دفاتر تركية – أبريل/مايو 2022
الفهرس
مقدمة
الدفتر الأول: تركيا وسوريا
- مشروع العودة الطوعية لمليون لاجئ سوري
- سحب قوات روسية وتسليم مقراتها للإيرانيّين
الدفتر الثاني: تركيا والعراق
- إطلاق عملية “المخلب-القفل” في شمال العراق
- التحريض الإيراني ضد القوات التركية بالعراق
الدفتر الثالث: تركيا وليبيا
- زيارات باشاغا لأنقرة وطلب الوساطة
- التعاون التركي مع شرق ليبيا
الدفتر الرابع: تركيا ودول الخليج
- زيارة أردوغان للسعودية ومستقبل التعاون الثنائي
- زيارة أمير قطر لتركيا
الدفتر الخامس: تركيا وفلسطين والكيان الصهيوني
- الموقف التركي من اقتحام المسجد القصى
- التعاون التجاري بين تركيا والكيان الصهيوني
الدفتر السادس: تركيا وأوروبا
- المساعي التركية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
- اتهام “فرونتكس” بالتعاون مع اليونان ضد اللاجئين
الدفتر السابع: تركيا والولايات المتحدة الأميركية
- واشنطن وتسليح الجيش التركي
- انتقادات تركية لمواقف أميركية مناوئة
الدفتر الثامن: تركيا والعالم التركي
- زيارة الرئيس الكازاخستاني لأنقرة
- دعم الأقليات التركية والدفاع عن مصالحها
الدفتر التاسع: الداخل التركي
- المعارضة التركية وحملة التحريض ضد اللاجئين
- الاقتصاد التركي ونادي العشرة الكبار
مقدمة
يتناول تقرير «دفاتر تركية» عن الفترة من 15 أبريل/نيسان إلى 15 مايو/أيار 2022، أهم الأحداث الداخلية والخارجية في تركيا.
فعلى مستوى العلاقات الخارجية، تعمل تركيا على تهيئة الوضع في مناطق خفض التوتر بشمال سوريا لعودة مليون لاجئ سوري بشكل طوعي، في الوقت الذي تسحب فيه روسيا جزءًا من قواتها إلى الجبهة الأوكرانية، وهو ما يمكن أن يخفف الضغط عن القوات التركية من جهةٍ، ويُقوى من وضع إيران التي تتسلم مقرات القوات الروسية من جهةٍ أخرى.
كما واصلت القوات التركية عملياتها العسكرية في شمال سوريا والعراق، وكان أبرزها هو عملية “المخلب القفل” التي استهدفت مقرات حزب العمال الكردستاني في العراق، ما دفع بغداد إلى الاحتجاج على العملية، تحت ضغط من التيّارات الشيعية الموالية لإيران، والتي تفيد تقارير بتعاون ميليشياتها مع حزب العمال الكردستاني في استهداف الأتراك، بتحريض مباشر من إيران.
وفي الملف الليبي، تنتهج تركيا سياسة متوازنة إلى حد بعيد في تعاملها مع الأزمة الراهنة، حيث تعترف بشرعية حكومة الدبيبة، وتتعاون معها، في الوقت الذي أبقت فيه الباب مفتوحًا أمام معسكر الشرق الذي انضم إليه حليفها السابق فتحي باشاغا.
أما العلاقات الخليجية فقد شهدت تطورًا ملحوظَا في ملف التطبيع، تمثل في زيارة الرئيس أردوغان للرياض، وهي الزيارة التي ينتظر أن تنعكس آثارها على التعاون الثنائي، خاصّة في المجال الاقتصادي المهم بالنسبة للحكومة التركية.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية والعلاقات التركية الإسرائيلية، تواصل تركيا الفصل بين دعمها للفلسطينيّين، حيث أدانت انتهاكات الاحتلال في القدس، والتعاون الثنائي مع تلأبيب، حيث وصلت صادرات تركيا إلى الكيان الصهيوني إلى أعلى مستوى لها في الشهر الماضي.
وإذا انتقلنا إلى أوروبا والولايات المتحدة، فسنجد أن تركيا ما تزال تتمسك بمسار إسطنبول لإنهاء الحرب عبر المفاوضات، وتنتظر القرارات الأميركية بشأن صفقات السلاح المعطلة، والتي يبدو أن واشنطن تسعى للإسراع في الانتهاء منها بسبب الحرب الأوكرانية.
وفيما يخص العالم التركي، جاءت زيارة الرئيس الكازاخي إلى أنقرة لتعيد تسليط الضوء على أهمية كل من البلدين للآخر، وحاجة كل منهما إلى التنسيق الأمني والدفاعي تحت مظلة منظمة الدول التركية. هذا بالإضافة إلى اهتمام تركيا بدعم الأقليات التركية ومساعدتها، وهو ما رأيناه في الدعم الاقتصادي للقبارصة الأتراك وإجلاء أتراك “أهيسكا” من مناطق الحرب في أوكرانيا.
وفي الداخل التركي، تصاعدت موجة التحريض والكراهية ضد اللاجئين من جانب أحزاب المعارضة، خاصّة حزب “النصر” الذي يستعدي الشعب التركي ضد السوريّين، وهو ما واجهته الحكومة التركية بقوة. ويأتي تصرف المعارضة في سياق التصعيد ضد الحزب الحاكم قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة.
الدفتر الأول: تركيا وسوريا
يرى الأتراك أن عودة اللاجئين السوريّين إلى بلادهم جزء لا يتجزأ من الجهود الشاملة لحل الأزمة السورية، وأن إيجاد حلول سياسية واقتصادية واجتماعية وإنسانية لهذه الأزمة أصبح أكثر إلحاحًا وأهمية مما كان عليه في الماضي، ولهذا أعلنت تركيا عن مشروع العودة الطوعية لمليون لاجئ سوري إلى مناطق التهدئة في الشمال السوري.
جاء الإعلان عن المشروع في وقتٍ تواصل فيه القوات التركية عملياتها داخل الحدود السورية، لكبح جماح التنظيمات الإرهابية وحماية النازحين والعائدين السوريّين من هجمات النظام.
هذا بالإضافة إلى ما فرضته الحرب الأوكرانية على القوات الروسية المتواجدة في سوريا، والتي تمّ سحب جزء منها إلى الجبهة الأوكرانية، ما يمهد لظهور توازنات جديدة، يمكن أن يبرز فيها الدور الإيراني.
- مشروع العودة الطوعية لمليون لاجئ سوري
أعلن الرئيس التركي أردوغان، في 3 مايو/أيار، أن حكومة بلاده تحضر لمشروع جديد يتيح العودة الطوعية لمليون شخص من الأشقاء السوريين الذين تستضيفهم تركيا
وأشار أردوغان إلى أن المشروع يتضمن كل احتياجات العيش الكريم، كالمدارس والمستشفيات والبيوت في 13 منطقة في الشمال السوري، مثل أعزاز وجرابلس والباب وتل أبيض[1].
وذكر الرئيس التركي في كلمةٍ له بمناسبة تسليم عدد من البيوت للسوريّين في إدلب السورية، أن ما يقرب من نصف مليون سوري قد عادوا لبلادهم منذ 2016، وهي السنة التي بدأت فيها تركيا عملياتها العسكرية في الشمال السوري وأعلنت أن من ضمن أهدافها توفير بيئة آمنة لعودة بعض السوريّين المقيمين على أراضيها.
وأعلن أردوغان إنجاز 57 ألفًا و306 منازل في الشمال السوري حتى اللحظة ضمن حملة تستهدف بناء 77 ألف منزل بدعم من منظمات مجتمع مدني وتنسيق إدارة الكوارث والطوارئ (AFAD) التركية[2].
وفي هذا السياق، صرح وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أن بلاده تخطط لبناء نحو 250 ألف منزل شمالي سوريا بهدف توفير العودة الطوعية لمليون سوري.
وأوضح صويلو أن تركيا أعدت 13 مشروعًا لبناء هذه المنازل. وأضاف أن تمويل تلك المشاريع سيكون من منظمات إغاثة دولية، مؤكدًا أن الرئيس أردوغان سيعلن للرأي العام تفاصيل الخطة في وقتٍ لاحق.
وأشار إلى أن المشروع يستهدف السوريّين الحاصلين على الحماية المؤقتة في تركيا، وأنه يمنح السوريّين حق الانتفاع بالمنازل لمدة 5 أو 10 سنوات[3].
يأتي الكشف عن هذا المشروع بعد أيّام من حملة ضخمة للمعارضة التركية ضد اللاجئين السوريّين، وهو ما دفع مراقبين إلى القول بأن الرئيس التركي مدفوع بضغوط المعارضة، بل وبموقف حليفه الرئيس أيضًا، وهو رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، الذي قال إن الهجرة غير المنظمة “غزو باسم مختلف”[4].
ولكن نظرًا إلى أن تعداد السوريّين الحاملين لبطاقة الحماية المؤقتة في تركيا يبلغ زهاء 3.8 ملايين شخص وأن المناطق التي سوف تستقبلهم هي مناطق الشمال التي تضم ملايين النازحين في الوقت الراهن، فإن الرقم المعلن في المشروع يبدو طموحًا جدًّا، لا سيما أنه يفترض إنجاز المشروع أو جزء ملموس منه في أسرع وقت ممكن حتى يترك أثره في مسار الانتخابات.
ولذلك السبب تحديدًا شكك البعض بأن يكون المعلن مشروعًا واقعيًّا سيجري العمل على تنفيذه بالكامل، وإنما مبادرة هدفها الرئيس نزع فتيل أزمة داخلية وسحب البساط من تحت المعارضة.
كما أنه لابد للمشروع من متطلبات، منها قدرة المناطق المذكورة على استيعاب العدد المذكور، وأن تكون جاذبة للسوريّين، بما يتوفر فيها من إمكانيات للحياة والعمل، بالإضافة إلى توفر الأمن[5].
- سحب قوات روسية وتسليم مقراتها للإيرانيّين
ألقت الحرب في أوكرانيا بظلالها على التواجد الروسي في سوريا، حيث أفادت بعض التقارير أن روسيا قد نقلت جزءًا من قواتها في سوريا إلى الجبهة الأوكرانية، من أجل تسريع وتيرة عملية السيطرة الكاملة على منطقة الدونباس.
وكانت صحيفة “موسكو تايمز” قد ذكرت أن روسيا بدأت في سحب جزء من قواتها من سوريا، والتوجه بها إلى 3 مطارات قبل نقلها إلى الجبهة الأوكرانية. وأفادت الصحيفة بأن القواعد الجوية الروسية، التي سيتم إخلاؤها بانسحاب هذه القوات، ستسلم إلى الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
وبحسب التقرير، فقد بدأت روسيا عملية سحب بعض قواتها من سوريا للمساعدة في تعزيز جنودها في أوكرانيا، وحتى الآن تمّ نقل عدة وحدات عسكرية من قواعد في عموم سوريا إلى 3 مطارات مجهولة في البحر الأبيض المتوسط، ليتم نقلها من هناك إلى أوكرانيا.
وتزامن خبر نقل المزيد من القواعد في سوريا إلى الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني مع الزيارة المفاجئة للرئيس السوري، بشار الأسد، إلى طهران ولقائه بالمسؤولين الإيرانيّين[6].
