موقف النظام المصري من النظام السوري الجديد.. سياقات العلاقة ومستجدات التفاعل
المحتويات
مقدمة
المحور الأول: ملامح الخطاب الإعلامي المصري تجاه سوريا في 2025
المحور الثاني: الموقف الرسمي المصري من النظام السوري الجديد
المحور الثالث: أسباب الانفتاح المحدود من جانب مصر
– مستقبل العلاقات المصرية-السورية
مقدمة
مثّل سقوط نظام بشار الأسد تحولا مفاجئا لكثير من الأطراف، بما فيها أنظمة عربية اختارت طريق التطبيع معه قبيل سقوطه. وقد تنوّعت ردود الفعل الرسمية العربية إزاء هذا التحول، فكان الموقف السعودي والقطري أكثر انفتاحا من الموقف المصري والإماراتي.
بل يمكن القول إن النظام المصري كان من بين أكثر الأطراف توجسا من المتغير السوري، وهو ما انعكس في تأخر أول اتصال رسمي مع النظام السوري الجديد لما يقارب ثلاثة أسابيع، وانعكس أيضا في الحملة الإعلامية المكثفة التي شنتها وسائل الإعلام المصرية الموالية للنظام على الرئيس السوري، أحمد الشرع، و”هيئة تحرير الشام”، اللذين شكلا واجهة التحول السياسي والعسكري الجديد في سوريا.
هذا التوجس المصري نابع من ثلاثة اعتبارات مترابطة: الخشية من انعكاس الزخم الثوري السوري على الداخل المصري، لا سيما مع اقتراب ذكرى ثورة يناير حينها؛[1] والقلق من صعود فاعلين إسلاميين في سوريا قد يشكّلون مصدر إلهام أو دعم لتيارات مشابهة داخل مصر؛ وأخيرا، التخوف من أن تفضي التحولات إلى تعزيز نفوذ المحور التركي-القطري، على حساب النظام المصري.
في هذه الورقة، وبعد مرور قرابة ثمانية أشهر على سقوط نظام الأسد، نحاول تقييم المسار الذي اتخذه النظام المصري في تعامله مع السلطة الجديدة في دمشق، واستشراف ما إذا كان هذا المسار يشير إلى تحول حقيقي، أو مجرد تكيف حذر مع معطيات إقليمية ودولية فرضت نفسها على الجميع.
المحور الأول: ملامح الخطاب الإعلامي المصري تجاه سوريا في 2025
رغم أن المسار الطبيعي في تناول الموقف المصري تجاه النظام السوري الجديد يفترض البدء بالخطاب والمواقف الرسمية، فإن هذه الورقة اختارت أن تبدأ بالخطاب الإعلامي لاعتبارات تحليلية.
أولا، لأن الإعلام المصري الموالي للنظام كان أسبق في التعبير عن توجهاته، حيث برزت ملامح الموقف المصري تجاه السلطة السورية الجديدة في نوافذ الإعلام قبل أن تصدر عن الجهات الدبلوماسية الرسمية المصرية. ثانيا، لأن الخطاب الإعلامي للنظام غالبا ما يعكس، بقدر أكبر من الصراحة، ملامح التوجه الحقيقي له، بعيدا عن العبارات الدبلوماسية المكررة التي تتسم بها تصريحاته الرسمية.
ولهذا، يركّز هذا المحور على رصد الخطاب الإعلامي لعدد من أبرز الإعلاميين المعروف عنهم ارتباطهم الوثيق بأجهزة النظام، بهدف استخلاص ملامح الموقف المصري من السلطة السورية الجديدة، وإذا ما طرأ عليه أي تطور.
- رد الفعل الأولي للإعلام المصري
اتسم الخطاب الإعلامي للنوافذ الإعلامية المصرية، في تعاطيه مع سقوط نظام بشار الأسد، بدرجة عالية من العداء العلني والتحفظ، على نحو يعكس حالة التوجس داخل النظام،[2] وإن جاء ذلك التعبير الإعلامي أكثر انفعالا ووضوحا من الموقف الرسمي بطبيعة الحال.
فقد بادر عدد من الإعلاميين المحسوبين على النظام من التحذير مما اعتبروه “مخططا لتفتيت الدولة السورية”، وأعربوا صراحة عن أسفهم لسقوط النظام، دون إبداء أي تضامن يُذكر مع تطلعات السوريين نحو التغيير السياسي.
بل إن بعض الأصوات الإعلامية ذهبت أبعد من ذلك؛ فعمرو أديب، على سبيل المثال، بكى على الهواء عقب الإعلان عن هروب الأسد، محذرا من تقسيم سوريا.[3]
أما الإعلامي مصطفى بكري، فكان من بين أكثر من عبّروا بوضوح عن المخاوف المصرية. ففي ظهوره قبل ساعات من هروب الأسد، حذّر مما وصفه بـ “تقطيع أوصال سوريا”، وربط ما يجري بـ”مؤامرة إسرائيلية-أمريكية” تستهدف الدول العربية مجتمعة، حيث قال: “كلنا مستهدفون، لن يقف الأمر عند حدود سوريا”، وأضاف: “هناك خياران: إما أن يستطيع جيش سوريا التصدي للجماعات الإرهابية، وإما أن تنهار المنطقة كلها تباعا”. وبعد فرار الأسد، لم يُخفِ بكري حزنه، بل خاطبه بصيغة عتاب واضحة: “ليتك بقيت للنهاية بدلا من أن تُسلم شعبك لهؤلاء الإرهابيين”.
