الخطاب الرسمي الإسرائيلي عن جماعة الإخوان المسلمين بمصر (2010 – 2020)

د أحمد الجندي.. أستاذ الدراسات اليهودية والصهيونية

الخطاب الرسمي الإسرائيلي عن جماعة الإخوان المسلمين بمصر

خلال الفترة من 2010 – 2020

د أحمد الجندي.. أستاذ الدراسات اليهودية والصهيونية


لطالما كان الإخوان المسلمون منذ نشأتهم واهتمامهم بقضايا العالم الإسلامي رقما مهما في أحداث الشرق الأوسط، وما من قضية تحظى بأهمية كبرى عند المسلمين عامة والإخوان المسلمين خاصة كقضية فلسطين التي اهتم بها الإخوان منذ ثلاثينيات القرن الماضي، والتي كانت مدخلا للصراع ضد الصهيونية ثم إسرائيل فيما بعد، وقد ظل الإخوان لعقود طويلة نتيجة تأثيرهم في الشارع العربي والإسلامي بمثابة حجر الزاوية في تعامل الأنظمة العربية مع إسرائيل وفي حجم ما يمكن أن تقدمه هذه الأنظمة من دفاع أو تنازلات في تعاملهم مع هذه القضية، ومع تأسس حركة حماس التي تنتمي فكريا وأيديولوجيا لجماعة الإخوان المسلمين ومقاومتها للاحتلال الصهيوني لفلسطين، ومع صعود الإخوان المسلمين فيما بعد في أعقاب الربيع العربي كان من الطبيعي أن تنشغل مراكز الأبحاث في إسرائيل بدراسة كل ما يحيط بالجماعة حتى تتمكن القيادة الإسرائيلية بناء على ما تقدمه هذه المراكز من دراسات من وضع التصور الأنسب في تعاملها مع الجماعة.

– كتلة واحدة أم فروع متنوعة؟

يدرك الإسرائيليون أن طبيعة جماعة الإخوان تختلف في كل بلد عربي عن الآخر بحسب الظروف السياسية وطبيعة نظام الحكم، والظروف الاجتماعية والاقتصادية. فعلى الرغم من الاشتراك في المفهوم الإسلامي الكامن وراء أيديولوجية الإخوان المسلمين منذ نشأتها فإن كل ممثل للحركة في العالم هو في الحقيقة أسير الواقع السياسي والتحديات المحلية التي عليه التعامل معها.[1] وبالتالي فإن الإخوان الموجودين ضمن حدود 48 يختلفون عن حركة حماس وكلاهما يختلف عن الإخوان في باقي البلاد العربية؛ في هذا السياق يصنف الإسرائيليون الإخوان في الأردن بأنهم الأكثر عداء تجاه إسرائيل ويربطون ذلك بالتقارب العرقي للعديد من أعضاء الحركة مع الفلسطينيين، بينما يصنفون إخوان المغرب على أنهم الأكثر اعتدالا؛ فحزب العدالة والتنمية المشارك في السلطة يسير وفق نهج برجماتي، ورغم عدم اعتراف الحزب هناك بإسرائيل ورغم تأييده لتحرير فلسطين إلا أن ذلك يبقى على الورق فحسب، أما إخوان تونس في حركة النهضة فهم حالة وسط بين إخوان الأردن وإخوان المغرب، ونتيجة طبيعة المجتمع الموروثة من حكم بن علي وقبله بورقيبة فإن الإخوان هناك يحاولون التوفيق بين محاولة التعامل مع تيارات علمانية قوية والتوافق معها، وبين إثبات أصالتهم في مواجهة السلفيين.[2]

– صعود إخوان مصر في أعقاب الربيع العربي؛ نحو تعامل برجماتي

كان من الواضح في ظل الربيع العربي انشغال كثير من محللي الصحف الإسرائيلية بطبيعة سياسة الإخوان المسلمين في مصر وكيف يمكن أن تكون سياستهم تجاه إسرائيل في ظل صعود الإخوان في ذلك الوقت.[3] وكان من الواضح أن القيادة الإسرائيلية في تعاملها مع الإخوان المسلمين تسير في اتجاهين؛ أحدهما ظاهري بتبني موقف برجماتي ومحاولة إيجاد قنوات اتصال مع الإخوان المسلمين غالبا من خلال الولايات المتحدة الأمريكية، والآخر محاولة إفشال التجربة الإسلامية عامة وتجربة الإخوان المسلمين على وجه الخصوص.