ومع تقليص قبضة موسكو وتوسيع حضور الإيرانيّين، يرى مستشار الرئيس الأوكراني، أليكسي أريستوفيتش، أن تركيا سوف تقف أمام واقع جديد، وأن الطرفين التركي والإيراني سيحاولان توسيع نفوذهما على حساب جيش الأسد في غياب الطيران الروسي. خاصّة وأن احتمالات عودة تلك القوات قريبًا إلى سوريا ضعيفة، لأن “الروس غارقون في مستنقع بأوكرانيا”، وأنهم عندما يعودون، إذا عادوا، سيكون كل شيء هناك قد تغيّر، وسيكون هناك على الأقل نفوذ إيراني أقوى[7].
ولكن المحلل السياسي الروسي، أندريه أونتيكوف، يستبعد أن “يتأثر دور روسيا في الحرب السورية بالصراع الدائر في أوكرانيا”، ويشدد على تمسك بلاده بمصالحها وأهدافها في سوريا. ويلفت إلى أنه إذا كان صحيحًا أن روسيا حاليًّا لا تركز على سوريا، فإن الأطراف الفاعلة الأخرى في الساحة السورية فعلت الأمر ذاته، أي الولايات المتحدة وتركيا. فقد وجهت كل من واشنطن وأنقرة اهتمامهما نحو أوكرانيا أيضًا، وهذا يخلق شيئًا من التوازن[8].
والواقع أن تقليص التواجد الروسي في سوريا سوف يكون فرصة لتركيا التي يزعجها الدور الروسي القوي في دعم النظام، ولكنه يمثل تهديدًا أيضًا لمصالح أنقرة، خاصة وأن قوات النظام وحلفاءه من الإيرانييّن قد يعرضوا اتفاقيات التهدئة في الشمال السوري للخطر بانتهاكاتهم المنتظرة، والتي كان الجانب الروسي يتعهد دائمًا بوقفها.
الدفتر الثاني: تركيا والعراق
واصلت تركيا عملياتها العسكرية في شمال العراق، ضد عناصر حزب العمال الكردستاني وقواعده، ولكن العملية الأخيرة أثارت غضب بغداد التي طالما تفهمت دوافع الأتراك من قبل، حتى إن البعض اتهم الحكومة العراقية بغض الطرف عن العمليات التركية مجاملة لأنقرة.
ويمكن قراءة الموقف العراقي الأخير على ضوء التصريحات المتشددة من جانب المكون الشيعي الموالي لإيران في البلاد، والذي يُصعد من معارضته للعمليات التركية على الأراضي العراقية، بالإضافة إلى التقارير التي أفادت بأن الميليشيات العراقية الموالية لإيران تتعاون مع حزب العمال الكردستاني في مهاجمة أهداف تركية.
- إطلاق عملية “المخلب-القفل” في شمال العراق
أطلقت تركيا، في 18 أبريل/نيسان، عملية “المخلب-القفل”، ضد العناصر الإرهابية من حزب العمال الكردستاني في مناطق متينا وزاب وأفشين-باسيان شمالي العراق.
وصرح وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، بأن القوات المسلحة التركية بدأت العملية ضد الأهداف الإرهابية بغية منع الهجمات الإرهابية على الشعب التركي وقواته من شمالي العراق، وضمان أمن الحدود التركية، وأن الطيّارين الأتراك قد نجحوا في إصابة أهداف، كمخابئ وكهوف وأنفاق ومستودعات ذخيرة، وما يُسمَّى بمقار تابعة للتنظيم الإرهابي.
وأكد وزير الدفاع على أن تركيا تنفذ جميع هذه العمليات بشكل يحترم سيادة العراق الصديق والشقيق ووحدة أراضيه، وأردف: “أريد التأكيد مجددًا أن هدفنا الوحيد هو الإرهابيّون، ويتم إظهار الاهتمام الأقصى لمنع إلحاق الضرر بالمدنيّين، والبيئة، والمباني الثقافية والدينية”[9].
كما أكد الرئيس التركي أردوغان أن العملية تجري بما يتماشى مع القانون الدولي بشكل تام، انطلاقًا من ميثاق الأمم المتحدة، وصولًا إلى الاتفاقيات الثنائية بين تركيا وجيرانها.
وشدد أردوغان على أن تركيا تواصل عملياتها ضد الإرهابيّين في الخارج، انطلاقًا من إيمانها بأن أمنها يبدأ من خارج حدودها، وأن العمليات مستمرة لحين إحكام السيطرة على الحدود الجنوبية بشكل تام، بحيث لا يتمكن أيّ إرهابي من التسلل إلى البلاد أو الهروب منها[10].
ومن جانبها، استدعت الخارجية العراقية السفير التركي لدى بغداد، علي رضا كوناي، وسلمته مذكرة احتجاج بسبب العمليات العسكرية التركية شمالي البلاد. وقالت الخارجية في بيان لها إنها استدعت السفير التركي لدى العراق على خلفية الخروقات والانتهاكات المستمرة للجيش التركي، ومنها العملية العسكرية الأخيرة واسعة النطاق. وأضافت: “سلمنا السفير التركي مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، ودعيناه إلى الكف عن مثل هذه الأفعال الاستفزازية، والخروقات المرفوضة”.
وجددت الحكومة العراقية مطالبتها بإنسحاب كامل القوات التركية من الأراضي العراقية بنحو يعكس احترامًا ملزمًا للسيادة الوطنية. وأشارت إلى أن “العراق يمتلك الحق القانوني لاتخاذ الإجراءات الضرورية والمناسبة وفقًا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة، وقواعد القانون الدولي إزاء أعمال عدائية وأحادية الجانب كهذه، إذ تجري دون التنسيق مع الحكومة العراقية”[11].
ردت الخارجية التركية على التصريحات العراقية باستدعاء القائم بالأعمال العراقي المؤقت في أنقرة، نازدار إحسان شيرزاد، حيث قدمت له مذكرة احتجاج تتضمن وجهة النظر التركية.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية، تانجو بلغيتش، إن تنظيم (PKK) الإرهابي يستهدف الأراضي التركية من معسكراته المنتشرة في شمالي العراق منذ 40 عامًا، وأعرب عن أسف بلاده من عدم تلقيها الاستجابة المنشودة من السلطات العراقية على المطالب التركية الملحة بإنهاء وجود التنظيم الإرهابي الذي يشكل كذلك تهديدًا لسيادة العراق واستقراره. مبينًا أن تركيا تفضل في الدرجة الأولى القضاء على التنظيم الإرهابي في العراق بيد السلطات العراقية.
وشدد بلغيتش أن تركيا مستعدة دائمًا للتعاون الوثيق مع العراق حيال مكافحة الـ(PKK)، وستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة بموجب حق الدفاع المشروع عن النفس المنبثق عن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة؛ ما دامت السلطات العراقية لا تتخذ خطوات ملموسة وفعالة في مكافحة التنظيم الإرهابي، واستمر تهديد الأمن القومي التركي[12].
جدير بالذكر أن هناك محضر اجتماع بين بغداد وأنقرة قبل عام 2003، يسمح للأخيرة بالتوغل لعمق 5 كم فقط ولأيّام محدودة بالتنسيق مع الحكومة العراقية لمكافحة الأنشطة الإرهابية، ولكن الجانب العراقي يؤكد أن مجلس النواب العراقي قد أصدر قرارًا في 2009، ألغى بموجبه أيّ صيغة تتيح للجانب التركي دخول الأراضي العراقية[13].
- التحريض الإيراني ضد القوات التركية بالعراق
رفعت وكالة الاستخبارات بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تقريرًا إلى دائرة التفتيش في الوزارة، يفيد بأن ميليشيات مدعومة من إيران تعاونت مع حزب العمال الكردستاني (PKK) الإرهابي ضد تركيا، وهاجمت من حين لآخر قواعد تركية شمالي العراق.
وجاء في التقرير الذي عرضته رئاسة دائرة التفتيش على الكونغرس، حول الفعاليات التي جرت في سوريا والعراق خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2022، أن الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، دعمت حلفاء إيرانيّين آخرين في المنطقة لاستهداف دول الخليج.
وأضاف التقرير أن الميليشيات الموالية لإيران نسقت في بعض الأحيان مع تنظيم (PKK) الذي تعتبره الولايات المتحدة تنظيمًا إرهابيًّا، للرد على هجمات المقاتلات والمُسيّرات التركية ضد مواقعه.
وأفاد التقرير أن الميليشيات أعربت في الآونة الأخيرة عن معارضتها بشكل متزايد لفعاليّات الجيش التركي، وشنت هجمات صاروخية على قواعد عسكرية تركية في سوريا والعراق.
ولفت في هذا السياق إلى هجوم تعرضت له قاعدة تركية شمالي الموصل، بعد غارات جوية شنتها أنقرة ضد مواقع (PKK) شمالي العراق في فبراير/شباط الماضي.
وخلص التقرير إلى أن المليشيات المدعومة من إيران تهاجم القواعد التركية بهدف ردع أنقرة عن القيام بعمليات ضد “بي كا كا” في العراق[14].
وفيما يمكن اعتباره اعترافًا إيرانيًّا بما ورد في التقرير الأميركي، كشف السياسي الإيراني المحافظ، والمقرب من المرشد الإيراني، وشقيق رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري، مهدي طائب، أن إيران هي مَن أوعز بقصف مواقع القوات التركية المتمركزة في شمال العراق.
وانتقد طائب في مقطع صوتي تمّ تسريبه العمليات العسكرية التي تنفذها تركيا ضد الإرهابيّين في سوريا والعراق، وقال إن الهجمات التي تستهدف القوات التركية في المنطقة وراءها عناصر مرتبطة بإيران.
وأثناء حديثه المُسرَّب، يقول أحد المستمعين: “لكن العراق قصف تركيا”، فيرد طائب: “ليس العراق، بل نحن من قصفها”[15].
وكانت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران قد انتقدت علنًا العمليات العسكرية التركية التي تستهدف عناصر حزب العمال الكرستناي في شمال العراق، متذرعة بانتهاك تركيا سيادة العراق، وتوعدت بمواجهة هذه العمليات.
الدفتر الثالث: تركيا وليبيا
مرت ثلاثة أشهر منذ أن كلف برلمان طبرق فتحي باشاغا بتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة عبدالحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة إلى حين إجراء انتخابات تأتي بجهةٍ منتخبةٍ من الشعب الليبي.
وحتى الآن، تحافظ أنقرة على سياستها الحذرة في التعامل مع الجانبين، وذلك من خلال التأكيد على شرعية حكومة الدبيبة والتعاون معها، والتواصل مع باشاغا الذي يسعى جاهدًا إلى استغلال علاقته بأنقرة في التوسط لإقناع الدبيبة بتسليم السلطة.
وبالتوازي مع هذه المساعي، واصلت أنقرة انفتاحها على الشرق الليبي، حيث أعلنت عن استئناف رحلات الطيران مع مطارات الشرق، والتي كانت قد توقفت منذ 9 سنوات.
