الصراع في السودان.. تطورات الواقع الميداني وآفاق الحل السياسي
المحتويات
مقدمة
تطورات الواقع الميداني
– الخرطوم
– دارفور
– كردفان
– الولايات الشمالية والشرقية
– ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وسنار
فرص الحل السياسي
– تعثر المسار التفاوضي
– تصعيد الحرب
مقدمة
بعد نحو 10 أشهر من اندلاع الحرب في السودان بين الجيش الوطني بقيادة عبد الفتاح البرهان، ومليشيات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الشهير بـ”حميدتي”، تتصاعد التساؤلات حول مدى سيطرة كل طرف على المدن السودانية، في وقت يدعي فيه الجانبان أنه يحقق تقدما عسكريا.
علاوة على ذلك، تتصاعد المأساة الإنسانية في السودان مع استمرار الحرب، فوفقا لأرقام الأمم المتحدة اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2024، تسببت الحرب في وجود 5.9 مليون نازح داخليا، بينما فر 1.4 مليون من البلاد كلاجئين، من أصل 45 مليون نسمة يشكلون التعداد السكاني في البلاد.
وفي الوقت نفسه، يحتاج 25 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، مع وجود أزمة غذائية تلوح في الأفق وخطر المجاعة. وأوردت منظمة “مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها” (أكليد)، أن الحرب خلفت أكثر من 13 ألف قتيل، غير أن خبراء يعتبرون هذا العدد أقل بكثير من الواقع. وفي ظل تفاقم الوضع الإنساني، يبرز السؤال حول نهاية هذا الصراع وفرص الوصول لحل سياسي قريبا.
ومن هذا المنطلق، سنحاول في هذه الورقة رصد خريطة السيطرة في السودان وديناميكيتها من جهة، واستشراف مستقبل الصراع في ضوء المستجدات المتلاحقة من جهة أخرى.
تطورات الواقع الميداني
قبل الشروع في توضيح مستجدات الواقع الميداني ينبغي الإشارة إلى عدة نقاط توضيحية. الأولى هي أن هناك فرقا بين السيطرة الميدانية وبين الانتشار العسكري.[1] فالانتشار يعني وجود القوات العسكرية على أكبر رقعة جغرافية في المحيط، ولا يقتضي بالضرورة أن الأمر استتب لهذه القوة بالسيطرة على تلك الرقعة. وبالتالي، فلا يمكن اعتبار وجود مليشيات الدعم السريع أو الجيش الوطني في منطقة ما أن ذلك الطرف يسيطر سيطرة كاملة على تلك المنطقة.
أما النقطة الثانية فهي أن هذه الحرب تدور بين طرفين غير متماثلين. فمن جهة، هناك الجيش السوداني باعتباره منظومة متكاملة، تضم قوات جوية وقوات بحرية وقوات مشاة وسلاح الدروع وسلاح المدفعية. ولهذا الجيش مقرات ومعسكرات معروفة في جميع أنحاء البلاد ينطلق منها للتصدي لقوات الدعم السريع. وفي المقابل، فإن الأخيرة عبارة عن ميليشيات مدربة، ولا تضم في هيكلها أسلحة متنوعة كما يوجد لدى الجيش النظامي.
ورغم أن قوات الدعم السريع كانت لها مقرات محددة، إلا أن الجيش السوداني سيطر على كثير منها في بداية الحرب في أبريل/نيسان 2023.[2] وفي المقابل، جعلت مليشيات الدعم السريع من بيوت المواطنين مقرات لها، وهذا يصعّب تحديد مناطق السيطرة على وجه الدقة.
وقد وثقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” هذا التوجه منذ البدايات الأولى الحرب، فقد أصدرت تقريرا في 4 مايو/أيار 2023، نقلت فيه عن العديد من الشهود أن مقاتلي “الدعم السريع” كانوا ينامون في مبانيهم السكنية ويطلقون مدافع مضادة للطائرات من مبانيهم أو أحيائهم.[3]
أما النقطة الثالثة فهي أن الواقع الميداني ديناميكي، حيث تتغير العديد من مناطق السيطرة مع استمرار الحرب، ولم يصل الأمر بعد إلى استقرار ميداني يسيطر فيه كل طرف على ما تحت يده من المناطق بشكل كامل. ففي حين سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة “ود مدني” في ولاية الجزيرة والتي تعتبر ثاني أكبر مدينة في السودان، في ديسمبر/كانون الأول 2023،[4] أعلن الجيش في فبراير/شباط 2024 نجاح المرحلة الأولى من خطة “القضاء” على الدعم السريع في مدينة أم درمان غرب العاصمة الخرطوم.[5]
وفي وقت كتابة هذه الورقة، تدور المعارك حول مقر الإذاعة والتلفزيون، الذي تسيطر عليه مليشيات الدعم السريع منذ بداية الحرب. وخرجت تصريحات متضاربة من طرفي الحرب زعم فيها كل طرف أنه يبسط سيطرته، وأن الطرف الآخر يخسر ويتراجع.[6] وهذا الجدل حول خريطة السيطرة متفهم إذا ما أخذنا في الاعتبار طبيعة حرب المدن، التي تجعل من الصعب استمرار الارتكازات العسكرية في مواقع ثابتة لمدة طويلة.[7]
وعلى هذا، فإن استمرار المعارك والتغيرات التي تطرأ على خريطة السيطرة تمنعنا من الجزم بحدود فاصلة ومستقرة ودقيقة بين مناطق سيطرة كل من قوات الجيش الوطني السوداني ومليشيات الدعم السريع. لكننا هنا سنحاول رفع الواقع الميداني الحالي في السودان بشكل عام، عبر تقسيم خريطة الانتشار والسيطرة إلى خمسة أقسام.