فيما يتعلق بالاتجاه الأول وفي بدايات الربيع العربي وانطلاقا من سياسة الأمر الواقع كانت الولايات المتحدة حريصة على رفع مستوى الاتصال الدبلوماسي مع الإخوان المسلمين؛ حيث كان الاتصال موجودا قبل الربيع العربي بسنوات لكن بمستوى دبلوماسي أقل، وهو ما كان يدركه المحللون الإسرائيليون الذين رأوا ضرورة أن تتعلم إسرائيل من الموقف البرجماتي والواقعي الأمريكي وأن تسعى للتواصل مع كافة القوى في مصر بمن فيهم الإخوان المسلمون إلا أن إسرائيل كانت عاجزة عن إيجاد طريقة لهذا التواصل لأنها – أي إسرائيل – لم تكن ناجحة في التمييز بين أنواع الحركات الإسلامية فالرؤية السائدة في أوساط السلطات في إسرائيل كانت ترى أن الحركات الإسلامية جميعها خرجت من عباءة واحدة، وأنها جميعا حركات عنيفة،[4] وهذه الحركات، وإن بدا بعضها معتدلا أحيانا، فهذا من باب تحين الفرصة المناسبة فحسب.

كان المحللون الإسرائيليون يدعون لتبني الموقف البرجماتي الأمريكي الذي رأى أن الإخوان المسلمين يعملون وفق القانون، وبرجماتيون وأنهم الشركاء الأنسب لكبح جماح القوى الإسلامية المتشددة التي تهدد استقرار النظام المصري وعلاقاته بإسرائيل.[5] هذا يوضح أن إسرائيل رغم رفضها للإخوان من الأصل، ورغم سعيها بوسائل متعددة من خلال تحالفها السري – في ذلك الوقت – مع عدد من الدول العربية والغربية لإفشال الحركة، كان لديها استراتيجية أو رغبة للتعامل مع الإخوان المسلمين في حال ظلوا في الحكم، بغض النظر عن موقف جماعة الإخوان من هذه الاستراتيجية.

يؤكد على ذلك أنه في أعقاب فوز محمد مرسي برئاسة مصر أرسل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للرئيس مرسي رسالة شخصية عبر السفارة الإسرائيلية في مصر يهنئه فيها بفوزه ويعرب عن أمله في التعاون بين البلدين والرغبة في استمرار معاهدة السلام بين الطرفين،[6] كما أرسل الرئيس شمعون بيرس أيضا برسالة تهنئة شخصية للرئيس مرسي أعرب فيها عن رغبته في التعاون بين البلدين في القضايا المشتركة[7] ويبدو أنه كان ثمة رغبة إسرائيلية في أن يكون هناك اتصال هاتفي بين مرسي ونتنياهو من خلال تسريبات صحفية تشير إلى احتمالية التواصل بين الاثنين في ذلك الوقت بتوسط من الولايات المتحدة، وقد تم استبعاد هذا الخيار بعد عملية جس نبض.[8]

أما فيما يتعلق بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل؛ فحسب تقدير القيادة الإسرائيلية كانت قيادات الإخوان ومن بينهم مرسي بعد أن صار رئيسا يمسكون العصا من طرفيها؛ فمن ناحية كانوا حريصين على عدم قطع الجسور مع المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة، ومن ناحية أخرى ربط احترام معاهدة السلام بتصرفات إسرائيل التي دائما ما تخرق شروط المعاهدة – حسب تأكيدات قيادات الحركة – وكأنهم كانوا يمهدون للعمل يوما ما على نقض المعاهدة.[9]