- زيارات باشاغا لأنقرة وطلب الوساطة
ذكرت تقارير صحفية أن فتحي باشاغا، رئيس الحكومة المكلف من جانب برلمان طبرق (الشرق)، قد قام بزيارة مفاجئة إلى تركيا، تزامنًا مع ظهور تباين في مواقف غريمه عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، مع آراء المستشارة الأمميّة ستيفاني ويليامز بخصوص الانتخابات المؤجلة، ومراوحة أزمة النفط المغلق في البلاد مكانها.
لم يُعلن مكتب باشاغا عن الزيارة رسميًّا، كما لم تعلق بشأنها السلطات التركية، لكن مصادر قالت إن باشاغا توجه رفقة وفدٍ حكومي إلى أنقرة في 11 مايو/أيار، بناءً على دعوة رسمية، في زيارة هي الثانية من نوعها منذ تكليفه من جانب البرلمان، من أجل الحصول على دعم الرئيس التركي أردوغان لإقناع الدبيبة بالتخلي عن السلطة، وتسليم مقراتها في العاصمة طرابلس[16].
وجاءت هذه التطورات في وقتٍ تواصلت فيه أزمة حقول النفط والموانئ المغلقة، بعدما أعلنت مكونات قبليّة بمنطقة الهلال النفطي (شمال شرقي) استمرار إغلاقها منشآت النفط ومنع التصدير المفروض منذ نحو شهر.
أما الزيارة الأولى فقد تحدثت عنها تقارير صحفية، نقلًا عن مصادر ليبية، قالت إن باشاغا زار أنقرة في 29 أبريل/نيسان، على رأس وفدٍ رفيع المستوى، لمناقشة التطورات الأخيرة في ليبيا وإمكانية إجراء الانتخابات في الوقت المناسب[17].
وحول توقيت زيارة باشاغا لأنقرة وأهميتها، يرى مراقبون أن الزيارة تندرج في إطار تقييم العلاقة مع الأتراك، وأن باشاغا يريد أن يقف على حقيقة الموقف التركي “الضبابي” حول الاعتراف بحكومته، ورفع الدعم عن حكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية والتي ترفض تسليم السلطة.
وتأتي الزيارة في وقتٍ حرج بالنسبة لباشاغا الذي بات مقتنعًا أن أي تأخير في استلام مهامه في طرابلس له تداعيات سلبية على حكومته التي لم تحسم تركيا موقفها منها[18].
وبحسب الخبير السياسي الليبي، أيوب الأوجلي، فإن باشاغا يحاول فتح حوار مع كافة اللاعبين الأساسيّين المتواجدين في البلاد.
وأضاف الأوجلي أن رئيس الحكومة الليبية يستغل علاقته الجيدة بتركيا للضغط على قادة المليشيات التي اجتمعت في أنقرة الشهر الماضي للدخول إلى العاصمة دون إراقة نقطة دم واحدة من الليبيّين.
فيما رأى الخبير السياسي الليبي، الدكتور كامل المرعاش، أن الموقف التركي مرتبك في الاختيار بين فتحي باشاغا وغريمه عبدالحميد الدبيبة، ولم يحسم الاختيار لأحدهما.
وأضاف المرعاش أن الأتراك يخشون من فتحي باشاغا واستمراره للحفاظ على تواجدهم وتأثيرهم المباشر على الأحداث في ليبيا، مشيرًا إلى أنهم يعتبرونه واجهة عارضة ومؤقتة فرضتها ظروف معينة لتيّار لن يقبل باستمرار النفوذ الأجنبي وعلى رأسه التركي. ولكن زيارة باشاغا إلى إسطنبول لن تغير شيئًا من موقف تركيا[19].
- التعاون التركي مع شرق ليبيا
في إطار الانفتاح التركي على الشرق الليبي، أفادت سلطات الطيران المدني، في شرق ليبيا، قرب استئناف الطيران من مطار “بنينا” الدولي بمدينة بنغازي شرقي البلاد إلى تركيا بعد توقف دام 9 سنوات.
جاء ذلك خلال تصريح لمدير إدارة الشؤون الإدارية والمالية بمطار بنينا الدولي، أسامة منصور، الذي أوضح أن شركة “برنيق” الليبية للطيران قد تجهزت لتسيير أولى رحلاتها من مطار بنينا إلى مطار إسطنبول بعد عيد الفطر المبارك، وهو ما أكدته الشركة عبر منشور لها في 21 أبريل/نيسان.
كما أوضح أن “بقية الشركات الليبية ستبدأ في تسيير رحلاتها بعد الانتهاء من الترتيبات اللازمة وتحديد الموعد الرسمي لتسيير الرحلة الأولى”[20].
تأتي هذه الخطوة بعد أن حصلت شركة برنيق على موافقة رسمية من هيئة الطيران التركية ومصلحة الطيران الليبية.
والمعروف أن جميع المطارات في غرب ليبيا تسيّر رحلات أسبوعية إلى مطار “أتاتورك” التركي، عدا مطارات شرق البلاد التي توقفت منها تلك الرحلات منذ 2014 إثر معارك مسلحة كانت تشهدها المدينة في ذلك الوقت، بالإضافة إلى الخلافات التي كانت بين أنقرة والحكومة الموازية التي كانت تسيطر على المنطقة آنذاك.
وبعد رحيل تلك الحكومة، وفي إطار سياسة الانفتاح التركي على الشرق الليبي، زار وفد من أعضاء البرلمان الليبي ممثلين لشرق ليبيا تركيا في 15 ديسمبر/كانون الأول 2021.
وفي 29 يناير/كانون الثاني الماضي، زار السفير التركي لدى طرابلس، كنعان يلماز، مدينة بنغازي عاصمة الشرق، وصرح حينها بأنه “بحث مع الجانب الليبي مسألة استئناف الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى بنغازي”.
وفي سياق يرتبط بالتواصل التركي مع الفرقاء الليبيّين من الشرق والغرب، قال رئيس حزب “الوطن” الليبي، عبدالحكيم بلحاج، إن تركيا لم تُقصِ أي طرف ليبي من التواصل معها، مشددًا على دور أنقرة الإيجابي في بلاده.
وحول الدور الذي تقوم به تركيا على الأراضي الليبية، ذكر بلحاج أن “تركيا تلتزم مع ليبيا باتفاقيات أمنية واقتصادية، والواقع اليوم يقول إنها حققت توازنًا في المشهد العسكري بالبلاد”.
وأضاف أن “هناك فوائد اقتصادية تتحصل عليها ليبيا كنتيجةٍ لحالة الانفتاح على تركيا، والتي لم تستثنِ أي أطراف ليبية من التواصل معها”[21].
الدفتر الرابع: تركيا ودول الخليج
خطت العلاقات التركية الخليجية خطوة أخرى مهمة في الأسابيع الماضية، تمثلت في زيارة الرئيس التركي أردوغان للمملكة العربية السعودية، ليتجاوز الطرفان مرحلة من أشد مراحل التوتر في العلاقات بينهما، وذلك بعد إجراءات عديدة مهدت لهذا الحدث، كان من أبرزها نقل قضية خاشقجي للقضاء السعودي.
ولعل موقف الحزب الحاكم من نائب رئيس كتلته البرلمانية، جاهد أوزكان، يدل على رغبة أنقرة في عدم إثارة أيّ شيء يمكن أن يؤثر سلبًا على علاقاتها بالعواصم الخليجية، وذلك بعد أن سارع الحزب إلى التبرؤ من تصريحات نائبه التي قال فيها إن علاقات بلاده مع الإمارات لم تلق قبولًا في الأوساط السياسية التركية، وإن الإمارات استسلمت عندما لم تتمكن من تركيع تركيا أو عرقلة استقلالها[22].
- زيارة أردوغان للسعودية ومستقبل التعاون الثنائي
قام الرئيس التركي، رجب طيّب أردوغان، بزيارة المملكة العربية السعودية في 28 أبريل/نيسان، وهي أول زيارة له للمملكة منذ عام 2017، وبعد فترة طويلة من التوتر بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، وهو الحادث الذي يُعد أبرز مواضيع الخلاف بين أنقرة والرياض التي اتخذت إجراءات اقتصادية عقابيّة ضد الأتراك، ما أدى إلى تراجع التبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات غير مسبوقة من التدني.
جاءت الزيارة في أعقاب قرار من القضاء التركي بإحالة قضية محاكمة المتهمين بجريمة مقتل خاشقجي إلى السلطات القضائية السعودية، وهو القرار الذي يرى المراقبون أنه صدر في إطار المحاولات التي يبذلها الجانب التركي لتطبيع علاقاته مع دول المنطقة، ومنها السعودية.
وعلى هامش الزيارة، التقى الرئيس أردوغان الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، وتمّت مراجعة العلاقات الثنائية بكافة أوجهها، وتبادل الطرفان وجهات النظر بشأن قضايا إقليمية ودولية.
وَصَف الرئيس أردوغان الزيارة بالناجحة، وأشار إلى أنه جرى بحث الخطوات المشتركة التي يمكن الإقدام عليها من أجل تطوير العلاقات التركية السعودية. وأضاف في تصريحات له خلال رحلة العودة أنه جدد دعمه لأمن واستقرار المملكة، وأنه لا يفرق بين أمن تركيا وأمن منطقة الخليج.
وأردف أن استعادة الزخم في التجارة بين البلدين وإزالة العقبات الجمركية وتشجيع الاستثمارات، والمشاريع التي يمكن أن يتولاها المقاولون الأتراك، شكلت المحاور الرئيسة للمباحثات من حيث العلاقات الثنائية.
كما لفت إلى أن الجانبين ناقشا سبل التعاون في الصناعات الدفاعية أيضًا، والمشاكل التي تعترض المواطنين الأتراك والشركات التركية في السعودية[23].
وتعليقًا على مستقبل العلاقات بين أنقرة والرياض، قال الرئيس أردوغان في تصريحاتٍ له بعد أداء صلاة عيد الفطر، إن العلاقات بين أنقرة والرياض سترتقي إلى مستوى متميز جدًّا في مختلف المجالات. وأبدى أردوغان ثقته بأن العلاقات بين تركيا والسعودية ستتطور جدًّا في مختلف المجالات، بما في ذلك السياحة، مضيفًا أن توافد السياح السعوديّين سيسهم في تعزيز الحركة السياحية في تركيا[24].
وفي أعقاب الزيارة، بدأت مؤشرات التحسّن المضطرد في العلاقات بين الطرفين في الظهور، حيث استأنفت شركة الخطوط الجوية السعودية رحلاتها إلى إسطنبول، بعد توقف عامين بسبب جائحة كورونا، واستقبل موظفو المطار طاقم الطائرة السعودية بالورود[25].
كما كشف شكيب أوداغيتش، رئيس غرفة تجارة إسطنبول، عن توقعهم بزيارة 250 ألف سائح إلى المدينة خلال المرحلة المقبلة[26].
وفي سياق متصل، توقع مجلس الغرف التجارية السعودية ارتفاع واردات المملكة من تركيا، خلال الفترة القريبة المقبلة. وقالت مصادر في المجلس إن استيراد التجّار للسلع التركية سيعود لطبيعته بشكل متسارع، بمجرد الإعلان رسميًّا عن عودة العلاقات لطبيعتها. وأكدت تلك المصادر عدم وجود قرار سعودي رسمي يمنع استيراد المنتجات التركية[27].