1. الخرطوم:
لا تزال العاصمة الخرطوم، باعتبارها أول ساحة معركة كبرى في هذه الحرب، محل نزاع كبير بين طرفيها، إذ لم يتمكن أحد منهما من حسم المعركة بشكل كامل. ويرجع ذلك إلى أن قتال المدن من بين البيئات القتالية الأكثر صعوبة في الحركة. كما أن المباني في المدينة تحد من المجال الجوي الذي يمكن أن تستخدمه الطائرات أو المسيّرات،[8] وحيث إن الجيش السوداني يتفوق على “الدعم السريع” بأنه يمتلك سلاحا جويا، فإن القتال في الخرطوم قيّد هذه الميزة نسبيا. ذلك أن بإمكان قوات الدعم السريع، باعتبارها قوة برية سريعة الحركة، استخدام مباني المدينة لصالحها لتجنب قصف القوات المسلحة السودانية.
ونتيجة لذلك، لا تستطيع القوات المسلحة ولا قوات الدعم السريع حسم المعركة في الخرطوم بعد نحو 10 أشهر من الحرب. ولا زال كل طرف يسيطر على مناطق بعينها في العاصمة.
وبشكل أكثر دقة، فإن الجيش يسيطر على مقرات حكومية رئيسية، ويحافظ على تمركزاته وسط الخرطوم، وبالأخص في القيادة العامة للجيش، ومعسكر سلاح المدرعات ومعسكر سلاح المهندسين. وفي “الخرطوم بحري”، إحدى مدن العاصمة السودانية الثلاث، يحتفظ الجيش بمقراته الرئيسة، وهي “سلاح الإشارة” على ضفة النيل الأزرق، كما يحتفظ بمقر “سلاح الأسلحة والذخيرة” بمنطقة “الكدرو العسكرية”، التي تقع في شمال مدينة بحري، ومعسكر “حطاب” شمال شرق المدينة، ومعسكر “العيلفون” في الجنوب الشرقي لمدينة بحري، وهي مواقع تظل محل استهداف من قبل قوات الدعم السريع في الآونة الأخيرة.[9]
لكن من جهة أخرى، ورغم وجود الجيش في تلك المقرات العسكرية المهمة، إلا أن “الدعم السريع” ينتشر في العاصمة بصورة أكبر، حتى أنه ادعى أنه يسيطر على أكثر من 90 بالمئة من مناطق الخرطوم والخرطوم بحري.[10] وبعيدا عن دقة النسبة التي ذكرها “الدعم السريع”، فإن التقدم الذي حققه في العاصمة دفع “البرهان” لنقل مقر إدارة البلاد إلى بورتسودان، حيث يُسيطر الجيش السوداني على شرق البلاد وشمالها.[11]
هذا الانتشار الذي تتمتع به مليشيات الدعم السريع في العاصمة يتمثل في وضع ارتكازاتها في الطرقات، والمداخل، وتطويقها لمواقع الجيش العسكرية. بمعنى أنه رغم وجود قوات الجيش في الخرطوم في المعسكرات السابق ذكرها، إلا أنها تتعرض للحصار؛ نظرا لانتشار “الدعم السريع” في باقي العاصمة. ولذلك يسعى الجيش إلى كسر الحصار عن قواته التي ما زالت تحتفظ بتلك المعسكرات. ومن ذلك إعلانه، في منتصف فبراير/شباط 2024، فك الحصار عن سلاح المهندسين وسط أم درمان للمرة الأولى منذ بدء الحرب.[12]
ولا تنتشر مجموعات “الدعم السريع” في مساحات واسعة من العاصمة فحسب، بل تسيطر على عدة مواقع حكومية كذلك، منها القصر الجمهوري، وقيادة منطقة الخرطوم العسكرية، والمنطقة الاستراتيجية، ومجمع اليرموك لصناعة الأسلحة، ومقر القيادة الجوية، وقيادة قوات شرطة الاحتياطي المركزي، ومنطقة جبل أولياء العسكرية.
كذلك تُسيطر على جسور “المنشية، سوبا، جبل أولياء” سيطرة كاملة، بينما تتقاسم السيطرة مع الجيش الوطني السوداني، على 4 جسور، في حين فقدت جسر شمبات الرابط بين أم درمان وبحري، عقب تدميره، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد أن كانت تسيطر عليه كليا منذ بداية الحرب.[13]
ورغم أن البعض يقلل من أهمية هذه المواقع باعتبار أن “معظمها عبارة عن مكاتب إدارية، وأن الجيش انسحب من بعضها لعدم أهميتها العسكرية”،[14] فإن بعض تلك المواقع له أهمية رمزية معتبرة كالقصر الجمهوري.
