مقدمة
يمر السودان بمرحلة حرجة تهدد وحدته، حيث تتصاعد المخاوف من مشروع تقسيم محتمل في ظل الحرب المستمرة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وميليشيات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، منذ أبريل/نيسان 2023. فقد تحولت الحرب إلى أزمة تهدد بتفكيك السودان إلى كيانات متصارعة، خاصة بعد إعلان قوات الدعم السريع في سبتمبر/أيلول 2025 تشكيل “حكومة تأسيس” انتقالية في مناطق سيطرتها بدارفور وكردفان.
هذه الخطوة، إلى جانب الانقسامات العرقية والجهوية، والتدخلات الإقليمية والدولية، تُبرز إشارات إلى مشروع تقسيم قد يعيد رسم خريطة السودان، على غرار انفصال جنوب السودان في 2011. وتتعدد الإشارات الميدانية والسياسية التي تعزز هذه المخاوف، من سيطرة الأطراف المتحاربة على مناطق جغرافية متمايزة، إلى اتهامات بتدخلات خارجية تسعى لتكريس الانقسام، مثل دعم الإمارات لقوات الدعم السريع.
وبالنسبة لمصر، الجارة الشمالية المرتبطة بالسودان بعلاقات تاريخية وجيوسياسية عميقة، فإن تقسيم السودان يمثل تهديدا مباشرا لأمنها القومي، سواء من حيث استقرار الحدود المشتركة، أو تدفقات اللاجئين، أو التوازنات الإقليمية في حوض النيل والقرن الإفريقي. كما أن الصراع حول مياه النيل، وتأثيراته على سد النهضة، يضيف بُعدا استراتيجيا للموقف المصري.
وتهدف هذه الورقة إلى رفع الواقع الميداني والسياسي في السودان، مع استعراض الإشارات الدالة على مشروع التقسيم، وتحليل تداعياته المحتملة على مصر، مع الإشارة إلى كيفية تعامل النظام مع الأزمة في السودان.
الواقع السياسي والميداني في السودان
أولا: الواقع السياسي
يشهد الواقع السياسي في السودان سلسلة من التطورات المعقدة والمتسارعة منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023. وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، سعت عدة مسارات سياسية إلى إنهاء الحرب، أبرزها المجموعة الرباعية الدولية، إلى جانب تحركات الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، ومنظمة “إيغاد”، إضافة إلى جهود الدول الكبرى المعنية بالشأن السوداني.
ويركز هذا المحور على تطورين أساسيين شكّلا محور الأحداث الأخيرة: إعلان معسكر حميدتي عن مجلس رئاسي، وجهود وقف الحرب المباشرة.
بوادر مخطط انفصالي
في الوقت الذي تُطرح فيه مسارات تفاوضية دولية وإقليمية، سنستعرضها في المحور القادم، برزت في المقابل إشارات ميدانية وسياسية تُنذر بخطر تشظي جديد داخل السودان. فبينما سعت المبادرات الدبلوماسية إلى إقناع الأطراف بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، ظهرت على الأرض خطوات مؤسسية من شأنها أن تُرسّخ ازدواج السلطة وتولّد حالة حكم بحكم الواقع، الأمر الذي يفتح الباب أمام احتمالات تفكك الدولة أو تشكيل كيانات موازية.
ففي إقليم دارفور، تجلت هذه التحولات بشكل واضح بعد اندلاع الحرب، مع ظهور مشروع سياسي يقوده حميدتي. فقد أعلن تحالف “تأسيس”، المساند لقوات الدعم السريع، في 25 يوليو/تموز 2025، عن تشكيل مجلس رئاسي من 18 عضوا يترأسه حميدتي، وينوب عنه عبد العزيز الحلو، بينما تولى محمد الحسن التعايشي رئاسة وزراء ما أطلق عليه “حكومة السلام”.[1] وجاء هذا الإعلان بعد نحو شهرين من تشكيل الجيش السوداني حكومة مقابلة أسمتها “حكومة الأمل” في بورتسودان.[2]
هذا الواقع أسس لوجود طرف ينافس على شرعية التمثيل السياسي، في سابقة من ازدواج المؤسسات على الأراضي السودانية. وبهذا يظهر أن تحركات معسكر حميدتي تتجاوز السيطرة العسكرية إلى محاولات تأسيس كيان سياسي موازٍ، عبر استغلال السيطرة الميدانية على بعض الأقاليم السودانية ليضفي على نفسه شرعية مؤسسية.
والجدير بالذكر أن هناك دورا إماراتيا بارزا في دعم الحكومة الموازية، فقد كشفت الحكومة السودانية عن تلقيها تقارير تشير إلى أن أبو ظبي قدمت 193 مليون دولار لكينيا؛ كي تستضيف اجتماعات “الدعم السريع”، التي أفضت إلى توقيع ميثاق سياسي لتشكيل حكومة موازية.[3]
وقال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، إن حكومة نيروبي ورعايتها لما تسمى بـ “الحكومة الموازية” وترحيبها بالميثاق السياسي، يهدف لتفكيك السودان وخدمة أهداف خريطة الشرق الأوسط الجديد الذي يتبناه المتكسبون منها.