على نحو موازٍ، قال إبراهيم عيسى مخاطبا الأسد: “أنا كنت أتمنى تقاتل للحظة الأخيرة وتبقى في سوريا تموت على أرضها، وألا تترك البلد بهذه الطريقة، كنت أتمنى أن تكون الصورة مختلفة، لأنك لم تخذل الشعب السوري، أنت خذلت كل القوميين العرب… أنا شخصيا مصدوم، كيف لا يرد الجيش ولا يقاتل؟ كيف يترك الرئيس بشار البلد هاربا؟” وفي انعكاس لخوف النظام على استقراره، قال عيسى إن الأوضاع في سوريا باتت “شأنا مصريا محليا يوميا”، مضيفا أن ما يجري في سوريا لم يعد ينتهي هناك بل يمتد حتى مصر.
أما أحمد موسى، فركّز على سردية “خطر التقسيم” و”التوغل الإسرائيلي”، وخصص عدة حلقات للحديث عن الإرهاب، وتهديد وحدة الدولة السورية.
ولم يتوقف الأمر عند حدود التحذيرات، بل تطور الأمر إلى الدعوة للتضييق على السوريين الموجودين في مصر،[4] وعلى رأسهم والدي أحمد الشرع، فقد أبدى “عيسى” انزعاجه، قائلا: إن وجود عائلة أحمد الشرع المعروف بالجولاني (قائد هيئة تحرير الشام) في مصر وتحديدا في مدينة 6 أكتوبر، يعطي دلالة كبيرة حول الخطر على مصر سواء في السلم الأهلي أو الأمن القومي. وأضاف: “رغم إن ابنهم زعيم إرهابي معروف ومطلوب دوليا ومرصود له عشرات الملايين من الدولارات، إلا أنهم في كنف وأمان الدولة المصرية”.[5] وهدد أحمد موسى السوريين في مصر بالترحيل إذا احتفلوا بسقوط الأسد.[6]
في هذا السياق، يمكن القول إن الخطاب الإعلامي المصري في أعقاب سقوط نظام الأسد على ثلاث رسائل مركزية متكررة. أولها تمثلت في شيطنة التحول السياسي نفسه، واعتباره مؤامرة خارجية تهدف إلى تفتيت الدولة السورية وإضعاف الجيش، وليس نتيجة ثورة. وقد تكررت الإشارة إلى المخططات الإسرائيلية والأمريكية وخطر التقسيم.
الرسالة الثانية كانت انعكاسا واضحا لتخوف النظام من أن تمتد “عدوى الثورة” إليه،[7] وهذا ما عبّر عنه إبراهيم عيسى، حين اعتبر أن الشأن السوري بات شأنا مصريا يوميا، ومصطفى بكري حين اعتبر أن ما يجري في سوريا سيمتد لدول الإقليم. أما الرسالة الثالثة، فاستهدفت تقويض صورة القيادة السورية الجديدة، ممثلة في أحمد الشرع، والتشكيك في خلفيته الأيديولوجية وعلاقاته الإقليمية والدولية.
- استمرار الرسائل الإعلامية مع تخفيف لهجة الخطاب
عند تتبّع الخطاب الإعلامي المصري خلال الأشهر السبعة الماضية، وبالتوازي مع تطورات المشهد السياسي في سوريا، يمكن رصد تحول نسبي في النبرة، إذ خفّت حدة الهجوم المباشر على الشرع مقارنة ببدايات الحملة. ومع ذلك، ظلّت الرسائل الجوهرية حاضرة في التغطية الإعلامية، لا سيما تلك التي تحذّر من “عدوى الثورة”.
