الفهرس
مقدمة
الملف الأول: تركيا وسوريا
- العملية العسكرية المحتملة ودعوات الحل السلمي
- تمديد آليَّة إيصال المساعدات عبر الحدود التركية
الملف الثاني: تركيا والعراق
- الخلافات المائية بين تركيا والعراق
الملف الثالث: تركيا وليبيا
- تمديد مهام القوات التركية في ليبيا
- دعوة الفرقاء لاجتماع حول الشأن الليبي بأنقرة
الملف الرابع: تركيا ومصر
- الحِراك الإقليمي ومسار التطبيع بين القاهرة وأنقرة
الملف الخامس: تركيا ودول الخليج
- أصداء زيارة محمد بن سلمان لأنقرة
- التعاون الثنائي بين تركيا والإمارات
الملف السادس: تركيا وفلسطين والكيان الصهيوني
- تقدم العلاقات بين أنقرة وتل أبيب
- توقيف خليَّة إيرانية متهمة باستهداف إسرائيليّين
الملف السابع: تركيا وأوروبا
- توقيع مذكرة التفاهم بين تركيا وفنلندا والسويد
- اتفاقية ممر تصدير الحبوب الأوكرانية
- المحكمة الأوروبية والتدخل في الشأن التركي
الملف الثامن: تركيا والولايات المتحدة الأميركية
- لقاء أردوغان وبايدن على هامش قمَّة الناتو
- التمويل الأميركي لمنظمات تركية مناهضة للحكومة
الملف التاسع: تركيا والعالم التركي
- احتجاجات “كارا كالباكستان” في أوزبكستان
- تركيا ومقترحات شمال قبرص القائمة على حل الدولتين
الملف العاشر: الداخل التركي
- المعارضة التركية وأزمة اختيار المرشح الرئاسي
- إحياء ذكرى إفشال انقلاب 2016
- وفاة العالم الإسلامي التركي محمود أفندي
مقدمة
يتناول تقرير «ملفات تركية» عن الفترة من 15 يونيو/حزيران إلى 15 يوليو/تموز 2022، أهم الأحداث الداخلية والخارجية في تركيا.
فعلى الصعيد الخارجي، وفي مناطق التدخل العسكري، تتمسَّك تركيا بعمليتها العسكرية المحتملة في الشمال السوري، رغم محاولات روسيا وإيران إقناعها بالحل السلمي. وتواصل القوات التركية في شمال العراق استهداف العناصر الإرهابية وتحييدها. كما مَدَّ البرلمان التركي مهمة القوات التركية على الأراضي الليبية.
وشهدت العلاقات الثنائية بين تركيا ودول الصراع خلافًا مع العراق حول المياه، ومحاولات تركية لتقريب وجهات نظر الفرقاء في ليبيا لتجاوز المرحلة الحالية، وترحيبًا تركيًّا بتمديد آليَّة إيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين عبر الحدود التركية.
وفيما يخص العلاقات مع دول محور الثورة المضادة، كانت زيارة ولي العهد السعودي خطوة كبيرة على طريق تحسين العلاقات التركية السعودية وإنهاء سنوات من القطيعة، وهو ما أثار تكهنات بإمكانية توسط الرياض لتسريع حركة التطبيع بين القاهرة وأنقرة.
أما العلاقات بين تركيا والكيان الصهيوني فقد شهدت تقدمًا ملحوظًا في التواصل بين الجانبين والتعاون الثنائي بينهما، خاصَّة في المجال الأمني، بعد ما أثير عن استهداف المخابرات الإيرانية لإسرائيليّين على الأراضي التركية.
وإذا انتقلنا إلى أوروبا والولايات المتحدة، فسنجد أن تركيا تواصل تحقيق انتصاراتها الدبلوماسية، وهو ما ظهر في مذكرة التفاهم مع فنلندا والسويد بشأن الانضمام للناتو، واتفاقية ممر الحبوب. وهو ما أثنى عليه الرئيس الأميركي في لقائه مع أردوغان. وإن كان هذا لم يحل دون وجود خلافات بين تركيا والغرب بسبب التدخل في الشأن الداخلي التركي.
وعلى مستوى العالم التركي، واصلت تركيا دعمها للدول الناطقة باللغة التركية، حيث تابعت احتجاجات أوزبكستان عن كثب، وأكدت تمسكها بحل القضية القبرصية على أساس حل الدولتين.
وعلى الصعيد الداخلي، مازالت المعارضة منقسمة على نفسها في اختيار مرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأحيا الأتراك ذكرى إفشالهم للمحاولة الانقلابية في 2016، كما شيَّعوا جثمان الشيخ محمود أفندي الذي وافته المنيَّة بعد تاريخ حافل من الجهاد من أجل المحافظة على الهوية الإسلامية في تركيا.
الدفتر الأول: تركيا وسوريا
مازالت أخبار العملية العسكرية التركية المحتملة تهيمن على تعاطي الأطراف الفاعلة في الشأن السوري، حيث تدفع الجهات المؤيدة للنظام السوري أو الداعمة للأكرد نحو الحل السلمي، فيما تتمسَّك تركيا بالحل العسكري لمواجهة التنظيمات الإرهابية.
هذا في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الدولية لمساعدة الشعب السوري على المستوى الإنساني، حيث صدر قرار أممي بتمديد عمل آليَّة إيصال المساعدات عبر الحدود التركية، وهو ما رحبت به أنقرة.
- العملية العسكرية المحتملة ودعوات الحل السلمي
منذ أن أعلنت تركيا عن قرب قيام الجيش التركي بعملية عسكرية محتملة داخل الأراضي السورية، وردود فعل القوي الإقليمية والدولية تتوالى، حيث دعت القوى المؤيدة للنظام السوري إلى اللجوء للحل السلمي لتبديد مخاوف أنقرة الأمنية.
فعلى هامش محادثات “أستانا” التي عقدت في العاصمة الكازاخية نورسلطان، في منتصف يونيو/حزيران، حول الشأن السوري، قال ألكسندر لافرنتييف، الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، إن موسكو تعتبر عملية تركيا المحتملة في شمال سوريا ضد التشكيلات الكردية خطوة غير عقلانية قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع وتصعيد التوتر وجولة جديدة من المواجهة المسلحة.