معكسر حميدتي، بدوره، لا ينفي الدعم الإماراتي لوجود حكومة موازية، فقد كشف رئيس حركة تحرير السودان–المجلس الانتقالي المتحالف مع الدعم السريع، الهادي إدريس، عن ضمانات من عدة دول للاعتراف بحكومتهم. وذكر أن الأموال التي تبرعت بها الإمارات مؤخرا (200 مليون دولار) ستتسلمها حكومتهم وليس حكومة “بورتسودان” على حد تعبيره.[4]
هذا الدعم المالي والدبلوماسي الإماراتي لحميدتي، يوازيه دعم عسكري كشفت عنه العديد من التقارير. ففي بدايات الحرب، ذكرت صحيفة “تليغراف” البريطانية أن الجيش السوداني عثر على قذائف حرارية بحوزة قوات الدعم السريع، صنعت في صربيا عام 2020، وسلمت لاحقا إلى الإمارات.[5]
وتوالت بعد ذلك الدلائل على هذا الدعم، من آخرها تقرير مطول نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” حول الأدوار المهمة لمنصور بن زايد آل نهيان، نائب الرئيس الإماراتي، في تسليح ميليشيات الدعم السريع. حيث كشفت الصحيفة الأمريكية أن قبل أسابيع من اندلاع الحرب في السودان، استقبل منصور، حميدتي، ولم تكن تلك هي المرة الأولى إذ قبل عامين من هذا اللقاء التقيا في معرض سلاح وتجولا معا في قسم الصواريخ والمسيرات.
وعندما اندلعت الحرب، ساعد منصور “الدعم السريع” في حربه. وأُنشئت جمعيات خيرية تابعة لمنصور، تحت ستار أنها تخدم المدنيين. لكن هذا الجهد الإنساني كان أيضا غطاء للجهود الإماراتية السرية لتهريب طائرات مسيّرة وأسلحة متقدمة أخرى إلى حميدتي، حسب مسؤولين أمريكيين ودوليين.[6]
وعلى هذا، فإن وجود دعم خارجي يعد عاملا مشجعا لميليشيا الدعم السريع على فرض واقع انقسام على الأرض، وإن بدا أن هناك صعوبات تعرقل من الذهاب في سيناريو الانفصال على المستوى الرسمي، منها:
1- رفض المجتمع للانفصال
أشار مراقبون إلى أن الانفصال يواجه تحديات محلية كبيرة حاليا، إذ إن مجموعة دارفور والقبائل غير العربية الأخرى لا ترغب في الانفصال عن الدولة، كما أن بعض المناطق خارج سيطرة حميدتي مثل كردفان قد تعرقل أي محاولة انفصالية. ومن هذا المنطلق، يبرز أن الدعم الشعبي المحلي محدود لأي مشروع انفصالي.[7]
2- القدرة المحدودة على السيطرة الميدانية
رغم الإعلان عن الحكومة الموازية، فإنها لم تتمكن من فرض سلطتها فعليا على الأرض. فمقرها في نيالا معرض للهجمات من قبل الجيش، ولا تستطيع التوسع خارج مناطق سيطرة الدعم السريع.[8] كما أن هذه الحكومة تشكلت بعد خسارة مناطق استراتيجية مثل الخرطوم ووسط السودان والنيل الأزرق والجزيرة، ما يضعف قدرتها على السيطرة الميدانية وتأسيس كيان انفصالي.
3- رفض المجتمع الدولي والإقليمي
فالاتحاد الإفريقي رفض الاعتراف بما وصفه بـ “الحكومة الموازية”، مؤكدا احترام سيادة السودان ووحدته، وداعيا الأطراف إلى تجنب أي خطوات قد تعزز الانقسام.[9] بينما وصفته الجامعة العربية بأنه “انحراف خطير عن أي مسار سياسى”.[10]
كذلك، فإن مجلس الأمن الدولي رفض إنشاء سلطة موازية، وأصدر المجلس بيانا بإجماع الـ 15 عضوا، عبروا فيه عن “قلقهم البالغ حيال تداعيات هذه الإجراءات التي تُمثل تهديدا مباشرا لسلامة أراضي السودان ووحدته، وتُنذر بتفاقم النزاع الدائر في السودان، وتفتيت البلاد، وتفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلا”. وأكدوا “التزامهم الراسخ بسيادة السودان واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه”، مشددين على أن “أي خطوات أحادية تُقوّض هذه المبادئ لا تُهدد مستقبل السودان فحسب، بل تُهدد أيضا السلام والاستقرار في المنطقة كلها”.[11]
ولذلك، لم تتخذ الحكومة الموازية التي شكلها حميدتي طابعا إقليميا، بل ضمّت ممثلين من مناطق مختلفة في السودان، إذ تضم حاكما للخرطوم ولشرق السودان وليست خاصة بدارفور فقط، ما يجعلها حكومة قومية تسعى إلى تمثيل مناطق متعددة، وليس مشروع انفصالي لإقليم محدد.[12] وبالتالي، فلا معنى أن ينفصل حميدتي بدارفور الآن، ويترك حلفاؤه محاصَرين في مناطق أخرى من كردفان. وهذا ينفي إمكانية الانفصال، الآن على أقل تقدير.[13]
ويمكن القول إن الإعلان عن المجلس الرئاسي والحكومة الموازية يهدف إلى أمرين مترابطين:
الأمر الأول هو الضغط التفاوضي، إذ يسعى حميدتي من خلال هذه الخطوة إلى إعادة الدعم السريع إلى المشهد السياسي بعد سلسلة الهزائم الميدانية، ومحاولة فرض نفسه طرفا معترفا به في أي تسوية قادمة.[14]
وقد منحه لقب “رئيس المجلس الرئاسي” صفة سياسية تتيح له دخول المفاوضات بصفة رسمية، بدلا من الظهور كقائد ميليشيا، وهو ما يتسق مع توقيت الإعلان قبيل جولة مفاوضات كانت تعمل الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، والسعودية، والإمارات، ومصر) على تنظيمها في نهاية يوليو/تموز 2025.