وعلى الرغم من تراجع الجيش في العاصمة بشكل عام، إلا أنه طور عمليته الدفاعية في الخرطوم مؤخرا إلى عملية هجومية وتمكن بعد أسابيع من القتال من ربط قواته في سلاح المهندسين جنوبا ووادي سيدنا شمالا بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم. هذا التقدم سيمكن الجيش من توفير غطاء مدفعي مهم لكل الشريط المحاذي للاتجاه الشرقي بمدينة الخرطوم بحري، ما يعني احتمالية حسم معركة بحري… وحصار “الدعم السريع” في الطرف الشرقي من الخرطوم فقط.[15]
وإجمالا، يمكن القول إن الانتشار الأوسع في الخرطوم يرجع لمليشيات الدعم السريع، لكن الجيش السوداني ما زال يسيطر على معسكرات مهمة تتعرض للحصار. والآن، يعمل على تطوير هجومه، وهو في ذلك لا يهدف إلى إخراج “الدعم السريع” من الخرطوم تماما، “وإنما حصر المعارك في مناطق مكشوفة لا يوجد بها حاضنة اجتماعية”،[16] وبالتالي يسهل عليه التعامل مع قوات حميدتي.
2. دارفور:
تقليديا، يُعد إقليم دارفور المعقل الرئيسي لمليشيات الدعم السريع، الذي تنحدر منه قياداتها وأغلب عناصرها، وتنتشر به القبائل الداعمة لها. وربما هذا ما يفسر السيطرة التي تتمتع بها قوات حميدتي على أغلب الإقليم.
فبعد تعثر سيطرة حميدتي على كامل الخرطوم، وانهيار مقولة إن الدعم السريع يحاصر قادة الجيش داخل أسوار القيادة العامة، رمى حميدتي ثقله في إقليم دارفور.[17] وتمكنت مجموعاته المتمردة خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2023، من السيطرة على عواصم أربع ولايات من أصل خمسة تشكل إقليم دارفور، وهي: نيالا مركز ولاية جنوب دارفور وثاني أكبر حواضرها، والضعين مركز ولاية شرق دارفور، وزالنجي مركز ولاية وسط دارفور، بالإضافة إلى الجنينة مركز ولاية غرب دارفور.
ورغم ذلك، تظل مدينة الفاشر، التي هي مركز ولاية شمال دارفور وأكبر مدن إقليم دارفور، خارج سيطرة “الدعم السريع”. وربما يعد وجود مجموعات مسلحة في الفاشر ما زالت تقف على “الحياد” النسبي، سببا في تردد قوات حميدتي في توسيع عملياتها بالمدينة،[18] لكن القتال تجدد فيها خلال فبراير/شباط 2024، الأمر الذي تسبب في موجات نزوح واسعة. وحسب منظمة الهجرة الدولية، فإن الذي بدأ الاشتباك هو الجيش الذي شن غارات جوية استهدفت مواقع الدعم السريع في الأحياء الشمالية والشرقية من المدينة.[19]
لكن في المقابل، فإن المأساة الإنسانية في دارفور تتفاقم على أكثر من جهة. إذ قتلت قوات الدعم السريع مئات المدنيين في غرب دارفور أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2023. كما ارتكبت أعمال نهب واعتداءات واحتجاز غير القانوني بحق العشرات في إحدى ضواحي الجنينة في غرب دارفور.[20]
كما حذّر خبراء من احتمال لجوء الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لاستخدام الغذاء سلاحا جديدا في المعارك. وقال برنامج الغذاء العالمي إن الغالبية العظمى من السودانيين يعانون الجوع “نتيجة استمرار الحرب في السودان لشهرها العاشر على التوالي”، مشيرا إلى أن أقل من 5 بالمئة من السودانيين يستطيعون تأمين وجبة كاملة في اليوم.[21]
وبينما تتهم قوات الدعم السريع الجيش بعرقلة وصول المساعدات لدارفور، أوضح مسؤول عسكري في الجيش أنهم لم يرفضوا نقل الإغاثة من الخارج، لكنهم طالبوا بتنفيذ “إعلان جدة” للمبادئ الإنسانية. وحمّل “المليشيا المتمردة” مسؤولية تجويع المواطنين ليس في المناطق المتأثرة بالمعارك بل في الولايات الآمنة، بإغلاق الطرق ونهب قوافل المساعدات والشاحنات التي تحمل السلع والمواد التموينية، مما أدى إلى توقف حركة التجارة وتعذر الحصول على الغذاء، حسب قوله.
وأضاف أن “المليشيا المتمردة تريد استخدام المطارات التي تسيطر عليها في دارفور للإمداد العسكري ونقل المرتزقة من الخارج، وليس استخدامها للمساعدات الإنسانية”، مؤكدا أن الجيش لن يسمح بنقل الإغاثة عبر الحدود من الخارج إلا بضمانات”.[22]
وإزاء ذلك، يبدو أننا أمام مشهد تصعيدي في دارفور، فرغم سيطرة مليشيات الدعم السريع على أربع ولايات من أصل خمسة تشكل إقليم دارفور، إلا أن الجيش يتحرك لسلبها هذه السيطرة. وخلال ذلك، تشتد الأزمة الإنسانية ويتصاعد خطر المجاعة في الإقليم.
3. كُردفان:
يضم إقليم كُردفان ثلاث ولايات رئيسية، وهي شمال كُردفان وعاصمتها الأُبيض، وجنوب كُردفان وعاصمتها كادوقلي، وغرب كُردفان وعاصمتها الفولة. ويحده من الشرق العاصمة الخرطوم، ومن الغرب إقليم دارفور، وهو ما يعطي له أهمية كبرى في خريطة السيطرة في السودان؛ ذلك أنه يُستخدم للدعم اللوجستي بين الخرطوم ودارفور.