فعلى سبيل المثال، يمكن رصد هذا التطور في خطاب الإعلامي نشأت الديهي، ففي بداية الأحداث قال إن “القاعدة هي التي تحكم سوريا”، وإن هناك معركة منتظرة بين داعش والقاعدة على الأرض السورية، كما أعاد إذاعة مقاطع من مقابلة قديمة لأحمد الشرع يتحدث فيها عن ضرورة مواجهة الجيوش العربية للخلاص منها.[8] وقال إن الجيش السوري (الجديد) يعين إرهابيين، ويعطي لهم رتبا عسكرية.[9]
وعندما وقعت الاشتباكات في الساحل السوري، في مارس 2025، وصفها الديهي بأنه “وصمة عار” في جبين كل سوري شارك فيها، وأن هناك “قتل على الهوية”، مشيرا إلى أن هناك غير سوريين في الجيش السوري.[10]
لكن هذا الخطاب بدأ يشهد تحوّلا تدريجيا مع تطور الأحداث الميدانية، ولا سيما بعد أن حازت الإدارة السورية الجديدة قدرا من الاعتراف الإقليمي والدولي. فقد أصبح الديهي، على غرار غيره من الأصوات الإعلامية المصرية، يتبنى نبرة أكثر دبلوماسية في تغطيته، مستخدما مفردات رسمية ومحايدة نسبيا مثل “دمشق” -للإشارة إلى الحكومة السورية- و”الرئيس أحمد الشرع”، واستعرض التطورات بأسلوب أقرب إلى المهنية الشكلية.[11]
غير أن هذا التحول بدا أقرب إلى تعديل في النبرة منه إلى تغيّر جوهري في الموقف. فقد واصل الديهي توجيه انتقادات صريحة لما أسماه بـ “الإسلام السياسي”، بما فيه الحكومة السورية الجديدة، وذلك على خلفية ما تردّد حول نيتها الانخراط في مسار تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقد عبّر عن امتعاضه من هذا التوجه، متهما التيارات الإسلامية بأنها كانت من أكثر الأطراف مزايدة على الأنظمة العربية المطبّعة، واعتبر أن الحديث عن التنازل عن هضبة الجولان يشكّل تجاوزا لا يمكن تبريره.[12]
كما لم تغب النبرة السلبية عن التغطية الإعلامية لعدد من التطورات، ومنها واقعة نبش قبر حافظ الأسد في مايو 2025، والتي تناولها باعتبارها رمزا لانفلات المشهد الداخلي،[13] إضافة إلى تغطية أحداث مدينة السويداء، التي رُبطت بشكل مباشر بسياسات الحكومة السورية، حيث وُجّه لها اللوم باعتبار أن تصرفاتها أوصلت البلاد إلى نقطة تُبرّر التدخل الإسرائيلي.[14]
وبشكل مماثل، يمكن رصد هذا التحول الطفيف في خطاب أحمد موسى، ففي البداية ركز خطابه على أن ما جرى في سوريا ليس إلا نتاج “مؤامرة خارجية”، خططت لها الولايات المتحدة، تماما كما جرى في مصر إبان عام 2011، وفق زعمه. وقد كرر موسى مرارا أن أحمد الشرع لن يتغير، معتبرا أن “مافيش إرهابي بيتوب”.[15] وأشار إلى أن مَن جلسوا مع جماعة الإخوان المسلمين -من المسؤولين الأمريكيين- هم أنفسهم من يجتمعون الآن مع “الشرع”، في تأكيد منه على أن المشروع نفسه يعاد إنتاجه بدعم خارجي.[16]
وركز أيضا على تصوير المشهد السوري كجزء من استهداف ممنهج للدول العربية لإسقاطها، محذرا من أن “الخطر القادم حقيقي”، مشيرا إلى أن الميليشيات التي كانت تقاتل النظام السوري وتُتهم بالتفجير والقتل، باتت الآن تشكل “الجيش السوري الجديد”، تماما كما كانت هناك محاولات -حسب وصفه- لإعادة تشكيل الجيش المصري من فصائل إرهابية.[17]
وحول أحداث الساحل السوري في مارس 2025، قال موسى إن الإرهابيين في سوريا يدخلون على البيوت ويقتلوا الأسر كلها ولا يتركوا حتى الأطفال، واصفا ما يجري هناك بأنه “شبه حرب أهلية”، وأن البلاد أصبحت ما بين ميليشيات وإرهاب واحتلال.[18]
وعلى الرغم من أن أحمد موسى استمر في التحذير من أن مصر كانت قاب قوسين أو أدنى من الوقوع فيما وقعت فيه سوريا -من حرب أهلية، وميليشيات مسلحة، واحتلال إسرائيلي لأجزاء من الأراضي- وأن هذا المصير لم يُتجنّب إلا بفضل صمود الدولة ومؤسساتها،[19] فإن خطابه، وإن حافظ على نبرته التحذيرية واتهاماته للقوى الدولية والمحلية بالتآمر على الدولة السورية، فقد بدت عليه ملامح تغيير جزئي.