أما الأمر الثاني فهو تحويل دارفور إلى كيان منقسم بحكم الواقع بعد فشل الدعم السريع في السيطرة على كامل البلاد أو إسقاط النظام في الخرطوم. فالإقليم يشهد اليوم وجود سلطات موازية وحكما شبه ذاتي في ظل غياب الدولة المركزية، إذ يسيطر الدعم السريع على معظم دارفور، بينما يحتفظ الجيش بنفوذ محدود في مناطق مثل الفاشر، وتغذي شبكات التهريب واقتصاد الذهب هذا النفوذ الميداني. وهذا يعني تمهيد الواقع الميداني لأي مشروع تقسيم رسمي محتمل.
جهود وقف إطلاق النار
شكلت الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار جزءا من المشهد السياسي السوداني خلال الأشهر الأخيرة. ففي سبتمبر/أيلول 2025، دعت مجموعة من الوزراء والممثلين الدوليين، خلال اجتماع عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، جميع الأطراف السودانية إلى استئناف المفاوضات المباشرة للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار.[15]
وشملت هذه التحركات مشاركة واسعة لممثلي الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، والدول الغربية مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وكندا، فضلا عن الدول الإقليمية مثل مصر والسعودية والإمارات وتشاد وإثيوبيا وكينيا وقطر، إضافة إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية.[16]
واستندت الدعوات إلى التأكيد على سيادة السودان ووحدته، ورفض التدخلات العسكرية الخارجية أو إنشاء هياكل حكم موازية. وأوضح البيان الختامي للاجتماع ضرورة احترام الالتزامات الدولية، بما في ذلك اتفاقيات سابقة مثل إعلان جدة، كإطار لضمان وقف العدائيات. كما أشار إلى أن التزام الأطراف بوقف إطلاق النار مرتبط بتهيئة الظروف السياسية الملائمة، بما يسمح بمفاوضات مباشرة تفضي إلى تسوية دائمة.
في هذا الإطار، لعبت المجموعة الرباعية الدولية، المكونة من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، دورا محوريا في صياغة خارطة طريق سياسية تتضمن هدنة أولية مدتها ثلاثة أشهر، يمكن تطويرها لاحقا إلى وقف دائم لإطلاق النار، يليها بدء حوار شامل بين الأطراف السودانية. وقد أكدت الدول الأربعة، خلال اجتماعات نيويورك، أن الحل العسكري للصراع غير قابل للتطبيق، وأن استمرار النزاع يعرض البلاد لمخاطر أمنية كبيرة ويعيق أي مسار سياسي مستدام.[17]
كما تزامنت الجهود الدبلوماسية مع سلسلة من التحركات الدولية لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار -وفق زعمها- بما في ذلك الضغط السياسي والاقتصادي، وإجراءات محددة كالعقوبات على بعض الفصائل المسلحة. على سبيل المثال، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على “كتيبة البراء بن مالك” الإسلامية المساندة للجيش ووزير المالية السوداني جبريل إبراهيم.[18]
وفي هذا السياق، أصدرت اللجنة الرباعية بيانا قالت فيه إن “مستقبل السودان لا يمكن أن تُمليه الجماعات المتطرفة العنيفة، والتي هي جزء من جماعة الإخوان المسلمين أو مرتبطة بها بشكل واضح، والتي أججت نفوذها المزعزع للاستقرار العنف وعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة”.[19]
خارطة طريق مقترحة:
مع انطلاق خطوات وقف الحرب، اتجهت الجهود السياسية نحو إيجاد آلية حاكمة مؤقتة، يمكن أن تضمن انتقالا سلسا للسلطة وصولا إلى حكومة مدنية مستقلة. وفي خارطة الطريق التي طرحتها اللجنة الرباعية في منتصف سبتمبر/أيلول 2025، عملية انتقالية شاملة تستمر تسعة أشهر، يتم خلالها تشكيل سلطة انتقالية مدنية بعيدة عن هيمنة الأطراف المتحاربة، مع الالتزام بسيادة السودان ووحدة أراضيه.[20]
أبرز عناصر هذه الرؤية تضمنت أن مستقبل الحكم في السودان هو حق حصري للشعب السوداني، وأن تشكيل أي سلطة انتقالية يجب أن يكون عبر عملية شاملة وشفافة، لا تتدخل فيها الأطراف العسكرية أو الفصائل المسلحة. واعتبر مؤيدو المبادرة أن هذه الخطوة تمثل فرصة حقيقية لإنهاء النزاع وبدء مرحلة سياسية مستقرة، تضع حدا للحرب وتمنح السودان فرصة لإعادة بناء مؤسساته الوطنية.
