دول أمريكا اللاتينية وحرب غزة.. جذور المواقف وسياقات التحولات
المحتويات
مقدمة
أولًا: دول أمريكا اللاتينية والقضية الفلسطينية … التاريخ والتحولات
- دعم تأسيس إسرائيل
- تراجع الدعم اللاتيني لإسرائيل
- مرحلة جديدة من دعم القضية الفلسطينية
- العلاقات مع المقاومة الفلسطينية
ثانيًا: مواقف دول أمريكا اللاتينية من “طوفان الأقصى”
- مساندة إسرائيل والتنديد بـ “طوفان الأقصى”
- مساندة الفلسطينيين
- الحياد
- تحركات دبلوماسية لوقف الحرب
ثالثًا: تحليل أسباب مواقف دول أمريكا اللاتينية
- صراع تاريخي مع الاستعمار والإمبريالية
- صعود الحكومات اليسارية
- نفوذ الجاليات الفلسطينية والعربية
- الحسابات الداخلية للقوى السياسية
- بُعد المسافة عن مركز الصراع
خاتمة
مقدمة
على بعد مئات الآلاف من الأميال من أرض فلسطين، وفي نصف الكرة الغربي، اتخذت كثير من دول أمريكا اللاتينية مواقف رافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى أن بعضها قطعت علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل، واستدعت سفرائها من تل أبيب، وشددت لهجتها ضد إسرائيل بسبب مدى العنف الذي تستخدمه ضد قطاع غزة، والحصار العسكري الذي تفرضه القوات الإسرائيلية والذي تسبب في مقتل آلاف الفلسطينيين، أغلبهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن عشرات الآلاف من الجرحى.
هذا الموقف يدعو إلى تساؤلات عن سبب دعم دول أمريكا اللاتينية للقضية الفلسطينية، خاصة أنها كانت في مرحلة تاريخية ما داعمة لإنشاء دولة الاحتلال الإسرائيلي. وفي هذا الورقة، نحاول أن نبحث تاريخ العلاقة بين دول أمريكا اللاتينية والقضية الفلسطينية، وأشكال الدعم الذي تبنته تلك الدول في الحرب الأخيرة، وأسباب دعم تلك الدول للشعب الفلسطيني.
أولًا: دول أمريكا اللاتينية والقضية الفلسطينية …تاريخ التحول
- دعم تأسيس إسرائيل
لعبت دول أمريكا اللاتينية دورًا محوريًا في دعم الكيان الصهيوني إبان تأسيسه في 1948، حتى سبعينات القرن الماضي. وكان لدول أمريكا اللاتينية دور بارز في التصويت لصالح مشروع تقسيم فلسطين، حيث كانت تشكل في ذلك الوقت أكثر من ثلث أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة. وصوتت (13) دولة لاتينية، من مجموع 33، لصالح قرار التقسيم، وامتنعت عن التصويت (6) دول من بين 10، وكانت كوبا وحدها الدولة الرافضة للقرار من بين 13 دولة.[1]
هذا الدور التأسيسي تبعته مواقف كثيرة لدول أمريكية لاتينية في الهيئة الأممية، أسهمت في ترسيخ وجود الكيان الصهيوني، سواء لجهة إعطائه الشرعية القانونية والرسمية، أو الوقوف ضد إدانة ممارساته.
وظهر ذلك في دعم مشروع قرار قبول “إسرائيل” عضوًا بالأمم المتحدة، الذي كان اقتراحًا تقدمت به (7) دول بينها (4) دول أمريكية لاتينية، في مايو/أيار 1949. إذ صوتت بتأييده (18) دولة لاتينية. كما لم تُدن دول في أمريكا اللاتينية الكيان الصهيوني بعد حربه في 1967، حيث وقفت ضد قرارات أو مشاريع تدين “إسرائيل” وتعتبرها كيانًا معتديًا، وهو ما خدم مصالح الكيان حتى حرب 1973.[2]
- تراجع الدعم اللاتيني لإسرائيل
على أن التحول النسبي الذي طرأ على الموقف اللاتيني من القضية الفلسطينية حصل بشكل محدود بعد حرب عام 1973، عندما ارتأت عدد من دول القارة الانضمام إلى حركة عدم الانحياز، ما أدى إلى انزياح مواقفها للتوازن أكثر[3].
وانتهجت بعض الدول مثل تشيلي، والأرجنتين، وبيرو، والإكوادور سياسة عدم الانحياز، ما أدى إلى اتخاذها مواقف اكثر إيجابية من القضية الفلسطينية. فقد أيدت الدول التي انضمت فعليًا إلى “حركة عدم الانحياز” قرارات الحركة وموقفها المتمثل في الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وإدانة احتلال “إسرائيل” للأراضي العربية، والدعوة إلى الانسحاب منها.
بينما تراوحت مواقف الدول الأخرى بين التحفظ والتأرجح، وفي مقدمتها البرازيل. وبشكل عام، ظلت العلاقات -لا سيما العسكرية- قوية بين “إسرائيل” ومعظم الدول اللاتينية.