وكانت واردات المملكة من تركيا قد ارتفعت بنسبة 2.8 بالمئة خلال أول شهرين من 2022، بحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودي، وبلغت قيمة الواردات في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين، 71.3 مليون ريال (19 مليون دولار) مقابل 69.4 مليون ريال (18.5 مليون دولار) في الفترة المناظرة من 202، وذلك بعد أن تراجعت واردات المملكة من تركيا في 2021 بنسبة 62.3 بالمئة، إلى 3.32 مليارات ريال (886 مليون دولار) مقابل 8.82 مليارات ريال (2.35 مليار دولار) في 2020.
- زيارة أمير قطر لتركيا
بعد أن اختتم زيارته الرسمية لإيران، توجه أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آلثاني، في 12 مايو/أيار، إلى العاصمة التركية أنقرة، في زيارة عمل[28].
وقد علق السفير التركي لدى الدوحة، مصطفى كوكصو، على الزيارة بقوله إنها مهمة للغاية لتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين، وأنها تأتي في ظل تطورات إقليمية ودولية، وبالتالي فإنها سوف “تسهم في توثيق عرى العلاقات وتعزيز أواصر التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين في القضايا ذات الاهتمام المشترك”[29].
وبدوره، أكد السفير القطري لدى أنقرة، الشيخ محمد بن ناصر بن جاسم آلثاني، أن زيارة أمير بلاده إلى تركيا ستحقق تنسيقًا مستمرًا وتقاربًا كبيرًا في العلاقات الثنائية والقضايا المهمة. وأوضح السفير أن الزيارة تأتي في فترة يمر فيها العالم بأسره بمرحلة صعبة على كافة المستويات، وتتزامن مع فترة تتطلب التعاون البنّاء وتبادل الآراء حول التطورات الإقليمية والدولية من أجل مواجهة التحديات والتصدي لها[30].
وفي تعليقها على الزيارة، قالت الرئاسة التركية، على لسان رئيس دائرة الاتصال، فخر الدين ألطون، إن الزيارة مهمة للغاية، من حيث تعزيز العلاقات القوية والإستراتيجية بين البلدين.
وقال ألطون إنه في هذه الفترة الحرجة التي تتغيّر فيها التوازنات بالمنطقة، تعد زيارة أمير قطر لتركيا خطوة من شأنها تعزيز نفوذ قطر وتركيا في السياسة الإقليمية.
وتابع في هذا السياق: “نهدف إلى زيادة حجم التجارة بين البلدين إلى 5 مليارات دولار، كما نعتقد أنه سيكون من المهم لقطر وتركيا تقييم فرص الاستثمار المشترك في بلدان ثالثة”.
وأوضح ألطون، أن “العلاقات التي طورتها بلاده مع دولة قطر في مجالات مثل الاقتصاد والأمن والدبلوماسية والثقافة والسياحة والتعليم، حوّلت تعاون البلدين الاستراتيجي إلى أخوة حقيقية[31].
الدفتر الخامس: تركيا وفلسطين والكيان الصهيوني
يمكن وصف المرحلة الحالية في علاقة تركيا بالكيان الصهيوني بأنها مرحلة الفصل بين الموقف الداعم للفلسطينيّين من ناحيةٍ، والرغبة في تنمية العلاقات الثنائية مع الإسرائيليّين من ناحيةٍ أخرى، وهو ما أشار إليه الرئيس أردوغان، حينما قال إن “تركيا ستحافظ على علاقاتها مع إسرائيل، رغم الأحداث في المسجد الأقصى، لأن العلاقات القوية مع إسرائيل أساسية للدفاع عن حقوق الفلسطينيّين”، وأضاف: “الخطوات التي نتخذها بشأن علاقاتنا السياسية والاقتصادية مع إسرائيل شيء، وقضية القدس شيء آخر”[32].
في هذا الإطار، يمكن رؤية الإدانة التركية للممارسات الإسرائيلية العدوانية ضد الفلسطينيين في القدس والأراضي المحتلة، جنبًا إلى جنب مع التواصل السياسي والتعاون الاقتصادي المتنامي مع الإسرائيليّين.
- الموقف التركي من اقتحام المسجد القصى
أدانت تركيا بشدة اقتحام قوات الأمن الإسرائيلية المسجد الأقصى واعتداءها على المصلين فيه، ما أدى إلى استشهاد عدد من الأبرياء في مناطق فلسطينية مختلفة، معتبرة المسجد الأقصى ومدينة القدس خطًّا أحمر، ومطالبة بوقف الاعتداءات.
جاء الإدانة التركية الرسمية على لسان الرئيس التركي وكبار مسؤولي الدولة، حيث أدان أردوغان تدخل الكيان الصهيوني ضد المصلين في المسجد الأقصى، وأكد أن تركيا ستواصل الوقوف في وجه كافة التهديدات التي تطال الأقصى ومحاولات تغيير الوضع القانوني لمدينة القدس.
وخلال مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم، قال الرئيس التركي أردوغان إن “حماية الأراضي الفلسطينية المقدسة، هي واجب تاريخي وديني بالنسبة لبلاده، مستشهدًا على ذلك بسياسات العثمانيّين في هذا الخصوص”، وأشار إلى أن تركيا تعبّر علانية عن حساسيتها تجاه وضع القدس وخصوصية المسجد الأقصى لكل مسؤول أو زعيم سياسي وديني في إسرائيل. وأن تركيا تدعو وستواصل دعوة المجتمع الدولي والأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات حيال الظلم والاضطهاد الممارس في حق الفلسطينيّين[33].
ولوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيّين، أجرى الرئيس أردوغان اتصالات دبلوماسية مع عددٍ من زعماء الدول ومسؤلي المنظمات الدولية، منهم الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، والعاهل الأردني عبدالله الثاني، ورئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ، وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أكد فيها على أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لبلاده[34].
أما المؤسسة الدينية فقد نددت على لسان رئيسها، علي أرباش، بالاعتداءات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى بالقدس وضد الفلسطينيّين بمدن مختلفة، واتهمت الكيان الصهيوني بتصعيد الاعتداءات ضد المسلمين في كل رمضان على وجه الخصوص، وأنه يمنع حرية التعبد، ويستهدف بدون شك العالم الإسلامي بأسره والقيم الكونية للبشرية[35].
وعلى المستوى الشعبي، شهدت ولاية أنطاليا جنوبي تركيا، في 16 أبريل/نيسان، وقفة احتجاجية ضد اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، حيث اجتمع أعضاء من هيئة الإغاثة الإنسانية (İHH) وعدد من المواطنين في حديقة مسجد “مراد باشا” عقب صلاة التراويح، ورفعوا العلمين التركي والفلسطيني ولافتات مناهضة لإسرائيل، واتهموا الكيان الصهيوني بالعمل على تحويل المسجد الأقصى إلى معبد يهودي[36].
وبالتزامن مع الإدانات التركية المتوالية لأفعال الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة، واصلت تركيا تأكيدها على أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لها، حيث قال نائب وزير الخارجية التركي، ياووز سليم قيران، إن “تركيا والرئيس أردوغان هما أهم مدافع عن القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية”.
وأضاف قيران أن “تركيا تعتبر حل هذه المشكلة واجبًا إنسانيًّا وإسلاميًّا وأساسيًّا، ومن أهم الخطوط الحمراء لسياستها الخارجية”، وأنها “ستستمر في كفاحها حتى يتم وضع حل للقضية، وتنتهي المظالم التي تعرضت لها الدولة الفلسطينية وإقامة دولة فلسطين على أساس حل الدولتين وعاصمتها القدس”[37].
- التعاون التجاري بين تركيا والكيان الصهيوني
وَصَلت صادرات تركيا إلى الكيان الصهيوني إلى أعلى مستوى لها على أساس شهري في أبريل/نيسان 2022، وذلك بعد أن بلغت 711 مليون و200 ألف دولار.
وبحسب البيانات الصادرة عن مجلس المصدرين الأتراك، فإن الصادرات إلى الكيان الصهيوني خلال أبريل/نيسان، ارتفعت بنسبة 33.6 بالمئة مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، رغم التوترات السياسية بين البلدين. وبهذا، احتلت دولة الاحتلال المرتبة التاسعة بين الدول الأكثر استيرادا للمنتجات التركية، بإجمالي صادرات بلغ 23.4 مليار دولار.
ويأتي تسريع التجارة بين البلدين في أعقاب الخطوات التي اتخذها الجانبان من تحسين العلاقات بينهما، والتي أسفرت عن تحول الكيان الصهيوني إلى أحد الأسواق التي حطمت فيها تركيا رقمًا قياسيًّا في مجال التصدير، حيث حققت أعلى نسبة صادرات إليه خلال الربع الأول من العام الجاري، بقيمة 1.8 مليار دولار[38].
جدير بالذكر أن الكيان الصهيوني يعاني من عجز تجاري مع تركيا، باستثناء عامي 2013 و 2014، عندما كان لدولة الاحتلال فوائض تجارية صغيرة. ومنذ ذلك الحين ، كانت قيمة الصادرات التركية أكثر من ضعف قيمة وارداتها من إسرائيل، وفي عام 2019 ، تصدرت الصادرات الإسرائيلية إلى تركيا المنتجات الكيماوية، تليها البلاستيك والوقود، بحسب بيانات معهد التصدير الإسرائيلي.
وكانت الواردات من تركيا أكثر تنوعًا، حيث لم يسيطر أي قطاع. وكانت أكبر واردات إسرائيل من تركيا حسب القطاع هي المركبات والحديد والصلب ، يليها البلاستيك والآلات والأسمنت. وبلغ حجم التجارة الثنائية في 2018 6.2 مليار دولار قبل أن ينخفض إلى 5.5 مليار دولار في 2019 ، بحسب أرقام صادرة عن مركز التجارة الدولية ومقره جنيف[39].
جدير بالذكر أن العلاقات التركية الإسرائيلية ظلت مستمرة على الصعيد الاستخباراتي، كما أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين استمرت رغم جميع التوترات.
الدفتر السادس: تركيا وأوروبا
مازالت الحرب الأوكرانية هي الحدث الأبرز على مستوى القارة الأوروبية، بل والعالم أجمع، ومازالت تركيا تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب عبر المفاوضات، مؤكدة على أن مسار إسطنبول هو الحل الأمثل لإنهاء الأزمة التي يريد بعض أعضاء الناتو استمرارها لإنهاك روسيا، على حساب أوكرانيا والدول المتضررة من الحرب، مثل تركيا.
ورغم التقارب التركي الأوروبي في الفترة الماضية بسبب الحرب الأوكرانية، إلا أن التوتر بين أنقرة وأثينا لا ينتهي، وكانت آخر مظاهره في اتهام أنقرة لأثينا بارتكاب أعمال لا إنسانية ضد المهاجرين الذين تجبرهم على العودة إلى تركيا، ما يعرضهم للموت، في ظل تواطؤ من جانب وكالة حماية حدود الاتحاد الأوروبي (فرونتكس).
