الحِراك الإيراني والدعم الحكومي لجماعات المقاومة العربيَّة
شهد الشارع الإيراني في نهاية عام 2019م اندلاع موجةٍ جديدةٍ مِن موجات الحِراك الشعبي، رفع المحتجون فيها شعارات عديدة، عبَّروا مِن خلالها عن مطالبهم التي تتسع دائرتها يومًا بعد يوم، حتى صَاروا يُطالبون بإسقاط نظام “الجمهوريَّة الإسلاميَّة” بالكليَّة، بالإضافة إلى مواقفهم التقليديَّة، مِن رفض الاستبداد والسياسات القمعيَّة التي تنتهجها الدولة في تعاملها مع المعارضين والمطالبة بمكافحة الفساد والقضاء على أسباب التدهور الاقتصادي وتحسين الأوضاع المعيشيَّة.
كان الإعلان عن رفع أسعار البنزين هو الشرارة التي أشعلت نيران الاحتجاجات التي بدأت في مشهد والأهواز وانتشرت في جميع المحافظات الإيرانيَّة لِتصل إلى القلب مِن طهران، واتسعت رقعتها لِتغطي أكثر مِن 100 مدينة في 29 محافظة في جميع أنحاء البلاد. وعلى عكس الاحتجاجات السابقة التي كانت تشعلها الطبقة المتوسطة المتعلمة وتبدأ مِن طهران وبقيادة رموز مِن المعارضة أو التيَّار الإصلاحي، فإن الاحتجاجات الأخيرة انطلقت مِن المناطق الفقيرة، عفويَّة وبلا قيادة، وضمَّت شرائح واسعة مِن الشعب الإيراني الساخط على الأوضاع والرافض لسياسات الحكومة، وكان أكثرها مِن الشباب والعمال الذين تضرَّروا بشِدَّة مِن جراء الأزمة الاقتصاديَّة التي تجلَّت في البطالة وغلاء الأسعار، كما شاركت المرأة فيها بكثافة ملحوظة([1]). وعلى الرغم مِن عدم ظهور قيادة لهذا الحِراك، واقتصار الأمر على مواقف التأييد والدعوة إلى حريَّة التظاهر مِن جانب المعارضة الإيرانيَّة التقليديَّة وبعض الإصلاحيِّين، فإن النظام الإيراني اتهم حركة “مجاهدي خلق” وأنصار الملكيَّة بالوقوف وراء هذه الاحتجاجات([2]).
واللافت للنظر أن الدعم الإيراني لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين صَار مادة ثابتة مِن مواد الخلاف بين الحكومة الإيرانيَّة والمحتجين الذين يَرون أن النظام يُمارس – مِن خلال هذا الدعم – سياسة توسعيَّة في منطقة الشرق الأوسط على حساب المواطن الإيراني الذي تُنفَق أمواله على جهاتٍ أجنبيَّةٍ في وقتٍ يُعاني فيه مِن أزمات اقتصاديَّة طاحنة وظروف معيشيَّة صعبة.
والحديث عن تمويل إيران لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين قديم، ولا يَخفى عن أحدٍ، في الداخل أو الخارج، فالحكومة الإيرانيَّة لا تتوانى عن التباهي بين الحين والآخر بما تقدمه مِن دعم عسكري ومالي وتكنولوجي لحزب الله الذي تعترف بتأسيسه وتمويله، ولا تكف عن التذكير دائمًا وأبدًا بدعمها لمجموعات المقاومة الفلسطينيَّة المسلحة في قطاع غزة، كما حدث بعد حرب غزة 2012م([3])، وكما في إعلانها عن تبنِّي شهداء وجرحى مسيرات العودة في غزة بشكل رسمي في البيان الختامي لمؤتمر الوحدة الإسلاميَّة الذي عُقِد بطهران في نوفمبر 2018م.
ومِن جانبها، لا تنفي حركات المقاومة تلقيها للدعم المادي مِن إيران، وهو ما صرَّح به “حسن نصر الله” أكثر مِن مَرَّة، وفي مناسبات عديدة، حيث أكَّد على تلقي حزبه معونات ماليَّة ومساعدات “أخرى” مِن إيران، وقال: “نعم حصلنا على دعم معنوي وسياسي ومادي في كافة الأشكال مِن الجمهوريَّة الإسلاميَّة منذ عام 1982م”. ويقول في تحديه للعقوبات الأمريكيَّة على حزب الله: “موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه مِن الجمهوريَّة الإسلاميَّة في إيران، تمام؟ لا علاقة لأحدٍ بهذا الموضوع، طالما يوجد في إيران فلوس يَعنِي نحن لدينا فلوس”([4]). وقد قدَّرت بعض التقارير المبالغ الماليَّة التي تقدمها إيران لحزب الله بما يقرب مِن مليار دولار سنويًّا([5]).
