقم المشكلة الراهنة بين لبنان وبين الكيان الصهيوني، وأنه لا يريد المواجهة مع لبنان بدليل تفادي التحدي المباشر، علاوة على إشراكه إحدى الدول العربية التي تواجه تحديات أمنية مع إيران.
أما عن الأردن، فلضعف الأوراق الأخرى بيدها، اقتصاديا وسياسيا وأمنيا وحتى جيوسياسيا، فإنها شاركت لضمان مساندة الولايات المتحدة لها في مواجهة التحديات الأمنية الإيرانية-العراقية على حدودها الشرقية، فضلا عن رغبتها في كبح احتمالات اندلاع مواجهة فلسطينية-صهيونية في الضفة الغربية، ما من شأنه أن يكلفها ثمنا سياسيا باهظا.
ويمكن للتوازن الصوري بين الموقفين الأمريكي والفرنسي في النهاية أن يخفف الاحتقان الذي شاب نبرة قائد الحرس الثوري الإيراني إبان حديثه عن الانتقام لمقتل أبيار. ففيما تبدو الولايات المتحدة وكأنها تكبح الكيان الصهيوني، تبدو كذلك فرنسا وكأنها تستغل تقاربها مع إيران في ملفات أخرى -مثل ملف أرمينيا- لكبح لغة التصعيد.
المصادر
[1] وكالات، مقتل مستشار عسكري إيراني بهجوم إسرائيلي على سوريا، موقع الجزيرة نت، 3 يونيو 2024.
[2] المحرر، إيران تتوعد إسرائيل بالانتقام لمقتل «سليماني 2».. «الجريدة» تكشف أسماء مسؤولي الوحدتين 190 في «فيلق القدس» و4400 بـ «حزب الله»، موقع “صحيفة الجريدة“، 6 يونيو 2024.
[3] Veronica Neifakh, ‘Losing a Rare Voice of Sanity’: How Gantz’s Resignation From Government May Shape War Strategy, Political Landscape, and Israel-US Relations, The Media Line, June 18, 2024
[4] المحرر، استقالة عضوي مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وغادي آيزنكوت من حكومة الطوارئ، موقع “قناة بي بي سي” بالعربية، 9 يونيو 2024.
[5] المحرر، “أمراض نفسية” تلاحق جنود إسرائيل.. كيف تأثروا بطول حرب غزة؟، موقع “قناة سكاي نيوز عربية“، 19 يونيو 2024.
[6] Ohad Merlin, A look into Lebanon: Three Israeli experts discuss a potential war with Hezbollah – interview, The Jerusalem Post, June 27, 2024
[7] مسعود الزاهد، بعد مقتل رضي موسوي بسوريا.. إيران تهدد: إسرائيل ستدفع الثمن، موقع “قناة العربية“، 25 ديسمبر 2023.
[8] وكالات، وسط تصعيد مع حزب الله.. إسرائيل تشن “حملة خفية” في سوريا، الجزيرة نت، 10 يونيو 2024.
[9] وكالات، مقتل رضا زاهدي القيادي في الحرس الثوري الإيراني خلال هجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، موقع “قناة بي بي سي” بالعربية، 1 أبريل 2024.
[10] المحرر، إيران تتوعد إسرائيل بالانتقام لمقتل «سليماني 2».. «الجريدة» تكشف أسماء مسؤولي الوحدتين 190 في «فيلق القدس» و4400 بـ «حزب الله»، موقع “صحيفة الجريدة“، 6 يونيو 2024.
[11] وكالات، وسط تصعيد مع حزب الله.. إسرائيل تشن “حملة خفية” في سوريا، الجزيرة نت، 10 يونيو 2024.
[12] Farzin Nadimi, Iran Potentially Expanding Its Air Defense Axis in Lebanon and Syria, The Washington Institute for Near East Policy, November 15, 2023
[13] مراسلون، ما الذي يخشاه جيش الاحتلال على الجبهة مع لبنان؟، الجزيرة نت، 22 يناير 2024.