وبحسب لافرنتييف، فإن روسيا دعت تركيا لحل القضية سلميًّا، وحثت الأتراك على الامتناع عن هذه الخطوة وإنهاء المخاوف التي أثيرت من خلال الحوار بين الطرفين[1].
كما صرح وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن “المسؤولين الأتراك باتوا يفضلون المسار السياسي مع دمشق لتبديد مخاوفها الأمنية شمالي سوريا”.
وقال عبد اللهيان خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في دمشق مع نظيره السوري فيصل المقداد إن تركيا “تفضل الحل السياسي لمشكلة مخاوفها الأمنية شمالي سوريا”.
وأضاف: “نتفهم قلق ومخاوف الحكومة التركية بشأن القضايا الحدودية الخاصَّة بها، لكننا نعتبر أي إجراء عسكري لتبديد تلك المخاوف، هو عامل مزعزع للاستقرار في المنطقة”.
وكشف عبداللهيان جانبًا من محادثاته التي أجراها مع المسؤولين الأتراك في سياق وساطة إيرانية بين دمشق وأنقرة، قائلًا: “قبل عدة أيام كنت في أنقرة، وتحدثت إلى المسؤولين الأتراك، وأكدت أن الحل يكمن في إجراء حوار بين المسؤولين الأمنيين لكل من تركيا وسوريا… ما فهمته من المسؤولين الأتراك أنهم يضعون الحل السياسي كأولوية لحل هذه المخاوف”[2].
ورغم دعوات الحل السلمي، إلا أن الحكومة التركية مازالت تؤكد على أنها مصممة على القيام بالعملية العسكرية، وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، إن بلاده فعلت كل ما يجب القيام به لضمان أمنها، وأنهم مصممون على القيام بذلك في المستقبل.
وفي وقت سابق، قال الممثل الرسمي للرئيس التركي، إبراهيم قالن، إن أنقرة مستعدة لعملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، يمكن أن تبدأ في أي لحظة[3].
وفي هذا السياق، رصدت وسائل إعلام محلية صورًا ومقاطع فيديو تظهر نقل تركيا قوات إضافية إلى منطقة عمليتها المقبلة ضد المقاتلين الأكراد بشمال سوريا.
وعلى الجانب الآخر، أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) أن القيادة السورية وافقت على إرسال أسلحة نوعية وثقيلة إلى خطوط التماس في ريفي الرقة وحلب، لمواجهة الجيش التركي. وقال مسؤول من قسد إنه نظرًا للحاجة الميدانية لتعزيز قدراتنا الدفاعية بالسلاح النوعي والمدفعية إلى جانب الدبابات والمدرعات على الامتداد الغربي في محور عين عيسى وكوباني (عين العرب) بريفي الرقة وحلب، وافقت القيادة السورية على إرسالها، حيث ستدعم هذه التعزيزات الموقف الدفاعي[4].
وكشفت مصادر مطلعة في ريف الحسكة عن حفر قوات (قسد) الموالية للجيش الأمريكي نفق يربط قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى العراقية بمناطق سيطرتهم في محافظة الحسكة السورية. وأوضحت أن “قسد” تنقل عبر النفق مقاتلين وأسلحة ومعدات عسكرية من العراق إلى سوريا على خلفية إعلان تركيا عزمها إطلاق عملية عسكرية للسيطرة على مدينتي منبج وتل رفعت.
- تمديد آليَّة إيصال المساعدات عبر الحدود التركية
اعتمد مجلس الأمن الدولي، في 12 يوليو/تموز، بالأغلبية قرارًا يمدد العمل بآليَّة إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود التركية إلى سوريا لمدة 6 أشهر، واشترط إجراء تصويت على قرار جديد للتمديد 6 أشهر أخرى.
ويشترط القرار المعتمد إجراء تصويت على قرار جديد لتمديد العمل بالآليَّة حتى 10 يوليو/تموز من العام المقبل، ويطلب من الأمين العام تقديم تقرير خاص بالاحتياجات الإنسانية في سوريا وتقارير مفصلة عن المساعدات المقدمة عبر الحدود[5].
وكان التفويض الأممي المعروف باسم الآليَّة الأممية الخاصَّة بإدخال المساعدات إلى شمالي سوريا عبر تركيا قد انتهى في 10 يوليو/تموز، وسط تحذير منظمات وجهات دولية ومحلية من آثار كارثية في حال عدم تجديد عمل الآليَّة.
وينص مشروع قرار صاغته النرويج وأيرلندا على تمديد استخدام معبر باب الهوى – الذي تمر عبره مئات الشاحنات شهريًّا – سنة إضافية، حيث يطالب المشروع “كل الأطراف بضمان وصول كامل وآمن ومن دون عوائق وبكل الآليات – بما فيها خطوط الجبهة – لنقل المساعدة الإنسانية في كل مناطق سوريل”.
جاء القرار الأممي في ظل مخاوف من تهديد موسكو بعرقلة تجديد التفويض عبر استخدام حق النقض (الفيتو)، وهو ما سبق أن فعلته؛ ما أدى إلى إغلاق معابر أخرى استخدمتها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى مناطق خارج سيطرة النظام.
واستبقت روسيا التصويت بتوزيعها مشروع قرار جديد على أعضاء مجلس الأمن، تقترح فيه تمديد التفويض عن طريق معبر باب الهوى لمدة 6 أشهر فقط[6].
وفي تعليقها على القرار الأممي، أصدرت الخارجية التركية بيانًا قالت فيه إن الآليَّة المذكورة تلعب دورًا حيويًّا في إيصال المساعدات لقرابة 4.1 مليون سوري شمال غربي البلاد.
