لقراءة النص بصيغة PDF..
(تقرير شهري يصدر منتصف كل شهر ميلادي)
الفهرس
المقدمة
المحور الأول: سوريا
التصدي لتنظيم بي كا كا
الجانب التنموي
المحور الثاني: ليبيا
المبادرة الليبية-الليبية
الدعم الدبلوماسي
الدعم العسكري
التعاون الاقتصادي
المحور الثالث: مصر
التقارب التركي-المصري
وضع جماعة الإخوان في تركيا
المحور الرابع: العراق
عملية مخلب النمر
المحور الخامس: الخليج
التطبيع البحريني
محمد دحلان
قضية جمال خاشقجي
المحور السادس: فلسطين والكيان الصهيوني
الدعم الدبلوماسي
الرؤية التركية تجاه فلسطين
الدعم الخيري
المحور السابع: أوروبا
المعالجة التركية للنزاع في المتوسط
المحور الثامن: الولايات المتحدة الأمريكية
الموقف الأمريكي في شرق المتوسط
لقاء أردوغان وهنية
أنظمة “إس-400” الروسية
المحور التاسع: الداخل التركي
اكتشاف الغاز
انتخابات الرئاسة
مطاردة تنظيم داعش
المقدمة
تعتبر “الطاقة” هي كلمة السر في أهم أحداث تركيا هذا الشهر، حيث مثل اكتشافها لأكبر حقل غاز طبيعي في البحر الأسود حدثًا تاريخيًا مهمًا له آثاره الداخلية والخارجية. كذلك ازدادت حدة التوتر بين أنقرة وأثينا بسبب الخلاف حول المناطق الاقتصادية الخالصة للبلدين في شرق البحر المتوسط، ودخلت أطراف أخرى في النزاع، بعضها للوساطة كحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبعضها تسبب في إذكاء الصراع كفرنسا.
وعلى الصعيد الداخلي، بدأت الأحزاب التركية التحضير للانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 2023، وطُرح اسم الرئيس السابق عبد الله غل، وبعض الأسماء الأخرى الموجودة على الساحة السياسية التركية، لمنافسة الرئيس الطيب رجب أردوغان على كرسي الرئاسة. كذلك ألقت قوات الأمن القبض على زعيم تنظيم داعش في تركيا، واتضح أنه كان يخطط لاستهداف مسجد آيا صوفيا.
وخارجيًا، ما زال الجيش التركي موجودًا في سوريا والعراق، لكن أنقرة تواجه تحديات متصاعدة على كلتا الجبهتين. وفي ليبيا، يقترب الفرقاء من الوصول للحل السياسي شيئًا فشيئًا، لكن تركيا وحليفتها “الوفاق” تواجهان تحديًا حتى الآن في إزاحة حفتر من المشهد. وبالنسبة لمصر، فقد برزت أصوات داخلية تركية تطالب بحل المشكلات العالقة معها، وبطبيعة الحال برزت أسئلة حول مستقبل وجود جماعة الإخوان والمعارضيين المصريين على الأراضي التركية.
كذلك أولت تركيا اهتمامًا واسعًا باتفاق التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي، وذكرت تحليلات أن الرفض التركي القاطع للاتفاق يأتي في سياق فهمها لطبيعته، حيث إنه تحالف كامل بين الكيان الصهيوني والإمارات موجه ضد تركيا وإيران. في الوقت ذاته، زاد الدعم التركي المقدم لفلسطين على المستويين الدبلوماسي والخيري.
المحور الأول: سوريا
تكمن المصلحة التركية حاليًا على الأراضي السورية في المحافظة على الاتفاق الموقع مع روسيا في الخامس من مارس/آذار الماضي، والذي يشمل وقفًا لإطلاق النار في مدينة إدلب شمالي سوريا وتسيير دوريات تركية-روسية مشتركة. فالاتفاق يُمَكِّن أنقرة من حماية أمنها القومي ضد محاولات تنظيم “بي كا كا” إنشاء دولة في الشمال السوري. كذلك فإن الاتفاق يفتح بابًا للاستقرار وتنمية المناطق الواقعة تحت سيطرتها وجعلها صالحة للحياة، ما يمنع وجود موجات لجوء جديدة لأراضيها قد لا تستطيع استيعابها، ويساهم -ولو جزئيًا- في عودة بعض اللاجئين الموجودين على الأراضي التركية إلى المناطق السورية الآمنة.
ورغم أن الهدنة ما زالت صامدة إلا أنها تزداد هشاشة بمرور الوقت بفعل خروقات النظام السوري المتكررة لها، إضافة إلى هجمات الجماعات المتشددة على الدوريات التركية-الروسية المشتركة التي تعد من البنود الأساسية للهدنة. ففي الأسابيع الماضية ولأول مرة ضرب تفجير بعربة ملغمة نقطةً عسكرية تركية في قرية “سلة الزهور” في ريف إدلب[1]. كذلك أطلق “مجهولون” النار على تجمّع للجنود الأتراك قرب نقطة عسكرية غربي إدلب، ما أدى إلى إصابة جندي[2] ومقتل آخر متأثرًا بجراحه[3]. وفي هجوم آخر، قُتل أحد أفراد جمعية الهلال الأحمر التركي وأصيب آخر بعد هجوم استهدف سيارة تابعة للجمعية على طريق جوبان بي- الباب شمالي سوريا.[4]
واستُهدِفت الدوريات المشتركة أكثر من مرة على طريق حلب-اللاذقية[5]، ما تسبب بإلغاء بعض الدوريات وجَعَل الحكومة الروسية تطالب نظيرتها التركية باتخاذ إجراءات “لضمان النظام” على الأراضي التي تنتشر فيها القوات التركية بسوريا، ووقف “الأنشطة الإجرامية” للجماعات المسلحة.[6] وليس من المعروف مَن يقف خلف هذه الهجمات على وجه الدقة، إلا أنه من المتوقع أن تصدر عن جماعات متطرفة ترفض التنسيق التركي-الروسي المتعلق بالمنطقة وترى في استهداف هذه الدوريات أنها تقوم بواجب الدفاع عن الأراضي السورية[7]. كما أنه ليس من المستبعد أن تكون إيران طرفًا في المسألة للضغط على روسيا لإنهاء الهدنة واجتياح إدلب.[8]
وأيًا كان الفاعل، فإن أنقرة تواجه تحديًا كبيرًا في نزع الذرائع التي قد تتخذها روسيا لنقض الاتفاق. ولذلك تعمل على تثبيت أقدامها بشكل أكبر عن طريق إرسال قوات إضافية[9] وتدعيم نقاطها العسكرية المنتشرة في الشمال السوري[10]. فزيادة عدد النقاط العسكرية يَمكِّنها من صد خروقات النظام السوري للهدنة، ويزيد من احتمالية وصولها لمنفذي الهجمات على الدوريات، كما يبعث برسالة لروسيا مفادها أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولة لاجتياح إدلب، ما يساعد في ردع الحكومة الروسية عن تبني هذا الخيار.
من ناحية أخرى، ما زال التصدي التركي لتنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” مستمرًا، حيث أعلنت وزارة الدفاع التركية تحييد 118 مقاتلًا من التنظيم خلال الأيام العشرة الأولى من هذا الشهر في سوريا والعراق[11]. وفي شأن آخر، اتهمت تركيا التنظيم بالتسبب في قطع المياه عن سكان الحسكة وما حولها، بعد أن أدانها النظام السوري باستخدام المياه كسلاح حرب ضد المدنيين السوريين[12]. وأوضح مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فريدون سينيرلي أوغلو، أن محطة مياه علوك (بالحسكة السورية) تعمل بالطاقة الكهربائية القادمة من “سد تشرين” الواقع تحت سيطرة التنظيم، وأنه يقوم بقطع التيار الكهربائي عن المحطة بشكل متكرر ومقصود منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2019.[13]
وعلى الجانب التنموي، تهتم تركيا بتقديم كافة أشكال الدعم الممكنة للسوريين في الشمال، حيث تنشط مختلف الهيئات الخيرية التركية هناك، وتقدم مساعدات متنوعة بصفة مستمرة في المناطق الواقعة تحت السيطرة التركية شمالي سوريا. ونشرت وكالة الأنباء التركية (الأناضول) في الذكرى الرابعة لعملية درع الفرات احصائيات للمشاريع التنموية التي قامت بها تركيا، كان من بينها تجهيز 684 مدرسة في منطقة “درع الفرات”، وتقديم خدمات تعليمية إلى 192 ألف و569 طالبًا في المدارس الابتدائية والثانوية. وشملت أيضًا تقديم خدمات صحية مختلفة في 5 مستشفيات، وترميم أكثر من 400 مسجد في منطقتي “درع الفرات” وعفرين على نفقة “وقف الديانة التركي”.[14]
كذلك أعلنت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية “İHH” أنه بفضل نظام رعاية الأيتام التابع لها تمكنت من تقديم مساعدات نقدية شهرية لـ 9 آلاف و337 طفلا يتيمًا في محافظتي إدلب وحلب السوريتين.[15] وأضافت أنها توزع أكثر من نصف مليون رغيف يومياً على المدنيين في عموم سوريا.[16]
المحور الثاني: ليبيا
من الواضح أن القيادة الليبية التي تساندها تركيا، تَرى أن تحرير كامل التراب الليبي لن يتأتى عسكريًا في ظل المشهد المعقد وتعدد القوى الفاعلة على الساحة الليبية. لذلك انصب التركيز على فتح قناة تفاوضية هدفها إبعاد الجنرال الانقلابي خليفة حفتر عن المشهد وتسوية الأزمة سياسيًا، بالإضافة إلى تدعيم مؤسسات الدولة الليبية الخاضعة لحكومة الوفاق، خصوصًا الأمنية منها.[17]
في هذا السياق، أتت زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ونظيره القطري خالد العطية للعاصمة الليبية طرابلس في السابع عشر من أغسطس/آب الماضي، في زيارة تعد الأولى رسميًا لمسؤول قطري إلى ليبيا منذ 8 سنوات. التقى المسئولان مع رئيس الحكومة الليبية فائز السراج[18]، ووزير الداخلية فتحي باشاغا[19]، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري[20]، في اجتماعات متتالية. وتمخضت الزيارة عن اتفاق على دعم ليبيا في بناء مؤسساتها العسكرية في مجالي التدريب والاستشارات، عن طريق إرسال مستشارين وعسكريين إلى ليبيا؛ وإعطاء مقاعد لليبيا في الكليات العسكرية التركية والقطرية[21]. ولطبيعة الاجتماعات حيث إنها ضمت في معظمها شخصيات أمنية من الدول الثلاث، فمن الوارد وجود بنود أخرى من الاتفاق لم يعلن عنها.