وحتى أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2012 فقد أشارت التقارير الصحفية الإسرائيلية إلى أن الرئيس الإسرائيلي في ذلك الوقت شمعون بيرس قد أثنى على الرئيس محمد مرسي حينها لدوره في هذه الأزمة؛ حيث نقل عنه قوله لتوني بلير “هناك عدة مفاجآت بما فيها موقف محمد مرسي، فلم أكن أتوقع حقا أنه سيحاول أن يلعب دورا في خفض التوتر”.[10]

– الأيديولوجيا واستحالة التلاقي بين إسرائيل والإخوان المسلمين

كان الاتجاه الآخر والحقيقي يسعى لإفشال الإخوان المسلمين والتخطيط لذلك. لقد كان بعض المراقبين الإسرائيليين يدركون ذلك ويرجعون أسبابه لطبيعة الإدراك الرسمي الإسرائيلي لجماعة الإخوان المسلمين وهذا الإدراك قائم على أن الجماعة لديها موقف رافض من الأصل لقيام إسرائيل، وأنها – أي الجماعة – في ظل المواجهة تتبع رؤية قائمة على التدرج؛ فهي لا تلغي الجهاد من قاموسها لكنها تؤجله حتى تأتي الفرصة المناسبة لتمحو إسرائيل وتدخل في صراع مع الغرب، لكن هؤلاء المراقبين كانوا يعتقدون أن ثمة أصواتا معتدلة ليست بالقليلة داخل الإخوان – وفق اعتقادهم – لم يكن لديهم مانع من التعايش مع إسرائيل في حالة وجود حل للقضية الفلسطينية وهذه الأصوات المعتدلة كان لديها القدرة على إقناع المصريين بهذا التعايش إذا تضمن الحل إقامة دولة فلسطينية.[11]

كانت الأصوات الرسمية الإسرائيلية رافضة للإخوان المسلمين لمواقف أيديولوجية رافضة لأي اتجاه إسلامي دون تمييز بين المعتدل والمتشدد، لقد عبر السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر تسفي مزال عن ذلك بوضوح بقوله “لقد كان مبارك على وعي بخطورة الإسلام المتشدد، وقد عمل دائما على تهدئة حركة حماس وتقييدها قدر الإمكان، لكن مرسي يتصرف بصورة مغايرة تماما؛ فبعد اغتيال إسرائيل أحمد الجعبري أحد قادة حماس اتجه مرسي لمعاقبة إسرائيل بعدة طرق دبلوماسية كان منها سحب السفير المصري، كما طلب عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية ومجلس الأمن، ولم يقم بالتهدئة أو الوساطة المطلوبة في وقت الأزمة، بل ساند حماس وبذلك انضم للإسلام المتشدد الذي ينتمي إليه.. ويجب أن نذكر أن أيديولوجية الإخوان المسلمين تتضمن تعاليم مهمة جدا معادية للسامية حتى من قبل قيام إسرائيل، أما الآن فهم في سدة الحكم والعالم يظن أنهم برجماتيون، لكن تبين خطأ هذا الظن، فالإخوان أشعلوا الوضع نتيجة وقوفهم إلى جانب حماس”[12]

وكثيرا ما جرى توظيف ادعاءات لا تعتمد على واقع صحيح أو معلومات تاريخية حقيقية؛ فمثلا يتحدث تسفي مزال عن تحريض الإخوان المسلمين على تنظيم المذابح ضد اليهود، وعلاقات بين الإخوان وألمانيا النازية في ثلاثينيات القرن الماضي، أو نظرة العرب لكل يهودي على أنه صهيوني دون التفريق بين المفهومين.[13]

إن كثيرا من منطلقات الإخوان الأيديولوجية هي في الحقيقة منطلقات إسلامية أو عربية أو إنسانية؛ فرفض كثير من تفاصيل رواية الهولوكوست اليهودية، وتحرير فلسطين ومقاومة المحتل أمور مترسخة لدى عامة المصريين وهو ما يضع المصريين جميعا مباشرة في نيران تهمة معاداة السامية، لكن هذه الأمور التي كانت مترسخة شعبيا لدى المصريين على كافة المستويات على المستوى الأيديولوجي تحولت في ظل صعود الإخوان بعد ثورة يناير لأن تصبح جزءا لا ينفصل من أيديولوجية السلطة الحاكمة، وبالتالي فإن النظرة الإسرائيلية لحركة الإخوان حتى بعد وصولهم لسدة الرئاسة ظلت في الحقيقة كما هي باعتبارهم حركة متشددة.[14]