وأعربت الوزارة عن ترحيبها بتمديد الآليَّة الأممية، وأضافت: “لتحقيق استجابة دولية فعالة للأزمة الإنسانية في سوريا والحفاظ على الاستقرار الإقليمي، يجب أن تواصل آليَّة الأمم المتحدة وظائفها في إطار مستدام ودون انقطاع، وستواصل تركيا جهودها في هذا الاتجاه، بالتعاون مع المجتمع الدولي”[7].
وكانت الأمم المتحدة قد أرسلت في 8 يوليو/تموز، 44 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى محافظة إدلب السورية عبر تركيا، حيث دخلت من معبر “جيلوه غوزو” بولاية هطاي جنوبي تركيا، المقابل لمعبر “باب الهوى” السوري[8].
ويُعَد معبر “باب الهوى” شريان الحياة للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة شمالي سوريا، وفيها مئات الآلاف من النازحين من المحافظات السورية.
الدفتر الثاني: تركيا والعراق
واصلت القوات التركية عملياتها ضد العناصر الإرهابية في شمال العراق، وأعلنت وزارة الدفاع التركية عن العديد من العمليات التي أسفرت عن تحييد أعداد كبيرة منهم.
وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، قد صرح بأن قوات بلاده استطاعت تحييد 1999 إرهابيًّا في شمال العراق وسوريا، منذ مطلع العام الجاري[9].
وفي المقابل، تعرّض معسكر “زليكان” الذي تتمركز فيه القوات التركية في محافظة نينوى بشمال العراق لهجوم صاروخي، ولكنه لم يتسبب في أي خسائر[10].
كما نشرت مجموعة تسمي نفسها “كتيبة أنصار الحق الوطنية” مقطع فيديو تمهل فيه التجار المتعاونين مع الأتراك وشركات الشحن بين البلدين أسبوعين لإنهاء أعمالهم مع تركيا، وطالبت حزب العمال الكردستاني والقوات التركية بمغادرة العراق.
ولكن القضية المهمة خلال الفترة التي يغطيها التقرير، هي الخلاف على المياه، والذي أثاره وضع العراق المائي، ما أدى إلى تراشق بين السفير التركي ووزير الري العراقي، ولكن الأزمة سرعان ما تلاشت بعد اللقاء المباشر بين المسؤولين من الجانبين، والتوصل إلى تفاهمات قد تسهم في حل الأزمة.
- الخلافات المائية بين تركيا والعراق
يُعاني العراق – الذي كان يتمتع بوفرة مائية – من أزمة جفاف وشح في المياه لأسباب عديدة، منها أنماط الري القديمة، وتهالك السدود والمنشآت المائية، وتغيُّر المناخ، وارتفاع درجات الحرارة، وقلة الأمطار. غير أن أخطر هذه الأسباب هو ما يرتبط بسياسة الدول المجاورة التي تسيطر على روافد المياه التي تصل إلى الأراضي العراقية، وتمده بحوالي 90 بالمئة من احتياجاته المائية.
ومؤخرًا، تجدد الخلاف بين تركيا والعراق بسبب تصريحات صدرت عن السفير التركي في بغداد، على رضا غوناي، حمَّل فيها العراق مسؤولية الجفاف الذي تعاني منه البلاد بسبب “هدر” المياه وعدم استخدامها بالشكل الأمثل، نافيًا قيام بلاده بقطع المياه وتغيير مجرى الأنهار.
وقال غوناي في تغريدة له بشأن إدارة العراق لملف المياه، إن “المياه تُهدَر بشكل كبير في العراق، ويجب اتخاذ تدابير فورية للحد من هذا الإهدار، وحل مشكلة الجفاف ليس بطلب المزيد من المياه، إنما استخدامها بكفاءة”. وأضاف أن “تركيا وبطبيعتها تستخدم المياه بما يلبي متطلباتها في الزراعة والطاقة، لكنها لا تقوم أبدًا بتغيير مجرى الأنهر ولا تقطع مياهها”.
وأشار السفير التركي إلى أن بلاده “ليست دولة غنية بالمياه بالرغم من ذلك”، وأنها لن تمنع المياه عن العراقيّين، مستشهدًا بقول الرئيس التركي أردوغان: “المياه نعمة من الله، لن نحرم إخوتنا العراقيّين من هذه النعمة”[11].
أثارت تغريدة السفير التركي غضب العراق الذي جاء رده عبر بيان لوزارة الموارد المائية، قالت فيه: “تركيا ليست وصية على العراق، وعليها إطلاق حصة العراق العادلة والمنصفة حسب المواثيق الدولية دون التدخل بسياسة العراق المائية”[12].
واعتبرت وزارة الموارد المائية العراقية أن “تصريحات السفير التركي في بغداد بشأن هدر المياه غير صحيحة وتثير الرأي العام وتهدّد السلم المجتمعي في العراق”.
واتهمت تركيا بأنها “تتحجّج دائمًا بموضوع هدر المياه في محاولة لخلط الأوراق لكي تعطي لنفسها الحق بتقليل حصة العراق المائية”.
ولحل الأزمة، عُقِد في منتصف يوليو/تموز، اجتماع رفيع المستوى بين البلدين، جمع وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني، الذي يشغل أيضًا منصب المبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي لشؤون المياه، مع مبعوث الرئيس التركي لشؤون المياه، فيصل أوروغلو، سعيًا لحل الأزمة من خلال الحوار، الذي نجح في تحقيق تقدم وحل بعض المشاكل في السنوات الماضية، دون وضع حلول جوهرية للأزمة المتصاعدة.
وحسب بيان لوزارة الموارد المائية العراقية، طالب الحمداني الجانب التركي بـ “إعادة النظر بخطة الإطلاقات المائية، وبما يؤمن حاجة العراق لتجاوز ظروف الشحة المائية الحالية”، لافتًا إلى أن المسؤول التركي “أبدى استعداده للتعاون مع العراق بالإيعاز لمؤسسة المياه والسدود التركية لزيادة الإطلاقات المائية خلال الأيام القليلة المقبلة، وحسب الخزين المتوفر لديهم”.