فبعدما كان يصف أحمد الشرع بشكل مباشر بأنه “إهابي ومافيش إرهابي بيتوب”، تراجع عن هذه الصيغة الحادة، واكتفى لاحقا بالإشارة إلى أن الشرع “كان متحالفا” مع الإرهابيين،[20] دون أن ينعته هو نفسه بتلك الصفة. كما بدا أكثر مرونة في حديثه عن “الجيش السوري”، إذ أوضح أن استخدامه لهذا الوصف جاء على سبيل المجاز، مشيرا إلى أن هذا “الجيش” يضم عناصر مجنّسة لا تنتمي فعليا إلى بنية المؤسسة العسكرية الوطنية.[21]
لكن يمكن القول إن رغم هذا التغير النسبي في اللهجة والأسلوب، فإن جوهر الخطاب الإعلامي المصري إزاء النظام السوري الجديد ظل متماسكا في سلبيته. فالتشكيك في شرعية السلطة الجديدة، وربطها بتنظيمات “إرهابية”، واعتبار ما جرى في سوريا امتدادا لهدم الدول العربية، بقي عناصر مركزية في السردية الإعلامية. ولم تُظهر التغطيات تغيرا نوعيا في الموقف، بل اكتفت بتخفيف النبرة أو اعتماد تعبيرات أكثر رسمية، تحت وطأة المتغيرات السياسية والإقليمية التي أفضت إلى قدر من الواقعية في التعامل مع سلطة قائمة، أو “سلطة أمر واقع”، بتعبير وزير خارجية النظام المصري.
وقد انعكس هذا الثبات في الموقف، رغم تغير الأسلوب، على مختلف المحطات التي شهدتها سوريا في الأشهر الأخيرة. فحتى مع التطبيع الإقليمي التدريجي واعتراف قوى دولية بالحكومة السورية الجديدة، استمر الإعلام المصري في تصوير التحول السوري بوصفه إشكاليا، ولا يمكن الثقة فيه. والأهم في الخطاب الإعلامي المصري هو تأكيده على أن المخاوف من “عدوى التغيير” لا تزال حاضرة، وتمثل هاجسا لدى النظام المصري.
وباعتبار أن هذه المرونة في الخطاب تعكس نوعا من التكيف المرحلي، فإنها لا تمثل تحولا فعليا أو واسعا في الرؤية العامة، بل تظل قابلة للتراجع والانقلاب تبعا للتطورات السياسية.
المحور الثاني: الموقف الرسمي المصري من النظام السوري الجديد
بدت السياسة الخارجية المصرية تجاه الحكومة السورية الجديدة عبارة عن مقاربة متدرجة اتسمت بالحذر والانخراط المشروط، مدفوعة بالاعتبارات الأمنية التي لطالما شكّلت مرتكزا رئيسيا في توجهات النظام المصري. فمنذ لحظة الإعلان عن سقوط الأسد ووصول “هيئة تحرير الشام” إلى الحكم، أظهر النظام المصري تحفظا وتخوفا ملحوظا.[22]
وقد جرى أول تواصل بين وزير خارجية النظام المصري، بدر عبد العاطي، ونظيره السوري في 31 ديسمبر 2024،[23] ما جعل مصر آخر الدول العربية الرئيسية تواصلا بالإدارة الإسلامية الجديدة في دمشق وتُقيم اتصالات معها.[24]
وصرح المتحدث باسم وزارة خارجية النظام المصري، تميم خلاف، أن مصر تأمل أن تتسم عملية الانتقال السياسي في سوريا بالشمولية، وأن تتم عبر ملكية وطنية سورية خالصة دون إملاءات أو تدخلات خارجية، وبما يدعم وحدة واستقرار سوريا وشعبها بكل مكوناته وأطيافه، ويحافظ على هويتها العربية الأصيلة. وأضاف أن عبد العاطي شدد كذلك على أهمية أن تتبنى العملية السياسية مقاربة شاملة وجامعة لكافة القوى الوطنية السورية تعكس التنوع المجتمعي الديني والطائفي والعرقي داخل سوريا.[25] وهو المضمون الذي تحافظ عليه التصريحات الرسمية المصرية بخصوص سوريا حتى الآن.
لكن نقطة التحول كانت في 31 يناير، حين هنأ السيسي، الشرع، بمناسبة توليه منصب رئيس الجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الانتقالية، معربا عن تمنياته للشرع “بالنجاح في تحقيق تطلعات الشعب السوري نحو مزيد من التقدم والازدهار”.[26] ثم في 23 فبراير، وجّه السيسي دعوة رسمية إلى الشرع لحضور قمة عربية طارئة في القاهرة.[27]
وفي المقابل، أبدى الشرع -المعروف بتاريخه في الجماعات الجهادية- انفتاحه على النظام المصري، قائلا: “رأيت من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حرصا عميقا على نهضة سوريا واستقرارها وإعادة إعمارها، وكان دائمًا إلى جانبنا في المحافل الإقليمية والدولية”.[28]
وبالتالي، على المستوى الدبلوماسي، هناك علاقات شبه طبيعية، إذ دفعت موجة الاعتراف الإقليمي بحكومة الشرع النظام المصري إلى الانخراط الرسمي والمتزايد معها، ولو ضمن حدود محسوبة. كما أن السفارة المصرية في سوريا ما زالت تعمل بشكل طبيعي.[29] لكن ربما من المناسب هنا الإشارة إلى بعض ما يعنيه الخطاب المصري الرسمي حيال سوريا.
