الفهرس
المقدمة
المحور الأول: سوريا
– انتخابات الرئاسة السورية
– “قسد” تتلقى تطمينات أمريكية
المحور الثاني: ليبيا
– معسكر حفتر يهدد الحل السياسي
– أركان الدولة التركية في زيارة لليبيا
– مؤتمر برلين 2
المحور الثالث: مصر
– جدل حول توقف محادثات التقارب
– احتمالية استمرار المحادثات قريبًا
المحور الرابع: العراق
– اغتيالات عديدة في صفوف بي كا كا
المحور الخامس: الخليج
– محاكمة الجاسوس الإماراتي
– دعم إماراتي للتنظيمات الانفصالية بمسيّرات
– سفير جديد لدى الإمارات
– وفد برلماني تركي في قطر
– اتفاقية تجارية مع سلطنة عمان
المحور السادس: فلسطين والكيان الصهيوني
– حديث حول توقيع اتفاقية بحرية مع فلسطين
– اتفاق تعاون أمني مع السلطة
– فلسطين في لائحة التجارة التفضيلية
المحور السابع: أوروبا
– مستجدات العلاقات مع فرنسا
– مستجدات العلاقات مع اليونان
– “بيرقدار” في أجواء أوروبا
المحور الثامن: الولايات المتحدة الأمريكية
– تواصل مكثف بين الطرفين
– نتائج لقاء بايدن بأردوغان
– تأمين مطار كابل
المحور التاسع: الداخل التركي
– جدل واسع حول مزاعم لرجل مافيا
– افتتاح مسجد تقسيم
– اكتشاف جديد للغاز
المقدمة
كانت الساحة التركية خلال الشهر الماضي متخمة بالأحداث في الداخل والخارج. فعلى المستوى الداخلي، أحدثت فيديوهات رجل المافيا “سادات بكر” ضجة كبيرة، كما افتتح الرئيس أردوغان مسجد تقسيم، في حدث تاريخي بارز، كذلك اكتشفت تركيا مخزونًا جديدًا من الغاز الطبيعي في البحر الأسود.
أما خارجيًا، فهناك توقعات حول استمرار المحادثات المصرية-التركية قريبًا، بينما تمر العلاقات مع السعودية والإمارات بفتور كبير. وفي ليبيا، تدور الأحداث سريعًا وسط إشارات سلبية من معسكر حفتر تهدد المسار السياسي. كما ثار جدل الشهر الماضي حول ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وفلسطين، على غرار ما حدث في ليبيا؛ إلا أن هناك بعض التحديات في سبيل ذلك.
وفيما يخص أوروبا والولايات المتحدة، فقد جرت اتصالات ولقاءات عدة مع القادة الأمريكيين والأوروبيين؛ إلا أن الأطراف المشاركة لم تستطع التوصل إلى حل للمسائل الجوهرية الخلافية حتى الآن.
عقد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، انتخابات أعيد فيها انتخابه لولاية رابعة، في البلاد التي عم فيها الخراب والدمار بعد عقد من حرب طاحنة، جراء تمسك الأسد بالسلطة، واستجلابه للقوات الروسية والإيرانية والميليشيات التابعة لهما، للاستقواء بهم على الشعب السوري.
وبالطبع، فإن تركيا أحد أهم اللاعبين على الساحة السورية، وتوجهاتها حول ما يجري على الساحة السورية من أحداث معتبرة ومؤثرة بصورة أو بأخرى. وكما هو متوقع، فقد جاء الموقف التركي من الانتخابات الأخيرة بالرفض التام، وعدم اعتراف بالنتائج المترتبة عليها. فابتداءًا، رفضت تركيا التصويت في الانتخابات على أراضيها، حيث صرح معاون وزير خارجية النظام السوري، أيمن سوسان، أن كلًا من تركيا وألمانيا رفضتا إجراء التصويت في الانتخابات الرئاسية السورية على أراضيهما، معتبرًا أن ذلك القرار له خلفية سياسية وينطلق من موقفها تجاه سوريا.[1]
كما أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانًا قالت فيه إن الانتخابات التي يجريها النظام السوري، غير شرعية ولا تعكس الإرادة الحرة للشعب. وأكدت أن هذه الانتخابات أجريت في ظل ظروف غير حرة وغير عادلة وتتعارض مع نص وروح قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بشأن التسوية السياسية للصراع السوري، ودعت إلى عدم السماح لمحاولات النظام الرامية إلى تأمين شرعية مصطنعة عبر الانتخابات التي تعرف نتائجها أصلًا.[2]
وبالطبع، فإن الموقف التركي نابع من عدم جدية النظام السوري وحليفيه روسيا وإيران في التوصل إلى تسوية سياسية تشمل كامل التراب السوري. ولذلك ألمحت الخارجية التركية في بيانها أن “الانتخابات تكشف في نفس الوقت عن النهج غير الصادق للنظام تجاه العملية السياسية”، وأنه من المهم ضمان استمرار العملية السياسية برعاية من الأمم المتحدة وعلى أعين وقيادة السوريين دون انقطاع.
وفي الموقف التركي الأخير، تأكيد على أن أنقرة ما زالت بعيدة عن تطبيع العلاقات مع النظام السوري، رغم التقارير التي تتحدث عن أن تركيا ستعيد علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد.[3] كما أن في ذلك تأكيد على استمرار الوضع على ما هو عليه على الساحة السورية، ما يعني أن مسـألة بقاء القوات التركية في الشمال السوري مؤكدة، فمن الصعب جدًا أن تترك القوات التركية سوريا في ظل عدم وجود تسوية شاملة لها ضمانات حقيقة لإنفاذها.
“قسد” تتلقى تطمينات أمريكية
تعد مسألة الدعم الأمريكي لتنظيم “بي كا كا” وتوابعه، أحد أبرز الأزمات بين أنقرة وواشنطن. ولا يكاد يمر لقاء أو اتصال بين مسؤولين أتراك وأمريكان إلا وتفتح تركيا حوارًا حول هذا الموضوع. ومع وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، ازداد الحديث حول المدى الذي قد يذهب إليه بايدن في دعمه للتنظيمات الانفصالية في الشمال السوري.
ومن الواضح، أن إدارة بايدن عازمة على زيادة الدعم لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حيث أعلن قائد التنظيم في شمال وشرق سوريا مظلوم عبدي، عن تطمينات تلقاها من قائد القوات الأميركية في العراق وسوريا، بول كالفيرت، وقائد القيادة المركزية الأميركية كينيث ماكينزي، خلال اجتماع معهما. وكتب على حسابه في تويتر: “لقد تلقينا رسائل عن الوجود المتواصل لقوات التحالف والتعاون المشترك لمحاربة تنظيم “داعش” والجهود المبذولة لحماية المنطقة واستتباب الأمن فيها”.[4]
بل يبدو أن إدارة بايدن ستذهب إلى أبعد من ذلك، حيث أصدرت وزارة الخارجية الأميركية، بيانًا قالت فيه إنّ القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية جوي هود، برفقة كل من نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية والممثلة الخاصة بالنيابة لسوريا، إيمي كترونا، ونائب المبعوث الخاص لسوريا ديفيد براونشتاين، ومديرة مجلس الأمن القومي للعراق وسوريا في البيت الأبيض، زهرة بيل، زاروا مناطق “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا.[5]
وكان الهدف من هذا الوفد الموسع، إجراء اجتماعات مع كبار المسؤولين في “قوات سوريا الديمقراطية” و”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد، الجناح السياسي لقسد)، وزعماء العشائر في الرقة ونظرائهم العسكريين من “قسد” والجهات الفاعلة الإنسانية.
ووفق مصادر تحدثت لموقع العربي الجديد، فإن مهمة الوفد الرئيسية تقديم تقرير مفصل لوزارة الخارجية الأميركية، لرسم الاستراتيجية الأميركية حيال الشمال الشرقي من سوريا، وترتيب البيت الداخلي للتنظيمات الكردية، للخروج باتفاق بين فرقاء هذا البيت لتشكيل مرجعية سياسية واحدة تمثلهم في استحقاقات الحل السياسي للقضية السورية.[6]
وعلى هذا، فإن من الواضح أن إدارة بايدن تسعى بشكل جدي لإشراك التنظيمات الانفصالية بشكل رسمي، في أي عملية سياسية قادمة في سوريا، وبالتالي الوصول لإقامة كيان رسمي تحكمه “قسد” في شمال سوريا، الأمر الذي يعد خطًا أحمر بالنسبة لتركيا. ولهذا، فإن احتمالية أن تقوم تركيا بعملية عسكرية جديدة ضد “قسد” تظل مفتوحة.
لا يكاد الداخل الليبي يلتقط أنفاسه إلا ويتحرك الجنرال الانقلابي، خليفة حفتر، أو أحد داعميه لعرقلة عمل حكومة الوحدة الوطنية، أو لإفقادها مصادر قوتها. فخلال الأسابيع الماضية، برزت أكثر من إشارة سلبية من هذا الجانب، أوحت بعدم جديته في الالتزام بمخرجات العملية السياسية في ليبيا.