وحسب البيان، “تمَّ خلال الاجتماع الافتراضي، الاتفاق بين الجانبين على إرسال وفد فني عراقي للاطلاع موقعيًّا على واقع الخزين المائي في السدود التركية، ومناقشة الخطط التشغيلية لتلك السدود وفقًا للخزين المتاح، لتجاوز أزمة شح المياه الحالية التي يمر بها العراق”[13].
الدفتر الثالث: تركيا وليبيا
تتابع تركيا الأحداث في ليبيا عن كثب، متمسكة بوجودها العسكري الذي يستند إلى الاتفاقات المبرمة مع حكومة الوفاق الوطني السابقة، ولهذا فقد وافق البرلمان التركي على تمديد مهام القوات التركية على الأراضي الليبية.
يأتي هذا متزامنًا مع محاولات أنقرة جمع أطراف النزاع في ليبيا للتفاوض من أجل الخروج من الأزمة الحالية التي يمكن أن تغرق البلاد في بحر من الفوضى.
- تمديد مهام القوات التركية في ليبيا
وافق البرلمان التركي على المذكرة الرئاسية بشأن تمديد مهام القوات العسكرية العاملة في ليبيا 18 شهرًا، اعتبارًا من 2 يوليو/تموز 2022، مشيرًا إلى أن “القوات التركية موجودة في ليبيا بدعوة من الحكومة الليبية”.
وتتواجد القوات التركية على الأراضي الليبية بموجب اتفاقية التعاون العسكري والأمني الموقعة بين أنقرة وحكومة الوفاق الوطني السابقة، التي كان يرأسها فائز السراج، والتي تمَّ توقيعها في 2019، وهي الاتفاقية التي تستند إليها الحكومة التركية في شرعنة وجودها العسكري.
انقسمت آراء الليبيّين حول القرار التركي ما بين مؤيد ومعارض، فقد رفضه أنصار المعسكر الشرقي، الذين رأوا أن “قرار البرلمان التركي هو تعسّف منه في استخدام شرعيته، وانتهاك لإرادة الشعب التركي في وجود قواته على أرض ليبيا دون طلب من السلطات الليبية”، وأن “تداعيات هذا القرار هي استمرار الفوضى والنهب الممنهج لثروات ليبيا وتحويلها لسوق هائلة للبضائع التركية”.
هذا في حين يرى أنصار المعسكر الغربي أن “القوات التركية حضرت باتفاق رسمي بين الدولتين الليبية والتركية، وكانت ليبيا في ذلك الوقت محتاجة للاتفاقية بسبب الهجوم المسلح على العاصمة طرابلس، فكان الأتراك حاضرين لإحداث توازن والدفاع عن طرابلس، وهذا الذي حصل”، وأن “التمديد للقوات التركية جاء حتى يخرج المرتزقة وعناصر فاغنر الموجودون في المنطقة الشرقية”[14].
وبالتزامن مع مناقشة البرلمان التركي مذكرة تمديد مهام القوات في ليبيا، أكد رئيس البرلمان، مصطفى شنطوب، أن وحدة ليبيا وسلامة أراضيها من أولويات بلاده، وذلك خلال لقاء مع رئيس مجلس الدولة الأعلى في ليبيا، خالد المشري والوفد المرافق، في 21 يونيو/حزيران، وذلك على هامش المؤتمر البرلماني الدولي حول الهجرة واللاجئين المنعقد في إسطنبول.
وأعرب شنطوب عن سعادته للجهود المبذولة بين مجلسي الدولة والنواب للتوافق على أسس دستورية وقانونية سليمة، وأطلع المشري على المساعي المبذولة لترتيب إعادة فتح القنصلية التركية في بنغازي، واستئناف رحلات الخطوط التركية إلى طرابلس[15].
- دعوة الفرقاء لاجتماع حول الشأن الليبي بأنقرة
تشهد ليبيا صراعات سياسية وعسكرية واقتصادية، وخاصَّة بعد فشل الأطراف المتنازعة، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، في إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية كان اتفق عليها سابقًا، بعد اتفاق جنيف الذي انبثق عنه المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، برعاية الأمم المتحدة.
وفي مطلع يوليو/تموز، انطلقت مظاهرات شعبية بعد دعوات انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر احتجاجًا على الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانيها الشعب الليبي من انقطاع السيولة النقدية، وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة جدًّا وغيرها من الأزمات.
وكان متظاهرون غاضبون قد اقتحموا مقر مجلس النواب الليبي في طبرق، وعبثوا بمحتوياته، وأضرموا النيران داخله، احتجاجًا على سوء الأحوال المعيشية.
ووَصَف المتظاهرون “الأجسام السياسية الحالية بالبلاد، بأنهم سبب من أسباب الفساد في البلاد، وعرقلة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كانت مقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي”[16].
وتتابع تركيا الأحداث في ليبيا عن كثب، وتخشى من رؤية البلاد غارقة مرة أخرى في الفوضى، وهو ما يمكن أن يهدد مصالحها وتواجدها على الأراضي الليبية، ولهذا فإنها تسعى لاستعادة الهدوء وحل الأزمة السياسية.
في هذا السياق، كشف موقع “أفريكا إنتيلجينس” (Africa intelligence) الاستخباراتي عن عزم تركيا استضافة اجتماع موسع للتباحث حول الشأن الليبي بين مسؤولين ليبيّين وممثلين عن الدول الرئيسة المنخرطة في أزمة ليبيا.
بحسب الموقع، فقد دعا الرئيس التركي رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق شرق ليبيا، عقيلة صالح، إلى زيارة تركيا في 21 يوليو/تموز، وفي الوقت نفسه دعا رئيس المجلس الأعلى للدولة في طرابلس غرب البلاد، خالد المشري، فيما يتوقع أن يصطحب كلا الرجلين المساعدين المقربين لكل منهما في هذه الزيارة، حيث سينضم إلى عقيلة صالح النائب عبد الهادي الصغير، رئيس لجنة صياغة التشريعات الانتخابية المسؤول عن العملية الانتخابية والعلاقات مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، بجانب النائب الليبي يوسف العجوري، الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية. بينما يصحب المشري، فوزي العقاب، المسؤول عن المفاوضات الحساسة التي يخوضها المشري.