وقت لاقت الخطة ردود فعل متباينة، فقد رحب معسكر الدعم السريع بالبيان الرباعي، مشددة على استعدادها للتعاون في إطار عملية سلمية شاملة تؤدي إلى وقف الحرب، مع التركيز على معالجة جذور الأزمة التاريخية وتفكيك النفوذ المسلح الذي أفضى إلى استمرار النزاع.[21]
وفي المقابل، أعربت الحكومة السودانية عن تحفظاتها على أي ترتيبات لا تحترم سيادة الدولة ومؤسساتها الشرعية، مؤكدة أن أي تدخل خارجي يجب أن يلتزم بمبدأ عدم المساواة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، وأن أي عملية انتقالية يجب أن تراعي الحق السيادي للشعب السوداني في تقرير مستقبله.[22]
أما القوى السياسية، فقد عبر بعضها عن دعمه للخطة، إذ أيدها التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” بقيادة عبد الله حمدوك، واعتبرها فرصة حقيقية لإنهاء النزاع، فيما وصف رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل الخطة بأنها “موقف مسؤول ومتوازن يعكس إدراك المجتمع الدولي لحجم الأزمة”، وشدد على ضرورة أن يكون مستقبل الحكم في السودان مدنيا ديمقراطيا بعيدا عن الأطراف المتحاربة.[23]
وفي المقابل، رفضت القوى الوطنية والإسلامية الخطة، متهمة اللجنة الرباعية بمحاولة فرض وصاية دولية على السودان، ومن بين هذه الأطراف: تنسيقية القوى الوطنية بقيادة محمد سيد أحمد سر الختم، وتحالف التيار الإسلامي بقيادة علي كرتي، والمؤتمر الشعبي بقيادة أحمد هارون، حيث اعتبرت جميع هذه الأطراف أن المساواة بين الجيش والدعم السريع ومحاولة فرض ترتيب سياسي جديد تعد إهانة للشعب السوداني، وأن الحل العادل لا يمكن أن يأتي إلا من خلال حوار سوداني-سوداني دون أي تدخل خارجي.[24]
لكن اللافت أن هذه التطورات تزامنت مع حملة شنها الإعلام الإماراتي على وجه الخصوص ضد جماعة الإخوان المسلمين، مدعيا أنها تقف حجر عثرة أمام جهود السلام، رغم أن الرفض أتى من الجيش السوداني كذلك. فعلى سبيل المثال، نشر موقع قناة “سكاي نيوز عربية” عدة تقارير حملت عناوين: “السودان.. ترحيب برؤية الرباعية و”الإخوان” يحاولون إجهاضها”،[25] و”السودان.. كيف يعمل الإخوان لإفشال جهود وقف الحرب؟”،[26] و”مراقبون: ارتباط الجيش بنظام الإخوان يطيل الحرب في السودان”.[27] ونشرت قناة العين ملفات على ذات الشاكلة كان منها مقال لكاتب سوداني، بعنوان: “السودان بين الفرصة والهاوية.. أمل الرباعية وفخ الإخوان”.[28]
ثانيا: الواقع الميداني
أدت الحرب المستمرة منذ أبريل/نيسان 2023 حربا إلى إعادة ترتيب مناطق السيطرة بشكل متدرج بين الطرفين، مع تعميق الأزمة السياسية والإنسانية في البلاد. وتتركز المواجهات في إقليمي دارفور وكردفان، فيما يشهد شمال ووسط وشرق البلاد حالة من الاستقرار النسبي، مع استمرار هجمات متفرقة من الدعم السريع، الواقع الذي يعكس دينامية ميدانية متقلبة.
ففي كردفان، تمكن الجيش في منتصف سبتمبر/أيلول 2025 من استعادة السيطرة على مدينة بارا الاستراتيجية بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.[29]
هذا التقدم منح الجيش منفذا مباشرا نحو شمال دارفور، وعزز تأمين مدينة الأبيض وطرق الإمداد الحيوية عبر الطريق القومي أم درمان–بارا، كما قطع الطريق أمام الدعم السريع للسيطرة على الممر الرابط بين الخرطوم ودارفور.[30] وكانت السيطرة على بارا بعد أسبوع من هجمات متبادلة على جبهات كردفان، أسفرت عن مقتل عدد من قيادات الدعم السريع، بما في ذلك قائد وحدة بارا وأبرز قادة القطاع.[31]
أما شمال كردفان، فتستمر الاشتباكات العنيفة غرب مدينة الأبيض، إذ تحاول قوات الدعم السريع استئناف حصار كسره الجيش في بداية 2025.[32] وفي جنوب كردفان، تحاصر قوات الدعم السريع وحليفتها الحركة الشعبية لتحرير السودان، كادقلي والدلنج، محتجزة نحو نصف مليون مدني داخل المدينتين،[33] في وقت تتعرض البنية التحتية النفطية، مثل محطة هجليج لتكرير النفط، لهجمات متكررة تؤثر على صادرات البلاد، التي توفر دخلا أساسيا للحكومة السودانية.[34] وتضم كردفان، التي تغطي مساحة واسعة من جنوب السودان، حقول نفطية وأراض زراعية مهمة، بالإضافة إلى طرق لتهريب الوقود، ما يجعل الإقليم محورا حيويا للمعارك.
أما في دارفور، تُعد مدينة الفاشر محور المعارك الاستراتيجية الأخيرة، إذ تمثل آخر معقل حضري للجيش في الإقليم، المحاصر منذ مايو/أيار 2024 من قِبل قوات الدعم السريع.[35]
فقد فرض الدعم السريع حصارا خانقا على المدينة، مُنع خلاله دخول الغذاء والسلع الأساسية، وترك السكان والنازحين في مخيمات مثل أبو شوك وزمزم في ظروف بالغة الصعوبة، وهو الأمر الذي نددت به الخارجية الأمريكية.[36] وقد شيدت قوات الدعم السريع منذ مايو/أيار 2025 أكثر من 31 كيلومترا من السواتر الترابية حول المدينة للتحكم بمداخلها ومخارجها، وفرضت سيطرتها على الممرات الحيوية من غرب المدينة إلى شمالها وشرقها، في خطوة لإحكام الحصار.[37]
ومع نهاية سبتمبر/أيلول 2025، نجح الجيش السوداني في كسر الحصار الجوي عن الفاشر من خلال إنزال جوي مباشر، بعد عامين من الفشل في إيصال الإمدادات.[38] وأفادت تقارير بأن طائرات الشحن العسكرية من طراز “أنتونوف” تمكنت من التحليق فوق المدينة وإنزال صناديق إمدادات إلى الفرقة السادسة مشاة وقوات المساندة من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقيات سلام مع الحكومة، في أول عملية إنزال جوية ناجحة منذ أبريل/نيسان 2023، وتكرر الأمر بعد ذلك.[39] وقد أتاح هذا الإنجاز للجيش استعادة قدرة محدودة على الإمداد، وتحسين الوضع الدفاعي داخل المدينة، فضلا عن رفع معنويات المدافعين والمدنيين على حد سواء.