وإجمالًا يمكن القول بأنه، وحتى العقد الأخير من القرن العشرين، انقسم موقف الحكومات اللاتينية من “إسرائيل” ما بين التأييد المطلق، والتحفظ، والإدانة محدودة الفاعلية والزمن. وبقيت كوبا بقيادة فيدل كاسترو هي الاستثناء الوحيد في دول أمريكا اللاتينية حيث انفردت في موقفها الرافض لعدوان 1967، وقطعت العلاقات مع إسرائيل عام 1973، فكانت الأكثر حدة في إدانة “إسرائيل” ورفض ممارستها، والأعلى صوتًا في دعم القضية.[4]
- مرحلة جديدة من دعم القضية الفلسطينية
وفي عام 2009 تحديدًا، بدت أمريكا اللاتينية أكثر مناطق العالم التي تأتي منها أصوات الإدانة للكيان الصهيوني. هذه المواقف جاءت بالتزامن مع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقفت وراءها أسباب عدة، في مقدمتها؛ أنه في الفترة من (1998-2009) كان قد وصل إلى سدة الحكم قادة يساريون[5] في تسع دول أمريكية لاتينية: فنزويلا، والبرازيل، والأرجنتين، وأوروجواي، وبوليفيا، وتشيلي، ونيكاراجوا، والإكوادور، والسلفادور، بالترتيب الزمني.
هؤلاء القادة كانوا أبناء تنظيمات وحركات يسارية، منها ما كان مسلحًا، ومنهم من عانى اعتقالًا وتعذيبًا وتشريدًا في النضال ضد الديكتاتوريات العسكرية.
وكان وجودهم على سدة الحكم في دولهم بداية لمرحلة جديدة رافضة للسياسات الامبريالية[6]، وللنفوذ الأمريكي في المنطقة، وهو ما انعكس على السياسة الخارجية والمواقف من القضايا الكبرى. وتزعمت هذا التوجه فنزويلا، التي اعتبر رئيسها، هوغو تشافيز، وريثًا لكاسترو في سياساته ومواقفه.
وتعتبر بعض الدول اللاتينية “إسرائيل” كيانًا عنصريًا استعماريًا، يمارس عملية إبادة ضد الشعب الفلسطيني، كتلك التي تعرض لها سكان الأمريكيتين الأصليين.
وهو ما تجلى في موقف فنزويلا وبوليفيا والإكوادور ونيكاراجوا من عدوان 2009، على مستوى بيانات إدانة “إسرائيل”، والمطالبة بمحاكمة قادتها دوليًا على ما ارتكبته من جرائم حرب. وربما كان من اللافت قطع رئيس بوليفيا السابق، إيفو موراليس -وهو أول رئيس من السكان الأصليين في أمريكا اللاتينية منذ الاستعمار- العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وتأييده حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات. كما وصف “موراليس” إسرائيل بأنها “دولة إرهابية”، وأدان “الفصل العنصري” الإسرائيلي و”النظام العنصري” و”الإبادة الجماعية في غزة”. ووفق مراقبين، فلم يذهب أي رئيس دولة آخر في أمريكا اللاتينية إلى هذا الحد في دعم القضية الفلسطينية.[7]
أما المجموعة الأخرى -ومنها شيلي والأرجنتين والبرازيل- فإنها تدين انتهاكات “إسرائيل” أيضًا وأعلنت دعمها للقضية، لكن بلهجة أقل حدة خشية من تحمل كلفة الصدام مع القوى الكبرى.[8]
علاوة على ذلك، تحتفظ العديد من دول أمريكا اللاتينية بقنصليات في فلسطين، معظمها في رام الله، العاصمة الإدارية الفعلية. وتشمل القائمة الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وجمهورية الدومينيكان وهندوراس والمكسيك والإكوادور وأوروغواي وفنزويلا. كما تحدث الرئيس، غابرييل بوريتش، عن ترقية قنصلية تشيلي إلى سفارة.
وربما يتجلى الدعم اللاتيني كذلك في مسألة تحويل السفارات للقدس. فقد احتفظت معظم دول أمريكا الجنوبية بسفاراتها في تل أبيب منذ عام 1980، عندما أصدرت الأمم المتحدة قرارًا ترد فيه على إعلان إسرائيل أن القدس “عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم”.
ولم تتفاعل إيجابيًا جل دول أمريكا الجنوبية مع جهود إسرائيلية، قادها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإقناعها بنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس. ويستثنى من ذلك غواتيمالا وهندوراس، اللتان وافقتا على الجهود الإسرائيلية لنقل سفاراتهما. وقد اتخذت غواتيمالا هذه الخطوة في عام 2018، بعد أسابيع فقط من قيام الولايات المتحدة بذلك، في حين قامت هندوراس بنقل السفارة في عام 2021.
وتحدث الرئيس البرازيلي السابق، جايير بولسونارو، (2019-2022) عن نقل السفارة، لكنه افتتح مكتبًا تجاريًا في القدس بدلًا من ذلك. وفي مايو/أيار 2018، قام الرئيس السابق لباراغواي، هوراسيو كارتس، (2013-2019) بنقل السفارة، لكن خليفته، ماريو عبده بينيتيز، (2018-2023) أعاد البعثة الدبلوماسية إلى تل أبيب في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.