ولا تُنكِر الجماعات الفلسطينيَّة أيضًا دعم إيران لها، وهو ما صَرَّح به “يحيى السنوار”، رئيس حركة المقاومة الإسلاميَّة “حماس”، الذي ذكر أن “ايران هي الداعم الأكبر للسلاح والمال والتدريب لكتائب القسَّام”([6]). أمَّا “رمضان عبدالله شلح”، أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فقد صَرَّح بأن إيران قدَّمت لهم في حرب غزة 2012م دعمًا كبيرًا، مِن رغيف الخبز إلى الرصاص([7]). ووفقًا لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسيَّة، فإن حركات المقاومة الفلسطينيَّة قد تلقت مساعدات ماليَّة مِن إيران في عام 2019م تقدر بـ 650 مليون دولار لتوفير الاحتياجات الأساسيَّة ودفع رواتب الموظفين وصَرف معاشات لأسر السجناء وإنشاء مساكن للفلسطينيِّين الذين دمَّرت إسرائيل مساكنهم عقابًا لهم على مشاركة أبنائهم في أنشطة معادية لها([8]).
وعلى الرغم مِن التفاوت في قيمة المساعدات الماليَّة وتضارب الأرقام التي تصدرها الجهات المختلفة التي تحاول رصد المساعدات الماليَّة الإيرانيَّة لحركات المقاومة العربيَّة، وبغض النظر عن أهداف إيران مِن هذا الدعم والتمويل، فإن هذا لا يَنفِي ضخامة المبالغ المقدَّمة إلى تلك الحركات مِن الجانب الإيراني، خاصَّة إذا قارنا موقف إيران الداعم لحركات المقاومة بمواقف أغلب الدول العربيَّة المعادية لهذه الحركات، والتي تصنفها كجماعات إرهابيَّة، وتشن عليها حملات إعلاميَّة ضارية لتشويهها، وتسعى في خنقها عبر الحصار السياسي والمالي.
وقد لخص المحتجون الإيرانيُّون موقفهم مِن هذا الدعم في شعار رفعوه في مظاهراتهم، وصَار واحدًا مِن أبرز شعارات الحِراك وأكثرها إثارة للجدل في الشارع الإيراني، وهو شعار: “لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران”، والذي يُعبِّر عن رفضهم للنزعة التوسعيَّة الإيرانيَّة وسخطهم مِن تحمَّل المواطنين تكاليفها الماديَّة في ظلِّ ظروفٍ معيشية صعبةٍ مِن جهةٍ، وتشكيكهم في الأهداف التي تسعى إيران إلى تحقيقها مِن وراء هذه المساعدة مِن جهةٍ أخرى.
والحقيقة أن هذا الشعار لم يكن وليد الموجة الأخيرة مِن موجات الحِراك الشعبي الإيراني، فقد كانت بداية ظهوره في عام 2009م، كأحد الشعارات التي رفعتها المعارضة ضمن ما عُرف بـ”الحركة الخضراء” التي انطلقت شرارتها بعد إعلان فوز الرئيس السابق “أحمدي نجاد” بفترة رئاسيَّة ثانية، واتهام منافسيه للداخليَّة الإيرانيَّة بتزوير نتائج الانتخابات لصالحه، الأمر الذي أدَّى إلى خروج أعداد غفيرة مِن المحتجين إلى الشارع بقيادة ودعم مِن عناصر إصلاحيَّة مثل “محمد خاتمي” و”مير حسين موسوي” و”مهدي كروبي”. وكان هذا الشعار واحدًا مِن أهم الشعارات التي رفعها المتظاهرون، ثم صَار يُستدعَى إلى المشهد كلما سنحت للجماهير فرصة للتظاهر والخروج إلى الشارع.