وذكرت تقارير أن الدعم السريع يستخدم منظومات دفاع جوي حديثة لتعطيل تحليق طائرات الجيش، غير أن وحدات الحرب الإلكترونية التابعة للجيش نجحت مؤقتا في تجاوز التشويش، ما سمح بتنفيذ الإمداد الجوي.[40]
وقد صدّت الفرقة السادسة هجوم الدعم السريع من محورين؛ الشمالي والشمالي الشرقي للفاشر،[41] فيما واصل الدعم السريع القصف المدفعي المكثف على المدينة، في إطار محاولاته المتكررة للسيطرة على المدينة.[42]

وفيما يخص الخرطوم، تمكن الجيش من استعادة العاصمة في مايو/أيار 2025 بعد حملة عسكرية موسعة بدأت في مارس/آذار، شملت تطهير كافة مناطق العاصمة بما فيها أم درمان وبحري. وعملت الحكومة على إعادة تأهيل البنية التحتية للمدينة، بما يشمل المستشفيات والمدارس وشبكات الاتصالات، لتعزيز استقرار الإدارة الرسمية. كما عُقد فيها أول اجتماع لمجلس الوزراء السوداني بعد تحريرها، في أغسطس/آب.[43] ومع ذلك، ظل الهدوء هشا، إذ استهدفت قوات الدعم السريع منشآت عسكرية ومدنية خلال الأشهر الأخيرة، وقصف مدفعي محدود.
كما استخدمت قوات الدعم السريع مسيّرات لمهاجمة المدنية، أسفرت عن خسائر في المدنيين.[44] وبذلك تظل العاصمة تحت التهديد الأمني بدرجة أو بأخرى رغم سيطرة الجيش.
وفي شرق السودان، شنت قوات الدعم السريع هجمات على مدينة بورتسودان في مايو/أيار 2025، ما ألحق أضرارا بالبنية التحتية،[45] بينما بقيت المدينة تحت سيطرة الجيش، حيث تُعد مركز عمل للبعثات الدولية والمنظمات الإنسانية.
وإجمالا، يظهر المشهد أن قوات الدعم السريع تسيطر على مساحات واسعة في دارفور، وأجزاء من شمال وجنوب كردفان، بينما يسيطر الجيش على ولايات شمال ووسط وشرق البلاد، ما يشي بتقسيم فعلي للسيطرة الميدانية بين الطرفين.
أما على الصعيد الإنساني، فقد خلفت الحرب أوضاعا كارثية؛ إذ نزح أكثر من 12 مليون شخص، في وقت تصف الأمم المتحدة الوضع بأنه أسوأ أزمة جوع ونزوح في العالم حاليا.[46] وتسببت الحرب في انتشار المجاعة والأمراض، لا سيما الكوليرا، داخل الفاشر ومخيماته المحيطة،[47] حيث تسيطر قوات الدعم السريع على مخيم زمزم منذ أبريل/نيسان 2025، كما توغلت داخل مخيم أبو شوك وسيطرت على أجزاء واسعة منه، ما أدى إلى فرار نحو 95 بالمئة من سكانه.[48]
وأثبتت تقارير بأن مدنيين تعرضوا للقتل والخطف والعنف أثناء محاولتهم الفرار. وأدى الحصار الطويل ونقص المواد الأساسية إلى ارتفاع حاد في أسعار الغذاء، وانتشار سوء التغذية، خاصة بين الأطفال، إضافة إلى نقص القدرة على توفير الاحتياجات الأساسية مثل الأرز والزيت والسكر.
المآلات على مصر
تتأثر مصر بشكل مباشر بتطورات المشهد السوداني، نظرا للحدود الطويلة المشتركة بين البلدين والملفات الاستراتيجية المشتركة.