وفي الحادي والعشرين من أغسطس/آب الماضي، صدر بيانان متزامنان عن فائز السراج ورئيس مجلس نواب طبرق، عقيلة صالح. البيانان وإن كان بينهما نقاط اختلاف جوهرية كموضوع سرت والجفرة، وتحديد المقصود بخروج المرتزقة واستعادة السيادة، إلا أنهما أكدا على وقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية[22]. في خضم ذلك، كان من المستغرب نوعًا ما صمت تركيا إزاء البيانين. فرغم الترحيب الدولي الواسع الذي حظى به البيانان[23]، لم تَصدر تصريحات فورية من الرئاسة أو الخارجية أو حتى الحزب الحاكم في تركيا، ما أثار لغطًا حول حقيقة موقف تركيا من المبادرة.[24]
لكن استقراء الأحداث السابقة واللاحقة للبيانين يدل على أن تركيا كانت تدفع بهذا الاتجاه وأنها في القلب من العملية التفاوضية الجارية. فقبل صدور البيانين دعت تركيا لنزع السلاح في سرت والجفرة. وبعد أن أُصدرا زار سفير أنقرة لدى طرابلس سرحات أكسن، رئيس الحكومة الليبية فائز السراج، وأكد أن تركيا تدعم الحكومة الشرعية وخياراتها.[25] كذلك جاء تصريحان –ولو كانا متأخرين- لنائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي والناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، يحملان ذات المضمون. وهو أن تركيا تؤيد و“ستسعد” إذا نجح وقف إطلاق النار المعلن في ليبيا.[26]
واستمرارًا للدعم التركي الدبلوماسي المقدم لحكومة الوفاق، التقى وفد تركي برئاسة سادات أونال، نائب وزير الخارجية التركي، بآخر روسي. وأكدت الخارجية التركية أن الطرفان اتفقا على مواصلة اللقاءات بغية المساهمة في إيجاد حل سياسي في ليبيا.[27] كذلك التقى وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في أنقرة بنظيره الجزائري صبري بوقادوم، الذي عبّر عن ثقته بقدرة تركيا والجزائر على إيجاد حلول للأزمات القائمة في ليبيا من خلال العمل المشترك.[28] والتقى تشاووش أوغلو كذلك بنظيره الكونغولي جان كلود غاكوسو، وقال غاكوسو إن “تركيا ذهبت إلى ليبيا بدعوة من حكومتها الشرعية، ووجودها هناك خلق توازنا وفرصة للحوار والتفاوض بين الليبيين”.[29]
وعلى الصعيد العسكري، التقى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بنظيره الليبي صلاح الدين النمروش، في مقر وزارة الدفاع التركية بأنقرة. وأكد أكار استمرار تركيا في أنشطة التدريب والاستشارة بالمجالين العسكري والأمني في ليبيا.[30] كذلك ما زال الخبراء الأتراك يواصلون إزالة الألغام التي زرعتها مليشيا الانقلابي خليفة حفتر في المناطق المحررة.[31] كما يواصل طلاب الكلية الحربية الليبية تلقي تدريباتهم في تركيا.[32]
ومن ناحية التعاون الاقتصادي، التقى السراج بوفد ضم مسؤولين من شركة «كاليون» التركية، لبحث استكمال مشاريع البنى التحتية المتوقفة، والأخرى المطلوب تنفيذها بصفة عاجلة. وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي إن “الاجتماع أتى في إطار رغبة ليبيا وتركيا في إقامة شراكة فاعلة بين الشركات والمؤسسات الليبية”.[33] كذلك أبرم البنك المركزي التركي مذكرة تفاهم مع نظيره الليبي. وأفاد بيان صادر عن المركزي التركي أنه من المخطط في إطار مذكرة التفاهم المذكورة، إطلاق الأنشطة التي من شأنها تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.[34]
كما نقلت صحيفة كابيتال الفرنسية عن مسؤول كبير في وزارة الطاقة التركية، أن تركيا تجرى مباحثات مع الحكومة الليبية والشركة الليبية الوطنية للنفط حول إطلاق عمليات التنقيب عن النفط والغاز، بالإضافة لوجود مناقشات في مجالات أخرى مرتبطة بالطاقة مثل إنتاج الكهرباء.[35]
المحور الثالث: مصر
تتصادم السياسة المصرية مع نظيرتها التركية في معظم ملفات المنطقة إن لم يكن كلها، لكن يبقى الملف الأبرز بين الطرفين في هذه الآونة هو المسألة الليبية. يقف الطرفان –المصري والتركي- على طرفي نقيض، حيث إن مصر من أهم الدول الداعمة للجنرال الإنقلابي خليفة حفتر، وتركيا هي الداعم الأول لحكومة الوفاق المعترف بها دوليًا. وتشهد الساحة الليبية حاليًا جولات مفاوضات ماراثونية للوصول إلى حل سياسي للصراع، يبدو فيها أن تنحية حفتر من المشهد هي أولوية لحكومة الوفاق[36] وحليفتها تركيا[37].
بينما في الجانب الآخر، تبدو مصر غير مستعدة للتنازل عن حفتر. فرغم أن رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح، هو المتصدر حاليًا للمشهد كممثل عن الشرق الليبي، إلا أن حفتر ما زال في الخلفية يحاول أن يجد له مكانًا في الصيغة التوافقية المرتقبة. ومن الواضح أنه ما زال مدعومًا من الإمارات ومصر على وجه التحديد.
فبينما كان المسئولون الأتراك يصرحون أن مصر يمكنها أن تلعب دورًا بنَّاءً على الساحة الليبية[38]، أرسل عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري في مصر، رسالة مع رئيس المخابرات الحربية خالد مجاور إلى حفتر. وذكرت مصادر لقناة “العربية” أن الرسالة تضمنت متابعة القاهرة لزيارة مسؤولين قطريين وأتراك إلى ليبيا مؤخرًا، ورفضها أن تكون سرت والجفرة مناطق معزولة من السلاح.[39] ويُلاحظ أن خروقات حفتر لاتفاق وقف إطلاق النار بدأت بعد أيام من رسالة السيسي.[40]وتدل هذه المؤشرات على أن مصر لم تتخلَ عن حفتر، وبالتالي تنتظر حكومةَ الوفاق وحليفتها تركيا معركةٌ دبلوماسية كبيرة للإطاحة به، ستحتاجان فيها بكل تأكيد لدعم دولي.
وفيما يخص شرق المتوسط، ففي الوقت الذي ازدادت فيه حدة التوتر بين تركيا واليونان، علت الأصوات في الداخل التركي مطالبة الحكومة بحل المشكلات العالقة مع مصر والعمل لتوقيع اتفاق لترسيم الحدود البحرية معها. ففي لقاء له على أحد القنوات التركية، هاجم زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليغدار أوغلو، سياسة الحكومة التركية تجاه النظام المصري وجماعة الإخوان المسلمين. وقال رئيس أكبر أحزاب المعارضة التركية: “منذ 5 سنوات ننادي أن تكون علاقتنا السياسية مع مصر دافئة. لماذا نتقاتل مع مصر؟ إن القتال مع مصر يعني جر تركيا إلى المصائب في البحر الأبيض المتوسط. وأردف:” من هم الإخوان وما هي سياستهم.. لماذا تؤيدونهم وتدعمونهم؟”[41]
كذلك قال رئيس الوزراء التركي الأسبق وزعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو إنه ما زال يعارض الانقلاب الذي حصل بمصر، لكن الضرورات تبيح المحظورات، وإنه يجب على الحكومة التركية بدء التشاور مع مصر من أجل التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، لأن مصلحة تركيا فوق كافة الخلافات، حسب قوله.[42] ويبدو أن المسئولين الأتراك يحاولون الوصول لتفاهم مع النظام المصري في هذا السياق، حيث صرح مستشار رئيس حزب “العدالة والتنمية” التركي الحاكم “ياسين أقطاي” أن هناك علاقات متبادلة –وإن كانت غير كاملة- بين مصر وتركيا، وأكد على أهمية أن يكون هناك تواصل مستمر بين البلدين.[43] كذلك نشرت صحيفة مقربة من مراكز صنع القرار في تركيا تقريرًا عن أهمية توقيع أنقرة اتفاقًا بحريًا مع القاهرة.[44]
في المقابل، لم تظهر إلى الآن بوادر حسن نية من النظام المصري للتقارب مع أنقرة، حيث رد وزير الخارجية المصري سامح شكري على تصريحات أقطاي في مؤتمر مشترك مع زوهراب مناتساكنيان، وزير خارجية أرمينيا –التي تجمعها علاقات متوترة حاليًا مع تركيا- قائلًا إن مصر ترصد الأفعال، لا الحديث والتصريحات. وانتقد السياسات التركية في ليبيا والعراق والبحر المتوسط، واصفًا إياها بالسياسات التوسعية المزعزعة للاستقرار.[45] وفي مناسبة أخرى، اتهم “شكري” تركيا بزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.[46]
كذلك زار شكري اليونان، وصرح من هناك أن مصر ترفض التصرفات الاستفزازية في شرق المتوسط.[47] كما جرى اتصال هاتفي بين السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول التوتر شرقي المتوسط[48]، واتصال آخر بين شكري ونظيره الإماراتي عبد الله بن زايد.[49] وتعد الدولتان –فرنسا والإمارات- هما الداعمان الرئيسيان لليونان في صراعها الحالي مع تركيا. ووفق موقع “Pentapostagma” اليوناني، فإن فرنسا والإمارات ومصر يسعون لتعزيز قدرات اليونان العسكرية، عن طريق منحها على وجه السرعة 10 مقاتلات من طراز “رافال” من أصل 20 مقاتلة إضافية طلبتها مصر مؤخرًا، على أن يتم إنتاج 10 مقاتلات بديلة لمصر لاحقًا.[50]
وتشير هذه التصريحات والخطوات على صعوبة أن توقع مصر اتفاقًا بحريًا مع تركيا في الوقت الحالي، فمصر تتعامل حتى الآن كطرف في تحالف إقليمي مناوئ لتركيا يضم فرنسا والإمارات واليونان والسعودية والكيان الصهيوني.[51] لكن تبقى احتمالية توقيع اتفاقية كهذه موجودة، لعدم وجود نزاع تركي-مصري على الحدود البحرية، ولأن مصالح البلدين تتفق فيما يتعلق بتصدير الغاز إلى أوروبا عبر تركيا.[52]
ومن الطبيعي عند الحديث عن خلخلة محتملة للأوضاع بين مصر وتركيا أن يتطرق الأمر إلى السؤال عن وضع جماعة الإخوان المسلمين والمصريين المطاردين في تركيا.