حيث أجرت قوات حفتر استعراضًا عسكريًا في مدينة بنغازي، اعترض عليه عبد الله اللافي، نائب رئيس المجلس الرئاسي، قائلًا “إن المجلس شدد مرارًا وتكرارًا على تجنب القيام بأي تصرفات أحادية ذات طابع عسكري من أي طرف، ومن بينها المناورات والتحركات الميدانية والتصريحات الصحفية من العسكريين، والاستعراضات العسكرية التي قد تؤدي إلى نشوب الحرب مجددًا”.[7]
كذلك قام حفتر بخطوة أخرى اعتبرت تعديًا على الصلاحيات الدستورية للإدارة الليبية الجديدة، حيث قرر إغلاق الحدود مع الجزائر، واعتبرها “منطقة عسكرية”، تحت ادعاء شن عملية عسكرية لملاحقة من وصفهم بـ”الإرهابيين التكفيريين” وطرد عصابات المرتزقة الأفارقة.[8]
وهناك إشارة أخرى سلبية نُقلت عن الجانب الفرنسي، الداعم لحفتر. حيث كشفت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية أنها “اطلعت على خطة فرنسية ناقشها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مع الرئيسين الأميركي جو بايدن، والتركي رجب طيب أردوغان، لإخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا”.
وتقترح الخطة -التي تتضمن جدولًا زمنيًا مدته 6 أشهر وتنفذ على 3 مراحل- أن تقوم تركيا في المرحلة الأولى بسحب ما ادعت أنهم مسلحين سوريين الذين أرسلوا إلى ليبيا في عام 2020. على أن تقوم روسيا في المرحلة الثانية بسحب مليشياتها من مجموعة فاغنر، بالتزامن مع سحب تركيا جنودها في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل. ثم إعادة توحيد قوات الأمن الليبية كخطوة ثالثة.[9]
وبغض النظر عن أن فرنسا حليف تركيا في حلف الناتو –الذي يعتبر روسيا عدوًا استراتيجيًا- قد اعتبرت أن انسحاب تركيا من ليبيا مقدم على انسحاب روسيا منها، وبغض النظر عن أن باريس ساوت في خطتها المقترحة بين تركيا التي أتت إلى ليبيا كآخر المتدخلين وعبر اتفاق مع الحكومة الشرعية، ساوتها بالمرتزقة الروس الذين دخلوا ليبيا للقتال بجانب قوات انقلابية؛ بعيدًا عن هذه المفارقات، فإن الخطة الفرنسية بالإضافة إلى تحركات حفتر الأخيرة شكلتا سببًا كافيًا لأن تتحرك تركيا لضمان عدم الالتفاف حول دورها الداعم لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، لصالح حفتر وداعميه.
لذا، زار وفد موسع من الحكومة التركية العاصمة الليبية طرابلس، قبيل عقد قمة بروكسل التي التقى فيها أردوغان بالرئيس الأمريكي وكبار القادة الأوروبين، كما أن زيارة الوفد التركي جاءت أيضًا قبل أيام من انعقاد مؤتمر “برلين 2” الدولي حول ليبيا. وفي الواقع، فإن الوفد ضم كل أركان الدولة التركية تقريبًا باستثناء الرئيس أردوغان، ما يشير إلى أهمية الظرف الذي أرسل فيه الوفد، والمسؤولية المنوطة به.
حيث كان الوفد برئاسة وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، وضم وزيري الدفاع خلوصي أكار والداخلية سليمان صويلو، إضافة إلى رئيس هيئة الأركان يشار غولر، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان، ورئيس دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية فخر الدين ألطون، والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن، الذي يعد كذلك أحد كبار المستشارين في مؤسسة الرئاسة التركية.[10]
وتعددت اللقاءات التي أجراها الوفد، حيث التقى برئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، إضافة إلى لقاءات ثنائية جمعت الوزراء الأتراك مع نظرائهم الليبيين. كذلك زار “أكار” أفراد الفرقاطة التركية “TCG Gelibolu” العاملة قبال سواحل ليبيا، وأجرى زيارة أخرى لمقر قيادة القوات التركية العاملة في ليبيا.[11]
وبعيدًا عن زيارة الوفد، فقد كانت هناك لقاءات أخرى بين مسؤولين أتراك وليبيين طيلة الأسابيع الماضية، منها زيارة عبد الله اللافي، نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، إلى اسطنبول، ولقائه بفؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي،[12] ولقاء آخر جمع تشاووش أوغلو بنظيريه الليبية نجلاء المنقوش، خلال أعمال “منتدى أنطاليا الدبلوماسي” الذي انعقد مؤخرًا،[13] ولقاء جمع السفير التركي في طرابلس كنان يلماز بوزير الداخلية الليبي خالد مازن[14]، وآخر برئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية خالد المشري.[15]
وكما أن كل هذا العدد من اللقاءات في هذه المدة القصيرة يدل على أهمية الملف الليبي بالنسبة لتركيا، في ظل تأزم الوصول لحل بين أنقرة وأثينا فيما يخص ترسيم الحدود البحرية بين الطرفين، فإن هذه الاجتماعات تدلل كذلك على تمسك الإدارة الليبية الحالية باستمرار التنسيق مع تركيا، الحليف الأقرب لها في الوقت الحالي.
حيث إن خروج تركيا من المعادلة الليبية حاليًا، سيقلب الوضع وميزان القوى بشكل كبير لصالح الجنرال الانقلابي حفتر وداعميه، وسيرجع الأمور لما قبل التدخل التركي، حين كانت العاصمة طرابلس تحت حصار ميليشيات حفتر. وبالتالي، فإن تمسك غالب المسؤولين في حكومة الوحدة الوطنية بتركيا له ما يبرره.
وللمفارقة كذلك، فإن الدول الأوروبية التي صمتت أثناء عدوان حفتر على طرابلس، تركز الآن على خروج القوات التركية من ليبيا، التي منعت سقوط العاصمة في يد انقلابيين عسكريين. ففي حين جاءت القيادة الليبية إلى مؤتمر “برلين 2” بمطلب مساعدتها في إجراء الانتخابات، وردع المعرقلين لها، جاء التركيز الأوروبي في البيان الختامي للمؤتمر على خروج القوات الأجنبية.
ففي خطابه، ردد الدبيبة أكثر من مرة أنه “رغم التقدم في توحيد المؤسسة الأمنية، فإن هناك مخاوف على العملية السياسية، بسبب وجود قوى عسكرية لها أبعاد سياسية”، في إشارة واضحة إلى قوات حفتر، وخطواتها الأخيرة.[16] لكن لم يتضمن البيان الختامي لمؤتمر برلين الثاني أي عقوبات أو إدانات لعرقلة حفتر إجراء الانتخابات، باستثناء حديث عام عن “تطبيق واحترام عقوبات الأمم المتحدة، بواسطة إجراءات وطنية أيضا، ضد من ينتهك حظر الأسلحة أو وقف إطلاق النار”.[17]
بعد أن زار وفد دبلوماسي تركي برئاسة سادات أونال نائب وزير الخارجية، العاصمة المصرية القاهرة، والتقى بنظيره المصري السفير حمدي سند لوزا، أخذ الطرفان مهلة لتقييم نتائج اللقاء الأول، والبناء على نتائجه، وربما طال أمد تحديد اللقاء الثاني نوعًا ما. لكن في العموم، كانت الإشارات الصادرة من الجانبين إيجابية إلى وقت قريب.
فمن الجانب المصري، قل بشكل كبير هجوم وسائل الإعلام المصرية، خاصة المرئية، على تركيا وقيادتها. كذلك توصل الجانبان المصري والتركي إلى تفاهم بخصوص إبقاء معبر رفح الحدودي مفتوحًا أمام إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.[18]
ومن الجانب التركي، صرح الرئيس، رجب طيب أردوغان، أن “هناك إمكانيات وفرص تعاون كبيرة بين بلاده ومصر في منطقة واسعة بدءًا من شرقي المتوسط وحتى ليبيا”، وأضاف: “أعرف الشعب المصري جيدًا، وأكنّ له المحبة، ولا شك أنّ البعد الثقافي لروابطنا قوي جدًا، لذلك نحن مصممون على بدء هذا المسار من جديد”.[19]
كذلك صرح المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر جليك، بأن بلاده تتبنى نهجًا إيجابيًا إزاء المباحثات المتواصلة مع مصر حول عدة قضايا بينها العلاقات الثنائية، وليبيا، والبحر المتوسط.[20] هذا بالإضافة إلى توقع من وزير الخارجية، مولود تشاووش أوغلو، أن يكون هناك تبادلًا للسفيرين بين أنقرة والقاهرة خلال الفترة المقبلة.[21]
لكن برزت أكثر من إشارة خلال الأيام القليلة الماضية، أعادت الحديث حول احتمالية تدهور العلاقات وانهيار المحادثات. بدأت هذه الإشارات، عندما أرسلت تركيا وفدًا موسعًا إلى ليبيا بشكل مفاجئ منذ حوالي أسبوعين،[22] حيث انتقد أحد أقرب الإعلاميين للنظام المصري الزيارة بشدة، وتعدّى لانتقاد الدور التركي في ليبيا بشكل عام.[23] والإشارة الثانية، كانت مقالًا شديد اللهجة لياسين أقطاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، انتقد فيه أحكام الإعدام الصادرة في قضية مجزرة “اعتصام رابعة”، واعتبر فيه أن هذه الإعدامات صدرت بدافع الانتقام وتصفية المعارضين السياسيين.[24]
ثم تبعه أقطاي بمقال آخر قال فيه إنه “لسوء الحظ ومنذ البداية، تنعكس رسائل حسن النية من تركيا حول العلاقات التركية-المصرية، وحتى العلاقات التركية-السعودية بطريقة تصور تركيا وكأنها استسلمت في نهاية المطاف للأنظمة العربية الاستبدادية وتخلت عن كل مبادئها”. وأكد أقطاي في مقاله على “استحالة” أن تسلم تركيا شخصيات لجأت إليها.[25] وقد نال مقالي أقطاي هجومًا من بعض إعلاميي النظام المصري.[26]
أما الإشارة السلبية الثالثة، فقد كانت استمرار الإعلاميين المصريين المقيمين بتركيا، والذين طالب النظام المصري بوقف برامجهم، في الظهور الإعلامي سواء عبر القنوات التلفزيونية أم مواقع التواصل الاجتماعي. وقد أشار لذلك وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في لقاء له مع أحد القنوات الخاصة المصرية، حين قال إن استمرار القنوات الفضائية المعارضة في تركيا يجعل الأمر أكثر صعوبة فيما يتعلق بعودة العلاقات.[27]
لكن مؤخرًا، طلبت السلطات التركية من بعض الإعلاميين المصريين البارزين التوقف عن نشاطهم الإعلامي من داخل تركيا بشكل كامل.[28] وبالطبع، فإن خطوة كهذه سيكون لها مردود إيجابي لدى النظام المصري، ما يعني أن الأيام القادمة قد تشهد تحديد جولة ثانية من المباحثات بين الطرفين.