[14] Gadi Eisenkot and Gabi Siboni, The Campaign Between Wars: How Israel Rethought Its Strategy to Counter Iran’s Malign Regional Influence, The Washington Institute for Near East Policy, September 4, 2019
[15] Lina Khatib, Israel and Hezbollah are destroying the meaning of red lines, Chatham House, June 26, 2024
[16] وكالات، وسط تصعيد مع حزب الله.. إسرائيل تشن “حملة خفية” في سوريا، الجزيرة نت، 10 يونيو 2024.
[17] مراسلون، الجيش الإسرائيلي يجري تدريبات على سيناريوهات حرب على جبهتي سوريا ولبنان معاً، موقع “صحيفة الشرق الأوسط” السعودية، 16 أبريل 2024.
[18] Hamidreza Azizi and Julien Barnes-Dacey, Beyond proxies: Iran’s deeper strategy in Syria and Lebanon, European Council on Foreign Relations, June 5, 2024
[19] مراسلون، ما الذي يخشاه جيش الاحتلال على الجبهة مع لبنان؟، الجزيرة نت، 22 يناير 2024.
[20] المحرر + وكالات، إسرائيل تسحب كامل قواتها من جنوبي غزة، وتستكمل “مرحلة أخرى” استعداداً “للحرب” على حدود لبنان، موقع “قناة بي بي سي” بالعربية، 7 أبريل 2024.
[21] Victor Goury-laffont, Macron: France intercepted Iranian drones ‘at Jordan’s request’, Politico, April 15, 2024
[22] وكالات، ماكرون يعلن عن إطار “ثلاثي” لاحتواء التصعيد على حدود لبنان، موقع “قناة سكاي نيوز عربية“، 13 يونيو 2024.
[23] بث تلفزيوني، الأردن يحذّر من تدهور أمني في الضفة الغربية مع استمرار الانت، موقع “قناة سكاي نيوز عربية“، 7 يونيو 2024.
[24] مسعود الزاهد، الحرس الثوري الإيراني: الضفة الغربية يتم تسليحها أيضا ضد إسرائيل، موقع “قناة العربية“، 21 أغسطس 2022.
[25] بث تلفزيوني، حركة “فتح” تتهم إيران بمحاولة نشر الفوضى في الضفة الغربية، موقع “قناة سكاي نيوز عربية”، 4 أبريل 2024.
[26] ديفيد شينكر، إيران تستهدف الأردن: المملكة تنضم إلى قائمة أعداء النظام الديني الإيراني، موقع “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى“، 5 يونيو 2024.
[27] مترجمون، “غير صالحة للعيش“.. شبح الحرب مع حزب الله يثير مخاوف إسرائيلية بشأن الطاقة، موقع “قناة الحرة” الأمريكية بالعربية، 26 يونيو 2024.
[28] وكالات، حزب الله يهاجم موقعا عسكريا إسرائيليا وواشنطن تدعوه لمفاوضات “غير مباشرة” مع تل أبيب، الجزيرة نت، 25 يونيو 2024.
[29] طارق ديلواني، الأردن يراقب تحركات ميليشيات عراقية موالية لطهران، موقع “إندبندنت عربية“، 2 أبريل 2024.
[30] مراسلون، الأردن يواجه ميليشيات إيرانية تستهدف أمنه من سوريا، موقع “صحيفة العرب” اللندنية، 18 ديسمبر 2023.
[31] طارق ديلواني، قلق بالأردن من تحشيد ميليشيات عراقية على حدوده وبغداد تنفي صلتها ، موقع “إندبندنت عربية“، 5 نوفمبر 2023.
[32] Jamie Dettmer, Lebanese hold their breath as fears grow Hezbollah will pull them into war, Politico, October 16, 2023
[33] نهاد ذكي، أخطرها “إس إيه 22″ .. لماذا تخشى إسرائيل القدرات العسكرية لحزب الله؟، موقع “الجزيرة نت“، 21 يناير 2024.