ويُرجع البعض تفاعل هذه الدول مع الدعوات الإسرائيلية فيما يخص نقل السفارات للقدس، بجهود “المسيحيين الإنجيليين” في القارة، حيث يُلاحظ تنامي قوتهم السياسة وحجمهم في الآونة الأخيرة في أمريكا الجنوبية.[9]
وقد أشرنا إلى معتقدات “المسيحيين الإنجيليين” ونفوذهم، وأسباب دعمهم لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في عرض كتاب: “اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية“.
وفيما يخص الرؤية لحل القضية الفلسطينية، فإن دول القارة -وعلى رأسها البرازيل والأرجنتين والمكسيك وتشيلي- تتبنى حل الدولتين. فحسب ما اتفقوا وأعلنوا رسميًا، يتعين أن يقوم حل القضية الفلسطينية على أساس الاتفاقيات والمبادرات السابقة، ومبدأ “الأرض مقابل السلام”، ويتلخص في إنشاء دولة فلسطينية على أساس حدود 1967، وانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة، وإزالة المستوطنات بما فيها مستوطنات القدس الشرقية. [10] وترى دول القارة أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا من خلال احترام حقوق جميع الأطراف المعنية”.[11]
وخلال العدوان الإسرائيلي الجاري على قطاع غزة، صدر بيان مشترك عن حكومات الأرجنتين والبرازيل وتشيلي[12]، والمكسيك، أعربوا فيه عن معارضتهم “لأي عمل من شأنه المساس بقدرة حل الدولتين”.[13]
وقد اتخذت معظم دول أمريكا الجنوبية خطوات بالفعل في سياق الاعتراف بدولة فلسطينية، فحتى عام 2023، اعترفت 17 دولة في أمريكا اللاتينية بالدولة الفلسطينية. وقد اعترف عدد كبير من تلك الدول بالسلطة الفلسطينية بين عامي 2009 و2011. وخلال تلك السنوات، بذل رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، جهودًا للتواصل مع رؤساء أمريكا اللاتينية بعد انهيار المفاوضات مع إسرائيل، وكانت آخر دولة في المنطقة تعترف بالدولة الفلسطينية هي كولومبيا، التي فعلت ذلك في عام 2018.
وفي المقابل، ما زالت هناك دولتان فقط لا تعترفان بفلسطين، وهما المكسيك وبنما.
- العلاقات مع المقاومة الفلسطينية
سعت حركات المقاومة لمد تواصلها مع دول أمريكا اللاتينية وقد تحدث بعض قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن ذلك مؤكدين وجود اتصالات ولقاءات منتظمة مع عدد من الدول لا سيّما فنزويلا[14] والبرازيل وكوبا.
كما جرت لقاءات بين الحركة وعدد من وزراء الخارجية في أمريكا اللاتينية، ولقاءات بالمبعوثين للمنطقة إضافة إلى وجود قنوات اتصال دائمة مع عدد من دول أمريكا اللاتينية.
من ذلك، إبداء “فنزويلا” ترحيبها، في 2006، باستقبال وفد من حركة حماس، فقد قال نائب الرئيس الفنزويلي حينها، خوسيه فسينتي رانجيل، للصحفيين عندما سألوه هل ستستقبل حكومته وفدًا من حماس “إذا جاؤوا.. فسيكون ذلك مبعث سرور”. وأضاف قائلًا: “ما المشكلة في ذلك.. ألن تستقبلهم روسيا والبرازيل والأرجنتين.. وفوق ذلك فإنهم يحظون بتأييد غالبية الشعب الفلسطيني، إنهم فازوا لتوهم في الانتخابات”.[15]
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها اللوبيات الصهيونية لتعطيل العلاقات اللاتينية الفلسطينية بشكل عام وعلاقات حماس مع أمريكا اللاتينية بشكل خاص، ومحاولات التغلغل الأمني الصهيوني في هذه المنطقة، فإن فرص العلاقة بين الحركة وأمريكا اللاتينية ما تزال واعدة، وفق تعبير القيادي في حركة “حماس”، أسامة حمدان.[16]
وربما كان من اللافت خلال الحرب الجارية أن وزير الخارجيّة التشيلي أشار إلى أن “حماس في موضع الدفاع عن النفس”، الأمر الذي أثار غضب سفير إسرائيل في تشيلي.[17]
هذا علاوة عن أن الدولة الأكبر في أمريكا اللاتينية، البرازيل، أصدرت حكومتها بيانًا في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أوضحت فيه الأسباب وراء عدم تصنيف حماس كحركة إرهابية. وجاء في البيان أن “البرازيل تلتزم بالمبادئ التوجيهية التي وضعها مجلس الأمن الدولي، الذي يتمتع بسلطة وشرعية تمكنه من تصنيف جماعة ما على أنها إرهابية”. وأوضح البيان أنه “كما هو منصوص عليه في المادة 24 من ميثاق الأمم المتحدة، لم تُدرَج حماس على قائمة الكيانات الإرهابية”.[18]
وبعد إصدار هذا البيان بنحو أسبوع، أكد الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، مرة أخرى على أن “موقف البرازيل واضح”، قائلًا إن “البرازيل تعترف بالمنظمات الإرهابية وفقًا لما يراه مجلس الأمن الدولي فقط، وحماس ليست منظمة إرهابية بحسب المجلس”. وألمح “دا سيلفا” إلى أن حماس حركة سياسية لديها شعبية في فلسطين، قائلًا: “إن حماس خاضت الانتخابات في قطاع غزة وفازت بها”.