- المساعي التركية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
واصلت تركيا مساعيها للوساطة من أجل إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وجددت تمسكها بـ”مسار إسطنبول” كحل للأزمة بين البلدين، وذلك من خلال التفاوض المباشر بين الطرفين، وتقديم كل منهما التنازلات والضمانات الكافية.
وترى أنقرة أن مسار إسطنبول ما يزال يحافظ على مكانته بصفته المخرج الأكثر موثوقية والأقصر في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتجاوز الأزمة القائمة، وهو ما صرح به الرئيس أردوغان، في 22 أبريل/نيسان، حيث أشار إلى أن تركيا تواصل مبادراتها على مستوى السلطات الروسية والأوكرانية وخاصّة فيما يتعلق بالممرات الإنسانية.
وقال أردوغان إنه سيكون من المفيد استمرار الاتصالات بشأن الخطوات الواجب اتخاذها لوقف الحرب وتقليل آثارها العالمية[40].
وقد أعادت أنقرة التأكيد على تمسكها بالحوار من أجل إنهاء الحرب على لسان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، الذي صرح في مطلع مايو/أيار، أن استمرار “مسار اسطنبول” يمكن أن يؤدي دورًا محوريًّا في “إنهاء الحرب في أوكرانيا”، مؤكدًا أن أنقرة تواصل جهودها بشكل مكثف في هذا الشأن.
وأضاف قالن في تصريحاته التي جاءت على هامش زيارته إلى العاصمة الأوكرانية كييف: “هدفنا الأول هو إنهاء الحرب عن طريق المباحثات والحوار. والحرب كلما طال أمدها فإن الظروف تتعقد”[41].
وكان وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، قد أشار إلى أن بعض الدول الأعضاء في حلف الناتو تريد استمرار الحرب في أوكرانيا “بهدف إنهاك روسيا”.
وأكد تشاووش أوغلو على أهمية عدم اعتبار أوكرانيا ساحة للتنافس، مضيفًا أن “الظروف الميدانية تزداد صعوبة، وبالتالي تزداد صعوبة المفاوضات أيضًا، ولذلك لا ينبغي أن نعزو استمرار الحرب إلى الدول التي لا تريد إنهاءها فحسب”[42].
وفي سياق متصل بالأزمة الأوكرانية والموقف التركي منها، أثار الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، جدلا في الأساط التركية بسبب تصريحات له، اتهم فيها أنقرة بتطبيق معايير “مزدوجة” و”غير عادلة”، بسبب استقبالها للسيّاح الروس بينما تنشط كوسيط في الأزمة الأوكرانية، مؤكدًا أن هذا المسار “أمر مستحيل إذا أردنا إقامة علاقات ودية”.
وأشار زيلينسكي إلى أنه “لهذا السبب، لفتت انتباه تركيا إلى هذا، وأعتقد أنه لا يمكن أن يكون الأمر على هذا النحو، لأنه يجب الاختيار، هل أنتم مع الحقيقة أم لا؟”[43].
حاول السفير الأوكراني لدى أنقرة، ويسل بودنار، توضيح حقيقة انتقادات زيلينسكي، فقال إن تصريحاته حول تركيا قد حُرفت، وأن إخراجها عن سياقها لا يمكن أن يلقي بظلاله على الشراكة الإستراتيجية القائمة بين أنقرة وكييف. وأكد أن الرئيس الأوكراني ممتن لنظيره التركي أردوغان، إزاء الدعم السياسي الذي يقدمه لبلاده. كما أعرب عن تقديره للجهود التركية الرامية لوقف الهجمات الروسية وتحقيق السلام الدائم[44].
وعلى الرغم من محاولات السفير الأوكراني تخفيف حدة تصريحات رئيسه، فإن الأتراك تلقفوها، وهاجم البعض زيلينسكي بشدة، حتى إن أحد النواب السابقين وصفه بـ”المهرج الغبي”[45]، فيما أعرب الصحفي التركي، إيلبر وصفي سيل، عن غضبه الشديد من مطالب الرئيس الأوكراني لتركيا واليونان بالتوقف عن قبول السيّاح الروس، معتبرًا أن هذا غير مقبول ويثير فقط العداء تجاه كييف.
ولفت سيل الانتباه إلى تضارب موقف زيلينسكي، مشيرًا إلى أن أوكرانيا نفسها تواصل نقل الغاز الروسي عبر أراضيها وجني المال، لكنها في الوقت نفسه تقدم مطالبات لدول أخرى. وأشار الصحفي إلى أن الدخل السياحي مهم جدًّا لتركيا، وأن ربح زيارة الروس للبلاد يصل إلى ثلث أرباح الصناعة بأكملها[46].
- اتهام “فرونتكس” بالتعاون مع اليونان ضد اللاجئين
اتهمت أنقرة وكالة حماية حدود الاتحاد الأوروبي (فرونتكس) بأنها لم تقم بمهامها في مراقبة حدود القارة الأوروبية فحسب، بل ساهمت مع اليونان في إجبار اللاجئين على العودة إلى تركيا وشاركت في ممارسات لا إنسانية ضدهم.
جاء هذا الاتهام على لسان وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الذي كان يعلق على عدم مصادقة البرلمان الأوروبي على ميزانية عام 2020 الخاصّة بوكالة “فرونتكس”.
وأوضح تشاووش أوغلو أن فرونتكس أنفقت جزءًا من ميزانيتها لعمليات إعادة اللاجئين قسرًا، مبينًا أن عدم الموافقة على الميزانية أو استقالة المدير التنفيذي فابريس ليجيري لا يبرئ فرونتكس.
وأكد الوزير التركي أن أنقرة زودت الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بالوثائق والبراهين التي تؤكد ممارسات اليونان ضد اللاجئين وكيفية إجبارهم على العودة القسرية إلى الأراضي التركية، وأن وكالة فرونتكس أنكرت صحة هذه الوثائق لفترة طويلة، وطلبت من أنقرة وثائق إضافية، تمّ إرسالها بالفعل إلى الجهات المعنية.
ولفت الوزير التركي إلى أن عمليات إجبار اللاجئين على العودة وترك زوارقهم وسط البحر، تسببت في موت العديد منهم غرقًا، وأن اليونان تتحمل مسؤولية وفاة هؤلاء اللاجئين، ولعل وكالة فرونتكس تتحمل مسؤولية أكبر لأنها تغاضت عن ممارسات أثينا، بل لأنها شاركت تلك الممارسات اللا إنسانية، وكذلك الاتحاد الأوروبي له نصيب أيضًا في ذلك[47].
يُذكر أن مكتب مكافحة الفساد التابع للاتحاد الأوروبي بدأ مطلع عام 2021 تحقيقًا بحق فرونتكس، بداعي التزامها الصمت حيال قيام اليونان بإعادة طالبي اللجوء إلى تركيا قسرًا عبر بحر إيجة.
الدفتر السابع: تركيا والولايات المتحدة الأميركية
يُعَد ملف تسليح الجيش التركي ورفع العقوبات المفروضة عليه من جانب الولايات المتحدة من أهم الفوائد التي يمكن أن تجنيها تركيا بعد الحرب الأوكرانية التي تضررت منها كثيرًا، وذلك بعد أن أدركت أميركا أهمية المحافظة على قوة الجيش التركي وجاهزيته كأحد أهم الجيوش داخل حلف الناتو.
ولكن على الرغم من إدراك واشنطن لأهمية الدور التركي، فإنه يصدر عنها بين الحين والآخر ما يثير غضب الأتراك، خاصّة فيما يتعلق بملف الأرمن، وحقوق الإنسان، وملف التعاون مع المنظمات التي تتهمها أنقرة بالقيام بعمليات إرهابية ضد مصالحها، وتصر واشنطن على التعاون معها ودعمها.
- واشنطن وتسليح الجيش التركي
تسعى الولايات المتحدة إلى تسريع وتيرة تسليح حلفائها في حلف الناتو بعد أن شنت روسيا الحرب على أوكرانيا، وهو ما يمكن أن يصب في مصلحة تركيا التي عانت من العقوبات الأميركية في مجال التسليح، ودخلت في جولات عديدة من المفاوضات مع الجانب الأميركي من أجل الموافقة على صفقة طائرات (F-16) المقاتلة التي تريد الحصول عليها بعد استبعادها من برنامج تصنيع مقاتلات (F-35) المتطورة بسبب شرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية (S-400).
وقد أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، على ضرورة أن تتم عمليات البيع العسكري الأميركي إلى تركيا ودول أخرى بسرعة وكفاءة أكبر.
وانتقد بلينكن البيروقراطية غير الضرورية التي تعيق المبيعات العسكرية الأميركية، وخاصّة للحلفاء مثل تركيا والهند.
وأشار الوزير الأميركي إلى أن بلاده بحاجة إلى تحسين المبيعات الخارجية، لأن الفجوة التي خلفتها الولايات المتحدة في مجال التعاون الدفاعي مع حلفائها تمّ ملؤها من قبل روسيا[48].
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن إدارة الرئيس جو بايدن قدمت تفاصيل للكونغرس بخصوص بيع قطع مقاتلات “F-16” وبعض الصواريخ وأنظمة الرادار المستخدمة في تلك الطائرات، إلى تركيا.
وذكرت الصحيفة نقلًا عن مسؤولين أميركيّين أن الإدارة الأميركية زادت جهودها بخصوص مبيعات الأسلحة الجديدة، مما قد يمهد الطريق أمام بيع مقاتلات “F-16” إلى تركيا، بسبب دور أنقرة في الحرب الأوكرانية.
وقالت: “وبناءً على ذلك، أرسلت إدارة بايدن إلى الكونغرس مسودة بخصوص بيع قطع F-16 وبعض الصواريخ وأنظمة الرادات المستخدمة فيها، وذلك في البيان غير الرسمي الذي أرسلته الشهر الماضي إلى قادة مجلسي الشيوخ والنواب، وفي حال عدم الاعتراض من المنتظر إرسال بيان البيع الرسمي إلى الكونغرس في الأيام القادمة”.
وأكد المسؤولون أن رعاية تركيا للمباحثات بين روسيا وأوكرانيا، وتقديمها مُسيّرات مقاتلة للجيش الأوكراني كان لهما تأثير على خطوة الإدارة الأميركية”
وأشار أحد المسؤولين إلى أن حزمة الأسلحة والمعدات تتضمن صواريخ (AIM-9 Sidewinder)، و(AIM-120 Amraam)، ورادار ومعدات متطورة أخرى، وأن قيمتها تبلغ 400 مليون دولار[49].
- انتقادات تركية لمواقف أميركية مناوئة
رغم انخفاض مستوى التوتر بين تركيا والولايات المتحدة واتساع مساحات التفاهم منذ أن قامت روسيا بمهاجمة أوكرانيا، إلا أن واشنطن يصدر عنها بين الحين والأخر ما يثير غضب أنقرة التي تسارع إلى الرد وتوجيه الانتقادات إلى السياسة الأميركية.
وقد شهدت الأسابيع الماضية انتقادات تركية متكررة لأميركا، أبرزها ما ورد على لسان الرئيس التركي أردوغان الذي دعا نظيره الأميركي، جو بايدن، إلى “تعلم التاريخ جيّدًا” قبل أن يدلي بدلوه بخصوص مزاعم الأرمن حول أحداث 1915.