وبرر الموقع هذه الخطوة برغبة أردوغان في أن يقود مرة ثانيةً الاستجابة الدولية للأزمة، فمن المقرر عقد الاجتماع بين الوفدين الليبيّين في نفس توقيت ومكان عقد اجتماع آخر بين أعضاء مجموعة (3+2)، وهم تحديدًا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، التي ستنضم إليها مصر وقطر وتركيا، بوصفها الدولة المضيفة.
يضم الحضور ستيفانى ويليامز، مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ليكون هذا هو الاجتماع الأخير الذي تحضره في هذا المنصب[17].
وكان سادات أونال، نائب وزير الخارجية التركي، هو مَن دشن التجمع في تركيا خلال اجتماع غير رسمي بروما، وذلك في أعقاب جولة مفاوضات غير مثمرة بدرجة كبيرة رعتها الأمم المتحدة في جنيف يوم 30 يونيو/حزيران 2022.
الدفتر الرابع: تركيا ومصر
بالتزامن مع الجهود التي تبذلها كل من تركيا ومصر من أجل تطبيع العلاقات التي تسودها القطيعة السياسية منذ وقوع الانقلاب العسكري في مصر في 2013، والتي تجلت مظاهرها في استمرار الزيارات واللقاءات الثنائية، جاء الحِراك الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط ليثير تكهنات بإمكانية حدوث تطور في مسار العلاقات الثنائية بين أنقرة والقاهرة، يتناسب مع التطور الكبير في العلاقات التركية مع محور الثورة المضادة في العالم العربي، وعلى رأسه الإمارات والسعودية.
- الحِراك الإقليمي ومسار التطبيع بين القاهرة وأنقرة
أثارت زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتركيا، وزيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد لمصر، تكهنات بإمكانية حدوث تطور في مسار تطبيع العلاقات بين القاهرة وأنقرة، وذلك في ظِل حِراك إقليمي ملحوظ وتحركات من أجل إعادة رسم خريطة التحالفات في المنطقة.
وكانت تركيا قد كثفت جهودها لتحقيق خطوات إيجابية في مسار تحسين العلاقات مع مصر، تتناسب مع الخطوات الناجحة التي اتخذتها في علاقاتها مع السعودية والإمارات، حيث انتقلت الاتصالات التركية من مستوى الاستخبارات والدبلوماسية المنخفضة إلى الدبلوماسية الرسمية، وهي الخطوة التي تسبق بالعادة الإعلان عن لقاء على المستوى السياسي الأول، لتكون هذه الخطوة بمثابة إعلان رسمي عن إنهاء الخلافات وفتح صفحة جديدة في سجل العلاقات بين البلدين[18].
وكان موقع “مدى مصر” قد نشر تقريرًا نسب فيه إلى مصادر مطلعة أن مباحثات ابن سلمان في تركيا قد تشمل العلاقات بين القاهرة وأنقرة، وأن السعوديّين يسعون بطموح إلى “قيادة إعادة هندسة التحالفات الإقليمية” في الشرق الأوسط بعد سنوات من التوترات بين القاهرة وأنقرة بسبب الإطاحة بالرئيس المصري السابق، د. محمد مرسي، والموقف الشخصي للرئيس التركي، رجب طيّب أردوغان، ضد نظيره المصري.
وبحسب التقرير، يأمل ولي العهد أن يقدم نفسه للأمريكيّين من خلال إرساء الأساس للتحالف الإقليمي للولايات المتحدة على أنه “صانع التوازن” في المنطقة، والقادر على توجيه دفة التحالفات الإستراتيجية الإقليمية. ويقول المصدر إن إنجاز التقارب المتعسر بين القاهرة وأنقرة، وهما من أكثر القوى الإسلامية السنيَّة نفوذًا، سيخدم هذه الغاية[19].
وفي حدثٍ يمكن القول بأنه خطوة جديدة نحو التطبيع بين أنقرة والقاهرة، شهدت مدينة إسطنبول، في نهاية يونيو/حزيران، لقاءً جمع بين والي المدينة عليّ يرليقايا، والقنصل العام المصري طارق خليل. وهو اللقاء الذي انتهى دون ذكر تفاصيل، مع إعراب الطرفين عن الأمل في تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين[20].
جاء لقاء والي إسطنبول بالقنصل المصري بعد أيام من إعلان الخارجية التركية أن القائم بأعمال السفارة التركية في القاهرة، السفير صالح موطلو شان، قد انتقل إلى القاهرة ليباشر مهام عمله اعتبارًا من 21 يونيو/حزيران 2022.
كما سبق اللقاء مشاركة وفد مصري في فعاليات “منتدى الاستثمار”، لمجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية، التي تعمل من أجل ضمان التعاون بمجالات التنمية والاقتصاد وزيادة حجم التبادل التجاري ين الدول الأعضاء، والذي انطلق في 16 يونيو/حزيران.
الدفتر الخامس: تركيا ودول الخليج
توالت أصداء زيارة ابن سلمان لتركيا، وهي الزيارة التي يرى كثيرون أنها أنهت القطيعة بين البلدين، وسوف تفتح أبواب التعاون بينهما على جميع المستويات.
وعلى صعيد العلاقات التركية الإماراتية، ثمَّة اتصالات مكثفة بين مسؤولي البلدين، وهو ما يلعب دورًا مهمًا في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات رفيعة.
- أصداء زيارة محمد بن سلمان لأنقرة
زار ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أنقرة في 22 يونيو/حزيران، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، وهو الحادث الذي يُتهَم ابن سلمان بالضلوع فيه، عبر تكليف عملاء سعوديين بتنفيذ مهمة القتل.
وتسعى أنقرة من خلال التطبيع مع الرياض بعد سنوات من التوتر لجذب التجارة والاستثمارات السعودية، بينما يسعى ابن سلمان لإنهاء عزلته الدولية.