- الحذر في الخطاب:
منذ بداية التواصل بين الطرفين، حرص النظام المصري على تأكيد أن الانفتاح على دمشق الجديدة لا يعني اعترافا كاملا بشرعية الشرع، بل هو تفاعل تفرضه اعتبارات الواقع الإقليمي. هذا التوجه كان واضحا في وصف عبد العاطي للحكومة السورية الجديدة بأنها “سلطة الأمر الواقع”،[30] في تعبير يعكس رغبة مصرية في التعامل مع الوقائع الماثلة، دون اعتبار أن النظام السوري الجديد يتمتع بشرعية كاملة.
- وتيرة متصاعدة في التواصل:
على الرغم من نبرة الحذر، فإن وتيرة التواصل بين القاهرة ودمشق الجديدة شهدت تصاعدا تدريجيا. ففي الأسابيع الأولى، اقتصر التفاعل على التصريحات الإعلامية. إلا أن مؤشرات الانفتاح المحدود ظهرت بشكل أوضح مع تهنئة السيسي للشرع في 31 يناير بتولي رئاسة سوريا، تلتها دعوة رسمية من السيسي إلى الشرع في 23 فبراير لحضور قمة عربية طارئة في القاهرة.[31] هذا التواصل تطور إلى مستوى اللقاء المباشر بينها على هامش القمة العربية الطارئة في القاهرة، في 4 مارس.[32] وسوف نتناول لاحقا أسباب هذا الانفتاح المصري المحسوب.
- انفتاح مشروط:
رغم تطور العلاقات على المستوى البروتوكولي، لم يغادر النظام مربع التحفظ المشروط، حيث دائما ما يكرر مخاوفه أو توجساته، كما جاء في تصريح للسيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك عُقد في القاهرة مع الرئيس اللبناني جوزيف عون، في 19 أيار/ مايو. حيث ربط العملية السياسية في سوريا بضرورة أن تتزامن مع جهود مكافحة الإرهاب ورفض أي مظاهر للطائفية أو التقسيم، وفق وصفه.
المحور الثالث: أسباب الانفتاح المحدود من جانب مصر
رغم الموقف المتصلب الذي تبناه النظام المصري تجاه التطورات في سوريا مع نهاية عام 2024، فإن عام 2025 شهد انفتاحا محدودا تجاه حكومة الشرع. هذا التحوّل الجزئي لا يعكس تغييرا جذريا في الرؤية المصرية -فلا مستوى التواصل الدبلوماسي ولا أداء الإعلام المصري يشي بذلك- بقدر ما يعبر عن تفاعل محسوب مع واقع إقليمي ودولي متغيّر.
ويمكن تفسير هذا الانفتاح المحدود من خلال أربعة أسباب رئيسية:
1. الأهمية الجيوسياسية لسوريا بالنسبة لمصر
تحتل سوريا موقعا جيوسياسيا حساسا في خارطة الشرق الأوسط، وهي بمثابة بوابة بين الخليج العربي والبحر المتوسط، ومركز توازن في المشرق العربي. وتدرك مصر أن أي انهيار كامل للدولة السورية أو تحولها إلى كيان مفكك، قد يُشعل اضطرابات أمنية تتجاوز حدودها، وصولا إلى مناطق حساسة مثل العراق ولبنان، بل وحتى مصر نفسها.
من هذا المنظور، لا يمكن لمصر أن تتجاهل سوريا كدولة فاعلة في توازنات الإقليم، حتى لو لم تكن مرتاحة تماما لتركيبة النظام الجديد فيها.
وهذا ما عبّر عنه الكاتب المصري مصطفى بركات حين تساءل: هل من المفيد لمصر قطع علاقاتها مع قادة سوريا الجدد؟ أم من الأفضل انتهاج سياسة تقارب حذر، كما فعلت بعض الدول، بما فيها القوى العظمى؟
ورأى أن الجواب المنطقي، وفقا لتوصيات مراكز السياسات، هو الخيار الثاني، الذي يتمثل في التقارب الحذر، معللا ذلك بأن التاريخ الذي يربط البلدين يصعب محوه في لحظة واحدة، ومضيفا أن الانسحاب المصري الطوعي من سوريا، جارتنا العربية الشقيقة، بكل ما تمثله من عمق استراتيجي لنا، يُشكل خطرا على الأمن القومي المصري، لأن كتب التاريخ العسكري علمتنا أن [أمننا القومي] يبدأ من جبال طوروس جنوب تركيا.[33]
2. حماية ثلاث مصالح أمنية واستراتيجية مباشرة
بعيدا عن النظرة الجيوسياسية العامة، فإن نظام السيسي تحرك بناءً على مصالحه الداخلية، وهو ما رصده الدبلوماسي الأسترالي السابق، ديفيد ليفينغستون، الذي أكد أن المصالح المصرية الحقيقية تبقى “محلية”.[34] بل ذهب البعض لوصف ملف مصر وسوريا بأنه، “قبل كل شيء، قضية أمنية واستخباراتية، تحكمها ديناميكيات معقدة وحسابات سياسية ضيقة، وتتشكل بإرادة رئيس مصري معارض بشدة لكل من الربيع العربي وصعود الحكم الإسلامي”.[35]
وفي هذا السياق، يمكن رصد ثلاثة اعتبارات مباشرة تمسّ الأمن الداخلي للنظام المصري ودوره في الإقليم:[36]
أولا: رفض أي دعم أو تساهل مع الجماعات الإسلامية أو الجهادية، التي يعتبرها النظام المصري خطرا على وجوده.