ثانيًا: مواقف دول أمريكا اللاتينية من “طوفان الأقصى”
ويجدر بالذكر هنا استعراض مواقف دول أمريكا اللاتينية من عملية “طوفان الأقصى”؛ ذلك أن العملية ما زالت جارية، الأمر الذي يتيح لنا التعرف على المواقف الحالية لدول القارة، والتي كانت قد مرت بمراحل تغير على مدى العقود الماضية كما أوضحنا.
وبشكل عام، فإن مواقف دول القارة تباينت ما بين مساندة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، والحياد، ورفض العدوان على غزة وتقديم مساعدات لسكان القطاع.
- مساندة إسرائيل والتنديد بـ”طوفان الأقصى”
ساندت كل من أوروجواي وباراجواي و السلفادور والإكوادور موقف الكيان الإسرائيلي، حيث أدانت أورجواي “الإرهاب” بشكل مطلق معلنة التزامها بأمن إسرائيل.
وفي باراجواي -التي أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منظمة إرهابية دولية في عام 2019- هاتف الرئيس، باراجواي سانتياغو بينيا، نظيره الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، ووصف “طوفان الأقصى” بـ”الهجمات الإرهابية الجبانة”، مبديًا تمنياته “الصادقة بأن يعود السلام إلى هذا البلد الشقيق (إسرائيل) في أقرب وقت ممكن”.
وبالمثل، وجه رئيس السلفادور[19]، نجيب بوكيلي، انتقادات حادة لحركة حماس، قائلًا: “أفضل ما يمكن أن يحدث للشعب الفلسطيني هو أن تختفي حماس تمامًا”.[20]
ورغم ذلك، فإن هذه الدول لم تصطف مع الموقف الإسرائيلي داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة. ففي كل أمريكا اللاتينية لم تصوت أية دولة ضد قرار وقف الحرب في غزة، إلا باراغواي وغواتيمالا، بسبب النفوذ الأمريكي على السياسة الخارجية في كلتا الدولتين.[21]
- مساندة الفلسطينيين
في مقابل ذلك، رفضت دول، مثل البرازيل وبوليفيا وهندوراس وكولومبيا وتشيلي والأرجنتين وفنزويلا وكوبا، الممارسات الإسرائيلية خلال الحرب على غزة.
ففي البرازيل، ورغم أن الرئيس، لولا دا سيلفا، أدان في مستهل الأمر “هجمات حماس ضد المدنيين في إسرائيل”، ودعا إلى إطلاق سراح جميع الرهائن فورًا، إلا أنه لاحقًا انتقد بشدة التوغل الإسرائيلي في غزة، ووصف الحرب الإسرائيلية بأنها “إبادة جماعية”.[22]
وكانت بوليفيا أول دول العالم التي تقرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، مبررة موقفها بأنه جاء “رفضًا وإدانة للهجوم العسكري الإسرائيلي العدواني وغير المتناسب في قطاع غزة وتهديده للسلم والأمن الدوليين”.
وقال الرئيس البوليفي، لويس آرسي: “نرفض جرائم الحرب التي تُرتكب في غزة. وندعم المبادرات الدولية الرامية لضمان دخول المساعدات الإنسانية، بما يتوافق مع القانون الدولي”. [23]
أما هندوراس فهي أحدث دولة في أمريكا اللاتينية تستدعي سفيرها من تل أبيب للتشاور[24]، وسبقتها تشيلي وكذلك كولومبيا التي دعا رئيسها، جوستابو بيترو، سفيرة بلاده لدى الاحتلال، للتشاور بشأن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل.
وقال “بيترو”: “إن لم يتوقف القصف بحق الشعب الفلسطيني، فلا يمكن أن يكون هناك سفير لدولة كولومبيا لدى هذا الكيان”، في تلميح لنيته قطع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.[25]
أما الأرجنتين، فانتقدت تصاعد العنف في قطاع غزة والضفة الغربية وأدانت الهجوم الإسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين، مؤكدة على عدم وجود ما يبرر انتهاك القانون الإنساني الدولي.[26]
أما فنزويلا فقد أصدرت بيانًا أعربت فيه عن “قلقها البالغ” إزاء تصاعد العنف. وذكرت أن الوضع “هو نتيجة لعدم قدرة الشعب الفلسطيني على إيجاد مساحة في القانون الدولي للتأكيد على حقوقه التاريخية”. كما شددت على ضرورة إيجاد حل للوضع الراهن وإنهاء العنف في جميع أنحاء المنطقة من خلال الحوار المباشر من أجل تحقيق السلام.