[34] المحرر، النص الكامل لاتفاقية التعاون الدفاعي بين الأردن وأمريكا، موقع “السبيل” الأردني، 21 مارس 2021.
[35] وكالات، هجوم الأردن: هل باتت أمريكا في مرمى نيران حرب غزة؟، موقع “قناة بي بي سي” بالعربية، 30 يناير 2024.
[36] Saud Al-Sharafat, What Does the War in Gaza Mean for Jordan’s National Security?, The Washington Institute for Near East Policy, December 22, 2023
[37] وكالات، الاقتصاد الأردني.. ماذا حقق في 2023؟ وما الذي ينتظره في 2024؟، موقع “قناة سي إن بي سي عربية“، 25 ديسمبر 2023.
[38] مراسلون، دول عربية تصدت لهجوم إيران على إسرائيل “قد تواجه عواقب شعبية“، موقع “قناة الحرة” الأمريكية بالعربية، 17 أبريل 2024.
[39] Saud Al-Sharafat, Iran-Aligned Armed Groups Are Endangering Jordan’s National Security, The Washington Institute for Near East Policy, February 28, 2024
[40] مراسلون، العاهل الأردني: تعرضنا لهجمات بـ«مسيرات» إيرانية، موقع “صحيفة الشرق الأوسط” السعودية، 25 يوليو 2021.
[41] المحرر، إيران تستهدف الأردن.. وهذا شريط زمني من الدلائل، موقع “قناة سكاي نيوز عربية“، 7 يونيو 2024.
[42] طارق ديلواني، قلق بالأردن من تحشيد ميليشيات عراقية على حدوده وبغداد تنفي صلتها ، موقع “إندبندنت عربية“، 5 نوفمبر 2023.
[43] Iraqi Militia Threatens to Arm Jordanians for Attacks Against Israel, Foundation for Defense of Democracies, April 2, 202
[44] Agnes Helou, After shooting down Iranian munitions, Jordan defiant in uncomfortable spotlight, Breaking Defense, April 16, 2024
[45] وكالات، مسؤول إيراني: فتح الأردن أجواءه لإسرائيل ضد إيران خطأ استراتيجي،الجزيرة نت، 16 أبريل 2024.
[46] المحرر، إيران تستهدف الأردن.. وهذا شريط زمني من الدلائل، موقع “قناة سكاي نيوز عربية“، 7 يونيو 2024.
[47] Jillian Schwedler, Jordan: The Quiescent Opposition, Wilson Center, August 27, 2015
[48] Giorgio Cafiero, Israel testing Egypt’s ‘weak hand’ in Gaza conflict, Responsible Statecraft, June 4, 2024
[49] Yasmeen Serhan, Why Netanyahu Can’t Talk About Post-War Gaza, Time Magazine, January 8, 2024
[50] مراسلون، سلامي: لينتظر الصهاينة الرد الإيراني على استشهاد “سعيد أبيار“، موقع “سبأ نت“، 5 يونيو 2024.
[51] Vali Nasr, Why Iran and Israel Stepped Back From the Brink, Foreign Affairs, May 14, 2024
[52] المحرر، التغطية متواصلة: مجلس الأمن الدولي يتبنى قراراً يدعو حماس إلى قبول صفقة الرهائن، موقع “آي 24″، 11 يونيو 2024.
[53] Israeli Defense Chief Rebuffs French Effort to End Israel-Hezbollah Fighting, The New York Times, June 14, 2024
[54] Tom O’Connor, Iran-Israel Threats Intensify as Large Middle East War Looms, Newsweek, June 30, 2024
[55] المصدر نفسه
[56] Iran liable to join fight if Israel takes on Hezbollah, US warns, The Times of Israel, 24 June 2024