في المقابل وفي معرض رده على تصريحات كمال كليغدار أوغلو، قال “ياسين أقطاي”: ” نحن لا نساند جماعة الإخوان التي لا تهمنا كثيرًا، لكننا ندعم حقوق الإنسان، ولذلك لن نقوم بتسليم المصريين المظلومين المتواجدين بتركيا إلى بلادهم كي لا يتم تعذيبهم وسجنهم”.[53]
المحور الرابع: العراق
كان للقصف التركي الذي تسبب في مقتل ثلاثة من الجيش العراقي الشهر الماضي ارتدادات على علاقة بغداد بأنقرة، حيث ألغت حينها الأولى زيارة خلوصي أكار وزير الدفاع التركي لأراضيها[54]، كما اجتمع مجلس وكلاء الأمن الوطني العراقي وقرر تعزيز انتشار قوات حرس الحدود العراقي على الحدود الشمالية مع تركيا.[55] في أثناء ذلك، جاءت زيارة من الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون للعراق، التقى فيها نظيره العراقي برهم صالح، ورئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني. ومن بغداد، صرح ماكرون أن التدخلات الخارجية تضعف الدولة العراقية، في إشارة للحرب التي تشنها تركيا ضد عناصر “بي كا كا” شمالي العراق. ليؤكد صالح بدوره رفضه تحويل العراق إلى ساحة لصراعات الآخرين.[56]
وفيما بدا أنها محاولة من تركيا لاحتواء الدور الفرنسي الطموح في العراق وتخفيف التوتر مع حكومة بغداد، التقى كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو برئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، في أنقرة.[57] ووفقًا لمراقبين فإن زيارة بارزاني أتت بعد موافقة الحكومة العراقية، حيث إن أي مسؤول في الإقليم لا يذهب إلى أي دولة إلا بعد التشاور مع بغداد. كما أعربوا أن بإمكان بارزاني لعب دور في تهدئة التوتر بين بغداد وأنقرة، خصوصًا أنه يعتبر مهندس العلاقات الدبلوماسية في كثير من الأمور.[58]
ووفقًا لبيان صادر عن رئاسة الإقليم، فإن لقاء بارزاني بتشاووش أوغلو تناول تطوير العلاقات الثنائية خاصة الاقتصادية، ومعالجة المشاكل ومخاوف الإرهاب”.[59] ورغم عدم صدور بيان من أي من الرئاسة أو الخارجية التركية بعد اللقاءين، إلا أن تشاووش أوغلو قال في تغريدة له، إن الكفاح المشترك ضد منظمة “بي كا كا”، كان على رأس المواضيع التي جرت مناقشتها.[60]
وتبعًا لذلك، فإن أولويات أنقرة حاليًا في العراق هي نزع فتيل التوتر مع القيادة السياسية في بغداد، بالشكل الذي لا يجبرها أن توقف عملية ” مخلب النمر” التي أطلقتها في السابع عشر من يونيو/حزيران الماضي ضد عناصر “بي كا كا” في شمال العراق. بالإضافة إلى المحافظة على التعاون الاقتصادي بين البلدين. فالعلاقات التجارية تلعب دورًا متعدد الأبعاد في العلاقات التركية-العراقية، حيث الحاجة المتبادلة بينهما. فبالنسبة إلى العراق تشكل تركيا مدخلًا حيويًا لوارداته التجارية ودخول مختلف أنواع البضائع والسلع إلى أسواقه من جهة، ومن جهة أخرى يعتبرها العراق منفذًا مهمًا لتصدير نفطه عبر الأراضي التركية بواسطة الأنابيب التي تمر داخلها وصولًا إلى المواني التركية.[61]
على الجانب العسكري، ما زالت العملية التركية ضد “بي كا كا” مستمرة. فقد أعلنت وزارة الدفاع التركية تحييد 320 مقاتلًا من التنظيم المصنف كتنظيم إرهابي لدى أنقرة منذ انطلاق عمليات “المخلب” المستمرة. وأضافت أن العمليات العسكرية أدت أيضًا إلى ضبط 265 قطعة من المتفجرات اليدوية، و11 لغما، و125 قنبلة يدوية، و10 قذائف “أر بي جي”، و26 سلاحا ثقيلًا، و4 قذائف هاون، و143 سلاحا خفيفًا، فضلًا عن ذخائر وتجهيزات ومواد ومعدات أخرى.[62]
المحور الخامس: الخليج
ما زالت أصداء اتفاق التطبيع الموقع بين الإمارات والكيان الصهيوني واسعة على المستويين الإقليمي والعالمي، وقد نالت تركيا فيه قدرًا كبيرًا من الاهتمام. فقد اعتبرت معظم تقديرات المراقبين -بمن فيهم الإسرائيليين- أن الخطوة الإماراتية-الإسرائيلية ليست تطبيعًا عاديًا، بل هي تحالف كامل بين الإمارات والكيان الصهيوني، وإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية في المنطقة.[63]
وفي حين ذكر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الإمارات وإسرائيل توصلتا لاتفاق لتشكيل تحالف ضد إيران[64]. قالت معظم التحليلات إن إيران ليست وحدها المستهدفة من التحالف المعلن عنه حديثًا، لكن تركيا لها نصيب أيضًا.[65] بل ذهب البعض إلى ما هو أبعد من ذلك، معتبرين أن الاتفاق موجه ضد تركيا في الأساس وليس إيران.[66] تحليلات هؤلاء المراقبين لم تأت جزافًا، بل لها شواهد كثيرة تعضدها. منها ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن رئيس جهاز الموساد يوسي كوهن –الذي زار أبو ظبي مؤخرًا- من أن تركيا أخطر على الاحتلال الإسرائيلي من إيران.[67] وفي يناير/كانون الثاني من السنة الجارية، أدرجت الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلية” (أمان) تركيا لأول مرة على قائمة التهديدات للأمن القومي في تقريرها السنوي.[68]
وبالنسبة للإمارات، فإنها تشكل رأس حربة ضد تركيا في الإقليم، فطالما اتهمتها تركيا بمحاولة الإضرار بها في العديد من الملفات المحورية، منها دعم تنظيم “بي كا كا” وأذرعه في سوريا، ودعم انقلاب حفتر ضد الشرعية في ليبيا، وتمويل ودعم المحاولة الانقلابية الفاشلة في 2016، حسبما أظهرت تسريبات سفيرها في واشنطن يوسف العتيبة[69]، ومؤخرًا الدعم الإماراتي المقدم لليونان في نزاعها مع تركيا حول الحدود البحرية، عن طريق إرسال طائرات حربية للمشاركة بمناورات مع اليونان.[70]
كذلك فإن الإمارات تعتقد أن تركيا تتبع سياسة توسعية، لدرجة أن “العتيبة” أكد أن تركيا هي العدو الأكثر خطورة على الدول العربية، لافتا إلى أنها هي التي هبت لمساعدة قطر عندما فُرض الحصار عليها من قبل السعودية ومصر والبحرين والإمارات.[71] كل هذه الشواهد تدلل على اتفاق الإمارات والكيان الصهيوني على عداء أنقرة، وأنها لن تكون بمعزل أبدًا عن محاولات من قِبَل التحالف الجديد لتحجيم دورها على كافة الجبهات.
في ذات السياق، أدانت تركيا اتفاق التطبيع الجديد بين البحرين والكيان الصهيوني، معتبرة إياه ضربة ضد الجهود المبذولة للدفاع عن القضية الفلسطينية.[72] لكن من الملاحظ أن هذا الاتفاق حاز اهتمامًا أقل بكثير من نظيره الإماراتي في تصريحات الساسة الأتراك. وهذا مفهوم في سياق الوزن النسبي لكلا البلدين وتأثير كل منهما على الساحة السياسية.