لقد كان موقف القيادة الإسرائيلية معظم الوقت رافضا للإخوان المسلمين نتيجة تاريخهم وتصريحاتهم المؤيدة للحق الفلسطيني والمساندة لحماس في صراعها ضد إسرائيل في كل الاعتداءات التي استهدفت قطاع غزة المحاصر؛ لقد كانت إسرائيل ترى أن حصارها لقطاع غزة هو لمنع وصول أي إمدادات عسكرية لقطاع غزة توظفها حماس في إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية، في المقابل كان الإخوان يدعمون دائما الجهاد المسلح ضد إسرائيل لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى، ويدعمون حق حماس في الدفاع عن نفسها، وخطفها للجنود ومباركة مثل تلك العمليات. ويرى الإسرائيليون أن الإخوان لم يتغيروا حتى بعد تصدرهم للمشهد بعد الثورة؛ فقد كانت رسائل قيادات الإخوان وعلى رأسهم المرشد العام الذي كتب في أكتوبر 2011 تعقيبا على عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل جلعاد شاليط أن إسرائيل لا تفهم غير لغة القوة، وأنها العدو الأول للعرب والمسلمين. لم يكن لمثل هذه المواقف الخالية من أي إمكانية للتواصل – وفقا للأيديولوجية الإسرائيلية – أن تجعل القيادة الإسرائيلية تظن أنها يمكن أن تصل لنقطة التقاء مع الإخوان المسلمين.[15]

لكن السؤال الذي ينبغي طرحه أيضا هل أيديولوجية قادة إسرائيل كانت قابلة للتلاقي مع الإخوان المسلمين؟! بالطبع لا؛ فحسب الصحافة الإسرائيلية كانت إسرائيل غير راضية عن سماح الولايات المتحدة للإخوان المسلمين بالوصول للسلطة في مصر في أعقاب الربيع العربي على أساس أن الولايات المتحدة كانت تعتبرهم معتدلين، بينما كانت إسرائيل وروسيا (التي كانت تخشى من امتداد فكر الإخوان إلى القوقاز والدول المسلمة المجاورة لروسيا) تريان أن الإخوان المسلمين متشددون.[16]

كانت القيادة الإسرائيلية طبقا لرأي أليكس جرينبرج تعتقد أن الإخوان – في فترة تصدرهم الشأن المصري وتوليهم السلطة في أعقاب الربيع العربي – قد يكونوا اضطروا للتراجع الجزئي عن الأيديولوجيا نتيجة مشاكل الواقع وصعوباته، لكنهم لم يتخلصوا من تلك الأيديولوجيا نهائيا؛ فتأخر تطبيقهم للشريعة مثلا دون أن يتم إلغاؤه، لكن في مقابل ذلك كان ثمة تعاون وثيق بينهم وبين حماس.[17]

لقد كان ما ذكرناه سلفا من محاولات برجماتية إسرائيلية للتعامل مع الإخوان المسلمين بحكم الواقع مجرد مظهر يبتعد كل البعد عن الحقيقة؛ فالواقع أن إسرائيل ومنذ اللحظة الأولى لصعود الإخوان في ظل ثورات الربيع العربي عملت وخططت وساعدت على إفشالهم، وتنقل بعض التقارير المتعلقة بانتقادات وجهت لنتنياهو على موافقته على بيع ألمانيا أسلحة للجيش المصري أن نتنياهو أخبر بوجود سر وراء موافقته تلك، وقد تحدث بعض المحققين عن أن هذا السر يتعلق بتنسيق إسرائيلي ألماني من أجل إفشال الإخوان المسلمين يتضمن هذا التنسيق تمرير أموال للجيش المصري – من خلال العمولات التي يحصل عليها من صفقات الأسلحة التي سيعقدها مع الألمان حتى أن تصدير السلاح لمصر زاد بنسبة 205% في السنوات الخمس من 2014 / 2019 عن السنوات الخمسة التي سبقتها – الذي كان يعارض فعليا الإخوان المسلمين، وهو ما أدى لاحقا إلى الانقلاب العسكري وتولي السيسي مقاليد السلطة في مصر.[18]