ويحتضن كذلك “قاعدة الأبيض”، التي هي بمثابة منصة لمقاتلات الجيش في ولاية شمال كردفان، كما أنها تمثل مقرا دائما لطائرات النقل ولمراكز الصيانة.[23] وبالتالي، فإن الطرفين معنيان بالسيطرة على “كُردفان” لموقعها الذي يلعب دورا جوهريا في هذه الحرب.
وترجع السيطرة حاليا على معظم الإقليم إلى الجيش السوداني، الذي يتواجد في مقاره العسكرية في “الأبيض” شمال كردفان، و”كادوقلي والدلنج” جنوب كردفان، و”بابنوسة” غرب كردفان. لكن قوات حميدتي تصعّد هجماتها في الإقليم منذ أشهر. فقد أعلنت سيطرتها على بلدة “أم روابة” الاستراتيجية بولاية شمال كردفان، لكنها انسحبت منها بعد ذلك.[24]
ويرجع هذا الانسحاب -وفق مراقبين- إلى أن “الدعم السريع لا يملك حاضنة شعبية واسعة في كردفان، ما يجعل هجماته على مدن وبلدات الإقليم أشبه بغارات قبلية يتم فيها قتل العسكريين وترويع المدنيين ونهب الأسواق والمتاجر، ثم الانسحاب مع “الغنائم”.[25]
وخلال الأسبوعين الماضيين، قُتل وجُرح العشرات، وأُحرقت عدة قرى وتحولت إلى رماد في هجمات شنتها قوات الدعم السريع بالقرب من بلدة هبيلة وجبل الداير في جنوب كردفان. وقال أحد شهود العيان على إحدى الهجمات إن “جنود الدعم السريع المدججين بالسلاح كانوا يستقلون سبع دراجات نارية، معهم آخرون راجلون هاجموا عمال جنوب سودانيين أثناء عملهم في مشروع زراعي بالمنطقة”.[26] ويبدو من طبيعة الغارات الخاطفة التي يشنها “الدعم السريع” أنها تهدف إلى تأليب الحاضنة الشعبية على الجيش في كردفان، وإحراجه في منطقة داعمة له بإظهاره غير قادر على حماية الشعب.[27]
وإجمالا، فإن الجيش السوداني ما زال يسيطر إلى حد كبير على “كُردفان”، الإقليم الرابط بين الخرطوم ودارفور، غير أن تلك السيطرة ما زالت مهددة بسبب غارات “الدعم السريع”، التي تكثفت في الأسابيع الأخيرة.
4. الولايات الشمالية والشرقية:
يسيطر الجيش السوداني بشكل كامل على ولايات: الشمالية، ونهر النيل، وكسلا، والبحر الأحمر، وهذا يشكل نقطة قوة له. وتعد المدينة الأهم في هذا الإقليم هي بورتسودان، التي انتقل إليها البرهان لإدارة البلاد منها، في ظل الاشتباكات الدائرة في الخرطوم.[28]
وترجع أهمية هذه المنطقة إلى وجود قاعدة جوية في “مروي”، التي يمكن أن يستخدمها الجيش في تلقي إمدادات من الدول الأخرى. وقد فطنت قوات الدعم السريع لذلك، ولهذا السبب هاجمت قاعدة “مروي” في بداية الحرب، لكنها لم تتمكن من الاحتفاظ بها، بعد أن شن الجيش السوداني هجوما مضادا واستعاد السيطرة عليها سريعا.[29]
علاوة على ذلك، فإن سيطرة الجيش الوطني على الولايات الشمالية والشرقية، وفي القلب منها بورتسودان، ساعدت قيادته على الخروج من البلاد في رحلات خارجية لاستجلاب الدعم، نظرا لاحتواء المدينة على مطار دولي.
وعلى هذا، ورغم حدوث اشتباكات محدودة،[30] تعد الولايات الشمالية والشرقية أهدأ من باقي ولايات السودان، ويبدو أن سيطرة الجيش السوداني عليها لا تتعرض لتهديد حقيقي من “الدعم السريع” حتى الآن.
5. ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وسنار:
تنبع أهمية ولاية الجزيرة -التي تبعد عن العاصمة السودانية الخرطوم حوالي 200 كيلومتر- من أنها الرابط الرئيس لكل الطرق القومية التي تتحرك عليها إمدادات الغذاء والصحة وغيرها. كما أنها الحاضنة الأساسية للاقتصاد السوداني، لأن بها مشروع الجزيرة؛ وهو المشروع الزراعي الأكبر في السودان، وبها كذلك رئاسة هذا المشروع. فضلا عن أن هذه الولاية تحوي ما لا يقل عن 20 بالمئة من قاعدة الصناعة في السودان.[31]
لذلك شكّل استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة “ود مدني”، عاصمة ولاية الجزيرة، في ديسمبر/كانون الأول 2023، مفاجأة لكثيرين خاصة من داعمي الجيش. فبعد يومين تقريبا من المعارك تفاجأ أهالي المدينة بانسحاب الفرقة الأولى مشاة من مقرها، ودخول مليشيات الدعم السريع إلى المدينة.