وفي تصعيد جديد من تركيا تجاه الإمارات، تقدمت أنقرة الشهر الماضي بطلب للإنتربول لإدراج اسم محمد دحلان مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في القائمة الحمراء، بتهمة إرسال جواسيس إلى تركيا.[73] كما ذكرت صحيفة “صباح” التركية أن ” دحلان”، يقف خلف خلية التجسس الإماراتية، مشيرة إلى أن مكتب الادعاء العام بإسطنبول أرسل ملف التحقيق بشأن دحلان إلى الادعاء العام بأنقرة، بتهمة محاولة الحصول على معلومات سرية والتجسس السياسي والعسكري. وأشارت إلى أن ملف التحقيق المرسل أظهر أيضًا أن “دحلان” متورط في محاولة الانقلاب في تركيا في 15 يوليو/تموز، عن طريق تحويل أموال لعناصر من منظمة “جولن” الواقفة خلف المحاولة الانقلابية.[74]
في شأن قضائي آخر، أعلنت النيابة العامة السعودية، إغلاق قضية مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي“، بشقيها العام والخاص. وقالت النيابة إنها أصدرت عقوبات بالسجن 20 عاما على 5 متهمين، وعقوبات بالسجن بين 7 و10 سنوات على 3 متهمين.[75] ورغم الغبن الواضح في المحاكمة التي وصفتها مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأنها افتقرت للشفافية والمحاسبة[76]، لم تُعر الحكومة التركية اهتمامًا كبيرًا لها. واكتفت بالقول على لسان رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون إن الحكم النهائي الصادر لا يُلبِّي توقعات تركيا والمجتمع الدولي.[77]
وقد يكون الموقف التركي الهادئ نوعا ما هو رغبة في عدم فتح ملف المحاكمة حاليًا، في ظل الجبهات الكثيرة التي تتواجد بها تركيا، وقناعة تركيا أنها لن تستطيع الوصول إلى إنجاز ملموس في القضية في الوقت الراهن بسبب حماية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.[78]
في شأن آخر، استكملت شركة “FNSS” التركية للصناعات الدفاعية تسليم مدرعات “بارس/Pars” العملاقة، محلية الصنع، إلى سلطنة عمان في إطار عقد أبرم في 20 أيلول/ سبتمبر 2015. وفي إطار العقد، سلّمت “FNSS” للقوات العمانية 172 مدرعة من طراز “Pars III 8×8” و”Pars III 6×6″، وكانت قد سلمت الدفعة الاولى منتصف عام 2017.[79]
المحور السادس: فلسطين والكيان الصهيوني
في الوقت الذي هرولت فيه بعض الدول الخليجية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، تزايد الدعم التركي للشعب الفلسطيني على المستويين الدبلوماسي والخيري. فعلى المستوى الدبلوماسي، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعم بلاده لقضية فلسطين العادلة، خلال اتصال هاتفي مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.[80] كما دارت بعض اللقاءات بين المسئولين الأتراك والفلسطينيين هذا الشهر.
حيث استقبل أردوغان وفدًا من حركة “حماس”، على رأسه إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة. وحضر اللقاء من الجانب التركي، رئيسا الاستخبارات هاكان فيدان، ودائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون، والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن.[81] كذلك التقى المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، برئيس السلك الدبلوماسي التركي المؤقت لدى فلسطين، السفير أحمد رضا ديميرير.[82] وهناك لقاء آخر جمع القنصل التركي العام في القدس، أحمد رضا ديمير، بأمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح”، جبريل الرجوب، في رام الله.[83]
اللقاءات المتعددة حملت رسائل دعم من الحكومة التركية للقادة الفلسطينيين، لكن يبدو أن تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام هي أولوية على الأجندة التركية تجاه فلسطين. حيث كشف “هنية” أن أردوغان على خط المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية منذ أمد بعيد، وأنه في كل تواصل يتناول موضوع الوحدة الوطنية ويحث حماس وفتح على إنجاز الوحدة”.[84] في هذا السياق، رحبت الخارجية التركية بانعقاد مؤتمر الأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية، وأكدت دعم أنقرة لأي خطوة تسهم في تحقيق وحدة الصف الفلسطيني.[85]
الاهتمام التركي المتزايد بفلسطين نال ثناء المسئولين الفلسطينيين. كعادة حركة “حماس”، فإنها تستقبل أي دعم يقدم لها بالترحيب بغض النظر عن اختلاف الأيدلوجيات، لذلك فإن ترحيبها بالدور التركي المتنامي على الساحة الفلسطينية أولى، حيث إن الاشتراك في الدين والمذهب والتاريخ متجذر. وقال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل: “إن “تركيا بما قدمته من نموذج للإسلام السياسي، بثوب ديمقراطي جديد، بدأت تشكل مخاوف لدى العدو الإسرائيلي، على الرغم من بعض العلاقات الشكلية بينهما”.[86] كما أشاد أيضًا، جبريل الرجوب والشيخ محمد حسين، بدور تركيا الداعم للقضية الفلسطينية.[87]
وفي لافتة أخرى، دعت وزارة الخارجية التركية، المسؤولين في كل من كوسوفو، وصربيا ، إلى عدم فتح سفارة لبلادهم في القدس. وأكدت أنّ ضم القدس من قبل إسرائيل أمر غير مقبول من المجتمع الدولي[88]، وشددت على أن نقل الدول لسفاراتها إلى مدينة القدس، يعد انتهاكا سافرًا للقوانين الدولية.[89] كذلك أجرى الرئيس أردوغان اتصالين هاتفين بكل من الرئيسين الكوسوفي هاشم ثاتشي، والصربي ألكسندر فوتشيتش.[90] ورغم عدم وجود تفاصيل عن فحوى المكالمتين، إلا أن دلالة التوقيت – بعد عزم البلدين نقل سفارتهما للقدس- تشير إلى أن القضية الفلسطينية كانت حاضرة في المكالمتين.
ويمكن تلخيص الرؤية التركية تجاه فلسطين حاليًا في قول أردوغان: “إن تركيا لن تترك فلسطين لقمة سائغة لأحد أبدًا”.[91] فالقيادة التركية تعتقد أن الشعب الفلسطيني يتعرض لمحاولة سلبه كل حقوقه وآماله في قيام دولة له، وأن قطار التطبيع الحالي سيشجع إسرائيل -إن لم يعمل معها- على تصفية القضية الفلسطينية كاملة، وأن صفقة القرن هي الترجمة الواقعية في هذا الإطار. لذلك تريد تركيا تقوية الجبهة الفلسطينية الداخلية عن طريق المسارعة في انهاء الانقسام بين فتح وحماس، كما تحاول أن تهيئ الظروف للقادة الفلسطينيين لتنفيذ خططهم في الدفاع عن أنفسهم ضد الضغط المتزايد من إسرائيل وبعض الدول العربية.
من ذلك ماوصفه القائم بالأعمال الإسرائيلي في تركيا روي جلعاد، بالخطوة “غير الودية للغاية” من جانب تركيا. حيث اتهمها جلعاد باحتضان المقاومة الفلسطينية على أراضيها، ومنح قادتها جوازات سفر تركية وبطاقات هوية. وصرح جلعاد بأن الكيان الصهيوني لديه الوثائق التي تثبت ذلك، وأنه أبلغ أنقرة بالفعل العام الماضي بأن حماس تمارس “نشاطا له علاقة بالإرهاب” في إسطنبول لكن تركيا لم تتحرك.[92]
وعلى الصعيد الخيري، تنشط بعض الجمعيات الخيرية التركية على الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية. وحسب مدير مكتب وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” في فلسطين، أحمد رفيق شتنكايا، فإن الرئيس أردوغان يقول دائمًا: إن الدعم لفلسطين يجب أن يكون مفتوحًا”.[93]
في هذا السياق، أنهت وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، العمل بمشروع ترميم مبنى “مكتبة بلدية نابلس” التي كانت قد تأسست في العهد العثماني، وتُعد من كبرى المكتبات العامة في فلسطين.[94] كذلك انهت جمعية الهلال الأحمر التركية، مشروع تمديد شبكات صرف صحي أقامته في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.[95] كما أعلنت وزارة الصحة في القطاع توقيع مذكرة تفاهم مع هيئة الإغاثة الإنسانية التركية “IHH”، لتزويد المرافق الصحية بالأدوية والمستلزمات الطبية لمواجهة كورونا.[96] بالإضافة إلى مساعدات إنسانية دورية تقدمها “IHH” لفقراء ومرضى بقطاع غزة.[97]
المحور السابع: أوروبا
يعتبر التوتر بين تركيا واليونان حول مناطق الصلاحية البحرية لكلا البلدين هو حديث الساعة. فبعد أن نجحت الوساطة الألمانية في إقناع الدولتين بالجلوس على طاولة المفاوضات للوصول لحل سلمي للقضية، أبرمت اليونان اتفاقًا مع مصر لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، الأمر الذي رفضته تركيا تمامًا واعتبرته انتهاكًا لحقوقها، وأمرت القيادة التركية بإعادة سفن التنقيب فورًا للمناطق المختلف في ملكيتها مع اليونان، محاطة بالقطع العسكرية البحرية لحمايتها.[98]
التوتر المتصاعد بدأ يأخذ بمرور الوقت شكل التحالفات، أكثر من كونه خلافًا بين دولتين جارتين. كذلك ازدادت احتمالية الاشتباك العسكري، فالمناورات البحرية من الطرفين لم تتوقف تقريبًا.[99] كما اعترضت المقاتلات التركية 6 طائرات حربية يونانية من طراز “إف 16″، وأبعدتها عن نطاق أنشطة أنقرة للتنقيب عن الطاقة في شرق المتوسط.[100] وتكررت زيارات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لأماكن قريبة جدًا من مناطق النزاع، كزيارته المفاجئة للشطر الشمالي من جزيرة قبرص، المتنازع عليها بين تركيا واليونان،[101] وكذلك زيارته لمنطقة كاش التابعة لأنطاليا جنوبي تركيا، والتي تقع على مسافة قريبة من جزيرة ميس، في وقت كانت تزور فيه رئيسة اليونان إيكاتيريني ساكيلاروبولو الجزيرة نفسها التي تعد أحد أسباب الخلاف الحالي بين البلدين.[102]
واتهمت تركيا اليونان بتسليح 18 جزيرة بشكل مخالف لبنود معاهدتي لوزان (عام 1923) وباريس (عام 1947) الخاصة بنزع السلاح عن الجزر اليونانية في بحر إيجة.[103] وبعد أن أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس البدء في إجراءات توسيع الحدود البحرية لبلاده في البحر الأيوني من 6 إلى 12 ميلاً، في خطوة قد تمهد لإعلان مماثل في بحر إيجه، اعتبرت تركيا أن خطوة مماثلة في “إيجه” تُعَد إعلانًا للحرب.[104]
وبالنظر لتصريحات الطرفين، فإن كلًا منهم يؤكد أنه سيحمي مصالحه، وما يعتبره “حقوقًا لشعبه” حتى النهاية، وفي ذات الوقت يكرر كل طرف دعوته للحوار وحل الأمر عبر التفاوض. لكن يبدو أن الحوار الذي تدعو إليه اليونان غير الحوار الذي تدعو إليه تركيا، حيث إن تركيا تريد حوارًا بدون شروط مسبقة[105]، بينما تشترط اليونان أن تسحب تركيا كل سفن التنقيب والقطع العسكرية قبل بدء أي مفاوضات[106]، وهو الأمر الذي لا تريد أنقرة أن تعود إليه. فقد أبدت تركيا حسن نية وسحبت سفنها قبل أسابيع بعد وساطة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لكن الاتفاق اليوناني-المصري أعاد الأمور لنقطة التوتر، بل بوتيرة أشد هذه المرة.