ثانيا: منع أي تدخل في الشأن الداخلي المصري، أو السماح بظهور منابر معارضة في سوريا موجّهة ضد النظام المصري. يتضح ذلك من حادثة أحمد المنصور، التي تسببت في انتقادات حادة من الإعلام المصري لدمشق، حيث اعتبر النظام المصري نشاط المنصور خطرا سياسيا عليه، ودليلا على أن سوريا الجديدة قد تكون خطرا على نظام السيسي. وهو ما دفع حكومة الشرع لاحقا إلى منعه من التحدث في الشأن المصري.
ثالثا: مقاومة التمدد التركي في سوريا والمنطقة عموما. فأنقرة تُعدّ من أبرز اللاعبين الذين استفادوا من غياب النظام السوري السابق، من خلال نفوذ عسكري مباشر، وتحالفات ميدانية، وقواعد داخل الأراضي السورية. وبالتالي، قد يرى النظام المصري في فتح خطوط تواصل مع دمشق وسيلة لتقليص هذا النفوذ التركي أو موازنته على أقل تقدير.
وقد أشار لذلك رئيس تحرير صحيفة الشروق المصرية، عماد الدين حسين، قائلا إنه يجب على الدول العربية ألا تتخلى عن سوريا في هذا الوقت وتتركها تحت رحمة تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل، كما فعلت سابقا في العراق.[37]
3. ضغوط الانفتاح الإقليمي والدولي
ورغم ما سبق من تحفظات مصرية، فإن النظام لم يكن ليُقدم على الاعتراف بحكومة الشرع لولا عامل الضغط الإقليمي والدولي. فقد سبقته دول إقليمية كبرى إلى التواصل مع دمشق، وفي مقدمتها السعودية وتركيا، كما أبدت الولايات المتحدة مرونة واضحة في التعامل مع الواقع الجديد.
هذا التحول في البيئة الإقليمية والدولية جعل مصر تبدو -مؤقتا- في موقع المتفرج، بل الممانع الوحيد، وهو موقع لا يخدم مصالحها الإقليمية. ومن ثم، كان لا بد من التحرك، ولو بحذر، لتجنّب عزلة دبلوماسية في هذا الملف، ولضمان ألا تُفقد القاهرة مقعدها في أي ترتيبات تخص مستقبل سوريا.
مع ذلك، فقد اتّسم التحرك المصري بما يمكن أن نسميه “الاعتراف البارد”، فمستوى الانخراط الدبلوماسي لا يزال محدودا، والخطاب الإعلامي الرسمي لم يشهد تحوّلا نوعيا تجاه حكومة دمشق الجديدة، مما يعكس استمرار التحفظ، رغم الانفتاح الظاهري.
4. محدودية النفوذ المصري في الملف السوري
السبب الأخير -والأكثر أهمية من زاوية عملية- هو ضعف أدوات الضغط المصري في الداخل السوري. فالقاهرة لا تمتلك نفوذا عسكريا أو ميدانيا في سوريا، كما أنها تفتقر إلى حلفاء محليين يمكن الرهان عليهم. بخلاف ذلك، فإن أطرافا إقليمية أخرى، مثل تركيا، تمتلك شبكات تأثير أعمق بكثير.
هذا الضعف البنيوي في أوراق النظام يعني أنه غير قادر على فرض شروط أو إملاءات على حكومة الشرع، ولا حتى التأثير الحقيقي في التوازنات الداخلية السورية. وعليه، فإن الموقف المصري ظل في نطاق رد الفعل، وهو ما يجعل الانخراط المصري في الملف السوري حذرا ومحدودا بطبيعته.
في ضوء ما سبق، يمكن القول إن الانفتاح المصري على حكومة الشرع لم يكن خيارا يحبذه النظام، بل نتيجة لتقاطع الضرورات الجيوسياسية، والأمنية، والإقليمية.
- مستقبل العلاقات المصرية-السورية
في معرض استشرافه للوضع في سوريا، ذكر نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، أندرو ميلر، أن هناك تنافس سيقع بين الأطراف المختلفة، ومنها مصر، لكنه يرى أن الأخيرة ستنخرط في هذا التنافس لكن “بموارد أكثر محدودية”، وفق وصفه.[38]
ويتفق مع هذا التقييم، إميل حكيم، وهو مدير الأمن الإقليمي وزميل أول للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، حيث رأى أن الوضع الاقتصادي الصعب للقاهرة من احتمالية دورها في إعادة إعمار سوريا.