وفي ختام الزيارة، أصدر الطرفان بيانًا مشتركًا أكدا فيه إطلاق حقبة جديدة من التعاون في العلاقات الثنائية بما في ذلك السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية. وأعرب البلدان عن مواصلة التعاون وتطويره على أساس الأخوة التاريخية بما يخدم مستقبل المنطقة.
وأكد الطرفان سعيهما لتكثيف التعاون والتنسيق وتبادل وجهات النظر بخصوص المسائل والقضايا الهامة على الساحتين الإقليمية والدولية وبما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة[21].
تواصلت أصداء زيارة ولي العهد، حيث تابعت وسائل الإعلام الإقليمية والدولية الزيارة وتحدثت عن دوافعها وأهدافها وتداعياتها.
فقد رأى متابعون أن زيارة ولي العهد السعودي إلى تركيا، أمر يتجاوز العلاقات التركية السعودية ويهم المنطقة برمتها، لأن الشرق الأوسط مقبل على تحالفات عسكرية أشبه بحلف شمال الأطلسي “ناتو”، وأن ابن سلمان يسعى من خلال زياراته الإقليمية إلى تعزيز سلطته المقبلة كحاكم للسعودية، وتشكيل تحالف عسكري وجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الدوافع الاقتصادية ومساعي تأسيس شراكات تجارية بين بلاده وتركيا، وخاصَّة في مجال الصناعات الدفاعية[22].
ورأى آخرون أن العلاقات التركية السعودية انتقلت إلى مرحلة جديدة عقب زيارة ابن سلمان لأنقرة، وقبلها زيارة الرئيس التركي أردوغان إلى المملكة، في أبريل/نيسان الماضي، وأن الأنشطة التجارية بين البلدين ستتسارع خلال الفترة المقبلة، وأن السوق السعودي سيختار تركيا لتأمين العديد من احتياجاته، وذلك لعدة أسباب أبرزها القرب الجغرافي وتوفير مصاريف النقل، وجودة المنتجات وانخفاض الأسعار التي باتت تنافس نظيراتها الأوروبية والصينية[23].
وحول أثر التقارب التركي السعودي على المنطقة، قالت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، إن التحسن الأخير في العلاقات التركية السعودية قد يكون بمنزلة كابوس لطهران، لأنه سيؤثر تأثيرًا سلبيًّا في نفوذ طهران الإقليمي ومصالحها في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
وجاء في تقرير للمجلة أن زيارة ابن سلمان لتركيا، والتي سبقتها زيارة إلى مصر والأردن، أثارت شكوكًا كبيرة في طهران التي اعتبرت تحركه جزءًا من المحور المناهض لإيران في المنطقة.
وخلال زيارة أردوغان للسعودية ، أبدت إيران استياءها من عملية مصالحة أنقرة مع الرياض. وعكست شخصيات إيرانية رسمية وشبه رسمية وفكرية ووسائل إعلام وجهات نظر سلبية بشأن التطبيع بين أنقرة والرياض، مستشهدة بالتأثير المحتمل لمثل هذه العملية على نفوذ طهران الإقليمي ومصالحها.
ولفت التقرير إلى أن تركيا والسعودية تشعران بالقلق من تداعيات إحياء الاتفاق النووي بين إيران والغرب عبر تسوية خالية من إجراءات جوهرية تعالج التدخل الإيراني في السياسة الإقليمية.
في المقابل، يقول التقرير، إن إيران تشعر بالقلق من أن التقارب البراغماتي للسياسات الإقليمية بين أنقرة والرياض من المتوقع أن يعزز النفوذ الدبلوماسي لكلا الجانبين ضد طهران، فموقف تركيا من إيران سيكون أقوى في سوريا ، وسيكون موقف السعودية أقوى في اليمن، ومواقف الدولتين ستكون أقوى في العراق ولبنان[24].
- التعاون الثنائي بين تركيا والإمارات
شهدت الفترة الماضية العديد من اللقاءات بين مسؤولين أتراك وإماراتيّين في إطار التعاون الثنائي المتنامي بين البلدين.
فقد التقى رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، في 20 يونيو/حزيران، رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي صقر غباش، وهو اللقاء الذي عقد على هامش المؤتمر البرلماني العالمي حول الهجرة المنعقد في إسطنبول[25].
وعلى صعيد التعاون العسكري، استقبل رئيس هيئة الأركان التركية يشار غولر، في 5 يوليو/تموز، نظيره الإماراتي حمد محمد ثاني الرميثي، وبحث الجانبان سبل التعاون بين البلدين في المجالات العسكرية.
وفي لقائه مع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، تبادل الرميثي مع الوزير وجهات النظر حول قضايا ثنائية وإقليمية والصناعات الدفاعية والتعاون في مجال التدريب العسكري[26].
وفي منتصف يوليو/تموز، استقبل وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى ورانك نظيره الإماراتي سلطان أحمد الجابر، في مدينة إسطنبول، وحضر اللقاء ثاني بن أحمد الزيودي وزير الدولة للتجارة الخارجية في الإمارات، وسارة الأميري وزيرة الدولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة. كما حضره أحمد براق داغلي، رئيس مكتب الاستثمار التابع لرئاسة الجمهورية التركية، وعلي طه كوج رئيس مكتب التحول الرقمي في الرئاسة التركية.
وبعد اللقاء، توجه المسؤولون الأتراك والإماراتيون لحضور “ورشة الاستثمار التركي الإماراتي”. وأوضح الوزير ورانك في افتتاح الورشة، أهمية الاتصالات المكثفة بين البلدين التي لعبت دورًا مهمًّا في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات رفيعة.
وأضاف أن هذه الزيارة ستساهم بشكل كبير في التعاون بين تركيا والإمارات في مجالات الصناعة والاستثمار والتكنولوجيا.
وأشار إلى أن الورشة ستبحث الاستثمار في الطاقة المتجددة والسيارات والبتروكيماويات والآلات والأغذية والصحة والتجارة الإلكترونية والعديد من القطاعات الأخرى[27].
الدفتر السادس: تركيا وفلسطين والكيان الصهيوني
تعددت مظاهر التقدم في العلاقات التركية الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية، وصَار البلدان على مشارف رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية، بعد أن ارتفعت مستويات العلاقات التجارية والاقتصادية.