ومن مجمل إشارات تركيا تجاه مصر حتى الآن، الإيجابية والسلبية منها، يتضح أن أنقرة لا ترغب في أن تذهب بعيدًا في التماهي مع مطالب النظام المصري، وهي في سبيل ذلك، تأخرت في تلبية الطلب الأول للنظام، الخاص بوقف بعض الإعلاميين من الظهور. كما أن الإشارات ذاتها تؤكد النية التركية على الاستمرار في مسار تحسين العلاقات مع مصر.
كانت الساحة السياسية بين تركيا والعراق هادئة إلى حد بعيد خلال الأسابيع الماضية، فلم يكن هناك زيارات أو اتصالات بين الطرفين. لكن صدر تصريح وحيد من الجانب العراقي، على لسان المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أنه يتوجب على تركيا أن تضع أمام أنظارها سيادة العراق، مؤكدًا في الوقت ذاته رفضه أن تكون أراضي بلاده منطلقًا للقيام بأي عمل إرهابي تجاه أي دولة جارة.[29]
وهذا التصريح معتاد سماعه بشكل أو بآخر من المسؤولين العراقيين، حيث يؤكدون دومًا على سيادة العراق على أراضيه، لكنهم في الوقت نفسه يتغاضون عن اتخاذ خطوات عملية تعرقل العمليات التركية ضد التنظيمات الإرهابية الانفصالية شمالي العراق؛ وذلك لأن العراق نفسه متضرر من وجود هذه التنظيمات، لأنها تمثل خطرًا على وحدة أراضيه.
لكن ربما كان اللافت طيلة الأسابيع الماضية هو التكتيكات العسكرية التي تتبعها القوات المسلحة التركية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. حيث نفذت المخابرات التركية العديد من عمليات الاغتيال لقادة التنظيم الانفصالي. من ذلك، إعلان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، تحييد القائد العسكري، سلمان بوزقير، المعروف بالاسم الحركي الدكتور حسين، الذي كان المسؤول العام لحزب العمال الكردستاني في مخيم مخمور للاجئين الأكراد في شمال العراق.[30]
وكتب الرئيس التركي في حسابه على تويتر أن تركيا لن تسمح للتنظيم الانفصالي الغادر باستخدام مخمور كحاضنة للإرهاب، وأنها “ستواصل تجفيف منابع الإرهاب”. كذلك تمكنت الاستخبارات التركية من تحييد “حسن أدير” المسؤول عن مخيم مخمور بمنظمة “بي كا كا”، شمالي العراق، والمطلوب بالنشرة الحمراء لدى السلطات التركية والشرطة الدولية (إنتربول).
ووفق معلومات نشرتها وكالة الأناضول التركية الرسمية، فإن “أدير” كان ينفذ أنشطته بالتنسيق مع القيادي سلمان بوزقير، كما أنه كان لفترة من الزمن مسؤول المنظمة في السليمانية، وشغل أيضًا ما يسمى بمسؤول المنظمة في ألمانيا عام 2010، بحسب مصادر أمنية تركية.[31] كذلك تمكن جهاز الاستخبارات التركي من تحييد أولاش دوغان، أحد عناصر منظمة “بي كا كا”، المطلوب دوليًا بالنشرة الحمراء، خلال عملية في مدينة السليمانية شمالي العراق.[32]
وقبل القيادات التي اغتيلت مؤخرًا، حيدت القوات التركية “صوفي نور الدين” الزعيم الأول لتنظيم العمال الكردستاني في سوريا وذلك في عملية مشتركة جرت بالتنسيق ما بين الجيش والمخابرات التركية.[33]
ومن الواضح أن الأسلوب التركي الأخير أضعف مقاتلي “العمال الكردستاني”، حيث نقل موقع العربي الجديد، عن ضابط في “اللواء 80” في قوات البشمركة أن “العمليات التركية الأخيرة شهدت تحولًا جديدًا من خلال ضرب الأهداف المتحركة لمسلحي حزب العمال، كالسيارات والدوريات الراجلة لعناصر الحزب في المناطق التي يسيطرون عليها، وهو ما أوقع خسائر غير قليلة في صفوف الحزب”.
كما نقل موقع “داركا مازي” الإخباري الكردي، عن مصادر لم يسمها، قولها إنّ “مسلحي حزب العمال الكردستاني تراجعوا نحو القرى المأهولة بالسكان وحول المدن، متهمًا مسلحي الحزب “باستخدام الأهالي دروعًا بشرية للاحتماء من القصف التركي بعدما اشتد في الفترة الأخيرة”.[34]
ويبدو أن الظروف المناخية عامل مهم في تركيز أنقرة خلال الفترة الأخيرة على عمليات الاغتيال، حيث يرى مراقبون أن القوات التركية تستغل هذه الأيام التي ينعدم فيها الضباب، لتنفيذ أكبر قدر ممكن من الهجمات بالطائرات المسيرة، لأن الأمر يكون أكثر دقة في الظروف الجوية الحالية.[35]
في السياق ذاته، ما زالت عمليتي مخلب “الصاعقة” و”البرق”، اللتان أعلن عنهما الجيش التركي في 23 أبريل/ نيسان الماضي، ضد “بي كا كا”، في مناطق “متينا” و”أفشين – باسيان”، مستمرتين. وقد أعلنت الدفاع التركية، أواخر شهر مايو/ أيار الماضي، عن حصيلة للعملتين، جاء فيها تحييد 142 إرهابيًا وتدمير 57 مغارة و110 مخابئ تابعة لمنظمة “بي كا كا”.[36]
ربما تكون العلاقات التركية-الخليجية هي الأهدأ خلال الأسابيع الماضية، حيث لم يحدث تطور لافت في مسار العلاقات المضطربة مع السعودية، والمتأزمة مع الإمارات. ولم تصدر تصريحات من مسؤولين في الطرفين حول حلحلة الملفات الخلافية، إلا تصريح واحد للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، دعا فيه إلى علاقة شراكة بين بلاده وكل من مصر ودول الخليج العربية، بحيث تنطوي على “ربح متبادل”.[37]
لكن في العموم، كانت هناك بعض الأحداث التي لها علاقة بالدولة التركية وارتبط بها اسم الإمارات على وجه الخصوص بشكل سلبي. ومن ناحية أخرى، زار وفد برلماني تركي الدوحة في إطار التعاون المستمر بين البلدين، كما وقعت تركيا مع سلطنة عمان اتفاقية تجارية.
محاكمة الجاسوس الإماراتي
شهدت قضية المواطن الأردني من أصل فلسطيني “أحمد الأسطل”، المتهم بالتجسس لصالح الإمارات في تركيا، تطورات جديدة، منتصف الشهر الجاري. حيث أقرّ بارتباطه باستخبارات أبوظبي خلال جلسة محاكمته. وقال إن الاستخبارات الإماراتية هي التي تواصلت معه، ولم يتواصل هو معها، وأن الإمارات حددت له معاشًا. وأوضح أن صلته بالاستخبارات الإماراتية استمرت حتى بعد قدومه إلى تركيا، لافتًا إلى لقائه بمسؤول الاستخبارات الإماراتية في إسطنبول، دون علمه بالغاية التي جاء لأجلها الأخير إلى تركيا.[38]
لكنه أكد أنه قطع صلته بالاستخبارات الإماراتية عندما طلبت منه الأخيرة خدمات “قد تشكّل جريمة”، من قبيل التجسس. ومن جانبها، طالبت النيابة التركية بعقوبة السجن المؤبد للأسطل بتهمة “إفشاء معلومات بغرض التجسس السياسي أو العسكري، والتي ينبغي أن تظل سرية من أجل أمن الدولة والمصالح السياسية الداخلية أو الخارجية”.[39]
دعم إماراتي للتنظيمات الانفصالية بمسيّرات
الإشارة الأخرى التي ربما تكون أكثر سلبية في مسار العلاقات التركية-الإماراتية، والتي ربما تعرقل أي احتمالية لتقريب وجهات النظر، هي المعلومات التي نشرتها صحيفة “خبر ترك” التركية من أن منظمة العمال الكردستاني الإرهابية حصلت على طائرات نموذجية مسيرة عبر الإمارات. حيث أوضحت الصحيفة أن “العمال الكردستاني” حصل من الإمارات على “الطائرات النموذجية”، وتم نقلها إلى منطقة السلمانية، وأرسلت لاحقًا إلى منطقة مخمور شمال العراق، وبقيت هناك فترة من الوقت، ليتم جمعها جميعها في منطقتي مخمور، والرقة في شمال شرق سوريا.[40]
ومن الملاحظ بالفعل أن الهجمات التي ينفذها التنظيم الإرهابي الانفصالي مستخدمًا الطائرات المسيرة، قد تنامت بالفعل خلال الفترة الماضية.[41] وفي الحقيقة، فإن مسألة دعم التنظيمات الانفصالية في شمال سوريا والعراق هي من أكثر الموضوعات حساسية لدى الدولة التركية. ولذا، فإنه إن صحت المعلومات حول تسليح الإمارات لتنظيم “بي كا كا”، أو أحد أفرعه، بطائرات مسيرة، فإن مسألة التقارب أو حلحلة الملفات الخلافية بين أنقرة وأبو ظبي ستكون أكثر صعوبة.