غير أنه أشار إلى بعض أوراق الضغط التي قد يستخدمها النظام المصري -وفق تقييمه- وهو قدرتها على استخدام الجامعة العربية كأداة للضغط على الحكومة السورية الجديدة، وحشد الدعم العربي لوضع شروط لمرحلة الانتقال في سوريا، وبناء علاقات مع المعارضة العلمانية السورية الساخطة، وبقايا نظام الأسد، ونخبة رجال الأعمال السوريين.[39]
لكن بالنظر من ناحية إلى مستوى التحديات الموجودة في سوريا، ومن ناحية أخرى إلى أوراق الضغط العسكرية والاقتصادية لفاعلين آخرين، كتركيا والسعودية والإمارات وإسرائيل و-بطبيعة الحال- الولايات المتحدة، فإن قيمة هذه الأوراق التي أشار إليها “حكيم” تتضاءل.
في هذا السياق، يبدو أن موقف القاهرة سيعتمد على التطورات التي تصنعها أطراف أخرى، وربما يكون التعبير الأمثل عن ذلك ما ذكرته مجلة “الإيكونومست” مؤخرا من أن مصر على رأس الخاسرين في الشرق الأوسط الجديد قيد التشكل، وأنها “على رأس قائمة المتفرجين”.[40]
في هذا السياق، من المرجح أن يتشكل موقف النظام المصري تجاه سوريا بناءً على جملة من المحددات، في مقدمتها مدى قدرة أحمد الشرع على تثبيت سلطته داخل البلاد، وضمان استقرار موقعه في المعادلة السياسية السورية. كما أن استمرار الدعم السعودي له سيكون عاملا حاسما في تحديد مستوى انخراط القاهرة، إلى جانب استمرارية الانفتاح الأمريكي على الحكم الجديد.
وعلى المدى المنظور، وبتعبير السفيرة الإسرائيلية السابقة لدى القاهرة، أميرة أورون، فإن سوريا “لن تحظى باحتضانٍ دافئ من مصر، لكنها لن تُقاطَع أو تُستبعد”.[41]
المصادر
[1] B. Chernitsky, Egyptian Regime Forming Cautious Ties With New Syrian Leadership, Amid Fears That Syrian Revolution Will Inspire Muslim Brotherhood To Promote Similar Revolution In Egypt, MEMRI, 30 January 2025 – Link
[2] حنان الجوهري، لماذا حزن الإعلام الرسمي المصري على سقوط بشار الأسد؟، درج، 26 ديسمبر 2024 – الرابط
[3] عمرو أديب يبكي على الهواء بسبب سقوط بشار الأسد، قناة مكملين، 8 ديسمبر 2024 – الرابط
[4] قناة القاهرة والناس، إبراهيم عيسى: السوري المقيم في مصر بشكل غير شرعي ومش عارفين قاعد بيعمل إيه ده شأن مصري مش سوري، 23 ديسمبر 2024 – الرابط
[5] مصر.. إعلامي شهير يدعو لترحيل عائلة الشرع وآخرون يحذرون سوريا من مصير ثورة 25 يناير المصرية، آر تي الروسية، 20 ديسمبر 2024 – الرابط
[6] Mahmoud Hassan, What does Assad’s downfall mean for Sisi’s regime?, Middle East Monitor, December 17, 2024 – Link
[7] بشار الأسد: كيف تناول الإعلام المصري سقوط حكمه؟، بي بي سي عربي، 10 ديسمبر 2024 – الرابط
[8] القاعدة تحكم سوريا.. الدهي يكشف تطورات صادمة عما يحدث في سوريا وتوقعات بمعركة بين داعش والقاعدة، القناة الرسمية للإعلامي نشأت الديهي على يوتيوب، 22 ديسمبر 2024 – الرابط
[9] الديهي يكشف أبرز المخاوف مما يحدث في سوريا وتفاصيل الاستعانة بمقاتلين إسلاميين أجانب في الجيش السوري، القناة الرسمية للإعلامي نشأت الديهي على يوتيوب، 31 ديسمبر 2024 – الرابط
[10] القصة الكاملة لأحداث سوريا الأخيرة.. ماذا جرى ولماذا غابت الإنسانية؟، القناة الرسمية للإعلامي نشأت الديهي على يوتيوب، 11 مارس 2025 – الرابط
[11] سيناريوهات وتسريبات بشأن التطبيع بين سوريا وإسرائيل والديهي يعلق، القناة الرسمية للإعلامي نشأت الديهي على يوتيوب، 9 يوليو 2025 – الرابط
[12] ماذا يحدث في سوريا وهل تتنازل عن الجولان لإسرائيل؟ وما سر اتفاقيات إبراهام؟.. تفاصيل صادمة، القناة الرسمية للإعلامي نشأت الديهي على يوتيوب، 27 مايو 2025 – الرابط
[13] الديهي عن نبش قبر الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وشوي اللحوم على قبره: سلوكيات بعيدة عن النخوة، القناة الرسمية للإعلامي نشأت الديهي على يوتيوب، 28 مايو 2025 – الرابط
[14] النمنم: من غزة إلى السويداء… هذا ليس أمنًا بل بلطجة ممنهجة، القناة الرسمية للإعلامي نشأت الديهي على يوتيوب، 16 يوليو 2025 – الرابط