ويبدو أن المعالجة التركية لهذا النزاع تعتمد على تثبيت معادلة أن أنقرة لن تقبل بأي حال النظرة اليونانية لحقوقها شرق المتوسط، بحيث تتأكد اليونان وحلفاؤها أنهم لن يستطيعوا فرض نظرتهم على تركيا. وفي سبيل ذلك تبذل تركيا جهدًا ميدانيًا عن طريق إرسال سفنها للتنقيب تحت حماية قواتها البحرية، ودبلوماسيًا مع الدول المؤثرة كالولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، لإقناعهم بالإجحاف اليوناني بحقهم. ولذلك بدأ وزير الخارجية التركي استخدام خريطة تمثل وجهة النظر اليونانية لحدود تركيا البحرية، يظهر فيها أن أثينا تريد أن تترك لأنقرة مساحة صغيرة جدًا محاذية لشواطئها.[107]
الجزء الآخر من المعالجة التركية هو تحييد الدول الداعمة لليونان، وعلى رأسها فرنسا. فقد جاء على لسان القادة الأتراك أكثر من مرة أن باريس لا تملك حدودًا بحرية في شرق المتوسط، وبالتالي لا يحق لها التدخل في المنطقة. ولذلك إذا ما جلست تركيا في مفاوضات فإنها لن تقبل بأي حال أن تكون فرنسا طرفًا في التفاوض، فضلًا عن أن تكون راعية له.[108] وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإن تركيا تحاول تحييده أيضًا قدر الإمكان، كما تتعامل مع بعض دوله بشكل منفرد كـألمانيا[109] –التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد- وإيطاليا.[110] هذا الشكل من التعامل المنفرد قد يُمكِّن تركيا من تجنب فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها، ويمنع تكتل كل الدول الأوروبية ضدها، كما يترك مساحة لبعض دول الاتحاد للعب دور الوساطة.
وفي آخر التطورات تَحَرَّك حلف شمال الأطلسي (الناتو) لإدارة اجتماعات تجمع بين عسكريين من البلدين. لا تهدف تلك الاجتماعات –بطبيعة الحال- إلى حل النزاع بشكل كامل، فهذا غير ممكن حاليًا في ظل التوتر المتزايد. لكن هدف الناتو هو خفض التوتر شيئًا ما، والعمل على منع الانزلاق لحرب قد يتسبب فيها أي صدام محدود في المناطق التي تتواجد فيها قوات الدولتين شرقي المتوسط. وفي هذا الإطار أدار الحلف أربعة اجتماعات بين عسكريين من الدولتين حتى وقت كتابة هذه الأسطر.[111]
بالنسبة لليونان، فيبدو أنها منتظرة النتائج التي ستتمخض عنها جلسة الاتحاد الأوروبي المزمع عقدها في 24 سبتمبر/أيلول الجاري.[112]، فقد يذهب الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على تركيا، الأمر الذي يقوي جبهتها في النزاع. إلا أن تركيا تقول إنها لا تتوقع أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها، لكنها في ذات الوقت أكدت أنها لا تستبعدها، وأنها في حال فرضها فلن تكون سببًا في ثني أنقرة عن الدفاع عن وطنها الأزرق.[113]
المحور الثامن: الولايات المتحدة الأمريكية
تنشغل الإدارة الأمريكية حاليًا بالتحضير للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، والتي تتقارب فيها حظوظ مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، مع مرشح الحزب الجمهوري والرئيس الحالي دونالد ترمب.[114] ويبدو أن الانشغال بالانتخابات أبعدَ أمريكا عن الانخراط في الأحداث الخارجية بشكل عميق. لكن سخونة الأحداث وأهميتها في أكثر من بقعة جغرافية تجبرها من حين لآخر للتدخل لمنع تهديد مصالحها الاستراتيجية.
ومن أهم الأحداث الدائرة في منطقة الشرق الأوسط حاليًا هي النزاع بين اليونان وتركيا على الحدود البحرية لكلا الدولتين. وكما أسلفنا، فإن النزاع بصيغته الحالية قد يكون مقدمة لحرب شاملة تتدخل فيها العديد من دول المنطقة، الأمر الذي يهدد المصالح الأمريكية فيها بطبيعة الحال، ويحتِّم على البيت الأبيض التدخل –رغم انشغاله- لمنع تطور الأوضاع إلى مالا تُحمد عقباه. في سياق ذلك، جاءت دعوة الناتو لعقد محادثات فنية بين اليونان وتركيا في محاولة لتأسيس آليات تجنّب حدوث مناوشات شرقي المتوسط.[115]
كذلك قررت الولايات المتحدة رفع حظر السلاح المفروض على قبرص الجنوبية بعد 33 عامًا من إقراره.[116] القرار الذي لم يبدُ مفاجئًا لأنقرة، فقد وافق مجلس الشيوخ في ديسمبر/كانون الثاني من عام 2019 على قرار رفع الحظر عن تزويد قبرص بالأسلحة بعد جهود قادها السيناتوران الديمقراطي روبرت ميندينيز، والجمهوري ماركو روبيو اللذان عبرا بصراحة أن هدفهما من هذه الجهود هو تشجيع التعاون المتنامي بين قبرص واليونان والكيان الصهيوني.[117] لكن استقبلت كل من تركيا وجمهورية قبرص الشمالية قرار واشنطن الأخير بالرفض التام[118]، وحذرت أنقرة أنه إذا لم تراجع واشنطن القرار، فإنها قد تلجأ إلى اتخاذ خطوات مماثلة، في إشارة إلى قيامها بتسليح قبرص التركية.[119]
وبالنظر إلى تفاصيل القرار سنجد أنه مؤقت وجزئي، حيث إنه حدد أن تكون الأسلحة غير فتاكة، وأن رفع الحظر سيكون لسنة واحدة فقط.[120] ولذلك، يمكن القول أن قرار رفع الحظر لا يأتي في إطار إذكاء روح الحرب بين تركيا واليونان، فهذا ما تريد أمريكا تجنبه أصلًا. لكن يمكن اعتباره خطوة أمريكية لتحقيق شيئ من التوازن حاليًا بين اليونان وجارتها تركيا، القوة الثانية في حلف الناتو بعد الولايات المتحدة. كذلك قد يكون القرار أتى في سياق وضع قدم هنا وقدم هناك، حيث إن واشنطن لا تقف بجانب اليونان بشكل صريح في نزاعها مع تركيا، وبالتالي فهي لا تريد أن تظهر بمظهر المتخلي عنها تمامًا في أزمتها.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تركت القيادة حاليًا لألمانيا، الدولة ذات الوزن الأكبر في أوروبا، للتوسط بين الطرفين الأعضاء في حلف الناتو، وأن أمريكا قد تعود لتنخرط بشكل أعمق في محاولات حل الأزمة إذا ما استمرت حتى نهاية الانتخابات الرئاسية القادمة.[121]
في شأن آخر، يبدو أن واشنطن منزعجة من الدعم التركي المتزايد للقضية الفلسطينية، حيث أبدت الخارجية الأمريكية اعتراضها على الاجتماع الذي عُقد بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع قيادة حركة حماس في 22 أغسطس/ آب الماضي. وحذرت من أن الاستمرار في تواصل الرئيس مع حماس الارهابية- كما وصفتها- سوف يسبب عزل تركيا عن المجتمع الدولي. وأعلنت أن مسؤولي الولايات المتحدة سوف يناقشون هذه القضية مع تركيا على أعلى المستويات.[122]
لكن أنقرة رأت أن تصريحات واشنطن “تجاوز للحدود”، واستنكرت وصف أمريكا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية” بأنه إرهابي، وقالت إن حركة “حماس” ممثل شرعي للشعب الفلسطيني وصلت للسلطة عبر انتخابات ديمقراطية في قطاع غزة. وأضافت الخارجية التركية في بيان لها أنه لا يحق للولايات المتحدة إطلاق تصريحات في هذا الخصوص بحق دول أخرى، خاصة وأنها تقدم دعمًا علنيًا لمنظمة “بي كا كا” التي تصنفها بنفسها منظمة إرهابية، وتستضيف زعيم تنظيم “غولن” الإرهابي، على أراضيها.[123]
وكالعادة، فإن شراء أنقرة أنظمة “إس-400” الروسية للدفاع الجوي ملف خلافي قديم متجدد بين الدولتين الأكبر في حلف الناتو. وقال رئيس شركة روستيك الحكومية الروسية سيرجي تشيميزوف، أواخر الشهر الماضي إنه من المرجح أن توقع روسيا عقدًا مع تركيا لتسليم دفعة إضافية من أنظمة صواريخ إس -400 خلال العام المقبل.[124]
وحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، فإن الولايات المتحدة تشترط تخلي أنقرة عن أنظمة الدفاع الروسية الصنع «إس 400» كشرط لتحسين العلاقات، لكن تركيا ترى أن هذا الأمر «غير مقبول»، وسيأتي بنتائج عكسية. وقال “قالن” إن على أمريكا التركيز على القضايا الرئيسية المقلقة في العلاقات كالدعم الأمريكي المقدم لقوات حماية الشعب الكردية في سوريا وعلاقتها بالانفصاليين الذين تعتبرهم تركيا والاتحاد الأوروبي إرهابيين، ورفض واشنطن تسليم فتح الله جولن، قائد المحاولة الانقلابية الفاشلة في 2016.[125] ويبدو أن ملف «إس 400» سيظل مفتوحًا من جانب الولايات المتحدة، لتُظهره على الساحة كلما حدث توتر في العلاقات بين الجانبين.