سفير جديد لدى الإمارات
وفي سياق العلاقات التركية الإماراتية، تجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية الإماراتية أعلنت منتصف الشهر الماضي، تسلمها نسخة من أوراق اعتماد السفير التركي المعين لدى الإمارات، توغاي تونسير. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية “وام” أن الوكيل المساعد لشؤون المراسم بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، علياء المحرزي، تسلمت بالديوان العام للوزارة نسخة من أوراق اعتماد تونسير.[42]
ورغم أن ذلك قد يساعد في بدء حوار جديد، ولو على مستوى دبلوماسي منخفض، لتقريب وجهات النظر بين البلدين؛ إلا أن الأمر يبدو حتى الآن روتينيًا إلى حد بعيد، فلم يتبع هذا التعيين الإعلان عن لقاءات بين السفير الجديد ومسؤولين إماراتيين.
وفد برلماني تركي في قطر
وفي سياق التعاون المتنامي بين أنقرة والدوحة، زار قطر وفد تركي يضم 5 برلمانيين عن الأحزاب الرئيسية، برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، عاكف تشاغتاي كيليتش. وخلال وجود الوفد في الدوحة، التقى “كيليتش” بكل من وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني،[43] ورئيس مجلس الشورى القطري أحمد بن عبدالله بن زيد.[44]
كذلك أجرى الوفد زيارة إلى مقر قيادة القوات المشتركة التركية القطرية بالدوحة، وقام الوفد بجولة في استادي “الجنوب” و”الثمامة”، وهما من الاستادات التي ستقام فيها بطولة كأس العالم قطر 2022.[45]
اتفاقية تجارية مع سلطنة عمان
شهد الشهر الماضي كذلك، توقيع اتفاقية بين منطقة “جبزة” الصناعية التركية، والحكومة العمانية، للتعاون واستقطاب استثمارات للمنطقة الاقتصادية الخاصة بمدينة الدقم، غربي السلطنة، بحضور السفيرة التركية بسلطنة عمان عايشة سوزان أوصلوار.
وبموجب الاتفاقية، ستخصص الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة العمانية أرضًا في منطقة الصناعات المتوسطة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، بحيث تقوم “جبزة” التركية بالترويج لها لدى الشركات العاملة في منطقتها الصناعية.[46]
وكما قلنا في أعداد سابقة من هذا الملف، فإن المصالحة الخليجية مطلع العام الجاري، رفعت الحرج عن الكويت وسلطنة عمان فيما يخص علاقاتهما مع تركيا. وبالتالي، فإن انتهاء الأزمة الخليجية أعطى الدولتين الخليجيتين – ولو بشكل غير مباشر- حرية أكبر للتوسع في التعاون مع أنقرة.
انتهى العدوان الإسرائيلي على غزة، بوقف إطلاق نار متبادل بين دولة الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، بعد حرب استمرت لمدة 11 يومًا. وقد رحبت تركيا بانتهاء العدوان، إلا أن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أكد أن وقف إطلاق النار لا يكفي، وأنه يجب توفير حماية دائمة للشعب الفلسطيني.[47]
لكن تداول البعض فكرة ترسيم الحدود البحرية بين فلسطين وتركيا، على غرار الاتفاق الذي عقدته تركيا مع ليبيا. وتبع الحديث عن اتفاق بحري، حديث آخر عن اتفاق أمني تتمكن من خلاله تركيا من مساعدة الشعب الفلسطيني أمنيًا وعسكريًا. وربما ساهم في الجدل الذي دار حول هذا الأمر، تصريح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في حوار له مع قناة “خبر ترك” التركية، أن عقد اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين تركيا وفلسطين، أمر ممكن.[48]
كما انتشر تصريح لرئيس أركان القوات البحرية التركية السابق، الأميرال جهاد يايجي، قال فيه إنه “بإمكان تركيا توقيع اتفاقية ترسيم حدود بحرية مع فلسطين”، لافتًا أن “المكاسب التي يمكن أن تحققها تركيا وفلسطين معًا من خلال هذه الخطوة، إذ يمكن إنشاء موقع لتركيا على غرار ما حدث في ليبيا، ولا يمكن لإسرائيل أن تكون عائقًا أمام تحقيق ذلك”.[49]
لكن في الحقيقة، لا يمكن مقارنة الحالة الليبية بالحالة الفلسطينية لعدة أمور. أولها هو أن مَن يسيطر على السواحل في فلسطين هي دولة الاحتلال الإسرائيلي، حتى أنها تمنع الشعب الفلسطيني في غزة من الصيد إلا في حدود ضيقة، وتمنع الصيد أحيانًا بشكل كلي.[50] وعلى هذا، فإن توقيع اتفاق بين الطرفين – إن تم- لن يدخل حيز التنفيذ.
السبب الثاني والمهم أيضًا في هذا السياق، هو أن السلطة الفلسطينية لا يمكن لها أن تعقد هكذا اتفاق دون توافق مع مصر، ويبدو أن الأخيرة ترفض خطوة كهذه، حيث انتقد بعض الإعلاميين المعروفين بتبعيتهم للنظام المصري تصريحات “هنية”، من باب أن السلطة الفلسطينية هي المخولة رسميًا بعقد أي اتفاق، وأنها الممثل الرسمي للفلسطينيين.[51]
ويبدو أن قيادة حركة حماس متفطنة أن هناك تعقيدات حول عقد اتفاق بحري بين تركيا وفلسطين، حيث جاءت تعبيرات هنية متحفظة بشكل أو بآخر، واستعمل تعبيرات من قبيل أن “الأمر ممكن”. كما تعي حماس أن لمصر دورًا في هذا الأمر، ولذلك أكد هنية أنه “من الأنسب فتح المجال للنقاش حول هذا الموضوع، بمشاركة دول المنطقة”.[52]
وبالطبع، فإن ترسيم الحدود البحرية بشكل عام يحقق استفادة اقتصادية للطرفين، لكن من الصعب تحقيق ذلك الآن للأسباب السابق ذكرها. ورغم هذا، فإنه قد يتأتى شيء من ذلك في المستقبل، إذا كانت هناك تسوية شاملة في حوض البحر المتوسط، تنخرط فيها جميع الدول المحاذية له.
كما أنه يجدر الإشارة إلى أن توقيع اتفاق بحري لا يجب بالضرورة أن يقترن باتفاق أمني، يُمكّن تركيا من لعب دور عسكري على الساحة الفلسطينية، على غرار ما حدث مع ليبيا. حيث إنه من الصعب جدًا توقيع اتفاق يمنح تركيا موضع قدم في فلسطين، لاعتبارات عدة تتعلق بقدرة أنقرة على تنفيذ اتفاق كهذا، في ظل الظروف الدولية والإقليمية الراهنة.
اتفاق تعاون أمني مع السلطة
صادقت تركيا أوائل الشهر الجاري على اتفاقية تعاون أمني، كانت قد وقعتها مع السلطة الفلسطينية عام 2018، لتدخل بذلك حيز التنفيذ. وتشمل الاتفاقية برامج التدريب والمساعدات والدعم في المجالات العسكرية والأمنية. وقالت صحيفة «يني شفق» التركية إنه سيتم تنفيذ مشاريع قصيرة وطويلة الأجل، بهدف زيادة قدرات قوات إنفاذ القانون الفلسطينية، من خلال تقديم التدريب والاستشارات والمساعدات الفنية.[53]
وبموجب الاتفاق، تقرر التعاون في مكافحة غسيل الأموال والجرائم الإلكترونية، وتهريب الممتلكات الثقافية والطبيعية، ومكافحة تهريب المخدرات والاتجار بالبشر، ومكافحة تهريب المهاجرين والهجرة غير الشرعية. كما لفتت الصحيفة إلى أن تبادل المعلومات الاستخباراتية والتقنيات التشغيلية لمكافحة الإرهاب، هو أحد البنود البارزة في الاتفاق.[54]
وكما هو واضح من بنود الاتفاق، فإن معظمه يتعلق بالتدريب والاستشارات، حول مهام شرطية داخلية، ما يعني أن هذا الاتفاق مختلف عما يتداول بشأن تكرار النموذج الليبي في فلسطين، من تدخل عسكري وما إلى ذلك.
وفي الواقع، فإن تصديق تركيا على هذا الاتفاق في هذا التوقيت له دلالة، حيث يأتي في سياق التأكيد على دعم تركيا للشعب الفلسطيني؛ لكن من المتوقع أن اتفاقًا كهذا لن يتحول إلى خدمة “القضية الفلسطينية” إلا بقرار سياسي من السلطة. ويبدو أن ذلك لن يتأتى إلا بتغيير في بنية السلطة الفلسطينية. وبدون القرار السياسي الفلسطيني، فإن الاستفادة الحقيقية للشعب الفلسطيني وقضيته ستظل محدودة جدًا.