ولذلك، يرى النظام المصري أن أي اضطرابات في السودان تمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي، فالسودان يشكل امتدادا طبيعيا للأمن المصري وخط الدفاع للحدود الجنوبية، وأي صراع داخلي قد يؤدي إلى تسلل عناصر مسلحة أو تهريب السلاح والمخدرات، ويزيد من عبء تأمين الحدود على الجيش. وقد أشار أندرياس كريج، الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الدفاعية في كينجز كوليدج لندن، إلى أن القلق الرئيسي لمصر هو تحول النزاع السوداني إلى صراع إقليمي قد يمتد لأراضيها.[49]
كما يؤثر النزاع على ملف سد النهضة والأمن المائي المصري، إذ أن تماسك الموقف السوداني إلى جانب القاهرة يعد ضمانة للحفاظ على الحقوق المائية القانونية لمصر. وهذا ما أكده سابقا نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والري المصري الأسبق، الذي أوضح أن أي اضطرابات في السودان ستضعف موقف القاهرة في مواجهة إثيوبيا بشأن سد النهضة، وقد ترفع المخاطر على الأمن المائي المصري.[50]
ولذلك، خلال زيارة البرهان الأخيرة إلى مصر، في 15 أكتوبر/تشرين الأول، جدد الجنرال السوداني رفضه لأي إجراءات أحادية تُتخذ على النيل الأزرق، بما يتعارض مع أحكام القانون الدولي ذات الصلة. وأكد البرهان وحدة الموقف بين مصر والسودان وتطابق مصالحهما بشأن قضية سد النهضة الإثيوبي.[51]
كذلك، فإن استمرار النزاع أدى إلى موجة نزوح كبيرة، إذ نزح نحو 5 ملايين سوداني إلى مصر خلال العقد الماضي، وفق هيئة الإذاعة البريطانية. هذا الوضع يشكل ضغطا كبيرا على البنية التحتية والخدمات الأساسية في مصر، ويزيد من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية، بما فيها التضخم وارتفاع أسعار السلع الأساسية، كما أشار السيسي من قبل.[52]
وعلى هذا، فإن أي خطوات انفصالية أو محاولة لتأسيس حكومات موازية في السودان، مثل إعلان حكومة حميدتي، تشكل تهديدا متعدد الأبعاد لمصر، أمنيا عبر الحدود، وإنسانيا عبر موجات النزوح، وسياسيا عبر التأثير على التوازن الاستراتيجي في المنطقة، بما في ذلك موقف مصر في مسألة سد النهضة والقدرة على الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
بل إن وجود حكومتين متنافستين في السودان سيخلق بيئة خصبة لصراعات النفوذ الإقليمي، حيث تدعم قوى مختلفة الجيش وميليشيا الدعم السريع، ما قد يطيل أمد الحرب ويضع مصر في مواجهة معقدة على حدودها الجنوبية.[53]
ولذا، جاء الموقف المصري رافضا لما أعلنه حميدتي، حيث أكد وزير خارجية النظام، بدر عبد العاطي، “رفضه الكامل لكافة المحاولات الرامية لتهديد وحدة السودان ومؤسساته الوطنية أو النيل من سيادته”، خلال لقائه مع وزير الدولة السوداني عمر صديق، مؤكدا اهتمام القاهرة باستقرار السودان.[54]
وأكد السفير حسام عيسى، مساعد وزير الخارجية المصري ومدير ملف السودان وجنوب السودان السابق في الخارجية، أن إعلان “الحكومة الموازية” في دارفور “لن يؤثر على الموقف المصري على الإطلاق”، موضحا أن القاهرة رفضت هذه الخطوة بشكل قاطع، وأنها تعتبرها “غير شرعية”. وأضاف عيسى أن “هناك حكومة شرعية واحدة فقط هي حكومة الدكتور كامل إدريس، ورئيس مجلس السيادة الشرعي هو الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وهو الجهة الوحيدة التي تتعامل معها مصر”.[55]
وبحسب تقارير، فإن هناك أجهزة أمنية مصرية ترى أن طرح “الدعم السريع” نفسه كسلطة بديلة ينذر بتشكل كيان سياسي عسكري مستقل على غرار “دولة داخل الدولة”، وهو ما يقوض المساعي المصرية والإفريقية لإعادة توحيد المؤسسات السودانية.[56]
ولذلك، تدعم مصر الجيش السوداني في هذه الحرب، دبلوماسيا وإعلاميا وعسكريا. ففي بداية أيام الحرب، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مصر أرسلت طائرات حربية وطيارين لدعم الجيش السوداني.[57]
كما اتهم حميدتي مصر بالقتال إلى جانب الجيش السوداني، حيث قال في أكتوبر/تشرين الأول 2024، إن الطيران الحربي المصري شارك في معركة جبل موية، مشيرا إلى أن بعض جنوده قُتلوا بضربات الطيران المصري. ونوه بأن مصر تمد الجيش بقنابل أمريكية زنة 250 كيلو جرام، وأنه أبلغ مساعدة وزير الخارجية الأمريكي حينها، مولي في، قبل عام بالأمر، فضلا عن أن مصر منحت البرهان خلال مفاوضات جنيف 8 طائرات حربية فئة (K8) بماكينات أمريكية. وذكر أيضا أن الطيران المصري قصف قواتهم في معسكر كرري لقوات التفويج إلى السعودية في 15 أبريل 2023.[58]
وعلى الرغم من هذه المخاطر، لا يبدو أن النظام المصري بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية جديدة على الأرض، من قبيل التصعيد العسكري الأكثر خشونة. فمن المرجح أن يستمر مستوى التفاعل المصري عامة على ما هو عليه، مع تعزيز الوجود على الحدود لمنع تسلل الأسلحة والمقاتلين، وتقديم بعض الدعم التسليحي والاستخباراتي للجيش السوداني لضمان الاستقرار النسبي في المناطق الحدودية.[59]
لكن ربما التركيز الأكبر سيكون على الجهود الدبلوماسية والسياسية، عبر تكثيف التنسيق مع الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية و”إيغاد” لمنع الاعتراف بالحكومة الموازية، وممارسة الضغط من خلال الشركاء الإقليميين، وتنسيق الجهود مع المجتمع الدولي للحفاظ على وحدة السودان ومنع تفككه.