المحور التاسع: الداخل التركي
شهد الشهر الماضي حدثًا تاريخيًا في تركيا، فقد نجحت سفينة التنقيب التركية “فاتح” في العثور على أكبر حقل للغاز الطبيعي بتاريخ البلاد في البحر الأسود. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مراسم إعلان الاكتشاف التي تابعها الشعب التركي بشغف، أن الاكتشاف عبارة عن 320 مليار متر مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي في بئر “تونا-1” ضمن حقل غاز صقاريا. وأكد أن المؤشرات الأولية تشير إلى احتمال كبير لوجود حقول أخرى في نفس المنطقة.[126] وصرح وزير الطاقة التركي فاتح دونماز، أن القيمة الاقتصادية لاحتياط الغاز المكتشف تُقدر بنحو 65 مليار دولار.[127]
الاكتشاف الجديد يشكل تطورًا مهمًا بالنسبة لتركيا على الصعيدين الداخلي والخارجي. وهذا ما لفتت إليه تصريحات القادة الأتراك من أن الاكتشاف يعد نقطة تحول في تاريخ الجمهورية التركية.[128] على الصعيد الداخلي، تستورد تركيا 98% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي. وتنفق كل عام 12 مليار دولار على واردات الغاز من روسيا، وإيران، وأذربيجان، والجزائر، ونيجيريا، وقطر. وبفضل هذا الاكتشاف ستوفر تركيا كامل احتياجاتها من الغاز طوال نحو 7 أعوام، وبذلك سيتقلص اعتماد تركيا على الخارج لفترة، الأمر الذي سينعكس على الاقتصاد التركي بكل تأكيد.[129] وقد أشار وزير الخزانة والمالية التركي براءت ألبيرق إلى ذلك خلال مراسم إعلان الاكتشاف بقوله: “سننتهي من مسألة عجز الحساب الجاري، وسنبدأ الحديث عن فائض الحساب الجاري”.[130]
كذلك فإن الاكتشاف يزيد من رصيد الرئيس أردوغان وحزبه لدى الشعب التركي، ما سيقوي موقفه في الاستحقاقات الانتخابية القادمة. ويمكن فهم ذلك في إطار تصريح أردوغان أن حكومته تهدف لإدخال غاز البحر الأسود في الخدمة بحلول 2023، السنة التي ستعقد فيها الانتخابات العامة في تركيا.
على المستوى الخارجي، فإن اعتماد تركيا على القوى الخارجية وخصوصًا روسيا وإيران في استيراد الطاقة يجعلها تراعي هذه النقطة في أي خلاف معهما. وبالتالي تزداد احتمالية خضوع أنقرة لضغوط قد تُمارَس عليها باستغلال هذه الورقة. الاكتشاف الجديد والاكتشافات الأخرى المتوقع أن تكون خلال شهرين –حسب وزير الطاقة التركي-[131] تساهم في تحويل الطاقة من ورقة ضعف إلى ورقة قوة بيد أنقرة، وبالتالي يُمَكِّنها ذلك من لعب دور سياسي إقليمي وعالمي بحرية أكبر.[132]
سياسيًا، ما زالت الأحزاب التركية ترتب أوراقها للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في يونيو/ حزيران عام 2023. بالنسبة للتحالف الحاكم فقد حسم أمره وأعلن زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت باهتشلي، أن الرئيس أردوغان سيكون مرشح “تحالف الشعب” في الانتخابات الرئاسية القادمة.[133] بينما لم تستقر المعارضة على اسم قادر على منافسة أردوغان حتى الآن. وشهد الشهر الماضي ما يمكن اعتباره “بالون اختبار” من رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليغدار أوغلو، الذي ألمح أن حزب العدالة والتنمية يخاف من ترشح الرئيس السابق، عبد الله غل، للرئاسة، وأن حزب “الشعب الجمهوري” لن يرفض إذا ترشح “غل” أمام أردوغان.[134]
لكن يقول مراقبون أن ترشيح “غل” يَلقى معارضة شديدة من القاعدة الأساسية للحزب التي تعيب على حزبها التاريخي الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، انعدام قدرته على تقديم مرشح من قياداته الأساسية واللجوء إلى مرشح خارجي توافقي، الأمر الذي وسع الخلافات داخل أطر الحزب.[135] وفي العموم، توجد أسماء على الساحة من المتوقع أن تنافس أردوغان على مقعد الرئاسة في الانتخابات القادمة، منها زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار، ورئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو، ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاش. لكن من الصعب الجزم في الوقت الحالي بأن أيًا منها سيكون هو مرشح المعارضة.[136]
أمنيًا، من الملاحظ أن أجهزة الأمن التركية تشن حملة واسعة هذه الأيام ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، المصنف لديها كتنظيم إرهابي. ففي مطلع الشهر الجاري ألقت الشرطة التركية القبض على ما يسمى أمير داعش في تركيا “محمود أوزدان”. وأعلنت وزارة الداخلية أن القبض على عنصر ينتمي لتنظيم “داعش”، كان يستعد لتنفيذ عملية إرهابية ببندقية من نوع “كلاشينكوف”، قادهم للتوصل إلى ” أوزدان” زعيم التنظيم في تركيا.[137] وأعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أنه تم ضبط كمبيوتر ومواد رقمية مع أوزدان، تحتوي بداخلها على معلومات تفيد بتلقيه أوامر من سوريا والعراق بشكل دائم.[138]
وأضاف أن المضبوطات تضمنت مخططات لتشكيل مجموعات مكونة من 10 إلى 12 شخصا وتنفيذ عمليات في تركيا، كما ضمت أماكن إخفاء ذخائر الأسلحة، وخططًا للإضرار بالاقتصاد التركي، ومخططات لاختطاف سياسيين ورجال دولة ونقلهم إلى سوريا. كما أفصحت صحيفة “حرييت التركية” عن جزء من التحقيقات، التي أثبتت أن التنظيم كان يعكف على استهداف مسجد آيا صوفيا الكبير الذي عاد كمسجد بعد 86 عاما من تحويله لمتحف[139]، الأمر الذي يفتح الباب من جديد للسؤال عن الأجندة الحقيقية للتنظيم.
وكما أن القبض على عنصر من التنظيم قاد الشرطة التركية إلى “أوزدان”، فيبدو أن القبض على “أوزدان” قاد إلى غيره من الأعضاء. حيث تعددت أنباء بعدها تفيد بالقبض على عناصر من تنظيم “داعش” في عموم تركيا.[140]
المصادر
[1] RT، سوريا.. انفجار سيارة مفخخة قرب نقطة مراقبة تركية في ريف إدلب، 28 أغسطس/آب 2020
[2] العربي الجديد، إصابة جنديين تركيين بإطلاق نار من مجهولين في إدلب شمالي سورية، 6 سبتمبر/أيلول 2020
[3] الأناضول، استشهاد جندي تركي متأثرا بجراح أصيب بها في “إدلب”، 6 سبتمبر/أيلول 2020
[4] حلب اليوم، الهلال الأحمر التركي يعلن مقتل أحد موظفيه شرق حلب، 6 سبتمبر/أيلول 2020
[5] رويترز، إنترفاكس: روسيا تقول إن إحدى مركباتها المدرعة تعرضت للهجوم خلال دورية في سوريا، 25 أغسطس/آب 2020
[6] الخليج الجديد، روسيا لتركيا: حافظوا على الأمن بمناطق تواجدكم في سوريا، 22 أغسطس/آب 2020
[7] وكالة أنباء تركيا، أسباب الاستهداف المتكرر للدوريات التركية الروسية المشتركة في إدلب، 1 سبتمبر/أيلول 2020
[8] العربي الجديد، استهداف جديد للدورية الروسية – التركية المشتركة في إدلب، 25 أغسطس/آب 2020
[9] العربية، تركيا تبني نقطة عسكرية جديدة في إدلب.. الإجمالي 68، 31 أغسطس/آب 2020
[10] العربي الجديد، القوات التركية تحصّن نقاطها غربي إدلب وتبحث في محيطها عن متفجرات، 8 سبتمبر/أيلول 2020
[11] يني شفق، تركيا: تحييد 118 إرهابيا من “بي كا كا” في سوريا والعراق، 12 سبتمبر/أيلول 2020
[12] RT، دمشق تدين قطع الجانب التركي مياه الشرب عن الحسكة وما حولها، 24 أغسطس/آب 2020
[13] ترك برس، سوريا.. هكذا تقطع ميليشيات “YPG” المياه عن السكان لتشويه تركيا، 28 أغسطس/آب 2020
[14] الأناضول، بذكراها الرابعة.. الشمال السوري يجني ثمار “درع الفرات” (تقرير)، 24 أغسطس/آب 2020