فلسطين في لائحة التجارة التفضيلية
وفي سياق الدعم التركي للشعب الفلسطيني، أدرجت تركيا فلسطين ضمن قائمة البلدان التي تنطبق عليها قواعد المنشأ التفضيلية في التجارة. وهي القواعد المستخدمة بهدف إعطاء معاملة تفضيلية في تطبيق التعريفة الجمركية أو القيود الكمية على السلع المستوردة من بلد أو بلدان معينة.[55]
وقد ثمن وزير الاقتصاد الفلسطيني، خالد العسيلي، القرار التركي، معتبرًا أن أهمية القرار تكمن في “دعم استراتيجية الحكومة الفلسطينية بتعزيز الانفكاك الاقتصادي التدريجي عن اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي، وتنويع الأسواق أمام المنتجات الفلسطينية وزيادة الصادرات وتشجيع الاستيراد المباشر”.[56]
شكلت قمة قادة حلف شمال الأطلسي “الناتو” التي انعقدت الشهر الجاري، في العاصمة البلجيكية بروكسل، فرصة لدفع الأجندة الإيجابية بين تركيا والاتحاد الأوروبي قدمًا. حيث التقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عددًا من قادة دول الاتحاد خلال القمة، منهم زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليونان.[57]
لكن ربما يكون اللقاءان البارزان هما اللذين جمعا الرئيس أردوغان بكل من الرئيس الفرنسي الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس. حيث إن البلدين الأوروبيين يُعتبران في طليعة الدول الأوروبية التي لها علاقات متوترة مع تركيا في عدة ملفات جوهرية.
فرنسا
وبدءًا بفرنسا، فقد بدا الشهر الماضي أكثر هدوءًا في العلاقات بين الجانبين، حيث زار وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، العاصمة الفرنسية باريس، والتقى بنظيره، ان إيف لودريان، بعد أشهر من التوتر. ووفق البيان الصادر عن وزارة الخارجية الفرنسية بعد اللقاء، فإن الوزيرين ناقشا موضوعات عديدة، منها عملية السلام في ليبيا وسوريا والشرق الأوسط، وأكدا على ضمان الامتثال للجدول الزمني للانتقال السياسي والأمني والانتخابي في ليبيا، والعمل على تحقيق وقف إطلاق النار.
كما ناقشا أيضًا التعاون داخل حلف الناتو وبحثا القيم والمبادئ التي ستدعم التحالف والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. كذلك أكدا على أهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، مشيرين إلى رغبتهم في عقد الاجتماع القادم للجنة الشراكة الاقتصادية والتجارية “جيتكو” (JETCO) في الخريف المقبل.[58]
ومن الجانب الفرنسي، صرح ماكرون قبل اللقاء أنه من الضروري التحدث مع أردوغان رغم الخلافات، حول سوريا وليبيا وإقليم قره باغ ومكافحة التطرف.[59] كما صرح ” لودريان” أن هناك ثمة هدنة في الهجمات الكلامية، قائلًا “إنه لأمر جيد لكنه غير كاف”، ومعتبرًا أن العلاقة الثنائية باتت “في مرحلة تعاف”.
لكن رغم هذه الإيجابية، فإن الملفات الخلافية ما زالت كما هي. يدلل على ذلك أن ” لودريان” أضاف أن “وقف الهجمات الكلامية لا يعني أفعالًا، وننتظر من تركيا أفعالًا حول ملفات حساسة خصوصًا في ليبيا وسوريا وأيضًا في شرق المتوسط وملف قبرص”. وقال: “سنرى ما إذا كان أردوغان غير في الأفعال أكثر من الأقوال”.[60]
وبالطبع، فإن تركيا تفضل علاقات قوية مع فرنسا –الدولة الأقوى في الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا- لكن ربما تقنَع أنقرة بتحييد باريس عن التأثير سلبًا على الاتحاد الأوروبي، في وقت بدأ الاتحاد فيه يتبنى أجندة إيجابية تعاونية مع تركيا.
اليونان
في وضع مماثل، كانت هناك حالة إيجابية نسبيًا بين تركيا واليونان خلال الأسابيع الماضية، حيث زار تشاووش أوغلو أثينا أيضًا والتقى برئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، وبنظيره اليوناني نيكوس ديندياس. وخلال الزيارة أبدى تشاووش أوغلو استعداد تركيا للتحاور مع اليونان دون شروط مسبقة لتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات، وأعلن توصل البلدين إلى توافق في الآراء حول العديد من القضايا، التي لم يفصلها تشاووش أوغلو.[61]
إلا أنه يظهر أن هذه القضايا لا تشمل القضايا الكبرى التي تشكل معضلة في العلاقات، حيث صرح المسؤول التركي أن التوافق الذي تم التوصل إليه سيسهم بشكل إيجابي في القطاع السياحي للبلدين.[62] ما يعني أن مشكلة البحر المتوسط ما زالت مستمرة، دون التوصل إلى اختراق ما فيها.
ولم يغير اللقاء الذي عُقد بين أردوغان و ميتسوتاكيس من الوضع كثيرًا أيضًا، حيث صرح مسؤول تركي لوكالة رويترز أن أجواء اللقاء كانت جيدة، مؤكدًا أنه “جرى التوصل إلى تفاهم متبادل على أن توترات عام 2020 يجب ألا تتكرر في 2021″، لكنه عاد وشدد أن الخلافات الرئيسية لا تزال قائمة بين الجانبين، ومنها ترسيم الحدود البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط.[63]
إذن، فإن الوضع بشكل عام تحرك قليلًا نحو الإيجابية، بمعنى أن الحديث عن صدام خشن في المتوسط قد اختفى تقريبًا، كما خفت الحديث عن عقوبات من الاتحاد الأوروبي على أنقرة بشكل كبير؛ إلا أنه في نهاية المطاف، ما زالت الملفات العالقة كما هي، ولم يُحرز الجانبان تقدمًا ملحوظًا فيها. ويؤكد ذلك، آخر تصريح من تركيا حول اليونان جاء على لسان “تشاووش أوغلو”، حيث قال إن “أثينا تنتهك التفاهم بين البلدين، وإن عليها التخلي عن استفزازاتها”.[64]
“بيرقدار” في أجواء أوروبا
على صعيد آخر، وقعت بولندا رسميًا على عقد شراء 24 مسيرة تركية من طراز بيرقدار خلال زيارة رسمية قام بها الرئيس البولندي، أندريه دودا، للعاصمة التركية أنقرة التقى خلالها الرئيس أردوغان.[65] لتكون بولندا بذلك هي أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي تشتري المسيرات التركية التي ذاع صيتها عالميًا بعد اشتراكها في معارك عنيفة في ليبيا وأذربيحان وسوريا والعراق، حيث قلبت الموازين وغيّرت المعادلات فور دخولها.
وبالطبع، فإن ذلك يُعد إنجازًا لتركيا، التي كانت حتى سنوات قريبة تعتمد على استيراد سلاحها بشكل كبير. ويبدو أن بولندا لن تكون الدولة الأخيرة أوروبيًا التي تقتني بيرقدار. حيث زار وزير دفاع لتوانيا، أرتيس بابريكس، أنقرة، وأجرى سلسلة من اللقاءات الرسمية مع كبار المسؤولين الأتراك، كما أجرى جولة واسعة على كبرى مصانع الشركات الدفاعية التركية وأبرزها شركتي “بايكار” المصنعة لطائرات بيرقدار المسيرة، و”أوتوكار” المصنعة للعديد من العربات العسكرية التركية.[66]
وبعد اللقاء كشف الوزير الليتواني عن رغبة بلاده في اقتناء طائرات “بيرقدار”، كذلك أكد تشاووش أوغلو على ذلك في تغريدة منفصلة.[67] وبالطبع، فإنه كلما زادت مثل هذه الصفقات، زاد معها النفوذ التركي في أوروبا وحلف الناتو، ما سيصعّب اتخاذ قرارات داخل أطر المنظمتين ترفضها تركيا.
بعد تأخر دام حوالي 5 أشهر، التقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بنظيره الأمريكي، جو بايدن، على هامش قمة “الناتو” في بروكسل، منتصف شهر يونيو/ حزيران الجاري. لكن قبل الحديث عن مخرجات ودلالات اللقاء، يجدر الإشارة هنا إلى أن الأسابيع الماضية شهدت لقاءات واتصالات عديدة بين مسؤولين أتراك ونظرائهم الأمريكيين.
حيث جمع اتصال هاتفي وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بنظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، ناقشا فيه العلاقات الثنائية، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة والأحداث التي أعقبته، والملف الأفغاني، والمساعدات الإنسانية إلى سوريا، ومستجدات شرق البحر المتوسط.[68] كما بحث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، قضايا دفاعية وأمنية إقليمية وثنائية.[69]
وفي اتصال هاتفي آخر، بحث المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، العلاقات الثنائية، وقضايا إقليمية عدة مثل المستجدات في كل أفغانستان، وسوريا، وليبيا، وشرقي المتوسط، وجزيرة قبرص.[70] علاوة على هذه الاتصالات، التقى رئيس الأركان العامة التركية الجنرال يشار جولر، برئيس الأركان العامة للولايات المتحدة الجنرال مارك ميلي في العاصمة البلجيكية بروكسل.[71]
كذلك زارت نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، اسطنبول، للمرة الأولى منذ توليها المنصب، وعقدت اجتماعًا مع “قالن”،[72] الذي التقى أيضًا بالمندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد بالعاصمة أنقرة.[73] ومن جانبه، عقد الرئيس أردوغان اجتماعًا مع مسؤولين تنفيذيين من نحو 20 شركة أمريكية كبرى، لبحث الاستثمار في تركيا.[74]
هذا العدد الكبير من اللقاءات والاتصالات خلال شهر واحد فقط، توج باللقاء بين أردوغان وبايدن. وفي الحقيقة، فإنه رغم أن هذا التواصل المكثف يعطي إشارة إيجابية على رغبة الطرفين لمد جسور التواصل، والتنسيق بينهما في مختلف القضايا؛ إلا أنه لم يحدث اختراق فعلي حتى الآن في القضايا الرئيسية التي تسبب توترًا في العلاقات بين الطرفين.