ومن المرجح أن يساعد ذلك “الدعم السريع” على استهداف ولايتي سنار والنيل الأبيض، باعتبار أن السيطرة على ولاية الجزيرة تقطع طريق الإمدادات لقوات الجيش السوداني في هاتين الولايتين. ذلك أن تحرك العربات والشاحنات التي تنقل الإمدادات لولاية سنار الملاصقة لولاية الجزيرة، وكذلك ولايات النيل الأزرق والنيل الأبيض وشمال كردفان وجنوب كردفان وغرب كردفان، التي يتواجد بها الجيش السوداني، كل هذه الولايات ستتأثر بسيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة. فجميع إمدادات الوقود والغذاء والدواء التي تتحرك من الميناء الرئيس في بورتسودان إلى هذه الولايات، يمر بطرق ولاية الجزيرة، وفي القلب منها “ود مدني” عاصمة الولاية.[32]
وبالفعل، فإن قوات حميدتي تقرب من ولاية سنار، ومن المرجح أن تستعد لهجوم جديد على ولاية النيل الأبيض المجاورة، حيث سجلت منطقة “جبل موية” التي تربط بين مدينة سنار ومدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض هجمات من قبل قوات الدعم السريع.[33]
وفي محاولة لمنع حدوث هذا السيناريو، قرر الجيش السوداني تفعيل المقاومة الشعبية. فقد صاحب سيطرة “الدعم السريع” على ولاية الجزيرة ارتكاب عناصره انتهاكات وثقتها منظمات المجتمع المدني، وهدد قادته باجتياح ولايات سنار والنيل الأبيض والقضارف ونهر النيل. وفي ظل تزايد مخاوف السودانيين، أسرع عشرات الآلاف منهم لحمل السلاح بتشجيع من الجيش، الذي تعهد بتسليح المزيد من المدنيين المنضوين تحت المقاومة الشعبية في مناطق وسط وشمال وشرق السودان.[34]
ويرى بعض المراقبين أن تسليح الشعب هو أحد المفاتيح الضرورية لهزيمة قوات الدعم السريع، خاصة في الجزيرة؛ نظرا لطبيعة التكتيكات التي تستخدمها تلك الميليشيا.[35]
وتلخيصا لخريطة السيطرة في مجمل السودان، يمكن القول إن الجيش يسيطر إلى حد كبير على الولايات الشمالية والشرقية، وبدرجة أقل إقليم كردفان وعاصمة إقليم دارفور، مدينة الفاشر. وفي المقابل، تسيطر قوات الدعم السريع على الجزيرة وإقليم دارفور بالكامل فيما عدا عاصمته. أما الخرطوم، فينتشر “الدعم السريع” فيها على رقعة أوسع ويتواجد داخلها الجيش محاصَرا في عدة معسكرات، لكنه يشن هجوما معاكسا ويحقق تقدما بدرجة ما حتى الآن.
فرص الحل السياسي
تعثر المسار التفاوضي
منذ اندلاع الحرب في السودان، في 15 أبريل/نيسان 2023، برزت جهود للوساطة لوقف الحرب من عدة أطراف. وأهم محاولتين في هذا السياق كانت محادثات جدة، وجهود منظمة “إيغاد” للتسوية بين الطرفين، لكن فشلت كلا المحاولتين في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وفيما يخص المفاوضات التي رعتها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، فقد انطلقت في 6 مايو/أيار 2023، أي بعد أقل من شهر من اندلاع الحرب. وشملت تلك المفاوضات 3 جولات. الجولة الأولى كانت في مايو/أيار 2023، ونتج عنها ما يُعرف بـ”اتفاق جدة”، الذي يتضمن هدنة قصيرة لوقف إطلاق النار، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية، والالتزام بسيادة السودان ووحدته.[36] لكن لم يُطبق الاتفاق وخُرقت الهدنة.[37]
أما الجولة الثانية فجاءت عقب 3 أيام من انتهاء سابقتها، واستمرت المفاوضات نحو أسبوعين، ويبدو أن أن دولا خليجية وعدت البرهان بأنها ستمارس ضغوطا على الدعم السريع للوصول إلى اتفاق. لكن بنهاية مايو/أيار، أعلن الجيش انسحابه من المفاوضات، قائلا: “بما أن الهدنة كانت للأغراض الإنسانية فقط، وليس لأجل إحياء التمرد وجعله يرتب صفوفه، حيث يحاول التمرد إلي الرجوع إلي ما قبل الـ 15 من إبريل الماضي، تمّ اليوم تعليق المفاوضات في جدة، وعودة وفد قواتنا المسلحة إلى البلاد”.[38]
وبعد توقف دام 5 أشهر، عادت مفاوضات وقف إطلاق النار في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ليتفاوض الطرفان لمدة 12 يوما في جدة، لكن لم يتمكنا من الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.[39]
وبجانب مسار جدة، حاولت الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا (إيغاد) التوسط، وطرحت مبادرة “لتسهيل الحوار بين كافة الأطراف لإيجاد حل جذري للأزمة السودانية”. ورغم التفاعل الإيجابي من الجيش السوداني مع طرح الهيئة في البداية، إلا أن الأمر انتهى بالتلويح بتعليق السودان عضويته في المنظمة الإفريقية، ثم تنفيذ هذا التهديد.