وكان الجانب الأمني هو الأبرز في التعاون بين الجانبين، وذلك بعد الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام عن إلقاء القبض على خليَّة إيرانية تستهدف إسرائيليّين على الأراضي التركية.
ومع ذلك لم تغب القضية الفلسطينية في خضم التقارب التركي الإسرائيلي، حيث حث الرئيس أردوغان الجانب الإسرائيلي على تجنب المزيد من الخطوات التي يمكن أن تضر آمال السلام وحل الدولتين، وأكد على ضرورة بقاء الوضع الراهن في المسجد الأقصى.
- تقدم العلاقات بين أنقرة وتل أبيب
شهدت العلاقات التركية الإسرائيلية العديد من مظاهر التقدم في الفترة الماضية، سواء على مستوى التواصل بين قيادة البلدين ومسؤوليها، أو فيما يخص رفع مستوى الدبلوماسي، أو التعاون الثنائي.
فعلى مستوى التواصل بين مسؤولي البلدين، اتفق الرئيس التركي أردوغان مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ على مواصلة “الحوار بشأن العلاقات بين البلدين والمنطقة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والأمن”، وأعرب هرتسوغ خلال الاتصال الهاتفي بينهما، في 19 يونيو/حزيران، عن شكره وتقديره للرئيس أردوغان على جهود تركيا في مكافحة الإرهاب، في إشارة إلى التهديدات الإيرانية للمصالح الإسرائيلية على الأراضي التركية[28].
وفي اتصال آخر بينهما، في 7 يوليو/تموز، بحث الرئيسان العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية، واتفقا على دفع العلاقات الثنائية إلى مرحلة متقدمة عبر اتخاذ خطوات ملموسة من خلال أجندة إيجابية وعلى أساس مراعاة الأمور ذات الحساسية بالنسبة للجانبين.
كما تلقى الرئيس اردوغان اتصالًا آخر من رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلي يائير لابيد، أعرب خلاله الرئيس التركي عن رغبة بلاده في استمرار سياسات عدم الموافقة على إقامة مستوطنات جديدة والحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى[29].
وفيما يخص رفع التمثيل الدبلوماسي بين أنقرة وتلأبيب، أعلن وزير الخارجة التركي، مولود تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحفي مع نظيره الإسرائيلي، يائير لابيد، بالعاصمة التركية أنقرة، في 23 يونيو/حزيران، الشروع في إجراءات رفع التمثيل الدبلوماسي مع إسرائيل إلى مستوى سفير. وقال إنه أكد خلال محادثاته مع لابيد على دفع الحوار الإيجابي بين تركيا وإسرائيل بخطوات ملموسة.
وقال لابيد: “بدأنا في إجراء مناقشات حول عودة السفراء في المستقبل القريب، وحول تحسين حوارنا الاقتصادي والسياسي، آمل أن نكمل هذه الخطوات قريبًا”[30].
كما أشار وزير الخارجية التركي للتعاون الأمني مع إسرائيل، وأكد على وجود تواصل وثيق مع الجانب الإسرائيلي بخصوص تهديدات إرهابية ضد مواطني إسرائيل في تركيا.
وأضاف أن المؤسسات التركية واصلت تبادل المعلومات الاستخباراتية، كما تباحث الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ مع الرئيس أردوغان بشأن هذه القضية.
وفي خطوة تدل على تقدم التعاون بين الطرفين، أفادت صحيفة “جمهوريّت” التركية أن شركات الطيران الإسرائيلية قد تستأنف رحلاتها المنتظمة إلى تركيا بعد انقطاع دام 15 عامًا. وأوضحت الصحيفة أن مفاوضات جرت بهذا الشأن، وركزت على قضايا تنظيم رحلات جوية مباشرة من إسرائيل وزيادة عددها وتسوية القضايا الأمنية التي يصر عليها الجانب الإسرائيلي.
وكانت شركات الطيران الإسرائيلية قد أوقفت تسيير رحلاتها إلى تركيا منذ عام 2007 بسبب مشكلة التعاون الأمني، حيث تطالب إسرائيل بأن يتاح لضباط أمن إسرائيليّين إجراء فحص أمني في المطارات التركية للرحلات التي تسيرها شركات الطيران الإسرائيلية منها[31].
- توقيف خليَّة إيرانية متهمة باستهداف إسرائيليّين
ذكرت وسائل إعلام تركة أن السلطات التركية أوقفت 5 إيرانيّين ومواطنيْن تركيَّيْن في إسطنبول بتهمة التخطيط لشن هجمات على مواطنين إسرائيليّين في تركيا، وأن الخليَّة التي تعمل لحساب المخابرات الإيرانية قد تمَّ اعتقالها في عملية مشتركة للشرطة التركية وجهاز المخابرات الوطني.
جاء الإعلان عن هذه العملية بعد أن حذر وزير خارجية دولة الاحتلال في منتصف يونيو/حزيران الإسرائيليّين من السفر إلى تركيا، مطالبًا المتواجدين هناك بترك البلاد فورًا.
وقال الوزير الإسرائيلي إن “الجهود الضخمة” التي تبذلها قوات الأمن الإسرائيلية أنقذت “أرواح الإسرائيليّين في الأسابيع الأخيرة” وشكر الحكومة التركية على مساهمتها بهذه الجهود[32].
ونقلت قناة “i24” الإسرائيلية عن مسؤول أمني أن “استخبارات الموساد قادت السلطات التركية إلى 10 أعضاء في خلية إيرانية يزعم أنهم خططوا لخطف وقتل سفير إسرائيلي سابق في تركيا وزوجته”، وأشار المسؤول إلى أن “الموساد نجح أيضًا في إحباط مخططين آخرين ضد إسرائيليّين في إسطنبول في الأيام الأخيرة”[33].