فقد أدلى بايدن وأردوغان بعيد اللقاء بتصريحات إيجابية بشكل عام، دون أن تحمل أيًا من هذه التصريحات بوادر حل لقضايا مثل دعم واشنطن للتنظيمات الانفصالية في شمالي سوريا والعراق، أو قضية شراء أنقرة لصواريخ “إس 400”. حيث قال بايدن عقب اللقاء: “أردوغانلقائي بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان كان إيجابيًا ومثمرًا للغاية”.[75]
ومن جانبه، قال أردوغان إن “العلاقات مع الولايات المتحدة دخلت مرحلة جديدة، لافتًا إلى أنه تم التوصل إلى “تفاهمات معها حول أهمية تخطي المشكلات بين البلدين”.[76] كما قال في مناسبة أخرى: “عازمون على الاستفادة القصوى من الأجواء الإيجابية التي توصلنا إليها مع السيد بايدن عبر تعزيز قنوات الحوار مع الولايات المتحدة على كافة المستويات”، مؤكدًا أن القضايا الخلافية بين تركيا والولايات المتحدة “ستُحل مع مرور الوقت”.[77]
لكن في المقابل، صرح أردوغان، قائلًا: “أبلغت بايدن بألا يتوقع من تركيا اتخاذ خطوات مختلفة فيما يتعلق بملفي طائرات إف 35، ومنظومة إس 400، لأننا قمنا بما يقع على عاتقنا فيما يتعلق بطائرات إف 35، ودفعنا الأموال المترتبة علينا. أما فيما يخص منظومة إس 400، فطلبنا منكم منظومات باتريوت ورفضتم بيعها لنا، بل قمتم بسحب المنظومات المنتشرة في قواعدنا العسكرية، وبالتالي لم يكن لدينا خيار سوى البحث عن حلول بأنفسنا”.[78]
وتشير تصريحات الرئيسان بوضوح أن اللقاء ساده جو إيجابي، أكد فيه الطرفان أهمية حل الخلافات؛ لكن في الوقت ذاته لم يستطع الزعيمان التوصل إلى حل فعلي في أي من الملفات. ما يعني أن هناك اتفاقًا صريحًا وضمنيًا بين أنقرة وواشنطن على المحافظة على التواصل بشكل عام، واستمرار التعاون في الملفات غير الشائكة، بينما يؤجل حل الملفات التي تسبب معضلة في العلاقات بين حليفي الناتو.
وهذا ما يفسر التنسيق التركي- الأمريكي المتنامي فيما يخص أفغانستان، حيث إن الرئيس أردوغان أبدى استعداد بلاده لتأمين مطار حامد كرزاي الدولي، في العاصمة الأفغانية كابل، قائلًا إن تركيا ستكون البلد الوحيد “الموثوق به” ممن يحتفظ بقوات في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي والأطلسي.[79] وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، جون كيربي، أن تركيا وافقت على لعب دور ريادي في تأمين المطار، مؤكدًا أن بلاده تدرس تفاصيل الدعم الذي سيقدم لتركيا في أفغانستان عقب انسحاب قواتها وبقية جنود الناتو.[80] كذلك بحث وزيرا دفاع البلدين هاتفيًا الملف الأفغاني مؤخرًا.[81]
وبالتأكيد، فإن هناك مخاطر جراء تأمين المطار في بلد غير مستقر كأفغانستان، كما صرحت حركة طالبان أنه “ينبغي لدولة إسلامية مثل تركيا ألا تتولى حماية مطار كابل الدولي”، وأنه “ستكون لذلك تداعيات سلبية على مستقبل تركيا والشعب الأفغاني”.[82] لكن يبدو أن تقدير القيادة التركية أنها قادرة على تأمين المطار، وأن وجودها هناك سيحقق لها مكاسب – من استغلال للقوة الناعمة وملء للفراغ الإقليمي- تفوق التداعيات السلبية المتوقعة.[83]
وتركيا في سبيل ذلك، وافقت من حيث المبدأ على تأمين المطار، بل إنها سعت لذلك، لكنها تشترط دعمًا لتأدية هذه المهمة، ولذلك صرح ” كيربي” أنه “لا يزال العمل مستمرًا بخصوص التفاصيل، فهناك الكثير من الأمور التي ينبغي القيام بها” للتنسيق بين واشنطن وأنقرة في هذا الإطار.
جدل واسع حول مزاعم لرجل مافيا
برز اسم “سادات بكر” بشكل قوى في الداخل التركي منذ أسابيع، حيث سبب حالة واسعة من الجدل في الأوساط السياسية والشعبية التركية. وفي الحقيقة، فإن “بكر” هو من الأسماء المعروفة منذ زمن، وقد اشتهر عنه أنه أحد أبرز زعماء المافيا في تركيا. وكانت الشرطة التركية قد ألقت القبض عليه عدة مرات في التسعينات بتهمة إنشاء منظمة إجرامية. كما أنه في عام 2005 ، حكم عليه بالسجن لمدة 14 سنة.[84]
لكن في المقابل، فإن لزعيم المافيا التركي وجهًا آخر طل من خلاله على الشارع التركي، حيث كان يمارس حتى وقت قريب أنشطة سياسية واجتماعية بشكل علني داخل تركيا، بل ذهب البعض إلى أبعد من ذلك، وصنفه على أنه مقرب من حزب الحركة القومية، وداعم لحزب العدالة والتنمية، الحزبان اللذان يشكلان التحالف الحاكم في البلاد في السنوات الأخيرة.[85]
الجدل الذي سببه “بكر” طيلة الأسابيع الماضية جاء بسبب ما يصفه بـ”المعلومات”، التي تحدث عنها من مقر إقامته الجديد في الإمارات، في سلسلة فيديوهات مصورة، والتي استهدف فيها أطرافًا عدة داخل الحكومات التركية، ومسؤولين حكوميين وحزبيين، على رأسهم وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو وجهات إعلامية مثل “مجموعة البجع”، أو كما تسمى باللغة التركية “مجموعة بليكان” المقربة من حزب “العدالة والتنمية”.
وشملت الشخصيات المستهدفة كذلك، بيرات البيرق، وزير المالية السابق، وصهر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وأيضًا ووزير الداخلية الأسبق محمد أغار ونجله النائب في حزب العدالة والتنمية. وتنوعت الاتهامات التي وجهها زعيم المافيا لهؤلاء المسؤولين، ما بين التورط في تهريب مخدرات وعمليات فساد وجرائم قتل غامضة.[86]
وهنا تبرز عدة أسئلة حول دوافع بكر للسفر خارج تركيا، واستهداف المسؤولين الأتراك بهذه الطريقة الشعبوية، وحول مدى صحة التفاصيل التي تحدث عنها رجل المافيا الشهير. يقول “بكر” نفسه أن الذي دفعه للحديث هو زعمه أن قوات الأمن التركية تعاملت بشدة مع أهل بيته، حين قدموا لتفتيش بيته مؤخرًا، قائلًا: “سأهدم العالم من أجل دمعة ابنتي”.[87]
لكن في المقابل، فإن وزير الداخلية التركي يقود حملة غير مسبوقة خلال الأشهر الأخيرة لتحجيم المافيا التركية، من ذلك أن قوات الأمن التركية نفذت حملة أمنية واسعة ضد “شبكة للجريمة المنظمة” يقودها سادات بكر، جرى فيها اعتقال عشرات من أتباع بيكار وضبط أسلحة ومحظورات، كما تم اقتحام وتفتيش منزل ومكاتب بكر في إسطنبول،[88] وذلك قبل أن يخرج الأخير بفديوهاته التي أحدثت ضجة واسعة. وعلى ذلك، فإن البعض يرى أن تحرك زعيم المافيا أتى كرد فعل على القرار الحكومي بتحجيم نشاطاته.
وفي المقابل، فإن كون محل إقامة “بكر” حاليًا هي الإمارات جعل البعض يتحدث عن أن ثمة تدخل ما من الخارج في الأمر. حيث من المعروف أن الإمارات هي أحد الدول المنافحة لتركيا في الإقليم، وقد انخرطت ضد أنقرة في عدد من الملفات، أبرزها محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
وبخصوص صحة المعلومات التي ذكرها “بكر”، فإن الحكومة التركية ترفضها بشكل تام، حيث ظهر وزير الداخلية في لقاءين مختلفين نفى فيهما مزاعم رجل المافيا الهارب، قائلًا إن “جميع الادعاءات التي يسوقها بكر هراء، وهي عبارة عن حلقة منظمة تستهدف تركيا، وكلها ادعاءات لا صحة لها”. لكن رغم ذلك، لم يدخل “صويلو” في تفاصيل الأحداث التي تكلم عنها “بكر”، مبديًا استعداده لكشف كل التفاصيل، لكن أمام جهات التحقيق.[89]
وفي الحقيقة، فإن الحكومة التركية ليست وحدها التي ترفض ادعاءات بكر، فقد نفى كذلك زعيم حزب المستقبل المعارض، ورئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داود أوغلو، أحد أخطر الاتهامات التي ذكرها بكر عبر فيديوهاته، وهي أن الحكومة التركية نقلت شحنات أسلحة إلى جبهة النصرة في سوريا. ما يضيف سببًا آخر يشكك في صحة مزاعم رجل المافيا.[90]
افتتاح مسجد تقسيم..