جاء ذلك في معرض رد الرئيس التركي على وصف بايدن أحداث 1915 بـ”الإبادة الجماعية”، ما دفع أردوغان إلى انتقاد تصريحاته، واعتبار أنها لا تستحق حتى التوقف لأنها مبنية على أكاذيب ومعلومات خاطئة بشكل كامل.
ووجه أردوغان حديثه إلى بايدن قائلًا: “على السيد بايدن أن يتعلم التاريخ جيدًا، فلا يمكننا أن نغفر له محاولته تحدي تركيا دون أن يعلم هذه الأمور”[50].
وبدوره، استنكر وزير الخارجية التركي، تشاووش أوغلو، استخدام الرئيس الأمريكي جو بايدن، كلمة “الإبادة الجماعية، ووصف هذا الأمر بالنفاق، لأن بعض القادة الغربيّين يؤكدون على أن إطلاق كلمة “إبادة” لا يمكن إلا بقرار محكمة، في حين يستخدمونه في حالة تركيا دون قرار محكمة مختصة.
وفي 13 مابو/أيار، صرح الرئيس أردوغان بأن بلاده ترفض قرار واشنطن بشأن إعفاء مناطق سيطرة تنظيم “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابي من العقوبات في سوريا.
وكانت الإدارة الأميركية، قد أعفت شركاتها من عقوبات الاستثمار في مجالات الزراعة والبناء بالأراضي الواقعة تحت سيطرة تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي بسوريا، وهي التي “تقع في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام شمال شرقي، وشمال غربي سوريا”[51].
وعلل أردوغان رفض بلاده للقرار بأن تنظيم “ي ب ك” إرهابي تمامًا مثل “بي كا كا”، ولا يمكن قبول قرار واشنطن الخاطئ بشأن إعفاء مناطق سيطرة التنظيم من العقوبات على سوريا[52].
أما تشاووش أوغلو، فقد رأى في الاستثناءات الأميركية محاولة لشرعنة تنظيم “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابي، وأنها جاءت بشكل “انتقائي” وتنطوي على “تمييز”، لأن إدلب هي المنطقة الأكثر حاجة لدعم المجتمع الدولي فيما يتعلق بالمرونة في العقوبات.
جدير بالذكر أن وزارة الخارجية التركية كانت قد رفضت في منتصف أبريل/نيسان رفضًا كاملًا ما وصفته بالمزاعم التي لا أساس لها في تقرير حقوق الإنسان الذي صدر عن وزارة الخارجية الأميريكة لعام 2021.
وقالت الوزارة في بيان لها، إن هذه المزاعم “مؤسفة”، وعبّرت عن أسفها حيال استمرار الولايات المتحدة بعدم إدراكها للكفاح الذي تخوضه تركيا ضد جميع أشكال الإرهاب، وخاصّة تنظيمات “بي كا كا-ي ب ك” و”غولن” و”داعش” و”د ه ك ب-ج”.
وأكّدت أن تخصيص التقرير مساحة واسعة لأكاذيب تنظيم “غولن” منفذ الانقلاب الغادر في تركيا يوم 15 يوليو/تموز 2016 رغم جميع الأدلة الملموسة التي قدمتها أنقرة، إنما يظهر أن الولايات المتحدة ما تزال أداة للبروباغندا التي يمارسها التنظيم الإرهابي الذي تغض الطرف عنه.
وقالت الوزارة إنه لا يمكن أيضًا قبول احتواء التقرير على مزاعم تتجاهل الهوية الإرهابية لتنظيم “بي كا كا” وتدعم خطابات الدوائر المرتبطة بالإرهاب.
وشدّدت على أن تركيا تمتلك الإرادة الكاملة لحماية حقوق الإنسان وتطويرها، وأن تعاونها مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان وإستراتيجية الإصلاح القضائي التي أعلنتها عام 2019 وخطة عمل حقوق الإنسان التي كشفت عنها عام 2021، هي نذر يسير من المؤشرات الملموسة على هذه الإرادة.
ودعت الخارجية التركية الولايات المتحدة إلى التركيز على سجلها في مجال حقوق الإنسان وإنهاء الشراكات التي تعقدها مع الأذرع التابعة للجماعات الإرهابية بدعوى مكافحة الإرهاب[53].
الدفتر الثامن: تركيا والعالم التركي
شهدت علاقات تركيا بالعالم التركي حدثًا مهمًّا، هو زيارة الرئيس الكازاخي لأنقرة. وتنبع أهمية الزيارة من كون الدولتان هما الأكبر ضمن منظمة الدول التركية التي تعرضت لتحد خطير، حينما ضربت كازاخستان موجة من الاحتجاجات كادت تسقط النظام الحاكم، وهو ما سلط الضوء على نقاط الضعف في المنظمة، حاول البلدان معالجتها من خلال التأكيد على البُعد الأمني في العلاقات الثنائية.
أما فيما يخص الأقليات التركية المتناثرة في مناطق عديدة، فقد واصلت تركيا مساعدتها لهذه الأقليات، وهو ما برز في المساعدة الاقتصادية للقبارصة الأتراك، وإجلاء عدد من أتراك “أهيسكا” من مناطق الصراع في أوكرانيا واستضافتهم في تركيا.
- زيارة الرئيس الكازاخستاني لأنقرة
تتمتع تركيا وكازاخستان بعلاقات استثنائية وتاريخية ترتقي إلى مستوى التحالف الإستراتيجي، لما يربط بينهما من روابط سياسية واقتصادية وثقافية، ومصالح كبيرة.
وفي إطار العلاقات الوثيقة بين الدولتين، قام الرئيس الكازاخي، قاسم جومرت توكاييف، في 10 مايو/أيار، بزيارة رسمية لأنقرة، تلبية لدعوة من الرئيس التركي أردوغان[54]، وهي أول زيارة للرئيس الكازاخي إلى تركيا بعد الاضطرابات التي شهدتها بلاده مطلع العام الجاري، والتي كادت أن تعصف بحكمه لولا القوات الروسية التي تدخلت لفرض الأمن وإعادة الاستقرار.
سلطت تلك الأحداث الضوء على أبرز نقاط الضعف في منظمة الدول التركية بقيادة تركيا، والتي تعد كازاخستان من أهم دولها، وهو الجانب الأمني، الذي وفرته روسيا للنظام الكازاخي، وليس الدول التركية التي تأخر تحركها بالقياس إلى التحركات الروسية السريعة والمؤثرة.
نظرت تركيا بعين القلق لما حدث في كازاخستان، لأن الفوضى في فضاء الدول الناطقة بالتركية لها تأثير سياسي واقتصادي على تركيا التي تعمل منذ سنوات على تقوية الدول التركية تحت قيادتها. ولهذا فقد أدانت أنقرة أعمال العنف، وأكدت على تقديم كل أنواع الدعم للكازاخيّين.
جاءت الزيارة لتؤكد حرص الدولتين على الارتقاء بالعلاقات الثنائية، وهو ما عبّر عنه الرئيس أردوغان الذي صرح بأن تركيا وكازاخستان دولتان شقيقتان تربطهما علاقات متجذرة تستمد قوتها من تاريخهما المشترك ولغتهما ودينهما وثقافتهما، وأن تركيا تولي أهمية كبيرة لإحلال الاستقرار والسلام في كازخستان، وأنها تدعم برنامج الإصلاح الشامل الذي وضع حيز التنفيذ. وجدد أردوغان استعداد بلاده للقيام بما يقع على عاتقها من أجل ترسيخ الاستقرار والسلام والأمن والرفاهية للأشقاء الكازاخيّين[55].
وبدوره، قال الرئيس الكازاخي توكاييف، إن تركيا شريك إستراتيجي مهم للغاية بالنسبة لبلاده، وأنه تناول مع الرئيس أردوغان جوانب عديدة من التعاون بين البلدين، واصفًا نظيره التركي بالسياسي الحكيم والمحترم وصاحب رؤية واسعة، وصاحب أفكار قيّمة للغاية. وأكد أن الرئيس أردوغان يبذل جهودًا كبيرة لتعزيز العلاقات الثنائية القائمة بين تركيا وكازاخستان، معربًا في هذا السياق عن امتنانه من هذه الجهود[56].
كان الهاجس الأمني هو المحور الأبرز في البيان الصادر عن الرئيسين التركي والكازاخي في نهاية الزيارة، حيث أفاد البيان أن الرئيسين قررا الارتقاء بالعلاقات بين تركيا وكازاخستان إلى مستوى “الشراكة الإستراتيجية المعززة”، واتفق الجانبان بشأن الكفاح المشترك بحزم ضد كل أشكال الإرهاب والتطرف، وتعزيز مكافحة كافة الكيانات التي تشكل تهديدًا للأمن القومي للبلدين. كما اتفقا على تعزيز التعاون والتضامن في مجالي الدفاع والأمن، من خلال آليّات الحوار بين البلدين[57].
وعلى هامش الزيارة، وقعت الحكومتان 15 اتفاقية تعاون في مجالات مختلفة، منها نقل البضائع، والتجارة الخدمية، وتبادل البيانات، والزراعة والغابات ووقاية النباتات والحجر الزراعي، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتعاون الاستخباراتي العسكري، والمحفوظات العسكرية والتاريخ العسكري والمتاحف العسكرية، والتعليم، والتصوير السينمائي، والرياضة والسياسات الشبابية، والجمارك[58].
يُذكر أن التبادل التجاري بين تركيا وكازاخستان قد حقق نموًّا بنسبة 85 بالمئة خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2022، وبلغ 2.6 مليار دولار بحلول نهاية أبريل/نيسان الماضي. ويأمل الرئيس التركي في الوصول بحجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار عبر خطوات مشتركة.
وتجاوزت استثمارات رجال الأعمال الأتراك في كازاخستان 4 مليارات دولار، ووَصَلت قيمة المشاريع المشتركة بين الجانبين إلى 5.5 مليارات دولار.
وفي سياق متصل بالتعاون التركي الكازاخي، أعلنت أنقرة عن افتتاح أول منشأة لها في بلد أجنبي لإنتاج طائرات “عنقاء” المُسيّرة. وجاء في بيان لشركة الصناعات الجوية والفضائية التركية “توساش”، أنها أبرمت اتفاقًا مع شركة “كازاخستان إنجينيرينغ” للهندسة، من أجل إنتاج هذه المُسيّرات التركية الصنع في كازاخستان[59].
- دعم الأقليات التركية والدفاع عن مصالحها
واصلت الدولة التركية دعمها للأقليات التركية والدفاع عن مصالحها، انطلاقًا من دورها الرائد في العالم التركي الذي توليه أهمية كبرى في سياستها الخارجية.
في هذا الإطار، أشاد رئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية، فايز صوجو أوغلو، بوقوف تركيا إلى جانب بلاده خلال فترة جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية العالمية.