كما يبدو أن النظام يعول أيضا على موقف واشنطن، حيث يأمل في أن يسفر اجتماع الآلية الرباعية المقرر عقده في واشنطن خلال أكتوبر/تشرين الأول عن نتائج ملموسة تؤدي إلى وقف الحرب في السودان، ما يعكس الاعتماد على المسارات الدبلوماسية أكثر من الخيارات العسكرية.[60]
المصادر
[1] أداء حميدتي اليمين رئيسا لحكومة موازية يهدد بتقسيم السودان، صحيفة العرب، 31 أغسطس/آب 2025 – الرابط
[2] نسرين الصباحى، تحديات ماثلة: حكومة “الأمل المدنية” في السودان، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، 30 يونيو/حزيران 2025 – الرابط
[3] ميعاد مبارك، السودان يتهم كينيا بتلقي الأموال من الإمارات لاستضافة اجتماع لـ«الدعم السريع»، القدس العربي، 28 فبراير/شباط 2025 – الرابط
[4] محمد مصطفى جامع، حكومة “الدعم السريع”.. خطة الإمارات البديلة تعزز مخاوف تقسيم السودان، نون بوست، 21 فبراير/شباط 2025 – الرابط
[5] Day-long ceasefire agreed in Sudan after intense international mediation, The Telegraph, April 18, 2023 – Link
[6] Declan Walsh and Tariq Panja, The Sheikh Who Conquered Soccer and Coddles Warlords, The New York Times, June 29, 2025 – Link
[7] المصدر نفسه
[8] جمال عبد القادر البدوي، الجيش السوداني يهاجم نيالا و”الدعم السريع” تقصف الخرطوم: السيسي والبرهان يؤكدان أهمية “الرباعية” كمظلة للتسوية، إندبندنت عربية، 16 أكتوبر/تشرين الأول 2025 – الرابط
[9] الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـ “الدعم السريع”، يورو نيوز، 30 يوليو/تموز 2025 – الرابط
[10] بيشوى رمزى، الجامعة العربية تدين تشكيل حكومة موازية بنيالا: انتهاكا لسيادة السودان، اليوم السابع، 27 يوليو/تموز 2025 – الرابط
[11] السودان.. مجلس الأمن يرفض إعلان “الدعم السريع” تشكيل سلطة موازية، الشرق، 13 أغسطس/آب 2025 – الرابط
[12] أحمد يونس، تحالف «تأسيس» السوداني يشكل مجلساً رئاسياً برئاسة «حميدتي»، الشرق الأوسط، 26 يوليو/تموز 2025 – الرابط
[13] إسماعيل يوسف، حكومة ومجلس رئاسة “حميدتي” الجديدة في السودان.. الأهداف والمآلات، صحيفة الاستقلال، تاريخ الوصول 1 أكتوبر/تشرين الأول 2025 – الرابط
[14] إسماعيل يوسف، حكومة ومجلس رئاسة “حميدتي” الجديدة في السودان.. الأهداف والمآلات، صحيفة الاستقلال، تاريخ الوصول 1 أكتوبر/تشرين الأول 2025 – الرابط
[15] دعوة دولية لاستئناف المفاوضات المباشرة لوقف إطلاق النار بالسودان، الشرق الأوسط، 25 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[16] المصدر نفسه
[17] السعودية وأميركا والإمارات ومصر تدعو لهدنة 3 أشهر في السودان، الشرق الأوسط، 12 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[18] وزارة الخزانة: أمريكا تفرض عقوبات على وزير المالية السوداني، رويترز، 12 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[19] مذكرة إعلامية – مكتب المتحدث الرسمي، بيان مشترك بشأن استعادة السلام والأمن في السودان، الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية، 12 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[20] السودان – مسؤول أممي يرحب بإحراز تقدم نحو التوصل إلى هدنة إنسانية، الموقع الرسمي للأمم المتحدة، 17 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[21] خطة الرباعية الدولية “لإنهاء حرب السودان”.. أبرز ردود الفعل، الشرق، 21 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[22] عادل عبد الرحيم، الحكومة السودانية: نرحب بأي جهد ينهي الحرب ويوقف هجمات الدعم السريع، وكالة الأناضول، 13 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[23] مبارك الفاضل يرحب ببيان الرباعية ويدعو لهدنة تمهّد لوقف الحرب في السودان، أخبار السودان، 13 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[24] النور أحمد النور، انقسام في مواقف الفرقاء السودانيين بشأن خطة “الرباعية” لإنهاء الحرب، الجزيرة نت، 15 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[25] السودان.. ترحيب برؤية الرباعية و”الإخوان” يحاولون إجهاضها، سكاي نيوز عربية، 15 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[26] السودان.. كيف يعمل الإخوان لإفشال جهود وقف الحرب؟، سكاي نيوز عربية، 28 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[27] مراقبون: ارتباط الجيش بنظام الإخوان يطيل الحرب في السودان، سكاي نيوز عربية، 10 مايو/أيار 2025 – الرابط