شهد شهر مايو/ أيار الماضي، افتتاح مسجد تقسيم، الذي بدأ العمل على إنشائه عام 2017، في ميدان تقسيم الشهير بتركيا، الذي يعد من أبرز المعالم السياحية في تركيا، وقلعة من قلاع العلمانية كذلك. ولهذا، فإن افتتاح مسجد في هذا الميدان يعد حدثًا تاريخيًا، لرمزيته المهمة، وللامتداد التاريخي الذي صاحب قرار بناء هذا المسجد.[91]
ففي عام 1994 ظهر أردوغان في مقطع فيديو حين كان رئيسًا لبلدية اسطنبول، وهو يجري لقاء صحفيًا من على سطح إحدى البنايات قرب ميدان تقسيم وسط إسطنبول، وقبل نهاية اللقاء أشر بيده تجاه إحدى زوايا الميدان قائلًا للصحفيين: “سأبني مسجدًا هناك”.[92] لكن الحلم ببناء المسجد واجه صعوبات كثيرة بسبب رفض المؤسسات حينها بناء المسجد، حيث رأوا أن وجود مسجد في هذا المكان سيسلب الهوية العلمانية للميدان الذي يحتوي على نصب تاريخي ضخم لمؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، ومركز “أتاتورك” الثقافي.
كما أن فكرة بناء المسجد آنذاك تعرضت لسخرية الكثيرين من التيار العلماني الكمالي، من باب أن ذلك “أحلام غير واقعية”. وقد عملت جهات مختلفة من خلال وزارة الثقافة والجمعيات والنقابات وبتساهل من القضاء التركي على إفشال عشرات المحاولات لبناء المسجد، وأصدر القضاء أكثر من مرة قرارات تمنع بناء المسجد وتحظر أي عمل في هذا الاتجاه، وسيقت العديد من المبررات لمنع هذا المشروع منها ما يتعلق بأسس الجمهورية والعلمانية والسياحة والثقافة والتاريخ والآثار وغيرها.[93]
لذلك، فإن الوصول بناء هذا المسجد وافتتاحه، بعد عقود من النضال السياسي والقانوني، يعد انتصارًا للمحافظين الأتراك. كما أنه في افتتاحه إشارة على حجم التغيير الذي أنجزته حكومات حزب العدالة والتنمية المتعددة، على أصعدة سياسية واجتماعية عدة في تركيا.
اكتشاف جديد للغاز
أوائل شهر يونيو/ حزيران الجاري، أعلن الرئيس أردوغان، اكتشاف 135 مليار متر مكعب إضافي من الغاز الطبيعي قبالة السواحل التركية في البحر الأسود. وبذلك يبلغ إجمالي احتياطي الغاز المكتشف في موقع “أماسرا-1” بحقل صقاريا، 540 مليار متر مكعب.[94]
وقد صرح وزير الطاقة التركي فاتح دونماز، أن تركيا تتوقع إنتاج ما بين 15 و20 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي من حقل التنقيب عن الغاز الذي أعلنت عنه في البحر الأسود، مضيفًا أن الحكومة وضعت خطة تشغيل مدتها 25 عاما للحقل، وأن متوسط الإنتاج يقدر ما بين 15 إلى 20 مليار متر مكعب كل عام.[95]
وحول الفائدة التي تعود الدولة التركية من اكتشافات الغاز الأخيرة بشكل عام، أوضح تقرير لشركة “وود ماكنزي” للدراسات والاستشارات، أن هذه الاكتشافات تكفي لسد حاجة تركيا من الطاقة لمدة 12 عامًاـ وأنها تعزز من قوة تركيا خلال مفاوضات توريد الغاز الطبيعي عبر الأنابيب مع كل من روسيا وإيران وأذربيجان.[96]
من جهة أخرى، تتهم المعارضة التركية الحكومة والحزب الحاكم بالقيام بعملية دعائية كبيرة جدًا من خلال تضخيم اخبار اكتشافات الغاز والبترول لأهداف انتخابية. وبالفعل، فإن الرئيس التركي غالبًا ما يربط الإعلان عن اكتشافات الغاز الجديدة، بحملات دعائية تعتبر الاكتشافات المتتالية بشريات للشعب التركي.[97]
إلا أن ذلك في نهاية الأمر لا ينفي حق الحكومة في عمل مثل هذه الدعايات وحملات التعريف بإنجازاتها، خصوصًا وأن الاكتشافات قد سُبقت ببناء أسطول كبير للتنقيب بإمكانيات تركية وطنية، والقيام بعمليات تنقيب واسعة في البحر الأسود وشرق المتوسط، وكل ذلك التطور تم في عهد الحزب الحاكم.
المراجع
[1] RT، دمشق: تركيا وألمانيا رفضتا إجراء التصويت في الانتخابات على أراضيهما، 19 مايو/ أيار 2021
[2] TRT، أنقرة: انتخابات النظام السوري لا تعكس إرادة الشعب، 26 مايو/ أيار 2021
[3] تركيا الآن، نائب أردوغان يلمح لقرب المصالحة بين تركيا وسوريا: قد نواجه مشاكل لكننا أخوة، 17 مايو/ أيار 2021
[4] الحساب الرسمي لمظلوم عبيدي، تغريدة حول اجتماع مع مسؤولين أمريكيين، 22 مايو/ أيار 2021
[5] العربي الجديد، سورية: استكشاف أميركي قبل استئناف ترتيب البيت الكردي، 19 مايو/ أيار 2021
[6] المصدر نفسه
[7] TRT، مناورات حفتر.. “الرئاسي” الليبي يحذر من “تصرفات عسكرية أحادية” تؤجج الصراع، 28 مايو/ أيار 2021
[8] Reuters, Libya’s Haftar closes border with Algeria, 20 June 2021
[9] الجزيرة نت، تتكون من 3 مراحل.. بوليتيكو: ماكرون عرض على بايدن وأردوغان خطة لإخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا، 16 يونيو/ حزيران 2021
[10] Hürriyet Daily News, High-level delegation from Turkey to visit Libya, 12 June 2021
[11] وكالة أنباء تركيا، ملخص لقاءات الوفد التركي الكبير الذي زار ليبيا أمس، 13 يونيو/ حزيران 2021
[12] ترك ميديا، إسطنبول.. أوقطاي يلتقي نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، 29 مايو/ أيار 2021
[13] سراي بوست، وزير خارجية تركيا يلتقي عدداً من نظرائه في أنطاليا، 19 يونيو/ حزيران 2021
[14] الأناضول، طرابلس.. وزير الداخلية الليبي يلتقي السفير التركي، 16 يونيو/ حزيران 2021
[15] ترك برس، طرابلس.. مباحثات ليبية تركية حول “مؤتمر برلين2″، 10 يونيو/ حزيران 2021
[16] ليبيا الأحرار، الدبيبة يطرح مبادرة من 4 محاور خلال برلين 2 ويطالب بالدعم، 23 يونيو/ حزيران 2021
[17] الأناضول، مؤتمر برلين2 وتجاهل دعوة الحكومة الليبية لردع المعرقلين، 24 يونيو/ حزيران 2021
[18] الشرق الأوسط، تفاهم تركي ـ مصري لإبقاء معبر رفح مفتوحاً، 17 يونيو/ حزيران 2021
[19] العربي الجديد، أردوغان: توجد آفاق واسعة للتعاون مع مصر، 2 يونيو/ حزيران 2021
[20] الجزيرة مباشر، “العدالة والتنمية” التركي: علاقاتنا مع مصر متجذرة ونتبنى نهجا إيجابيا إزاء المباحثات، 8 يونيو/ حزيران 2021
[21] الخليج الجديد، توقع تبادل السفراء قريبا.. جاويش أوغلو: المحادثات مع مصر تسير بشكل جيد، 10 يونيو/ حزيران 2021
[22] Hürriyet Daily News, High-level delegation from Turkey to visit Libya, 12 June 2021
[23] برنامج الحكاية، عمرو أديب: وزير الدفاع التركي من غير ما يقول لليبيين ولا يبلغ حد، 12 يونيو/ حزيران 2021
[24] رصد، أقطاي: أحكام الإعدام بفض رابعة تنذر بانفجار اجتماعي، 17 يونيو/ حزيران 2021
[25] وكالة نيو ترك بوست، ياسين أقطاي: من المستحيل تسليم الشخصيات السياسية التي لجأت إلى تركيا، 21 يونيو/ حزيران 2021
[26] عربي 21، إعلاميو نظام السيسي يواصلون الهجوم على تركيا، 22 يونيو/ حزيران 2021
أخبار اليوم، بعد التنسيق للخروج من ليبيا تدريجيًا.. «الديهي» يهاجم ياسين أقطاي، 23 يونيو/ حزيران 2021
[27] صدى البلد، على مسئوليتي – حوار خاص مع وزير الخارجية سامح شكري مع الإعلامي أحمد موسى، 12 يونيو/ حزيران 2021
[28] القدس العربي، تركيا تطلب من إعلاميين مصريين محسوبين على جماعة الإخوان وقف نشاطهم داخل البلاد، 23 يونيو/ حزيران 2021
[29] الخليج الجديد، الجيش العراقي: على تركيا أن تضع أمام أنظارها سيادة بلادنا، 15 يونيو/ حزيران 2021
[30] الحرة، عملية استخباراتية في العراق.. إردوغان يعلن مقتل مسؤول كبير بـ “حزب العمال”، 6 يونيو/ حزيران 2021
[31] الأناضول، الاستخبارات التركية تحيد قياديا في “بي كا كا” شمالي العراق، 11 يونيو/ حزيران 2021
[32] TRT، “تشكيلات”.. تعرَّف أبرز عمليات وكالة الاستخبارات التركية خارج الحدود، 23 يونيو/ حزيران 2021
[33] الأناضول، لحظة استهداف الكهف الذي كان يأوي الإرهابي “صوفي نورالدين” مسؤول “بي كا كا” في سوريا، 18 مايو/ أيار 2021