وقال صوجو أوغلو، عقب مباحثات أجراها مع نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، منتصف أبريل/نيسان، إن المشاكل الاقتصادية والجائحة العالمية قد أثرت سلبًا على بلاده، وإن تركيا وقفت إلى جانبهم في الأيام الصعبة مثلما كانت سابقًا. وأوضح أن الدعم الذي تتلقاه شمال قبرص من تركيا سوف يساهم في استكمال الإجراءات اللازمة من أجل ضمان تعافي الاقتصاد على وجه السرعة[60].
ومن جانبه، أكد أوقطاي أن بلاده ستواصل الدفاع عن حقوق القبارصة الأتراك بنفس العزم والإصرار، وستواصل دعم الخطوات التي تتخذها حكومة قبرص التركية في إطار تنمية منطقة “مرعش” المفتتحة مؤخرًا في الجزيرة.
وأشار أوقطاي إلى استمرار علاقات التضامن والأخوة بين أنقرة وقبرص التركية، وصرح بأن أنقرة خصصت 4 مليارات و250 مليون ليرة (حوالي 300 مليون دولار)، لقبرص التركية خلال 2022، مبينًا أن جزءًا كبيرًا من هذا المبلغ عبارة عن هبة، والباقي بمثابة قرض[61].
وفي منتصف مايو/أيار، أجلت تركيا مجموعة من أتراك “أهيسكا” من أوكرانيا التي تشهد هجومًا عسكريًّا روسيًّا. وتمّت عملية الإجلاء التي شملت 180 شخصًا بتنسيق من قبل وزارة الخارجية التركية.
ووَصَلت هذه المجموعة إلى مطار ولاية ألازيغ شرقي تركيا، حيث كان في استقبالهم عدد من المسؤولين الأتراك الذين نقلوهم إلى مركز الإيواء المؤقت الذي سيمكثون فيه، وصرحوا بأنهم سوف يقفون دائمًا إلى جانب أتراك أهيسكا، وستتم استضافتهم لحين عودة الهدوء إلى ديارهم[62].
وكان أتراك أهيسكا يقيمون في منطقة تحمل اسمهم جنوب غربي جورجيا، إلا أن الحكومة السوفيتية نفتهم، في 1944، إلى قرغيزيا وكازاخستان وأوزبكستان وأذربيجان وأوكرانيا وسيبيريا. واستقر عدد كبير من هؤلاء الأتراك في منطقة وادي فرغانة بأوزبكستان، إلا أن حوالي 100 ألف منهم اضطروا إلى ترك المنطقة، بعد اضطرابات بينهم وبين الأوزبك عام 1989، وهاجروا إلى أذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا وأوكرانيا.
الدفتر التاسع: الداخل التركي
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، يظل ملفا اللاجئين والاقتصاد من أهم الملفات التي تعمل المعارضة التركية على استخدامها في مساعيها لضرب شعبية الحزب الحاكم، وهو ما ظهر في حملة التحريض والكراهية التي تشنها أحزاب المعارضة ضد اللاجئين السوريين بوصفهم السبب في أي مشكلة تعاني منها البلاد، خاصّة الأزمة الاقتصادية التي تتجاهل المعارضة أسبابها الخارجية، وأهمها جائحة كورونا وموجة التضخم العالمية والحرب في أوكرانيا، وتغض الطرف عن النجاحات التي تحققها الحكومة في مجال الإنتاج والتصدير رغم هذه الأسباب، كما تشكك في مساعي الحكومة للتغلب على هذه الأزمة.
- المعارضة التركية وحملة التحريض ضد اللاجئين
انشغل الرأي العام التركي في الفترة الماضية بموقف المعارضة التركية من اللاجئين الموجودين على الأراضي التركية، حيث استمر التحريض على تواجدهم، خاصّة السوريين منهم.
تصدر “أوميت أوزداغ”، رئيس حزب “النصر” المعارض، الأخبار في معركة المكايدة السياسية من جانب المعارضة تجاه الحزب الحاكم على حساب اللاجئين ومأساتهم الإنسانية، حيث يقود الحزب حملات عنصرية تهدف لنشر بذور الكراهية ضد الأجانب المتواجدين في تركيا بشكل غير قانوني، مستمدًا حملته من سياسة الأحزاب اليمينية المتطرفة.
وتعمل الأحزاب المعارضة لحزب العدالة والتنمية على استغلال العنصرية ضد اللاجئين والمهاجرين في الإنتخابات الرئاسية القادمة في عام 2023، حيث أن البرامج الانتخابية لمعظم تلك الأحزاب، وخاصّة حزب “النصر”، فارغة، ولا تحتوي إلا على الكراهية والعنصرية ضد اللاجئين والمهاجرين، ولذلك ينتقل أوزداغ من مدينة إلى أخرى لتنظيم المؤتمرات والندوات بهدف استغلال قضية اللاجئين في تركيا، وإيهام الجماهير بأنهم سبب حميع المشاكل الاقتصادية التي تشهدها الساحة التركية.
وفي سبيل ذلك عمد “أوزداغ”، وهو أيضًا خبير في الحرب النفسيّة، بحسب بعض الأخصائيّين، إلى تضخيم بعض الانتهاكات التي يقوم بها أولئك اللاجئين ليتم تداولها بغير سياقها الحقيقي في حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي وبهدف شحن المواطنين الأتراك بالكراهية والعنصرية تجاههم، وبالتالي الحصول على ورقة رابحة ضد حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الرئاسية المقبلة[63].
من جهته، استخف وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، بتصرفات أوزداغ وحزبه الذي لا يحظى بتأييد الشعب التركي، وقال: “أنا لا أقبل ذلك… إنه ليس رجلًا، وأنا لا أعتبره إنسانًا، إنه أدنى من الحيوان”.
وعلى الفور، توعد أوزداغ وزير الداخلية بأنه سوف يتوجه إلى مبنى الوزارة لملاقاته، وبالفعل توجه إلى الوزارة، ولكن الوزير استقبله على طريقته الخاصّة، حيث أمر بوضع سيارة لفرقة حماية الحيوانات التابعة لوزارة الداخلية التركية على باب الوزارة لاستقبال أوزداغ الذي لم ينتبه لها، فيما لم يفت ذلك وسائل الإعلام التي سخرت منه[64].
كما تقدمت الوزارة بشكوى جنائية ضد أوزداغ، إلى مكتب التحقيق في الجرائم البرلمانية التابع لمكتب المدعي العام، وجاء في الشكوى اتهامات لأوزداغ بـ”تجاوز حدود حرية الصحافة والتعبير”، و”التحريض على الكراهية والعداوة ضد الأجانب”، و”تهديد الأمن والسلم العام”، عبر تصريحاته على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الداخلية التركية تقدمها بشكوى جنائية بحق رئيس حزب “النصر” المعارض أوميت أوزداغ، وأشخاص آخرين لنشرهم معلومات كاذبة.
وكانت السلطات التركية اعتقلت صناع أفلام نشروا فيلمًا يُسمَّى “الغزو الصامت”، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حمل خطاب كراهية وتحريضًا علنيًّا ضد اللاجئين السوريين في تركيا[65]، وهو الفيلم الذي أعلن أوزداغ مسؤوليته عن إنتاجه وتمويله.
وشعبيًّا، لقيت تصرفات أوزداغ معارضة من قطاعات عريضة من الشعب التركي، حيث رفع محامون أتراك دعوى قضائية ضده، طالبوا فيها بإغلاق حزب النصر بشكل فوري، وأرفق تجمع المحامين بدعواه العديد من الأدلة التي تدين أوزداغ لنشره معلومات مضللة وعنصرية بخصوص اللاجئين في تركيا، مردفةً: “التجمّع استند إلى العديد من المواد الرسمية المذكورة في القانون التركي بما يخص تحريض الناس على العنصرية والكراهية”[66].
كما وَصَف متابعون التحريض ضد اللاجئين بأنه حملة كراهية مقصودة وممنهجة، وأنها لم تتطور بشكل عفوي، بل رعتها وغذّتها وحدات استخبارات أجنبية، نظرًا للجهات الفاعلة في هذه الحملة، وطريقة انتشارها وكذلك توقيتها. وذلك لوجود أطراف ودول من الشرق إلى الغرب تسعى بترقّب من أجل الضغط على السلطة في تركيا، لا سيما في ظل اتخاذها قرارات حاسمة بشأن مختلف القضايا الحساسة في الآونة الأخيرة[67].
- الاقتصاد التركي ونادي العشرة الكبار
ربط الرئيس التركي أردوغان بين دخول بلاده نادي الدول العشر الكبار اقتصاديًّا بنتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة صيف عام 2023.
وقال أردوغان في كلمته أمام رؤساء حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في الولايات التركية المختلفة، في 11 مايو/أيار، إن الأزمات العالمية جلبت إلى جانب التهديدات فرصًا مهمة لتركيا، مبينًا أن أنقرة اجتازت بنجاح العديد من التحديات بفضل الديمقراطية والبنية التحتية التنموية التي تعززت خلال فترة حكم حكومات العدالة والتنمية.
وأكد أردوغان أن حكومات حزب العدالة والتنمية، ساهمت بشكل كبير في نهضة البلاد من خلال استثماراتها الكبيرة في مجالات الصحة والمواصلات والطاقة والزراعة والرياضة والسياسة الخارجية[68].
وتقوم السياسة الاقتصادية التركية في ظل حكومة حزب “العدالة والتنمية” على السعي من أجل الارتقاء بالاقتصاد التركي على ركائز الاستثمار والإنتاج والتصدير وخلق فرص العمل.
وفي هذا السياق، أعلن الرئيس التركي اردوغان أن أن بلاده تحقق أرقاما قياسية في قطاعي الصادرات والإنتاج الصناعي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال فعالية بمناسبة الذكرى الـ 32 لتأسيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك (موصياد).
وأوضح أردوغان أن قيمة الصادرات التركية خلال العام المنصرم 2021، بلغت 225 مليار دولار، وأن هدف العام الجاري “يتجاوز هذا الرقم بكثير”.
وأضاف أن تركيا تمضى بخطوات ثابتة نحو تحقيق هدفها المتمثل في الوصول إلى صادرات بقيمة 250 مليار دولار خلال العام 2022.
وأكد أردوغان أن توظيف الأيدي العاملة في تركيا تجاوز عتبة 30 مليون شخص، وأن حكومته حشدت جميع الإمكانيات كي يتمكن المواطنون والشركات من الوصول إلى الطاقة دون انقطاع وبأسعار معقولة[69].
وكانت الصادرات التركية قد حققت نموًّا بنسبة 68.4 بالمئة خلال الأشهر الـ 4 الأولى من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من 2021.
وبحسب بيانات وزارة التجارة، فإن إجمالي قيمة الصادرات بالعملة التركية، بلغ 33 مليارًا و340 مليون ليرة (نحو 2.23 مليار دولار) خلال الفترة المذكورة.
وكانت قيمة الصادرات التركية بالعملة المحلية، بلغت 66 مليارًا و784 مليون ليرة (نحو 4.45 مليارات دولار)، بحلول نهاية العام الماضي 2021.
كما بلغ حجم التجارة الخارجية بالليرة التركية، خلال العام الماضي، 182 مليارا و829 مليون ليرة (نحو 12.2 مليار دولار)[70].