[15] يني شفق، الإغاثة التركية تقدم دعما نقديا شهريا لـ 9 آلاف و337 يتيما سوريا، 7 سبتمبر/أيلول 2020
[16] تركيا بالعربي، مبادرة “سورية تركية” لتوزيع 50 ألف رغيف خبز في إدلب يومياً، 26 أغسطس/آب 2020
[17] يني شفق، وزير الدفاع التركي: ندعم الليبيين لتأسيس جيشهم النظامي، 13 سبتمبر/أيلول 2020
[18] الخليج 365، طرابلس.. اجتماع ثلاثي بين تركيا وقطر وليبيا، 17 أغسطس/آب 2020
[19] ترك برس، أكار يجتمع مع العطية وباشاغا في طرابلس، 17 أغسطس/آب 2020
[20] الأناضول، طرابلس.. أكار يجتمع مع العطية والمشري، 17 أغسطس/آب 2020
[21] القدس العربي، طرابلس: اتفقنا مع تركيا وقطر على دعم قدرات الجيش الليبي، 17 أغسطس/آب 2020
[22] الجزيرة، بعد إعلان وقف إطلاق النار.. 6 أوجه للتوافق والاختلاف بين بياني حكومة الوفاق وبرلمان طبرق، 21 أغسطس/آب 2020
[23] سكاي نيوز عربية، ترحيب دولي وعربي بإعلان وقف إطلاق النار في ليبيا، 22 أغسطس/آب 2020
[24] عربي 21، لماذا تصمت تركيا عن مبادرة وقف إطلاق النار بليبيا؟، 26 أغسطس/آب 2020
[25] الأناضول، تركيا تؤكد دعمها للحكومة الليبية الشرعية وخياراتها، 21 أغسطس/آب 2020
[26] الشرق الأوسط، تركيا تشترط تسليم سرت والجفرة للقبول بهما «منزوعتي السلاح»، 26 أغسطس/آب 2020
رويترز، تركيا تدعم وقف إطلاق النار في ليبيا لكن الشكوك تراودها بعد رفض حفتر، 1 سبتمبر/أيلول 2020
[27] المدينة الإخبارية، تركيا وروسيا تتفقان على مواصلة اللقاءات لحل الأزمة الليبية، 1 سبتمبر/أيلول 2020
[28] ترك برس، وزير الخارجية الجزائري من أنقرة: ندعم الحل السلمي في ليبيا، 1 سبتمبر/أيلول 2020
[29] يني شفق، وزير خارجية الكونغو: تركيا في ليبيا بدعوة من حكومتها الشرعية، 8 سبتمبر/أيلول 2020
[30] الشرق، وزير الدفاع التركي يؤكد استمرار بلاده في دعم ليبيا، 1 سبتمبر/أيلول 2020
[31] الأناضول، الخبراء الأتراك يواصلون إزالة ألغام حفتر في ليبيا، 19 أغسطس/آب 2020
[32] وكالة أنباء تركيا، طلاب عسكريون ليبيون يواصلون تلقي تدريباتهم في تركيا، 18 أغسطس/آب 2020
[33] بوابة الوسط، السراج يبحث مع مجموعة «كاليون» التركية استكمال المشاريع المتوقفة، 24 أغسطس/آب 2020
[34] RT، المركزي التركي يوقع مذكرة تفاهم مع نظيره الليبي، 31 أغسطس/آب 2020
[35] الخليج الجديد، مباحثات بين أنقرة وطرابلس للتنقيب عن النفط والغاز في ليبيا، 11 سبتمبر/أيلول 2020
[36] قناة العالم، السراج لن يلتقي حفتر لا في المستقبل القريب ولا البعيد رغم الوساطات، 15 سبتمبر/أيلول 2020
[37] عربي 21، أنقرة: جهود تبذل للتخلص من حفتر في ليبيا وخارجها، 14 سبتمبر/أيلول 2020
[38] الخليج الجديد، تركيا مرحبة بالاتفاق الليبي: مصر قد تلعب دورا بناء، 21 أغسطس/آب 2020
[39] العربية، مصادر: مصر تفتح خط اتصال مباشرا.. وتنسيق كامل مع الجيش الليبي، 19 أغسطس/آب 2020
[40] TRT، للمرة الرابعة.. الجيش الليبي يعلن خرق مليشيا حفتر للهدنة في سرت، 8 سبتمبر/أيلول 2020
[41] العربية، زعيم معارضة تركيا لأردوغان: لمَ تؤيد الإخوان وتخسر مصر؟، 4 سبتمبر/أيلول 2020
[42] ترك برس، داود أوغلو: أعارض انقلاب مصر لكن الضرورات تبيح المحظورات، 15 سبتمبر/أيلول 2020
[43] عربي 21، ياسين أقطاي يكشف لـ”عربي21″: هذه حقيقة المصالحة بين مصر وتركيا، 11 سبتمبر/أيلول 2020
[44] يني شفق، Uzmanlar: Türkiye-Mısır anlaşması Yunanistan’ın Doğu Akdeniz’deki bütün tezlerini bitirir، 8 سبتمبر/أيلول 2020
[45] اكسترا نيوز، سامح شكري: مصر تدعم كل الجهود المبذولة لحل أزمة ليبيا ونتمسك بحل سياسي ليبي ليبي، 13 سبتمبر/أيلول 2020
[46] وكالة أنباء تركيا، وزير خارجية مصر يهاجم تركيا: تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، 9 سبتمبر/أيلول 2020
[47] أهل مصر، “شرق المتوسط والقضية الفلسطينية”.. كيف كانت مباحثات شكري مع نظيرة اليوناني؟، 15 سبتمبر/أيلول 2020
[48] تركيا الآن، السيسي وماكرون يؤكدان دعم المسار السياسي في ليبيا ورفض التصعيد بالمتوسط، 11 سبتمبر/أيلول 2020
[49] رويترز، الإمارات ومصر تناقشان الوضع في شرق المتوسط، 4 سبتمبر/أيلول 2020
[50] TRT، هل تدفع دولٌ بعينها اليونان لمواجهة تركيا في شرق المتوسط؟، 2 سبتمبر/أيلول 2020
[51] الاستقلال، صحيفة إيطالية: هذه جبهات المواجهة بين السيسي وأردوغان، 7 سبتمبر/أيلول 2020
[52] عربي 21، خبراء يرصدون احتمالات توقيع تركيا ومصر اتفاقا بحريا، 9 سبتمبر/أيلول 2020
[53] عربي 21، ياسين أقطاي يكشف لـ”عربي21″: هذه حقيقة المصالحة بين مصر وتركيا، 11 سبتمبر/أيلول 2020
[54] عربي 21، بغداد تلغي زيارة وزير الدفاع التركي وتستدعي سفير أنقرة، 11 أغسطس/آب 2020
[55] العربي الجديد، بغداد تعزز انتشار قوات حرس الحدود على حدودها الشمالية مع تركيا، 12 أغسطس/آب 2020
[56] تركيا الآن، فرنسا تواصل مطاردة تركيا.. ماكرون يحذر أردوغان من العراق، 4 سبتمبر/أيلول 2020
[57] الشرق الأوسط، نيجيرفان بارزاني يلتقي في أنقرة إردوغان وجاويش أوغلو، 5 سبتمبر/أيلول 2020
[58] عربي 21، بعد لقاء ماكرون.. ماذا وراء زيارة بارزاني المفاجئة لتركيا؟، 5 سبتمبر/أيلول 2020
[59] الأناضول، تشاووش أوغلو يلتقي بارزاني في أنقرة، 4 سبتمبر/أيلول 2020
[60] يني شفق، تشاووش أوغلو يلتقي بارزاني في أنقرة، 4 سبتمبر/أيلول 2020
[61] TRT، إلى أين يمضي مستقبل العلاقات التركية العراقية؟، 11 سبتمبر/أيلول 2020
[62] ديلي صباح، تركيا تحيّد 320 إرهابيا بعمليات “المخلب” شمالي العراق، 5 سبتمبر/أيلول 2020
[63] العربي الجديد، في طبيعة التحالف الإماراتي الإسرائيلي، 17 أغسطس/آب 2020
[64] CNN، وزير الخارجية الأمريكي: الإمارات وإسرائيل ستشكلان تحالفا لمنع إيران من تهديدنا، 6 سبتمبر/أيلول 2020
[65] عربي 21، هآرتس: تطبيع الإمارات أثار تركيا أكثر من إيران.. لماذا؟، 17 أغسطس/آب 2020
[66] القدس العربي، ميدل إيست آي: تعاون عربي- إسرائيلي لتصوير تركيا كعدو جديد بدل إيران، 13 سبتمبر/أيلول 2020
[67] TRT، الإمارات تعبث شرق المتوسط.. هل تستطيع إسرائيل حمايتها من الحساب التركي؟، 25 أغسطس/آب 2020
[68] TRT، الاتفاق الإماراتي-“الإسرائيلي” من منظور تركي، 26 أغسطس/آب 2020
[69] المصدر نفسه
[70] فرانس 24، الإمارات ترسل طائرات للمشاركة بمناورات مع اليونان.. فما مصير التصعيد مع تركيا؟، 28 أغسطس/آب 2020
[71] عربي 21، هآرتس: تطبيع الإمارات أثار تركيا أكثر من إيران.. لماذا؟، 17 أغسطس/آب 2020
[72] RT، أنقرة تندد بقرار البحرين التطبيع مع إسرائيل، 11 سبتمبر/أيلول 2020
[73] الجزيرة، تتهمه بالتجسس على فلسطينيين ومصريين بتركيا.. أنقرة تطلب إدراج دحلان على قائمة الإنتربول، 22 أغسطس/آب 2020
[74] الخليج الجديد، تمويل جولن ومراقبة الإخوان.. تفاصيل مثيرة حول الخلية الإماراتية المرتبطة بدحلان، 19 أغسطس/آب 2020
[75] الخليج أونلاين، السعودية تعلن إغلاق قضية خاشقجي بشقيها العام والخاص، 7 سبتمبر/أيلول 2020
[76] رويترز، متحدث باسم الأمم المتحدة: المحاكمة في قضية خاشقجي افتقرت للشفافية والمحاسبة، 8 سبتمبر/أيلول 2020
[77] القدس، الرئاسة التركية: أحكام السعودية بقضية خاشقجي لا تلبي التوقعات، 8 سبتمبر/أيلول 2020