وبدورها، أشارت “حكومة كوبا” إلى أن هذا التصعيد هو “نتيجة 75 عامًا من انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني وسياسة إسرائيل العدوانية والتوسعية”. وطالبت كوبا بحل شامل وعادل ودائم يسمح للشعب الفلسطيني ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة ضمن حدود ما قبل 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها. ودعت مجلس الأمن إلى “القيام بمسؤولياته ووضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب، وهي القوة المحتلة التي وقفت الولايات المتحدة إلى جانبها طوال التاريخ”. [27]
وعلى مستوى المساعدات الإنسانية، كانت الدول أمريكا اللاتينية من أوائل الدول التي بادرت بتقديم المساعدات إلى قطاع غزة أثناء الحرب وقام عدد من دول أمريكا اللاتينية بإرسال أطنان من المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة،[28] ومنها البرازيل، وكولومبيا، والأرجنتين، وفنزويلا[29].
- الحياد
وفي المقابل، اتخذت دول أخرى موقف الحياد، منها المكسيك. وظهر ذلك على لسان رئيسها، مانويل لوبيز أوبرادور، الذي صرح قائلًا: “لا نريد أن ننحاز إلى أي طرف لأننا نريد أن نكون عاملًا في البحث عن حل سلمي”.
وشدد في ذات الوقت على أن السياسة الخارجية للمكسيك تقوم على احترام تقرير المصير والسلام، حيث قال: “لا نريد الحرب، لا نريد العنف. نحن دعاة سلام ولا نريد أن تضيع حياة أي إنسان ومن أي جنسية، سواء كانوا من إسرائيل أو فلسطينيين”.
وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية رؤية المكسيك للحل النهائي للصراع، والذي يقوم على “وجود دولتين، ويعالج المخاوف الأمنية المشروعة لإسرائيل، ويسمح بتوطيد دولة فلسطينية قابلة للحياة سياسيًا واقتصاديًا تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، داخل حدود آمنة ومعترف بها دوليًا وفقًا لقرارات الأمم المتحدة”.[30]
- تحركات دبلوماسية لوقف الحرب
أما البرازيل، فعلاوة على تنديدها بهجوم حركة حماس والعدوان الإسرائيلي، حاولت التوصل إلى هدنة إنسانية. فانطلاقًا من عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي وتوليها الرئاسة الدورية للمجلس لشهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، حاولت تمرير قرار يدعو إلى “هدنة إنسانية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق”، لكن في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما طُرح النص للتصويت، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضده.[31]
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أجرى الرئيس البرازيلي “لولا دا سيلفا” محادثات عبر الهاتف مع قادة الإمارات وإسرائيل وفلسطين ومصر وفرنسا وروسيا وتركيا وإيران وقطر والمجلس الأوروبي، كما تواصل وزير الخارجية البرازيلي “ماورو فييرا” مع وزيري خارجية إسرائيل ومصر، وشارك في قمة القاهرة للسلام، كخطوات لوقف الحرب. [32]
ثالثًا: تحليل أسباب مواقف دول أمريكا اللاتينية
وإزاء الدعم اللاتيني للقضية الفلسطينية، فإن هناك عدة أسباب قادت له، منها:
- صراع تاريخي مع الاستعمار والإمبريالية
إن شعوب أمريكا اللاتينية عبارة عن خليط من السكان الأصليين (الهنود الحمر) والمهاجرين، وكلاهما تعرض لحروب استعمارية وأهلية في الماضي، وبسبب تجربتهما التاريخية المريرة، فإنهم يجنحون للتعاطف مع العديد من القضايا الإنسانية. وتشكل مسألة استعادة حقوق السكان الأصليين أساسًا في التفكير اليساري، لأن الشعوب الأصلية في دول أمريكا اللاتينية دُمرت على يد المستعمرين الغربيين من قبل، وهذا نفس ما يتعرض له الفلسطينيون. [33]
وتتذكر شعوب أمريكا اللاتينية إرث الحرب الباردة ودعم الولايات المتحدة للدكتاتوريين العسكريين في إخضاع دول القارة وقمع الحركات اليسارية.
وقد لعبت “إسرائيل” دورًا خلال فترة الحرب الباردة في أمريكا اللاتينية وعملت كوسيط رئيسي لنقل الأسلحة للديكتاتوريين العسكريين المدعومين من الولايات المتحدة في أماكن مثل غواتيمالا والأرجنتين، وهذه القضية هي أحد أسباب المعارضة الشعبية في أمريكا اللاتينية للكيان الإسرائيلي.
وبينما كانت إسرائيل تتعاون مع المجالس العسكرية، بما في ذلك التدريب على تقنيات التعذيب، كانت منظمة التحرير الفلسطينية تدعم جماعات المقاومة في أمريكا اللاتينية تقنيًا، وحتى ماليًا.[34]
- صعود الحكومات اليسارية
كان وصول الحركة اليسارية إلى السلطة في عدد من دول أمريكا اللاتينية نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين نقطة تحول كبرى في موقف القارة من القضية الفلسطينية. فغالبًا ما تنظر حكومات اليسار اللاتيني، التي تتبنى خطابًا مناهضًا للهيمنة الأمريكية في المنطقة، إلى إسرائيل باعتبارها وكيلًا للولايات المتحدة.