[28] عبدالمنعم سليمان، السودان بين الفرصة والهاوية.. أمل الرباعية وفخ الإخوان، العين الإخبارية، 22 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[29] مي علي، تحوّلات بطيئة في ميزان المعارك: الجيش يستعيد بارا، جريدة الأخبار، 13 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[30] الفاتح محمد، بارا.. العقدة الاستراتيجية في شمال كردفان ومفتاح الجيش نحو دارفور، ألترا سودان، 13 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[31] داود علي، هل يعيد تحرير بارا رسم خريطة الإمداد العسكري بين الخرطوم ودارفور؟، صحيفة الاستقلال، 25 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[32] السودان: اشتباكات عنيفة شمال كردفان والفاشر، القدس العربي، 15 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[33] النور أحمد النور، كيف يفاقم حصار كادقلي والدلنج الأزمة الإنسانية بالسودان؟، الجزيرة نت، 13 أغسطس/آب 2025 – الرابط
[34] تفاصيل جديدة عن الغارات المسيرة المستهدفة مدن الخرطوم، أخبار السودان، 11 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[35] محمد محمد عثمان، الحرب في السودان: هل تحوّل القتال في الفاشر إلى معركة وجود؟، بي بي سي عربي، 18 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[36] السودان.. واشنطن تدين هجمات الدعم السريع والدول السبع تطالب بوقف النار، التلفزيون العربي، 16 أبريل/نيسان 2025 – الرابط
[37] صور أقمار اصطناعية تظهر بناء سواتر ترابية حول مدينة الفاشر السودانية، الشرق الأوسط، 30 أغسطس/آب 2025 – الرابط
[38] الجيش السوداني ينجح بفك حصار الفاشر وإسقاط المساعدات جوا، العربية نت، 29 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[39] علاء الدين مضوي، للمرة الثانية.. الجيش ينجح في تنفيذ عملية إسقاط جوي في الفاشر، ألترا سودان، 7 أكتوبر/تشرين الأول 2025 – الرابط
[40] النور أحمد النور، ماذا يعني كسر الجيش السوداني حصار الفاشر جوا؟، الجزيرة نت، 30 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[41] عادل عبد الرحيم، الجيش السوداني يعلن التصدي لهجوم شنّته “الدعم السريع” على الفاشر، وكالة الأناضول، 17 أكتوبر/تشرين الأول 2025 – الرابط
[42] مراسل الحدث، الدعم السريع تشن هجوماً مدفعياً مكثفاً على أحياء بمدينة الفاشر، الحدث، 16 أكتوبر/تشرين الأول 2025 – الرابط
[43] حسان الناصر، وعمر الفاروق، ومحمد الأقرع ومشاعر إدريس، بعد عامين من الحرب.. الحكومة السودانية تعود إلى الخرطوم فيما يجتاح «الضنك» العاصمة | وزير المالية يبحث في الدوحة إنشاء مصفاة للذهب والإمارات تحتجز سفينة نفط قادمة من السودان | «الدعم السريع» يصعد من هجماته على الفاشر ويقتل 24 مدنيًا، مدى مصر، 30 أغسطس/آب 2025 – الرابط
[44] عادل عبد الرحيم، مقتل 7 أشخاص بهجمات بطائرات مسيرة شرق الخرطوم وشمال السودان، وكالة الأناضول، 14 أكتوبر/تشرين الأول 2025 – الرابط
[45] رصد مسيّرات انتحارية طويلة المدى قرب قاعدة للدعم السريع… هل تغيّر حرب السودان؟، العربي الجديد، 12 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[46] الأمم المتحدة: السودان يشهد «أسوأ أزمة إنسانية» في العالم، صحيفة البيان الإماراتية، 7 أغسطس/آب 2025 – الرابط
[47] ميعاد مبارك، الفاشر: المجاعة تحاصر المدنيين والكوليرا تحصد الأرواح وتداعيات سيول وأمطار كارثية في السودان، القدس العربي، 30 أغسطس/آب 2025 – الرابط
[48] محمد زكريا خميس، نزوح جماعي من مخيم أبو شوك في دارفور بعد هجمات الدعم السريع، الجزيرة نت، 21 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[49] Analysis: UAE, Egypt closer to different sides in Sudan conflict, Al Jazeera, 28 Apr 2023 – Link
[50] الشرق الأوسط، كيف تؤثر التوترات في السودان على موقف مصر بملف «سد النهضة»؟، 15 أبريل/ نيسان 2023 – الرابط
[51] وليد قطب، مصر والسودان، بوابة أخبار اليوم الإلكترونية، 15 أكتوبر/تشرين الأول 2025 – الرابط
[52] اشتباكات السودان: مصر تواجه معضلة في التعامل مع الصراع في البلد المجاور، بي بي سي عربي، 23 أبريل/ نيسان 2023 – الرابط
[53] عماد عنان، مصر أمام “حكومة حميدتي الموازية”.. كيف تحمي خاصرتها الجنوبية؟، نون بوست، 1 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[54] حسين القباني، مصر تؤكد رفضها كافة محاولات تهديد وحدة السودان ومؤسساته الوطنية، وكالة الأناضول، 3 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[55] مصر تترقب تصاعد الصراع غربي السودان وتداعياته على أمنها القومي، العربي الجديد، 13 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[56] مصر قلقة من الحكومة الموازية في السودان، العربي الجديد، 30 يوليو/تموز 2025 – الرابط
[57] Benoit Faucon, Summer Said, and Jared Malsin, “Libyan Militia and Egypt’s Military Back Opposite Sides in Sudan Conflict,” The Wall Street Journal, April 19, 2023 – Link.
[58] حميدتي يتهم مصر بالقتال إلى جانب الجيش ضد قواته ويعلن انتقالهم للخطة(ب)، صحيفة التحرير، 10 أكتوبر/تشرين الأول 2024 – الرابط
[59] عماد عنان، مصر أمام “حكومة حميدتي الموازية”.. كيف تحمي خاصرتها الجنوبية؟، نون بوست، 1 سبتمبر/أيلول 2025 – الرابط
[60] السيسي والبرهان يتطلعان لإسهام اجتماع “واشنطن” في وقف حرب السودان، حسين القباني، وكالة الأناضول، 15 أكتوبر/تشرين الأول 2025 – الرابط