[34] العربي الجديد، العمليات التركية شمالي العراق ضد “الكردستاني”: استهداف للقدرات والقيادات، 4 يونيو/ حزيران 2021
[35] المصدر نفسه
[36] تركيا الآن، تركيا تعلن حصيلة عمليتي مخلب “الصاعقة” و”البرق” ضد “بي كا كا”، 30 مايو/ أيار 2021
[37] فرانس 24، أردوغان يدعو إلى شراكة مع مصر ودول الخليج تنطوي على “ربح متبادل”، 2 يونيو/ حزيران 2021
[38] الخليج الجديد، جاسوس الإمارات في تركيا يعترف بارتباطه باستخبارات أبوظبي، 17 يونيو/ حزيران 2021
[39] الأناضول، تركيا.. محاكمة “الأسطل” المتهم بالتجسس لصالح الإمارات في يونيو، 25 مايو/ أيار 2021
[40] عربي 21، صحيفة: “الكردستاني” حصل على “طائرات مسيرة” عبر الإمارات، 25 مايو/ أيار 2021
[41] ديلي صباح، الدفاع التركية: إحباط هجوم بطائرة مسيرة شمالي سوريا، 25 مايو/ أيار 2021
[42] RT، وزارة الخارجية الإماراتية تتسلم أوراق اعتماد السفير التركي الجديد، 18 مايو/ أيار 2021
[43] ترك ميديا، وزير خارجية قطر يبحث مع برلماني تركي التعاون الثنائي، 30 مايو/ أيار 2021
[44] الخليج أونلاين، مباحثات تركية قطرية لتعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين، 30 مايو/ أيار 2021
[45] الأناضول، وفد برلماني تركي يزور القاعدة المشتركة بالدوحة، 31 مايو/ أيار 2021
[46] العربي الجديد، اتفاقية تعاون تركي عماني في مجال المناطق الصناعية، 24 مايو/ أيار 2021
[47] وكالة أنباء تركيا، تشاويش أوغلو: وقف إطلاق النار لا يكفي بل يجب توفير حماية دائمة للفلسطينيين، 20 مايو/ أيار 2021
[48] وكالة قدس نت للأنباء، هنية لقناة تركية: ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وفلسطين أمر ممكن، 25 مايو/ أيار 2021
[49] وكالة أنباء تركيا، تركيا.. مقترح عسكري لتوقيع اتفاقية بحرية مع فلسطين (صورة)، 17 مايو/ أيار 2021
[50] RT، إسرائيل تمنع الصيد البحري في قطاع غزة، 26 إبريل/ نيسان 2021
[51] Nashaat Eldeehy، الديهي: ما قاله إسماعيل هنية عن ترسيم الحدود بين تركيا وفلسطين كارثة.. فمن أنت؟، 26 مايو/ أيار 2021
[52] وكالة قدس نت للأنباء، هنية لقناة تركية: ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وفلسطين أمر ممكن، 25 مايو/ أيار 2021
[53] رصد، تركيا توقع اتفاق «تعاون أمني» مع السلطة الفلسطينية، 4 يونيو/ حزيران 2021
[54] المصدر نفسه
[55] الأناضول، تركيا تدرج فلسطين في لائحة التجارة التفضيلية، 11 يونيو/ حزيران 2021
[56] تركيا الآن، فلسطين تُثمن قرار تركيا بإدراجها ضمن لائحة التجارة التفضيلية، 12 يونيو/ حزيران 2021
[57] القدس العربي، سلسلة من القمم الثنائية المهمة والصعبة بين أردوغان وكبار الناتو، 14 يونيو/ حزيران 2021
[58] الأناضول، أنقرة وباريس تتفقان على مواصلة الاتصالات حول المصالح المشتركة، 7 يونيو/ حزيران 2021
[59] TRT، ماكرون: لقاء الرئيس التركي والتحدث معه ضروري رغم وجود خلافات بيننا، 11 يونيو/ حزيران 2021
[60] القدس العربي، فرنسا ترحب بـ”وقف في الهجمات الكلامية” مع تركيا وتنتظر “أفعالا”، 18 يونيو/ حزيران 2021
[61] عربي 21، وزير خارجية تركيا يتحدث عن توافق مع اليونان حول عدة قضايا، 31 مايو/ أيار 2021
[62] المصدر نفسه
[63] الخليج الجديد، تركيا واليونان تتوصلان إلى تفاهم لمنع تكرار توتر 2020، 14 يونيو/ حزيران 2021
[64] مصراوي، وزير الخارجية التركي يدعو اليونان إلى “التخلي عن استفزازاتها”، 20 يونيو/ حزيران 2021
[65] U.S. News, Poland to Become First NATO Country to Buy Turkish Drones, 22 May 2021
[66] القدس العربي، بعد بولندا.. ليتوانيا تستعد لاقتناء مسيرات وأسلحة تركية كثاني دولة في الناتو، 9 يونيو/ حزيران 2021
[67] المصدر نفسه
[68] الأناضول، تشاووش أوغلو وبلينكن يبحثان قضايا ثنائية وإقليمية بينها فلسطين، 21 مايو/ أيار 2021
[69] ترك برس، قبيل لقاء أردوغان وبايدن.. مباحثات أمنية بين أنقرة وواشنطن، 21 يونيو/ حزيران 2021
[70] Presidency of Republic of Turkey, Phone Call between Presidential Spokesperson İbrahim Kalın and US National Security Advisor Jake Sullivan, 12 June 2021
[71] تركيا الآن، رئيس الأركان التركي يلتقي نظيره الأمريكي في بلجيكا، 18 مايو/ أيار 2021
[72] يني شفق، قالن وشيرمان يبحثان ترتيبات لقاء أردوغان وبايدن في بروكسل، 29 مايو/ أيار 2021
[73] TRT، أبرزها سوريا وليبيا وملف الهجرة.. لقاء تركي-أمريكي لمناقشة قضايا إقليمية، 2 يونيو/ حزيران 2021
[74] The Tech Conflict, Major US companies aim to expand Turkey investments, 31 May 2021
[75] الحرة، بايدن عقب لقائه مع إردوغان: سنحقق تقدما في علاقاتنا مع تركيا، 14 يونيو/ حزيران 2021
[76] المصدر نفسه
[77] تلفزيون سوريا، أردوغان عن لقاء بايدن: أنقرة تفتتح حقبة جديدة إيجابية مع واشنطن، 21 يونيو/ حزيران 2021
[78] Reuters, Erdogan says he told Biden Turkey is not shifting on S-400s – state media, 17 June 2021
[79] الخليج الجديد، أردوغان: نحن البلد الوحيد الموثوق به في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي، 13 يونيو/ حزيران 2021
[80] United States Department of Defense, Pentagon Press Secretary John F. Kirby Holds a Press Briefing, 21 June 2021
[81] United States Department of Defense, Readout of Secretary of Defense Lloyd J. Austin III’s Phone Call With Turkish Minister of National Defense Hulusi Akar, 19 June 2021
[82] الجزيرة نت، تحذير لتركيا من تولي هذه المهمة.. طالبان ترفض تأمين الناتو مطار كابل وقتلى بهجوم شرقي البلاد، 15 يونيو/ حزيران 2021
[83] العربي الجديد، اهتمام تركيا بأفغانستان: استغلال “القوة الناعمة” وملء الفراغ الإقليمي، 17 يونيو/ حزيران 2021
[84] الخليج الجديد، وزير الداخلية التركي ينفي مزاعم رجل المافيا الهارب للإمارات سيدات بيكر، 26 مايو/ أيار 2021
[85] القدس العربي، استهدف وزير الداخلية.. زعيم مافيا ينشر فيديوهات من دبي ويثير ضجة وردود فعل كبيرة في تركيا، 25 مايو/ أيار 2021
[86] الحرة، سادات بكر.. الرجل الغامض يهز تركيا بخمسة تسجيلات مصورة، 17 مايو/ أيار 2021
[87] موقع المحلل السياسي سعيد الحاج، سيدات بيكار: ثأر شخصي أم شمشون التركي؟، 11 يونيو/ حزيران 2021
[88] القدس العربي، استهدف وزير الداخلية.. زعيم مافيا ينشر فيديوهات من دبي ويثير ضجة وردود فعل كبيرة في تركيا، 25 مايو/ أيار 2021
[89] العربي الجديد، وزير الداخلية التركي يرد على مزاعم تورط شخصيات كبيرة وسياسيين مع المافيا، 25 مايو/ أيار 2021
[90] عربي 21، داود أوغلو ينفي مزاعم زعيم المافيا بشأن شحنات أرسلت لسوريا، 1 يونيو/ حزيران 2021
[91] The Guardian, Erdoğan opens controversial mosque on Gezi Park protest anniversary, 28 May 2021
[92] TRT، “سأبني مسجداً هناك”.. أردوغان يحقق وعده ببناء مسجد تقسيم بعد 27 عاماً، 6 مايو/ أيار 2021
[93] الخليج الجديد، مسجد تقسيم.. حلم أردوغان الذي انتظر أكثر من ربع قرن لتحقيقه، 3 مايو/ أيار 2021
[94] الأناضول، أردوغان يعلن اكتشاف 135 مليار متر مكعب من الغاز بالبحر الأسود، 4 يونيو/ حزيران 2021
[95] رويترز، تركيا تتوقع ما يصل إلى 20 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي من البحر الأسود، 7 يونيو/ حزيران 2021
[96] الجزيرة نت، اكتشافات تركيا الأخيرة من الغاز تكفي لسد حاجة البلاد 12 عاما، 8 يونيو/ حزيران 2021
[97] القدس العربي، اكتشافات الغاز المتتالية في تركيا.. ثورة في مجال الطاقة أم مجرد إعلانات دعائية انتخابية؟، 3 يونيو/ حزيران 2021