لذلك، فإن جزءًا من تأييدها لفلسطين ينبع من موقفها المعادي للولايات المتحدة، يضاف إلى ذلك أن بعض حكومات أمريكا اللاتينية تربطها علاقات وثيقة بإيران، وهو ما يفسر جزئيًا موقفها الناقد لسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، لذلك نظرت تل أبيب لقرار بوليفيا بقطع العلاقات الدبلوماسية معها باعتباره “استسلام للإرهاب ونظام آية الله في إيران”.
وفي المقابل، كانت الحكومات اليمينية (كوستاريكا وباراجواي وأوروجواي وبنما وجواتيمالا) أكثر جرأة في الدفاع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وفي الواقع، عملت هذه الحكومات خلال السنوات الأخيرة على توثيق علاقاتها مع تل أبيب، كمدخل للتقارب مع الولايات المتحدة، وكذلك للحصول على المساعدات الأمنية وتعزيز التعاون في مجال نقل التكنولوجيا مع إسرائيل. [35]
- نفوذ الجاليات الفلسطينية والعربية
تلعب الجالية الفلسطينية والعربية في أمريكا اللاتينية دورًا مركزيًا في تشجيع هذه الدول على دعم فلسطين، وهناك عدد كبير من المواطنين من أصل عربي في أمريكا اللاتينية يصل إلى 25 مليون مواطن، منهم 12 مليونًا في البرازيل ، معظمهم من أصول لبنانية وسورية، وفي الأرجنتين، يوجد 3.5 ملايين مواطن من أصل عربي.[36]
كما تشير بعض التقديرات إلى أن عدد المواطنين من أصل فلسطيني في تشيلي يبلغ 400 ألف فلسطيني، وهناك شوارع تُسمى بأسماء فلسطينية، وفريق كرة قدم اسمه فلسطين. هذا علاوة على وجود فلسطينيين نافذين، بعضهم يشغل مناصب حكومية ووظائف مهمة في البلديات.
واستطاع العرب -وخاصة الشوام- من الحضور القوي في الحياة السياسية في دول أمريكا اللاتينية. ويرجع ذلك إلى تفوقهم في مجال الاستثمار وتنمية رأس المال في كثير من المشروعات التي عملوا بها، مما دفعهم بقوة نحو الحياة السياسية والتواجد في البرلمانات والأحزاب اللاتينية وشكلوا ثقلًا كبيرًا في اتخاذ القرار. [37]
حتى إن كثيرًا منهم وصل إلى سُدة الحكم في تلك البلاد ومنهم الفلسطيني الأصل، نجيب بوكيلة، رئيس السلفادور، وكارلوس منعم، الرئيس الأرجنتيني الأشهر والأكثر بقاء في كرسي الحكم، والرئيس البرازيلي السابق، ميشيل تامر، ورئيس الإكوادور جميل معوض وغيرهم.[38]
وحسب المؤرخ ونائب رئيس المعهد البرازيلي الفلسطيني، سيد ماركوس تينوريو، فإن هناك ثلاث موجات بارزة من الهجرة الفلسطينية إلى أمريكا اللاتينية. الأولى كانت خلال الحرب العالمية الأولى، والثانية بعد النكبة عام 1948 وإجبار إسرائيل لأكثر من نصف مليون فلسطيني على النزوح. أما الثالثة فبعد النكسة عام 1967؛ بسبب ما وصفه المؤرخ بـ”استمرار الاحتلال والاضطهاد وانتهاك حقوق الإنسان من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين”.[39]
- الحسابات الداخلية للقوى السياسية
تلعب الحسابات السياسية الداخلية وأحيانًا دورًا في مواقف دول القارة تجاه القضية الفلسطينية. فعلى سبيل المثال، فإن الأوضاع الداخلية الحالية في بعض بلدان أمريكا اللاتينية تُعد عاملًا محددًا لمواقفها من الحرب في غزة.[40] ففي الأرجنتين، التي كانت تستعد لإجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تنافس المرشحون على كسب تأييد الجالية اليهودية في البلاد والتي تبلغ حوالي 250 ألف يهودي، وهي أكبر جالية في أمريكا اللاتينية وأكبر جالية في العالم خارج إسرائيل بعد الجاليات اليهودية في الولايات المتّحدة وفرنسا وبريطانيا.
وسارع جميع المرشحين، باستثناء مرشحة جبهة الوحدة اليسارية، فانينا بياسي، إلى إدانة “طوفان الأقصى”، حتى أن سيرجيو ماسا وزير الاقتصاد والمرشح عن الائتلاف الحاكم تعهد بتصنيف حماس كتنظيم إرهابي في حالة فوزه بالرئاسة.