وبرز التوتر بين الجيش السوداني و”إيغاد” في يوليو/تموز 2023، بعد أن انسحب وفد السودان من قمة زعماء دول المنطقة التي عقدت في العاصمة الإثيوبية؛ احتجاجا على تولي الرئيس الكيني، وليام روتو، اللجنة الرباعية المعنية بحل الأزمة السودانية بعد اتهامه بعدم الحياد، وحينها لوح السودان بتعليق عضويته. وعندما دعت المنظمة إلى عقد قمة إقليمية لبحث نشر قوات لحماية المدنيين في السودان وضمان وصول المساعدات، شددت الحكومة السودانية على “رفضها لنشر أي قوات أجنبية في السودان”، مضيفة أنها “ستعتبر قوات معتدية”.[40]
ثم تجدد هذا التوتر في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه؛ إثر رفض الخارجية السودانية نقاطا وردت في البيان الختامي للقمة الطارئة لزعماء دول المنظمة التي كرست لبحث الأزمة السودانية. ففي حين اشترط الجيش السوداني خروج مليشيات الدعم السريع من منازل المواطنين، وجمعهم في مناطق خارج المدن ووقف شامل لإطلاق النار قبل لقاء حميدتي، أورد البيان أن هناك اتفاقا على لقاء بلا شروط مسبقة. وصرح وزير الخارجية السوداني، علي الصادق، حينها أن أطرافا خارجية تدخلت وضغوطا من جهات أفريقية وإقليمية مورست على “إيغاد”، أدت في النهاية إلى عدم استيعاب ملاحظات وزارته على مشروع البيان.[41]
وفي يناير/كانون الثاني 2024، قررت الحكومة السودانية تجميد عضوية البلاد بـ”إيغاد”، موضحة أن الخرطوم غير ملزمة ولا يعنيها كل ما يصدر من المنظمة في الشأن السوداني. وأتى ذلك احتجاجا على توجيه التكتل الدعوة لحميدتي لحضور قمة طارئة خُصصت لمناقشة الأزمة السودانية، على اعتبار أنه متمرد وليس رئيس دولة. كما يرى مؤيدون للجيش في السودان، أن الدور الذي تلعبه “إيغاد” في الأزمة السودانية دور غير نزيه، وأنها تميل إلى حميدتي ورئيس الوزراء السوداني السابق رئيس تنسيقية تقدم للقوى المدنية، عبد الله حمدوك.[42]
وعلى هذا، فقد فشلت جهود السعودية والولايات المتحدة و”إيغاد” في وقف الحرب حتى الآن، ولا يوجد أفق حقيقي لاستئناف هذه الجهود في الوقت الراهن.
تصعيد الحرب
تشير الدلائل إلى أن الحرب سوف تطول بينما يقاتل الجانبان للسيطرة على البلدات الرئيسية.[43] وهذا ما يراه إليه الكاتب الأميركي، أليكس دي وال، الذي قال إن “الحرب الأهلية السودانية وحشية ومدمرة ولا تظهر أي علامة على اقترابها من النهاية”، داعيا الدول المعنية لبذل جهود أكبر على طرفي الحرب لوضع حد لها.[44]
كما ذكرت ورقة نشرها “المعهد الألماني للدراسات العالمية ودراسات المناطق” (GIGA) أن الحرب “وصلت نقطة اللاعودة”. بل وحذرت الورقة من أن طرفي الحرب قد لا يقدرا على وقفها حتى إن أرادا ذلك. وأرجعت هذا إلى “تآكل هياكل القيادة داخل القوات وفيما بينها”، واحتمالية ألا يتبع جنود “الدعم السريع” أوامر قادتهم، خاصة عندما تتعلق بسلامة المدنيين، وإلى احتمالية أن تنقسم القوات المسلحة على نفسها، وبالأخص بعد تراجعها في دارفور وود مدني.[45]
ويبدو أن السبب الرئيسي حتى الآن لعدم التوصل إلى اتفاق هو الحسابات العسكرية لدى كل طرف وأمله أن يعزز من سيطرته الميدانية لينعكس ذلك على الاتفاق السياسي الذي قد يوقعه. فما زالت المعارك دائرة في أكثر من إقليم، كما لم يُحسم أمر العاصمة الخرطوم بعد لأي من الطرفين، ومن الصعب على أي طرف فرض مطالبه إلا بتعزيز سيطرته، خاصة في العاصمة.
وربما يكون الجيش السوداني هو الأكثر حاجة في الطرفين إلى التقدم ميدانيا قبل اللجوء إلى طاولة المفاوضات، ذلك أن الجيش لا يرغب في عودة “الدعم السريع” لما كان عليه قبل الحرب من استقلال عن المؤسسة العسكرية. والوضع الميداني الحالي يعطي حميدتي بعض أوراق القوة نظرا لانتشاره في العاصمة وسيطرته على الجزيرة وغالبية إقليم دارفور. وفي ظل هذا الواقع، من الصعب أن ينتج عن المفاوضات اتفاق يرضي الجيش الوطني السوداني.