[15] أمر جلل «مفيش إرهابي بيتوب».. انفعال أحمد موسى على الهواء بسبب لقاء وزير الخارجية التركي بالجولاني، قناة صدى البلد الرسمية، 22 ديسمبر 2024 – الرابط
[16] المصدر نفسه
[17] الجولاني زيه زي مرسي.. أحمد موسى يكشف خطة الجولاني في سوريا.. وتحذير قووووي للجميع، قناة صدى البلد الرسمية، 22 ديسمبر 2024 – الرابط
[18] أحمد موسى ينفعل على الهواء: اللي شوفناه في سوريا كان هيحصل في مصر، قناة صدى البلد الرسمية، 8 مارس 2025 – الرابط
[19] الدول اللي بتروح مبترجعش.. تعليق قوي من أحمد موسى على الضربات الإسرائيلية على سوريا، قناة صدى البلد الرسمية، 16 يوليو 2025 – الرابط
[20] ترامب يطلب من الشرع المساعدة في القضاء على داعش.. تعليق مفاجئ من أحمد موسى على الهواء، قناة صدى البلد الرسمية، 14 مايو 2025 – الرابط
[21] دا اللي كان هيحصل في مصر.. تعليق ناري من أحمد موسى على القتال بين الدروز والميليشيات في سوريا، قناة صدى البلد الرسمية، 14 يوليو 2025 – الرابط
[22] Emad Mekay and IBA Middle East Correspondent, Comment and analysis: Syria finally overthrows Assad, International Bar Association, January 15, 2025 – Link
[23] أول اتصال رسمي بين مصر والإدارة الجديدة في سوريا، سكاي نيوز عربية، 31 ديسمبر 2024 – الرابط
[24] Emile Hokayem, Regional reactions to the transition in Syria, International Institute for Strategic Studies (IISS), 6 March 2025 – Link
[25] مصر تكشف تفاصيل أول اتصال رسمي مع الإدارة السورية الجديدة، سكاي نيوز عربية، 1 يناير 2025 – الرابط
[26] تهنئة من السيسي للشرع على توليه رئاسة سوريا، الحساب الرسمي للسيسي على “إكس”، 31 يناير 2025 – الرابط
[27] الرئاسة السورية: السيسي وجه دعوة رسمية إلى الشرع لحضور القمة العربية الطارئة، سي إن إن بالعربية، 23 فبراير 2025 – الرابط
[28] أحمد الشرع: الرئيس السيسي حريص على نهضة سوريا واستقرارها، موقع صدى البلد، 14 مايو 2025 – الرابط
[29] هل أغلقت مصر سفارتها في سوريا؟.. توضيح رسمي من القاهرة، موقع الشرق، 13 يناير 2025 – الرابط
[30] تصريح وزير الخارجية بدر عبد العاطي: «تواصلت مع وزير خارجية سلطة الأمر الواقع في سوريا، ولدينا شواغل بشأن الفصائل المسلحة وألا تكون مصدر تهديد لدول الجوار أو الدول العربية»، شبكة رصد، 12 يناير 2025 – الرابط
[31] إسلام شيبة، تفاصيل تلقي أحمد الشرع دعوة رسمية للمشاركة في القمة العربية بالقاهرة، اليوم السابع، 24 فبراير 2025 – الرابط
[32] الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل أول لقاء بين السيسي والشرع، آر تي الروسية، 4 مارس 2025 – الرابط
[33] B. Chernitsky, Egyptian Regime Forming Cautious Ties With New Syrian Leadership, Amid Fears That Syrian Revolution Will Inspire Muslim Brotherhood To Promote Similar Revolution In Egypt, MEMRI, 30 January 2025 – Link
[34] David Livingstone, The Two Faces of Syria’s Interim Government, The Interpreter – Lowy Institute, 11 February 2025 – Link.
[35] Mahmoud Hassan, Complex dynamics hinder Egypt-Syria rapprochement, Middle East Monitor, 25 March 2025 – Link.
[36] المصدر نفسه
[37] B. Chernitsky, Egyptian Regime Forming Cautious Ties With New Syrian Leadership, Amid Fears That Syrian Revolution Will Inspire Muslim Brotherhood To Promote Similar Revolution In Egypt, MEMRI, 30 January 2025 – Link
[38] Andrew Miller, Syria’s Transition and the Shadow of the Arab Uprisings, Center for American Progress, 13 February 2025 – Link
[39] Emile Hokayem, Regional reactions to the transition in Syria, International Institute for Strategic Studies (IISS), 6 March 2025 – Link
[40] The losers of the new Middle East, The Economist, 29 May 2025 – Link
[41] Amira Oron, Egypt’s Attitude Toward the ‘New’ Syria, Institute for National Security Studies (INSS), July 3, 2025 – Link