وقبل فوز خافيير ميلي بالرئاسة -وهو ليبرالي متشدد تعتبره وسائل إعلام إسرائيلية شخصية مؤيّدة جدًا لإسرائيل ولليهود- أعلن أنّه في حالة نجاحه سيزور قبر الحاخام “مناحيم مندل شنيرسونو” الوريث السابع لمؤسس حركة “لوبافيتش” الحسيدية، إحدى أبرز الجماعات اليهودية الأرثوذكسية المتشدّدة في العالم في نيويورك. وبالفعل، كانت أول زياراته بعد الفوز إلى نيويورك لزيارة قبر هذا الحاخام، وارتدى القلنسوة اليهودية أثناء زيارته.[41]
وفي بوليفيا، التي تشهد صراعًا حادًا على السلطة بين الرئيس الحالي، لويس آرسي، وسلفه إيفو موراليس، كان التنافس على كسب دعم أعضاء حزب المؤتمر الشعبي لحزب الحركة الاشتراكية (ماس) الحاكم في الانتخابات الرئاسية لعام 2025، عاملًا مهمًا لتشديد الحكومة الحالية موقفها الناقد لإسرائيل، واتخاذها قرار قطع العلاقات الدبلوماسية معها.
أما الرئيس السابق إيفو موراليس، الذي يحظى بشعبية كبيرة، فقال: “إن بيان وزارة الخارجية البوليفية لا يدين بتماسك سياسي الوضع الحقيقي الذي يمر به الشعب الفلسطيني، وأضاف: “من بوليفيا، ندين الأعمال الإمبريالية والاستعمارية للحكومة الصهيونية الإسرائيلية”.[42]
- بُعد المسافة عن مركز الصراع
وربما يصح هنا أن نقول إنه كلما بعدت الدولة عن مركز الصراع، كلما أعطاها ذلك مزيدًا من حرية الحركة. فدول أمريكا اللاتينية تقع على بعد آلاف الأميال من الحرب الدائرة في غزة، وبذلك لا تمثلُ الحربُ عليها ضغطًا عسكريًا أو اقتصاديًا، على خلاف الدول المرتبطة مباشرة بالصراع والمتاخمة لحدوده.
ويلعب الوضع الاقتصادي أيضًا دورًا في حرية الحركة تلك لأنه “كلما كان لدى الدولة فائضٌ اقتصاديٌ كبير، وكانت أقل اعتمادًا على القروض والمساعدات الخارجية زادت حريتها في الحركة”.
خاتمة
من جملة ما سبق، يمكن القول إنه ورغم الدعم التاريخي الذي قدمته دول أمريكا الجنوبية لإسرائيل، إلا أن هذا الموقف تغير بمرور الوقت، حيث بات هناك حس عام في القارة اللاتينية متعاطف مع القضية الفلسطينية. ويظهر هذا في انحياز معظم دول القارة لفلسطين في الخطاب الدبلوماسي والتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعلى هذا، فإن العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وبلدان أمريكا اللاتينية سوف تشهد مزيدًا من التدهور، على خلفية استمرار العدوان الإسرائيلي على المدنيين في غزة، الذي سيتبعه مزيد من الإدانات والمواقف الناقدة لتل أبيب، على نحو قد يسبب لإسرائيل عزلة دبلوماسية متنامية في أمريكا اللاتينية.
ومن المرتقب أن تتسبب الحرب في غزة في مزيد من الانقسامات داخل وبين بلدان أمريكا اللاتينية، وربما تؤدي إلى إثارة التوترات مع الولايات المتحدة؛ مما قد يضعف العلاقات بين الجانبين.
المصادر
[1] دول أمريكا اللاتينية ودورها في دعم القضية الفلسطينية ، عبد الناصر حسين ،رسالة ماجستير جامعة الشرق الأوسط كلية الآداب والعلوم الاردن ،2018، https://2h.ae/doTs
[2] أمريكا اللاتينية وفلسطين: تاريخ من الدعم أم مسارات متعددة؟،إضاءات،25 أغسطس /آب 2016، https://2h.ae/TeYm
[3] القضية الفلسطينية في سياسات دول أمريكا اللاتينية ماضياً وحاضراً دعم متنام شعبياً وسياسياً،البلاد،1ديسمبر كانون أول2023، https://2h.ae/Uxzp
[4] أمريكا اللاتينية وفلسطين: تاريخ من الدعم أم مسارات متعددة؟،إضاءات،25 أغسطس /آب 2016، https://2h.ae/TeYm
[5] السياقات السياسية والاجتماعية لدعم أمريكا اللاتينية لفلسطين،الوقت ،22 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/IPwg
[6] أمريكا اللاتينية.. القارة التي لم يستغلها الفلسطينيون،دنيا الوطن،30أكتوبر2016، https://2h.ae/gxmY
[7] Cecilia Baeza, Palestinians and Latin America’s Indigenous Peoples, Middle East Report 274, Spring 2015
[8] أمريكا اللاتينية وفلسطين: تاريخ من الدعم أم مسارات متعددة؟،إضاءات،25 أغسطس /آب 2016، https://2h.ae/TeYm
[9] Chase Harrison, Explainer: Latin America’s Relationship with Israel and Palestine, AS/COA, November 16, 2023
[10] أمريكا اللاتينية وفلسطين: تاريخ من الدعم أم مسارات متعددة؟، إضاءات،25 أغسطس /آب 2016، https://2h.ae/TeYm
[11] ردود الأفعال في إسبانيا وأمريكا اللاتينية تجاه الأحداث في غزة ، مرصد الأزهر،17 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/HVcu
[12] لماذا تتخذ دول أمريكا اللاتينية موقفاً داعماً للفلسطينيين؟،BBC ، 2 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/DHSj
[13] دول أمريكا اللاتينية قلقة من توسيع إسرائيل للمستوطنات ،مركز العودة الفلسطيني، 17 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/hQTY
[14] هنية: “حماس” تأمل توثيق علاقتها مع فنزويلا، الأناضول، 1 يناير/كانون الأول 2018
[15] حماس ترحب بدعوة فنزويلا وترفض تعديلات التشريعي، 14 فبراير/شباط 2006