وعلى الرغم مِن أن مساعدة إيران لجماعات المقاومة في لبنان وفلسطين ليست سِرًا، ولم تكن تخفى بحجمها الكبير عن أعين الإيرانيِّين يومًا ما، فإن الحديث عنها في هذا المرحلة يثير الجدل بسبب المشاكل الماليَّة التي تواجهها إيران بعد انسحاب أمريكا مِن الاتفاق النووي وعودة العقوبات على طهران مَرَّة أخرى، الأمر الذي أدَّى إلى تهاوي قيمة الرِيال في مواجهة الدولار ونقص الموارد الماليَّة وتعرُّض الاقتصاد الإيراني لأضرار بالغة، منها صعوبة توفير السلع الأساسيَّة وارتفاع أسعار السلع المستوردة وزيادة معدلات التضخم. وهو ما اعترف به الرئيس “حسن روحاني” الذي أكَّد أن بلاده تعيش في ظروف غير عادية، وتمر بمرحلة قاسية ومعقدة، وأنها لم تشهد سنوات مثل هذه منذ قيام الثورة، وأنه بدون المال لا يُمكِن فعل شيء([9]). أدَّى هذا كلُّه إلى وجود بيئة خصبة لنمو مثل هذا الشعار الذي يُعبِّر عن رفض للتفريط في أموال الإيرانيَّين، واستنكار للاهتمام بالخارج على حساب الداخل، بل وظهور شعارات أخرى مثيلة تعبِّر عن تمسُّك المحتجين بموقفهم وتأكيدهم عليه، خاصَّة وأنهم لا يَرون حلولًا ملموسة لمشاكلهم في الوقت الذي تعلِن فيه الحكومة الإيرانيَّة بين الحين والآخر عن تقديمها الدعم المالي لتحسين معيشة اللبنانيِّين في المناطق التي يُسيطر عليها حزب الله ومساعدة الفلسطينيِّين على تجاوز آثار العدوان الإسرائيلي ومواجهة تبعات الحصار في قطاع غزة. ولهذا نراهم يهتفون بشعارات أخرى مِن قبيل: “اتركوا فلسطين وفكَّروا في حالنا”، و”ضاع صوتنا وصَارت إيران هي فلسطين”.
وقد انقسمت الساحة الإيرانيُّة في موقفها مِن هذا الشعار إلى ثلاثة فرق رئيسة: فريق يَرفع هذا الشعار ويُبرِّره ويُروِّج له، وفريق آخر يُعارضه ويَرمي أصحابه بكلِّ التهم التي تنال مِن دينهم ووطنيتهم، بل ومِن قدراتهم العقليَّة أيضًا، وفريق يُحاول الحيلولة دون انزلاق المحتجين إلى تبنِّي موقف عدائي مِن القضيَّة الفلسطينيَّة أو الوقوف على الحياد مِن الصراع العربي الإسرائيلي نكاية في السلطة الحاكمة.
انظلق الفريق الأوَّل مِن منطلق “المصلحة العامَّة” التي تقدِّم مصالح المواطنين على أيِّ مصلحة أخرى، ويَرى أنصار هذا الاتجاه أن الحكومة الإيرانيَّة ليست صادقة في دعمها لحركات المقاومة العربيَّة، وإنما تستغل هذا الدعم لمصالحها التوسعيَّة، وللتغطية على استبدادها الداخلي، وأنها تسيء إلى القضيَّة الفسطينيَّة. وأنه لو كانت الحكومة الإيرانيَّة صادقة في نصرتها للمظلوم فعليها أن تُنصِف المظلومين في الداخل أولًا، وهم شعب إيران، قبل أن تعمل على إنصاف الآخرين. ثم إن المبادئ لا تتجزأ، ولو كانت الحكومة الإيرانيَّة تدعم المظلومين مِن باب الدين والأخلاق والمصلحة الوطنيَّة، فلماذا نسيت شعوبًا إسلاميَّة مظلومة ومضطهدة في الشيشان وتركستان الشرقيَّة وكشمير، ولماذا تغض الطرف عن معاناة هذه الشعوب في تعاملها مع حكومات روسيا والصين والهند؟!([10]).