[1] تركيا الآن، أردوغان يكشف عن مشروع جديد لضمان عودة مليون سوري طوعيةً، 3 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3syizzx
[2] الجزيرة، مشروع عودة مليون سوري.. دلالات التوقيت وفرص النجاح، 12 مايو/أيار، 2022، https://bit.ly/3sA1HbK
[3] وكالة الأناضول، وزير الداخلية التركي: نخطط لبناء 250 ألف منزل شمالي سوريا، 5 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3whoWJI
[4] الجزيرة، مشروع عودة مليون سوري.. دلالات التوقيت وفرص النجاح، 12 مايو/أيار، 2022، https://bit.ly/3sA1HbK
[5] المصدر السابق.
[6] إيران إينترنشنال، القوات الروسية تترك قواعدها في سوريا وتسلمها للحرس الثوري الإيراني، 9 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3N5PfIo
[7] الشرق الأوسط، أنباء عن نقل قوات روسية من سوريا إلى أوكرانيا، 11 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3yEYzio
[8] الحل، روسيا في الحرب السورية: هل جعل غزو أوكرانيا الجبهات في سوريا أكثر بروداً؟، 6 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3wvCi3V
[9] وكالة الأناضول، تركيا تطلق عملية “قفل المخلب” ضد الإرهابيين شمالي العراق، 18 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3ywDsic
[10] RT عربي، أردوغان: عملية “قفل المخلب” شمال العراق تجري وفق القانون الدولي، 26 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3FG9IRq
[11] المرصد، بغداد تستدعي سفير أنقرة وتسلمه مذكرة احتجاج بسبب العمليات العسكرية التركية، 20 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3MaI1CL
[12] ترك برس، احتجاج تركي على تصريحات عراقية بشأن عملية “المخلب-القفل”، 22 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3NqWDhV
[13] وكالة الأنباء العراقية، الخارجية: تركيا لا تمتلك أي أساس قانوني يسمح لها بالتوغل شمال العراق، 24 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3FBMxru
[14] al-monitor, Pentagon: Iran-backed militias, PKK coordinated vs. Turkish troops in Iraq, 03-05-2022, https://bit.ly/39WGEcQ
[15] Daily Sabah العربية، مسؤول إيراني يقول إن طهران هي من يوعز بقصف القوات التركية في العراق، 10 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3L7IUL2
[16] الشرق الأوسط، ليبيا: باشاغا في تركيا لإقناع الدبيبة بالتخلي عن السلطة، 13 نمايو/أيار 2022، https://bit.ly/3wCXjKb
[17] العين الإخبارية، باشاغا إلى تركيا.. الأسباب وسر التوقيت، 29 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3yLXwND
[18] المصدر السابق.
[19] العين الإخبارية، زيارة باشاغا لتركيا.. مساعٍ لـ”دخول سلمي” إلى طرابلس، 12 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3lvjr3L
[20] TRT عربي، بعد 9 سنوات.. الطيران المدني بشرق ليبيا يستأنف رحلاته إلى تركيا بعد العيد، 22 ابريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3PvEcu3
[21] وكالة الأناضول، بلحاج: تركيا لم تقص أي طرف ليبي من التواصل معها، 24 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3lopoQ2
[22] Sputnik عربي، العدالة والتنمية التركي يتبرأ من تصريحات نائب رئيس كتلته البرلمانية بشأن الإمارات، 15 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/38oZuch
[23] CNN بالعربية، أردوغان يعلن عن نتائج زيارته إلى السعودية: تمت مراجعة العلاقات، 30 أبريل/نيسان 2022، https://cnn.it/3szMVS9
[24] الجزيرة، أردوغان: علاقاتنا مع السعودية سترتقي إلى مستوى متميز جدا، 2 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3wi6saQ
[25] وكالة الأناضول، الخطوط السعودية تستأنف رحلاتها إلى إسطنبول، 7 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3wi5V8Q
[26] ترك برس، قضية محاكمة متهمين بجريمة مقتل خاشقجي إلى السلطات القضائية السعودية، 9 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3Phd4Ps
[27] تركيا اليوم، مصادر سعودية تتوقع زيادة حجم التبادل التجاري مع تركيا قريبا، 27 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3w7OWqY
[28] وكالة الأنباء القطرية، سمو الأمير يغادر إيران، 12 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3yAeGxY
[29] جريدة الراية القطرية، زيارة صاحب السمو لتركيا تعزز التنسيق بين البلدين، 13 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/38vc7lQ
[30] Yeni Şafak العربية، السفير القطري: زيارة الأمير تميم إلى تركيا ستحقق تقاربا ثنائيا كبيرا، 12 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3yy7v9c
[31] الخليج أون لاين، الرئاسة التركية: زيارة أمير قطر تعزز نفوذ البلدين إقليمياً، 15 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3wONmtl
[32] RT عربي، أردوغان: الخطوات التي نتخذها بشأن علاقاتنا السياسية والاقتصادية مع إسرائيل شيء وقضية القدس شيء آخر، 20 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3lB0cWQ
[33] ترك برس، أردوغان: حماية المقدسات الفلسطينية واجب تاريخي وديني، 20 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3MIcAQw
[34] ترك برس، اتصالات وتصريحات.. جهود دبلوماسية يبذلها أردوغان لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، 20 ابريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3wlozOs
[35] وكالة الأناضول، الشؤون الدينية التركية” تدين اعتداءات إسرائيل على الأقصى، 16 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/37UT702
[36] Yeni Şafak العربية، أنطاليا التركية.. وقفة احتجاجية ضد اقتحام إسرائيل المسجد الأقصى، 17 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3FQw03h
[37] وكالة أنباء تركيا، مسؤول تركي: تركيا وأردوغان أهم مدافعين عن القضية الفلسطينية دوليا، 6 مايو/نيسان 2022، https://bit.ly/3wuB4aB
[38] ديلي بيزنس، أرقام قياسية للتجارة بين تركيا وإسرائيل، 16 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3yPhJSG
[39] الأوبزرفر العربي، التعاون الإقتصادي بين تركيا وإسرائيل يرتفع لمستويات قياسية، 18 أكتوبر/تشرين الأول 2020، https://bit.ly/3PtGWs0
[40] وكالة الأناضول، أردوغان ورئيس الوزراء الهولندي يبحثان الحرب بأوكرانيا والعلاقات، 22 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3lsAELr
[41] RT عربي، تركيا تؤكد “أهمية مسار اسطنبول لإنهاء الحرب في أوكرانيا”، 1 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3yMP011
[42] ترك برس، تشاووش أوغلو: أعضاء بالناتو يرغبون في إطالة أمد الحرب بين روسيا وأوكرانيا، 21 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/39Dosow
[43] RT عربي، زيلينسكي ينتقد تركيا بسبب استقبالها السياح الروس ويضعها “أمام خيارين”، 1 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3Pu1ArY
[44] ترك برس، السفارة الأوكرانية بأنقرة توضح حقيقة انتقادات زيلينسكي تجاه تركيا، 2 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/382yMG8
[45] Zaman العربية، برلماني تركي سابق يرد على انتقادات “زيلينسكي” لتركيا ويصفه بالـ”المهرج الغبي”!!، 2 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/37Y7dO4
[46] روسيا بالعربية، مطالب زيلينسكي من تركيا واليونان تثير سخط صحفي تركي، 2 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3z38M8P
[47] TRT عربي، أنقرة: “فرونتكس” شاركت مع اليونان في ممارسات لا إنسانية ضد اللاجئين، 5 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3G1zD6p
[48] ترك برس، واشنطن: علينا تكثيف بيع الأسلحة لتركيا ودول أخرى، 29 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3wkDFDF
[49] The Wall Street Journal, Biden Administration Asks Congress to Approve New Weapons Deal With Turkey, 11-05-2022, https://on.wsj.com/3yLmehd
[50] وكالة الأناضول، الرئيس أردوغان: على بايدن تعلم التاريخ جيدا، 25 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3wiErky
[51] القدس العربي، واشنطن تقر إعفاء مناطق في الشمال السوري من «عقوبات قيصر» وأنقرة تعتبر القرار “شرعنة للإرهاب”، 13 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3FRsTrA
[52] RT عربي، أردوغان: نرفض إعفاء واشنطن مناطق “ي ب ك” من العقوبات بسوريا، 13 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3lkUR5P
[53] الجمهورية التركية: وزارة الخارجية، بيان صحفي حول تقرير حقوق الإنسان فيما بتعلق بتركيا لعام 2021 الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، 14 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3yFweZm
[54] وكالة الأناضول، رئيس كازاخستان يزور تركيا تلبية لدعوة أردوغان، 10 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3wAd0Sj
[55] الجمهورية التركية، “تركيا وكازاخستان دولتان شقيقتان تربطهما علاقات متجذرة”، 10 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3sHdXal
[56] ترك برس، رئيس كازاخستان: تركيا شريك استراتيجي “مهم للغاية”، 10 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3lmv8tI
[57] AR. Haberler، تركيا وكازاخستان تقررات الارتقاء إلى شراكة إستراتيجية معززة، 11 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3LofYPd
[58] وكالة الأناضول، تركيا وكازاخستان توقعان 15 اتفاقية، 10 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3wquHoI
[59] وكالة الأناضول، اتفاق على إنتاج مسيرات “عنقاء” التركية في كازاخستان، 11 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3Lkahlb
[60] ترك برس، قبرص التركية: أنقرة وقفت بجانبنا في الجائحة والأزمة الاقتصادية، 15 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/3Nd5Iuu
[61] وكالة الأناضول، أوقطاي: سنواصل بعزم الدفاع عن مصالحنا شرقي المتوسط، 14 أبريل/نيسان 2022، https://bit.ly/380Ojq0
[62] Daily Sabah العربية، تركيا تجلي مجموعة من أتراك أهيسكا من أوكرانيا، 11 مايو/أيار، https://bit.ly/3Pv0DiY
[63] Yeni Şafak العربية،777 تغريدة ضد اللاجئين.. كيف تفوق “أوزادغ” على الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا؟، 6 مايو/أيار، https://bit.ly/3wB8iUc
[64] تركيا الآن، سليمان صويلو يستقبل أوميت أوزداغ أمام مبنى الداخلية على طريقته : أهانه مرة أخرى، 6 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3wFerPv
[65] وكالة أنباء تركيا، وزارة الداخلية التركية تقاضي معارضا بتهمة تهديد الأمن والسلم العام، 11 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3wHnXBt
[66] Haber. Sol, Ümit Özdağ’dan ‘kapatma’ yorumu: ‘Ciddi bir şey olacağını düşünmüyorum’, 18-04-2022, https://bit.ly/3wqqa4p
[67] Yeni Şafak العربية، موقف أردوغان وباهجلي في وجه الحملات التحريضية، 11 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3LesxN6
[68] ترك برس، أردوغان: دخول تركيا نادي العشرة الكبار اقتصاديا مرتبط بانتخابات 2023، 11 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3NlxpBo
[69] وكالة الأناضول، أردوغان: نحقق أرقاما قياسية في الصادرات والإنتاج الصناعي، 9 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3yTm3QZ
[70] وكالة الأناضول، تركيا.. نمو الصادرات بالعملة المحلية 68.4 بالمئة في 4 أشهر، 10 مايو/أيار 2022، https://bit.ly/3NlyHMK