ولهذا السبب، أعلن البرهان، في أواخر يناير/كانون الثاني 2024، عن تحول في الاستراتيجية العسكرية بحيث تصبح هجومية. وقال للقوات في ولاية كسلا: “لن نكون في موقف دفاعي بعد الآن… سنتقدم ونهاجم بقوات الحركات من كل الاتجاهات من دارفور والولايات الشرقية والولايات الوسطى والولايات الشمالية”.[46]
وفي إطار هذه الاستراتيجية، أطلقت القوات المسلحة السودانية حملة تجنيد، ودرّبت الجنود على تكتيكات حرب العصابات وسلحتهم تسليحا مناسبا لها، كما افتتحت معسكرات تدريب للنساء والفتيات.[47]
وللهدف نفسه، أعادت الحكومة السودانية علاقاتها مع إيران، التي بدأت في تزويد القوات المسلحة السودانية بطائرات مسيّرة توفر قدرات جديدة للاستطلاع والهجمات الدقيقة. إذ أفاد موقع “سودان وور مونيتور” بوجود طائرات شحن تابعة للحرس الثوري الإيراني في مهابط الطائرات التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية.[48] وقد أكدت هذه الأنباء وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، نقلا عن ثلاثة مسؤولين غربيين.[49]
ورغم الخلاف الدبلوماسي بين البلدين بسبب تطبيع السودان مع “إسرائيل”،[50] فإن هذه التقارير تصدّقها خطوات علنية اتُّخذت بين السودان وإيران خلال الأشهر الأخيرة. ففي أكتوبر/تشرين الأول 2023، صدر بيان عن الحكومة السودانية يفيد بأن الدولتين إيران والسودان “ناقشتا استعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، وتسريع خطوات إعادة فتح السفارات بينهما”.[51]
وفي أوائل فبراير/شباط 2024، أجرى وزير الخارجية السوداني زيارة إلى طهران للقاء نظيره حسين أمير عبد اللهيان، والرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي. وعقب لقائهما، أعرب رئيسي عن دعم إيران لحكومة قوية في السودان والحفاظ على وحدة أراضيه.[52]
هذا الدعم مكّن الجيش السوداني من شن هجوم مضاد بعد أن ظل في موقف دفاعي لعدة أشهر، وأدى على الأقل مؤقتا، إلى إنهاء التلميحات التي تقول بأن حميدتي على وشك الانتصار في الحرب كليةً.[53]
وفي هذا الوقت الذي يتحول فيه الجيش من الدفاع للهجوم، تعمل مليشيات حميدتي على توسيع رقعة سيطرتها؛ ولهذا تحركت للسيطرة على الجزيرة وتعمل الآن على الانطلاق منها للنيل الأبيض وسنار، أملا في إجبار الجيش على التفاوض، أو التسبب في حدوث انشقاقات في الجيش تُضعف موقفه، وهو السيناريو الذي يحذر منه بعض المراقبين.[54]
وإجمالا، لا توجد سيطرة واضحة على مجمل الميدان، لا لمليشيات الدعم السريع ولا للجيش السوداني، وما زال الطرفان يسعيان إلى تعزيز قوتها على الأرض، ويعتقد كل طرف أن باستطاعته ذلك. وبالتالي، فمن المستبعد حاليا التوصل إلى وقف لإطلاق النار، بل على العكس، فإن مجريات الأحداث تشير إلى أننا أمام تصعيد من الطرفين، ما لم يتعرضا لضغوط خارجية كبيرة تجبرهما على الجلوس إلى طاولة التفاوض.
المصادر
[1] خبير عسكري: السودان يواجه أكبر خطر منذ استقلاله و”الجزيرة” لا يمكن تجاوزها (خاص)، صحيفة الاستقلال، 6 يناير/كانون الثاني 2024
[2] الحرب في السودان.. كيف نفهم ما يجري هناك؟ مع الأستاذ الصادق إبراهيم الرزيقي | بودكاست الشرق، الشرق الشبابي، 6 يناير/كانون الثاني 2024
[3] Sudan: Explosive Weapons Harming Civilians, Human Rights Watch, May 4, 2023
[4] محمد عثمان وسامي جروان، الحرب في السودان: ما الذي يحدث في ود مدني، وما أهمية سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة؟، بي بي سي، 22 ديسمبر/ كانون الأول 2023
[5] Zeinab Mohammed Salih, Sudan armed forces advance in Omdurman for first time since start of war, The Guardian, February 17, 2024
[6] السودان.. احتدام القتال في محيط “الإذاعة والتلفزيون”، الحرة، 25 فبراير/شباط 2024
[7] بعد التصعيد بين الجيش والدعم السريع.. ما خريطة السيطرة الميدانية في السودان؟، الحرة، 13 فبراير/شباط 2024
[8] Hager Ali, The War in Sudan: How Weapons and Networks Shattered a Power Struggle, German Institute for Global and Area Studies (GIGA), Access date: February 25, 2024
[9] بسمة سعد، مرحلة جديدة: تداعيات التطورات الميدانية للحرب السودانية على الساحة الداخلية، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، 10 فبراير/شباط 2024
[10] “الدعم السريع” تعلن السيطرة على 90٪ من الخرطوم.. والجيش: قوات “حميدتي” ترتكب جرائم إرهابية، سي إن إن، 29 أبريل/ نيسان 2023
[11] نقل العاصمة السودانية إلى بورتسودان.. هل يتكرَّر سيناريو اليمن؟، الشارع السياسي، 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023
[12] السودان: البرهان يتفقد القوات بأمدرمان بعد فك حصار المهندسين، صحيفة التغيير السودانية، 17 فبراير/شباط 2024
[13] بسمة سعد، مرحلة جديدة: تداعيات التطورات الميدانية للحرب السودانية على الساحة الداخلية، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، 10 فبراير/شباط 2024
[14] بعد التصعيد بين الجيش والدعم السريع.. ما خريطة السيطرة الميدانية في السودان؟، الحرة، 13 فبراير/شباط 2024
[15] حسان الناصر، عمر الفاروق، محمد الأقرع، مشاعر إدريس، الجيش يربط قواته في أم درمان.. استمرار التباين بين «تقدم» والكتلة الديمقراطية.. و«الشعبية» تطرد «الدعم السريع» من هبيلا، مدى مصر، 22 فبراير/شباط 2024