– إدراك طبيعة مشاكل الإخوان في مصر

كانت النظرة للإخوان في ظل ثورات الربيع العربي أنها أكثر الحركات السياسية تأثيرا في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، وأنها ستكون القائدة للشعوب العربية لسنوات عديدة، وأن أيديولوجية الإسلام السياسي سوف تجتاح العالم العربي بأسره، لكن ما تعرضت له الحركة من قمع بعد الانقلاب العسكري ذهب بكل هذه التوقعات أدراج الرياح.

كان الخطاب الرسمي الإسرائيلي يرى أن جماعة الإخوان بعد الانقلاب العسكري كانت بين نارين، نار الكفاح المسلح ضد نظام السيسي ونار التمسك بالنضال السلمي ولكل خيار خسائره؛ فالعمل المسلح كان سيحد من قدرة الحركة على العمل على الساحة الدولية، ويعطي مزيدا من المبررات لمزاعم النظام ضدهم، فضلا عن عزل قيادات الحركة التقليديين في الخارج، وفي مقابل ذلك كان التمسك بالعمل السلمي سيزيد من حالة الإحباط بين الشباب، ويهدد ما تبقى من سيطرة محدودة لقيادة الحركة على أعضائها.[19]

كانت المؤشرات تدل على تخوف إسرائيل من ردود فعل الإخوان في العامين التاليين للانقلاب بسبب ارتباط مصالحها بحليفها الجديد في مصر، لكن هذا التخوف والاهتمام تراجعا كثيرا مع مظاهر الضعف الواضحة التي عاشتها الجماعة ولا زالت، وتدرك إسرائيل مظاهر الضعف هذه إدراكا تاما؛ من ذلك انهيار هيكلية القيادة الهرمية التي ميزت الجماعة طوال تاريخها، وتعمق الانقسام الداخلي، مع دخول تأثيرات إسلامية متشددة إلى أيديولوجية كثير من أعضائها نتيجة اليأس من النضال السلمي،[20] وضعف تأثير قيادة الخارج على أعضاء الجماعة في مصر، إذ يعمل أعضاء الجماعة في مصر منفردين مسترشدين بأحد عشر عضوا من قيادة الجماعة، مع وجود ضبابية كبيرة في إدارة الجماعة وعدم جود نشاط منظم أو سلسلة قيادة حقيقية، لقد وصلت جماعة الإخوان المسلمين لمرحلة ضعف كبيرة، حتى أنها لم تستطع أن تعبر عن غضبها عند وفاة الرئيس السابق محمد مرسي إلا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي[21]

يضاف إلى ذلك إلمام الإسرائيليين بحجم الخلاف الكبير داخل الجماعة والاطلاع على مواقف شخصيات إخوانية عملت من قبل ضمن إدارة الرئيس مرسي ترى أن ثمة جمودا فكريا تسببت به القيادة الحالية التي لا تريد أن تتعلم من أخطاء الماضي مما أوجد حالة من عدم الرضا لدى أفراد الجماعة، كما يتابع الإسرائيليون كذلك ما يدور من قبل المعلقين والمحللين العرب حول الإخوان المسلمين، وقد أثار المحلل الإسرائيلي “شاحر كليمان” ما تكلم عنه الصحفي العربي وضاح خنفر الذي يقول “إنك حين تجلس إلى أحد من الإخوان المسلمين فإنك لن تجد إجابة لملايين الأسئلة عن ماهية التصور السياسي في الإسلام نفسه”.[22]