[78] RT، كتاب وودورد: ترامب فاخر بـ”إنقاذ” محمد بن سلمان بعد مقتل خاشقجي، 10 سبتمبر/أيلول 2020
[79] ديلي صباح، تركيا تستكمل تسليم مدرعات “بارس” محلية الصنع لعُمان، 29 أغسطس/آب 2020
[80] فلسطين أونلاين، أردوغان يجدد دعم بلاده للقضية الفلسطينية العادلة، 22 أغسطس/آب 2020
[81] قدس برس، أردوغان يستقبل هنية في إسطنبول، 22 أغسطس/آب 2020
[82] فلسطين أونلاين، مفتي القدس يشيد بدور تركيا في دعم القضية الفلسطينية، 1 سبتمبر/أيلول 2020
[83] قدس نت، القنصل التركي بالقدس: ملتزمون بالقضية الفلسطينية وحل الدولتين، 27 أغسطس/آب 2020
[84] الأناضول، هنية: أردوغان يحث دوما على المصالحة الفلسطينية، 27 أغسطس/آب 2020
[85] سبق 24، تركيا ترحب بانعقاد مؤتمر الأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية، 4 سبتمبر/أيلول 2020
[86] يني شفق، مشعل: تركيا تؤرق إسرائيل ووحدة الفلسطينيين لن تسهل التطبيع، 29 أغسطس/آب 2020
[87] فلسطين أونلاين، مفتي القدس يشيد بدور تركيا في دعم القضية الفلسطينية، 1 سبتمبر/أيلول 2020
[88] وكالة وفا، أنقرة تدعو كوسوفو لعدم فتح سفارة لها في القدس، 6 سبتمبر/أيلول 2020
[89] صدى الإعلام، تركيا تعرب عن قلقها من قرار صربيا نقل سفارتها للقدس، 6 سبتمبر/أيلول 2020
[90] الراية، الرئيس التركي يبحث مع نظيريه الكوسوفي والصربي التطورات الإقليمية، 10 سبتمبر/أيلول 2020
[91] الديار اللبنانية، أردوغان يبحث تعليق العلاقات الدبلوماسية مع أبو ظبي وسحب السفير، 14 أغسطس/آب 2020
[92] الحرة، إسرائيل: تركيا أعطت جوازات سفر لأعضاء في حماس، 26 أغسطس/آب 2020
[93] الأناضول، “تيكا” تُنهي ترميم مكتبة بلدية “نابلس”، 23 أغسطس/آب 2020
[94] المصدر نفسه
[95] يني شفق، غزة.. “الهلال التركي” يتفقد مشروع تمديد شبكات صرف صحي، 23 أغسطس/آب 2020
[96] ترك بوست، “الإغاثة التركية” تزود غزة بمستلزمات طبية لمواجهة كورونا، 10 سبتمبر/أيلول 2020
[97] الأناضول، “IHH” التركية تقدم مساعدات إنسانية لفقراء ومرضى بغزة، 29 أغسطس/آب 2020
يني شفق، “IHH” التركية توزع مساعدات إنسانية لفقراء ومرضى في غزة، 10 سبتمبر/أيلول 2020
[98] الخليج الجديد، تركيا تتهم اليونان بزعزعة الأمن في المتوسط، 10 أغسطس/آب 2020
[99] تركيا الآن، «المتوسط» ساحة حرب.. تفاصيل المناورات العسكرية لـ8 دول في 10 أيام، 5 سبتمبر/أيلول 2020
[100] CNN، تركيا: إبعاد 6 مقاتلات يونانية عن منطقة بشرق المتوسط تبحث أنقرة فيها عن الطاقة، 29 أغسطس/آب 2020
[101] العربي الجديد، خلوصي أكار وقادة الجيش في زيارة مفاجئة إلى قبرص التركية، 13 سبتمبر/أيلول 2020
[102] الجزيرة، رئيسة اليونان تصل جزيرة ميس ووزير دفاع تركيا يحضر أنشطة قرب المكان، 13 سبتمبر/أيلول 2020
[103] الرسالة نت، تركيا تكشف تسليح اليونان 16 جزيرة وتتمسك بحقوقها، 5 سبتمبر/أيلول 2020
[104] القدس العربي، اليونان توسع حدودها في الأيوني وتركيا تعتبر خطوة مماثلة في بحر إيجه إعلان حرب، 26 أغسطس/آب 2020
[105] المدينة الإخبارية، تشاووش أوغلو لليونان: الطرف المحق لا يتهرب من الحوار، 12 سبتمبر/أيلول 2020
[106] الخليج الجديد، اليونان مستعدة لمحادثات مع تركيا بشأن المناطق البحرية بشرط، 15 سبتمبر/أيلول 2020
[107] يني شفق، تشاووش أوغلو: لا نتوقع عقوبات أوروبية ولا نستبعدها، 14 سبتمبر/أيلول 2020
[108] RT، الدفاع التركية: سنناقش التوترات في شرق البحر المتوسط مع اليونان وليس فرنسا، 3 سبتمبر/أيلول 2020
[109] صدى البلد، أردوغان وميركل يبحثان التطورات في شرق المتوسط، 3 سبتمبر/أيلول 2020
https://www.elbalad.news/4476441
[110] المدينة الإخبارية، تشاووش أوغلو ونظيره الإيطالي يبحثان التطورات شرقي المتوسط، 12 سبتمبر/أيلول 2020
[111] الأناضول، انتهاء الاجتماع التركي ـ اليوناني الرابع في مقر الناتو، 17 سبتمبر/أيلول 2020
[112] BBC، الاتحاد الأوروبي يهدد بفرض عقوبات على تركيا بسبب أنشطتها شرق البحر المتوسط، 28 أغسطس/آب 2020
[113] يني شفق، تشاووش أوغلو: لا نتوقع عقوبات أوروبية ولا نستبعدها، 14 سبتمبر/أيلول 2020
[114] BBC، الانتخابات الأمريكية 2020: دليل مبسط لكل ما تريد معرفته عن العملية الانتخابية، 20 أغسطس/آب 2020
[115] الميادين، اليونان وتركيا تتفقان على عقد محادثات فنيّة لدى “الناتو” لإقامة آليّات لمنع الصدام، 3 سبتمبر/أيلول 2020
[116] العين الإخبارية، أمريكا ترفع حظر السلاح عن قبرص، 2 سبتمبر/أيلول 2020
[117] TRT، دلالات وسياق إلغاء واشنطن حظر السلاح على قبرص الرومية، 3 سبتمبر/أيلول 2020
[118] الأناضول، قبرص التركية تنتقد واشنطن لـ”رفع حظر السلاح” عن الجانب الرومي، 2 سبتمبر/أيلول 2020
[119] الخليج الجديد، تركيا تهدد أمريكا: سنرد على تسليح قبرص الرومية بإجراء مماثل، 1 سبتمبر/أيلول 2020
[120] TRT، دلالات وسياق إلغاء واشنطن حظر السلاح على قبرص الرومية، 3 سبتمبر/أيلول 2020
[121] الجزيرة، ما سر غياب واشنطن عن التوتر في شرق المتوسط بين أنقرة وأثينا؟، 31 أغسطس/آب 2020
[122] تركيا الآن، الولايات المتحدة الامريكية تحذر أردوغان من التعاون مع حماس، 25 أغسطس/آب 2020
[123] ترك برس، أنقرة: وصف واشنطن ممثل حماس بـ”الإرهابي” يقوض السلام، 26 أغسطس/آب 2020
[124] تركيا الآن، قالن: مطالب أمريكا بتخلي تركيا عن أنظمة S-400 لتحسين العلاقة «غير مقبولة»، 24 أغسطس/آب 2020
[125] المصدر نفسه
[126] فرانس 24، أردوغان يعلن اكتشاف أكبر حقل غاز في تاريخ تركيا بالبحر الأسود، 21 أغسطس/آب 2020
[127] العربي الجديد، تركيا: قيمة الغاز المكتشف تقدر بـ65 مليار دولار، 22 أغسطس/آب 2020
[128] يني شفق، رئيس البرلمان التركي: اكتشاف الغاز نقطة تحول تاريخية؟، 21 أغسطس/آب 2020
[129] TRT، الآثار قصيرة وطويلة المدى لاكتشاف تركيا الغاز الطبيعي في البحر الأسود، 22 أغسطس/آب 2020
[130] الأناضول، وزير تركي: دخلنا مرحلة جديدة باكتشاف أكبر احتياطي للغاز، 21 أغسطس/آب 2020
[131] عربي 21، وزير الطاقة التركي: بشريات غاز جديدة مرتقبة خلال شهرين، 27 أغسطس/آب 2020
[132] فرانس 24، تركيا تكتشف “أكبر حقل للغاز في تاريخها”..ما أهميته؟، 21 أغسطس/آب 2020
[133] الأناضول، باهتشلي: “تحالف الشعب” سيرشح أردوغان لانتخابات 2023، 7 سبتمبر/أيلول 2020
[134] تركيا الآن، كليجدار اوغلو: إذا أراد عبد الله جول الترشح للرئاسة.. «لن نرفض»، 17 أغسطس/آب 2020
[135] القدس العربي، حراك واسع للمعارضة التركية لاختيار منافس اردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، 19 أغسطس/آب 2020
[136] عربي 21، جدل مبكر داخل المعارضة التركية لمرشح الرئاسة.. ما فرص غل؟، 20 أغسطس/آب 2020
[137] الأناضول، ضبط مخططات خطيرة بحوزة “أمير داعش في تركيا”، 1 سبتمبر/أيلول 2020
[138] المصدر نفسه
[139] عربي 21، “أمير داعش بتركيا” اعتقل مرات عدة.. وآيا صوفيا ضمن أهدافه، 2 سبتمبر/أيلول 2020
[140] تركيا بالعربي، الأمن التركي يوقف 11 مشتبها بالانتماء لـ – داعش، 3 سبتمبر/أيلول 2020
وكالة أنباء تركيا، وسط تركيا.. اعتقال مشتبه بانتمائه لـ”داعش” الإرهابي، 2 سبتمبر/أيلول 2020
الأناضول، تركيا.. توقيف 5 مشتبهين بالانتماء لـ”داعش”، 13 سبتمبر/أيلول 2020