[16] المصدر نفسه
[17] محمد حامد نوار، لماذا نقلت “الدعم السريع” عملياتها القتالية إلى دارفور؟، الجزيرة نت، 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023
[18] مصطفي دلا، 8 أشهر من حرب السودان.. مَن يسيطر على ماذا؟ (إطار)، الأناضول، 11 ديسمبر/كانون الأول 2023
[19] الهجرة الدولية: نزوح واسع جراء اشتباكات في “الفاشر” غربي السودان، يني شفق، 19 فبراير/شباط 2024
[20] السودان: تجدد القتل العرقي الجماعي والنهب في دارفور، هيومان رايتس ووتش، 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2023
[21] السودان.. أكثر من 95 % لا يمكنهم تأمين وجبة كاملة يوميا، سكاي نيوز عربية، 21 فبراير/شباط 2024
[22] النور أحمد النور، هل أصبح الغذاء سلاحا جديدا في الصراع بالسودان؟، الجزيرة نت، 25 فبراير/شباط 2024
[23] القواعد الجوية العسكرية في السودان.. أيّ أهمية إستراتيجية في المعركة؟، موقع التلفزيون العربي، 1 مايو/أيار 2023
[24] انسحاب قوات الدعم السريع من أم روابة بولاية شمال كردفان، راديو دبنقا، 12 سبتمبر/أيلول 2023
[25] مصطفي دلا، 8 أشهر من حرب السودان.. مَن يسيطر على ماذا؟ (إطار)، الأناضول، 11 ديسمبر/كانون الأول 2023
[26] RSF attacks on South Kordofan’s Habila leave dozens dead and villages destroyed, Radio Dabanga, February 23, 2024
[27] Sudanese Army Aims to Regain Ground, Public Support Against RSF, Africa Defense Forum, February 20, 2024
[28] RSF Advances Give It Control Over Half of Sudan, Africa Defense Forum, November 28, 2023
[29] Sudanese Army captures military base in Merowe, TASS Russian News Agency, April 19, 2023
[30] Clashes in Port Sudan for first time since war began, Africanews, September 19, 2023
[31] خبير عسكري: السودان يواجه أكبر خطر منذ استقلاله و”الجزيرة” لا يمكن تجاوزها (خاص)، صحيفة الاستقلال، 6 يناير/كانون الثاني 2024
[32] المصدر نفسه
[33] بسمة سعد، مرحلة جديدة: تداعيات التطورات الميدانية للحرب السودانية على الساحة الداخلية، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، 10 فبراير/شباط 2024
[34] يوسف بشير، سلاح المقاومة في السودان ينذر باضطرابات أهلية وشيكة، مركز كارنيغي للشرق الأوسط، 15 فبراير/شباط 2024
[35] الحرب في السودان.. كيف نفهم ما يجري هناك؟ مع الأستاذ الصادق إبراهيم الرزيقي | بودكاست الشرق، الشرق الشبابي، 6 يناير/كانون الثاني 2024
[36] النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في السودان، سي إن إن، 21 مايو/أيار 2023
[37] السودان: استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع وسط اتهامات متبادلة بخرق الهدنة، فرانس 24، 25 مايو/أيار 2023
[38] وفد الجيش السوداني ينسحب من مفاوضات جدة ويعلق مشاركته في المباحثات، صحيفة التغيير السودانية، 31 مايو/أيار 2023
[39] محادثات السلام السودانية في السعودية تعجز عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار، سويس إنفو، 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023
[40] السودان يرفض خطة “إيقاد” لنشر “قوات أجنبية”: سنعتبرها معتدية، الشرق، 11 يوليو/تموز 2023
[41] تجدد التوتر بين السودان و”إيغاد”.. هل يسود منطق الحرب؟، الجزيرة نت، 12 ديسمبر/كانون الأول 2023
[42] ماهي فرص السلام في السودان بعد تجميد الحكومة عضوية بلادها في”إيغاد”؟، بي بي سي، 23 يناير/كانون الثاني 2024
[43] Maram Mahdi, Will Africa remain on the sidelines of Sudan’s Jeddah talks?, November 15, 2023
[44] Alex de Waal, Sudan is collapsing – here’s how to stop it, Chatham House, February 2, 2024
[45] Hager Ali, The War in Sudan: How Weapons and Networks Shattered a Power Struggle, German Institute for Global and Area Studies (GIGA), Access date: February 25, 2024
[46] Sudanese Army Aims to Regain Ground, Public Support Against RSF, Africa Defense Forum, February 20, 2024
[47] المصدر نفسه
[48] Iranian cargo flights arrive in Sudan, Sudan War Monitor, January 29, 2024
[49] Simon Marks, Iranian Drones Become Latest Proxy Tool in Sudan’s Civil War, January 24, 2024
[50] Danny Citrinowicz, Iran is on its way to replacing Russia as a leading arms exporter. The US needs a strategy to counter this trend., Atlantic Council, February 2, 2024
[51] آريج الحاج، إيران في السودان: مخاوف من بروز قوات حشد شعبي سودانية، معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، 31 يناير/كانون الثاني 2024
[52] Beatrice Farhat, Sudan foreign minister visits Tehran amid reports Iran provided drones, Al-Monitor, February 5, 2024
[53] David Pilling, Gioia Shah, US begins push to end war between two ‘bad actors’ in Sudan, Financial Times, February 28, 2024
[54] يوسف بشير، سلاح المقاومة في السودان ينذر باضطرابات أهلية وشيكة، مركز كارنيغي للشرق الأوسط، 15 فبراير/شباط 2024