مع مظاهر الضعف تلك لم تعد القيادة الإسرائيلية تذكر الإخوان في مصر إلا في سياق التاريخ، لكنها على الرغم من ذلك تخشى من احتمالية تخطي الإسلام السياسي لأزمته الراهنة كما تخطاها من قبل في أزمات مماثلة، وأنه حتى لو اختفى الإخوان المسلمون من المشهد فإن أفكارهم ستظل حية عند حركات جديدة، كما يدركون خطورة أن يؤدي سوء الأوضاع الاقتصادية في مصر إلى أن يعود الإخوان للقيام بدور ما، فأيديولوجيتهم حية في قلوب كثيرين، وهو ما تخشاه إسرائيل وعدد من الحكومات العربية.[23]



المصادر:

[1]  – אלכס גרינברג: חמישים גוונים של ירוק: האחים המוסלמים לא מקשת אחת (خمسون درجة للون الأخضر: الإخوان المسلمون ليست قوسا واحدة). מידה 20 يونية 2013 (موقع ميدا موقع محافظ ليبرالي مهتم بتقديم دراسات ورؤى في مجالات مختلفة كالسياسة والاقتصاد والتعليم والثقافة… الخ)

[2]  – אלכס גרינברג

[3]  – ירון פרידמן: האחים המוסלמים – תנועה חברתית או ארגון טרור? (الإخوان المسلمون – حركة اجتماعية أم تنظيم إرهابي؟. ידיעות אחרונות 16 يوليو 2012

 

[4]  – נמרוד הורביץ: וושינגטון, האחים המוסלמים וישראל (واشنطن، الإخوان المسلمون وإسرائيل. הפורום לחשיבה אזורית 11 يوليو 2011

[5]  – السابق

[6]  – https://news.walla.co.il/item/2545869 (موقع וואלה 1 يوليو 2012)

[7]  – https://news.walla.co.il/item/2546015 (موقع וואלה 1 يوليو 2012)

[8]  – https://www.haaretz.co.il/news/politics/1.1744400 (صحيفة הארץ 9 يوليو 2012)

 

[9]  – ליעד פורת: האחים המוסלמים ואתגר השלום בין מצרים לישראל (الإخوان المسلمون وتحدي السلام بين مصر وإسرائيل). מרכז בגין-סאדאת למחקרים אסטרטגיים (بيجين السادات للبحوث الاستراتيجية جامعة بر إيلان أغسطس 2013 ص. 13 – 22)

[10]  – אבי גרפינקל: המתווך המדומה (الوسيط الوهمي). מגזין מאקו 22 نوفمبر 2012 (مجلة أسبوعية تصدر عن مؤسسة قيشت الإعلامية)

[11]  – נמרוד הורביץ: السابق

[12]  – אבי גרפינקל: המתווך המדומה (الوسيط الوهمي). מגזין מאקו 22 نوفمبر 2012 (مجلة أسبوعية تصدر عن مؤسسة قيشت الإعلامية)

[13]  – צבי מזאל: האנטישמיות במצרים של האחים המוסלמים (معاداة السامية في مصر عند الإخوان المسلمين). המרכז הירושלמי לענייני ציבור ומדינה 22 يناير 2013

[14]  – السابق

[15]  – ליעד פורת: السابق

[16]  – הנושא המרכזי בשיחות פוטין נתניהו: עליית האחים המוסלמים לשלטון בעזרת ארה”ב, בדמשק ובקהיר (موقع דבקה 25 يونية 2012)

[17]  – אלכס גרינברג: السابق

[18]  – https://www.globes.co.il/news/article.aspx?did=1001279317 (موقع גלובס 24 مارس 2019)

[19]  – ארז שטרים: “האחים המוסלמים” במצרים: היערכות מחודשת (الإخوان المسلمون؛ في مصر: إعادة تموضع). המכון למחקרי ביטחון לאומי 23 ديسمبر 2015

[20]  – السابق

[21]  – שחר קליימן: “חבר’ה, תהיו מציאותיים – נחלשנו”: האחים המוסלמים במצרים במשבר חסר תקדים (“يقول أعضاؤها: كونوا واقعيين؛ لقد ضعفنا” الإخوان المسلمون في مصر في أزمة غير مسبوقة. ישראל היום 4 أكتوبر 2019

[22]  – السابق

[23]  – السابق


Exit mobile version