أمَّا الفريق الثاني فهو فريق السلطة، بأجهزتها المختلفة ورموزها وأنصارها، والذي يَتبنَّى خطابًا يُعارض مطالب الحِراك ويُشوِّه مقاصده، ويُصِر على الحفاظ على الوضع الراهن، ويَصِف المحتجين بالـ”المُخرِّبين”، متهمًا إيَّاهم بتنفيذ مخططات خارجيَّة. وعلى رأس هذا الفريق خامنئي نفسُه، الذي وَصَف أعمال المحتجين بأنها لا تصدر إلا عن “أشرار”([11]). وقد انطلق أنصار السلطة في مهاجمتهم لموقف الفريق الأوَّل مِن منطلق ديني وأخلاقي وعقلاني في تبرير إنفاق الأموال الإيرانيَّة على حركات المقاومة، زاعمين أنه موقف أخلاقي مِن قضيَّة عادلة وواجب شرعي تجاه شعوب مسلمة وعمل وطني يُحافظ على المصالح الوطنيَّة للدولة الإيرانيَّة. ولهذا فقد اتهم “محسن قرائتي”، رئيس “هيئة إقامة صلاة الجمعة”، أصحاب هذا الشعار في إسلامهم، وقال مستنكرًا: “إذا كان الأمر على هذا النحو فغيِّروا صلاتكم، وقولوا: السلام علينا وعلى الإيرانيِّين. هل تعلمون ماذا يَعنِي هذا الشعار؟ يَعنِي لا للقرآن”([12]). كما وَصَفهم “قاليباف”، محافظ طهران، بأنهم لا يَعرفون شيئًا عن الثقافة الإنسانيَّة، ولا يَعتقِدون بالثقافة الإسلاميَّة، وكاذبون في ادعائهم التضحية مِن أجل إيران([13]). وذكر “علي ولايتي”، وزير الخارجيَّة الأسبق ومستشار المرشد الأعلى للثورة، أن تواجد إيران في المنطقة حتمي، ولا يُمكِن تجنبه، وأنها لن تتوقف عن تقديم الدعم المالي واللوجيستي لحزب الله وجماعات المقاومة الفلسطينيَّة، وأن المعارضين لهذا الأمر “جُهلاء وعُملاء”، ولا يُدركون حقيقة التحولات في المنطقة وما يُمكِن أن تتعرَّض له المصلحة الوطنيَّة مِن مخاطر إذا لم يكن لإيران دور في أمور المنطقة، وأن هذا الدعم “المبارك” قد بدأ بأمر القيادة وسَوف يَستمر([14]). بل وذهب “محمد عطريانفر”، المستشار السياسي للرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني، إلى حَدِّ الاعتراف بالهدف التوسُّعي مِن وراء هذا الدعم، بوصفه للدعوات المنادية بالتوقف عن دعم حركات المقاومة والتدخل في البلدان الأخرى بأنها “هراء”، وأن خامنئي استطاع توسيع دائرة نفوذ بلاده إلى البحر المتوسط واليمن، وأنه يجب على إيران أن تدفع نفقات حزب الله([15]).
وما بين هذا الفريق وذاك يأتي الفريق الثالث المحسوب على الإصلاحيِّين بشكل عام، والذي يُحاول التقليل مِن حِدَّة هذا الشعار، ويَرَى أن هذا الاتجاه لا يتبناه إلَّا عددٌ قليلٌ مِن المُحتجين، ولا يُعبِّر عن حقيقة موقف الحِراك الشعبي بأكمله مِن القضيَّة الفلسطينيَّة والصراع العربي الإسرائيلي([16])، ويُلقي هذا الفريق باللوم على الحكومة الإيرانيَّة التي دفعت الشعب الإيراني بتصرفاتها إلى الشك في قضايا بديهيَّة مثل نصرة المظلوم والتردُّد في مواقف أخلاقيَّة لا تحتاج إلى استدلال مثل دعم الشعب الفلسطيني([17]). وأنه لا غضاضة في الجمع بين المصلحة العامَّة والمصلحة الوطنيَّة، وأن الاهتمام بالشأن الداخلي لا يتعارض مع دعم حركات المقاومة، وأنه لا ينبغي أن يكون دعم هذه الحركات على حساب القضايا الداخليَّة التي يجب أن تكون لها الأولويَّة. وأشار بعض الإصلاحيِّين إلى محاولات تلافي آثار ما أحدثه الشعار السابق مِن جدل عن طريق الترويج لشعار آخر رفعه بعض المحتجين يقول: “غزة ولبنان، وروحي فداء لإيران”، لأنه يتفق مع المعايير الأخلاقيَّة والإسلاميَّة، وحتى لا تُستغل هذه القضيَّة مِن جانب الحكومة الإيرانيَّة في التشهير بالمعارضة واتهامها بأنها تقف موقفًا غير أخلاقي تجاه شعب مظلوم مثل الشعب الفلسطيني([18]).