[16] العلاقات الدولية لحركة حماس،أمد، 6 اعسطس /آب 2015، https://www.amad.ps/ar/post/84133
[17] أين تقف دول أميركا اللاتينية من “طوفان الأقصى”؟،الجزيرة، 10 أكتوبر / تشرين أول 2023، https://2h.ae/CTOn
[18] ‘Hamas is not a terrorist Movement’, Brazil’s President Lula Da Silva confirms, Middle East Monitor, October 29, 2023
[19] أميركا اللاتينية تحافظ على دعمها للقضية الفلسطينية رغم تباين المواقف بين اليمين واليسار،فرانس 24 ،27 أكتوبر تشرين أول 2023، https://2h.ae/mvsp
[20] مواقف متباينة: كيف يمكن فهم استجابة دول أمريكا اللاتينية للحرب في غزة؟ ،مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،5 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/NnyL
[21] ما الدول التي تدعم إسرائيل في حربها على غزة وتلك التي تدينها؟، بي بي سي عربي، 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023
[22] رئيس البرازيل: غزة تتعرض لحرب إبادة جماعية، الجزيرة نت، 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023
[23] اللاتينيون وفلسطين.. تضامن عابر للحدود وإدانة واضحة لمجازر الاحتلال ، اليوم السابع ،14 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/ZndS
[24] تفاعلات دول أمريكا اللاتينية مع الحرب في غزة ،انترريجونال،6 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/LrLA
[25] أمريكا اللاتينية تنتفض ضد الأوضاع في غزة.. و3 دول تقطع علاقتها مع الاحتلال، الوطن، 1 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://cutt.us/WHmfi
[26] مواقف متباينة: كيف يمكن فهم استجابة دول أمريكا اللاتينية للحرب في غزة؟ ،مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،5 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/NnyL
[27] أميركا اللاتينية تحافظ على دعمها للقضية الفلسطينية رغم تباين المواقف بين اليمين واليسار،فرانس 24 ،27 أكتوبر تشرين أول 2023، https://2h.ae/mvsp
[28] مواقف متباينة: كيف يمكن فهم استجابة دول أمريكا اللاتينية للحرب في غزة؟ ،مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،5 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/NnyL
[29] مطار العريش الدولى يستقبل طائرة من فنزويلا تحمل مساعدات لغزة ،اليوم السابع،،18 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ، https://2h.ae/HkdN
[30] مواقف متباينة: كيف يمكن فهم استجابة دول أمريكا اللاتينية للحرب في غزة؟ ،مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،5 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/NnyL
[31] أميركا اللاتينية تحافظ على دعمها للقضية الفلسطينية رغم تباين المواقف بين اليمين واليسار،فرانس 24 ،27 أكتوبر تشرين أول 2023، https://2h.ae/mvsp
[32] تفاعلات دول أمريكا اللاتينية مع الحرب في غزة ،انترريجونال،6 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/LrLA
[33] السياقات السياسية والاجتماعية لدعم أمريكا اللاتينية لفلسطين،الوقت ،22 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/IPwg
[34] Xavier Abu Eid, Why Latin America?, This Week in Palestine, Access Date: December 30, 2023
[35] مواقف متباينة: كيف يمكن فهم استجابة دول أمريكا اللاتينية للحرب في غزة؟ ،مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،5 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/NnyL
[36] لماذا تتخذ دول أمريكا اللاتينية موقفاً داعماً للفلسطينيين؟،BBC ، 2 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/DHSj
[37] شعوب أمريكا اللاتينية عاشت التجربة الفلسطينية وهي الأجدر بدعمها،مهر، 3 ديسمبر/ كانون اول 2023 ، https://2h.ae/JeGM
[38] حضور عربي وكفاح ثوري.. سر التضامن الشعبي والرسمي لدول أمريكا الجنوبية مع القضية الفلسطينية،القاهرة، 6 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/BCuF
[39] Bala Chambers, Why Latin America understands the struggle of the Palestinian people, TRT World, Access Date: December 30, 2023
[40] Mary Speck.; Nicolás Devia-Valbuena; Lucila Del Aguila; Sebastián, Israel-Hamas War Divides Latin America Along Partisan Lines, United States Institute of Peace, November 8, 2023
[41] معتمرا القلنسوة اليهودية.. الرئيس الأرجنتيني المنتخب يزور ضريح حاخام متشدّد خلال زيارته نيويورك،euro news،28 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/CUkZ
[42] مواقف متباينة: كيف يمكن فهم استجابة دول أمريكا اللاتينية للحرب في غزة؟ ،مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،5 نوفمبر تشرين ثان 2023، https://2h.ae/NnyL