والواقع أن قضيَّة الدعم الإيراني لحركات المقاومة العربيَّة سَوف تثار مع كلِّ موجةٍ مِن موجات الحِراك الشعبي طالما بقيت الأزمة الاقتصاديَّة الطاحنة بلا حلول ملموسة تُنسِي المواطن الإيراني الأموال التي تقتطع مِن ميزانيته التي تعاني عجزًا حادًا يؤثر على ظروفه المعيشيَّة، وتُشعِره بأنه صاحب الأولويَّة في تفكير الحكومة، وأن مصالحه مقدَّمة على مصالح الجهات الخارجيَّة التي يَدعمها النظام ضمن مشروعه التوسعي في المنطقة.
الهوامش
([1]) Shashank Bengali, RAMIN MOSTAGHIM, Iran is seeing the biggest antigovernment protests in years. What’s driving the unrest?, Los Angeles Times, DEC. 31, 2017, https://www.latimes.com/world/middleeast
([2]) “BBC فارسي”، هشدار منتقدان و مخالفان سیاسی درباره برخورد حکومت با معترضان در ایران، 4 آذر 1398ش، https://www.bbc.com/persian/iran-50546534
([3]) ما سر دعم إيران لحركتي حماس والجهاد؟، موقع “حفريات”، 27 نوفمبر 2019م، https://hafryat.com/blog
([4]) “تلفزيون المنار”، النص الكامل لكلمة السيد نصر الله في ذكرى أربعين القائد الجهادي الكبير الشهيد مصطفى بدر الدين، 24 يوينو 2016م، http://manartv.com.lb/397021
([5]) “SPUTNIK ايران”، كمك یک میلیارد دلاري به حزب الله، 14 نوفمبر 2019م، https://sptnkne.ws/jZA
([6]) “حماس” تعترف بالدعم الإيراني في تعزيز القدرات العسكرية للحركة، صحيفة “الوطن”، 28 أغسطس 2017م، https://alwatannews.net/article/731249/Arab
([7]) ولایتی: آنهایی که «نه غزه نه لبنان، جانم فدای ایران» سر دادند جاهل و مزدور هستند، “آقتابكاران”، 2 فوريه 2018م، https://www.aftabkaran.com/2018/02/02
([8]) از جیب ملت ایران؛ به کام حماس و جهاداسلامی، “توانا”، https://tavaana.org/fa/Islamic_Republic_And_Palestine
([9]) روحانی: ایران در شرایط عادی نیست؛ بدون پول نمیشود کاری کرد، “اسبادانا خبر”، 21 آبان 1398ش، https://www.espadanakhabar.ir/news
([10]) محسن كديور، تکثر مطالبات جنبش سبز در ارتباط با خاورمیانه، “وب سايت رسمي محسن كديور”، 7 تير 1389ش، https://kadivar.com/25/
([11]) خامنه اى: کار مردم نیست؛ کار اشرار است، “پايگاه اطلاعرسانی دفتر حفظ و نشر آثار حضرت آيتاللهالعظمی سيدعلی خامنهای”، 27 آبان 1398ش، http://farsi.khamenei.ir/photo-album?id=44041
([12]) قرائتی: نه غزه، نه لبنان=نه قرآن، “عصر ايران”، 21 شهريور 1388شhttps://www.asriran.com/fa/news
([13]) قالیباف: آنها که شعار “نه غزه، نه لبنان، جانم فدای ایران” دادند، فرهنگ انسانی را نشناختند/ حتی شعار جانم فدای ایران آنها هم کذب بود، “سايت عصر ايران”، 30 مهر 1395ش، https://www.asriran.com/fa/news/500739/
([14]) ولایتی: جمهوری اسلامی ایران امروز پرچمدار منطقه است، “باشگاه خبرنگاران جوان”، ۱۲ بهمن ۱۳۹۶ش، https://www.yjc.ir/00Qwbj
([15]) عطریانفر، فعال اصلاحطلب: شعار نه غزه، نه لبنان چرند است، باید هزینههای حزبالله را بدهیم، “راديو فردا”، 12 بهمن ۱۳۹۸ش، https://www.radiofarda.com/a/30408850.html