وفي مؤتمر صحفي مع نظيره الإسرائيلي لابيد، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إن تركيا لا تسمح بالهجمات الإرهابية على أراضيها وتتعاون مع إسرائيل في مجال الأمن، وشدد على أنه “من غير الممكن بالنسبة لنا أن نسمح بهذه المواجهات أو الهجمات الإرهابية في بلدنا، لقد تمَّ إيصال الرسائل اللازمة في هذا الإطار”.
فيما قدم الوزير الإسرائيلي الشكر لنظيره التركي على إحباط المؤامرة المزعومة، والتي وصفها بأنها “خرق واضح للسيادة التركية من جانب الإرهاب الإيراني”، وقال: “تقف إيران خلف محاولات تنفيذ هذه الهجمات الإرهابية، ولا تدع المعلومات الاستخباراتية مجالًا للشك حيال ذلك، نحن لا نتحدث عن قتل سيَّاح إسرائيليّين أبرياء فحسب، بل عن خرق واضح للسيادة التركية من جانب الإرهاب الإيراني أيضًا، نثق بأن تركيا تعلم كيف ترد على الإيرانيّين في هذا الصدد”[34].
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أصدرت بيانًا رفضت فيه المزاعم الإسرائيلية “السخيفة” عن تخطيط طهران لشن هجمات ضد إسرائيليّين في تركيا، ورأت أنها تهدف للإضرار بعلاقاتها مع تركيا.
وقالت الخارجية الإيرانية إن الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة وادعاءات وزير خارجية نظام الكيان الصهيوني بمؤتمر صحفي في أنقرة مع نظيره التركي، سخيفة وتهدف لتدمير العلاقات بين الدولتين المسلمتين[35].
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، ضرورة الاستمرار في العمل مع إيران في مجال مكافحة الإرهاب “لأن الإرهاب هو عدو مشترك للجميع”.
الدفتر السابع: تركيا وأوروبا
حققت الدبلوماسية التركية انتصارات جديدة تمثلت في اتفاقية التفاهم مع فنلندا والسويد، والتي أجبرت تركيا من خلالها الدولتين المذكورتين على الموافقة على مطالبها المتعلقة بأنشطة أتباع التنظيمات الإرهابية. كما تمثلت أيضًا في توقيع اتفاقية ممر الحبوب مع روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، والتي تتيح نقل المحاصيل الأوكرانية المكدسة في الموانئ بسبب الحرب.
غير أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان مازالت تتدخل في الشأن الداخلي التركي، وذلك من خلال مطالبة تركيا بإطلاق سراح عثمان كافالا المُدان من جانب القضاء التركي بتهم تتعلق بإسقاط الحكومة التركية وإعاقة عملها.
- توقيع مذكرة التفاهم بين تركيا وفنلندا والسويد
وقعت تركيا وفنلندا والسويد مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن عضوية البلدين الأخيرين في حلف شمال الأطلسي (الناتو). وجاء توقيع المذكرة في 28 يونيو/حزيران، على هامش قمَّة الناتو التي عقدت في العاصمة الإسبانية مدريد.
فبعد تحفظات أنقرة على انضمام البلدين إلى الحلف بسبب إيواء أفراد مرتبطين بحزب العمال الكردستاني (PKK) ووحدات حماية الشعب (YPG) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وتنظيم فتح الله غولن، تراجعت السويد وفنلندا خطورة للوراء، ووقعتا على المذكرة التي نصَّت على تعزيز التعاون في ما بينها لمنع أنشطة التنظيمات التي وصفتها بالإرهابية، وأن فنلندا والسويد ستتعاملان بسرعة مع طلبات ترحيل أو تسليم أشخاص مشتبه فيهم بتهم الإرهاب، وستبدآن التحقيق في أنشطة جمع أموال وتجنيد مقاتلين لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة تنظيمًا إرهابيًّا[36].
وقد وَصَف الرئيس التركي أردوغان مذكرة التفاهم الثلاثية بأنها “انتصار دبلوماسي” لبلاده وشعبها بعد عملية تفاوض صعبة. وقال إنه “يجب على السويد وفنلندا الوفاء بمسؤولياتهما ولا يمكن أن تمر المذكرة إلا بعد موافقة البرلمان التركي عليها”. وأكد على أن بلاده ستتابع بدقة تنفيذ القضايا المسجلة في المذكرة الثلاثية الموقعة مع السويد وفنلندا لاتخاذ الخطوات اللازمة وفقًا لذلك[37].
وبعد يوم واحد من توقيع مذكرة التفاهم، أشار وزير العدل التركي، بكر بوزداغ، إلى أن أنقرة ستطالب فنلندا والسويد بتسليمها 33 شخصًا ينتمون الى حزب “العمال الكردستاني” وحركة “فتح الله غولن”، اللذين تعتبرهما إرهابيين.
وبعد ذلك، أعلن الرئيس أردوغان أن السويد سلمت بلاده 4 إرهابيين من أصل 73 إرهابيًّا مطلوبين من قبل السلطات الأمنية التركية. وأشار إلى أنه بعد مذكرة التفاهم الثلاثية، سيكون من الصعب جدًّا على إرهابي “حزب العمال الكردستاني” وتنظيم “غولن” تنفيذ حملات دعاية سوداء واستهداف المواطنين وشن هجمات.
واحتجاجًا على توقيع المذكرة، نظم أنصار (YPG) مظاهرة في العاصمة السويدية ستوكهولم، طالبوا فيها الحكومة السويدية بالانسحاب من مذكرة التفاهم المبرمة مع تركيا. وحَمَل المتظاهرون رايات التنظيم الإرهابي، وهتفوا هتافات داعمة لحزب العمال الكردستاني وأخرى مناهضة لرئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون، ووزيرة خارجيتها آن ليندي[38].
وكانت رئيسة الوزراء السويدية قد أدانت اتقاط نواب يساريّين صورًا لأنفسهم حاملين أعلام “حزب العمال الكردستاني”، ومنظمات كردية أخرى تعتبرها أنقرة إرهابية. وقالت أندرسون إن “حزب العمال الكردستاني مدرج على قائمة المنظمات الإرهابية، ليس فقط في السويد، إنما في الاتحاد الأوروبي بأسره، والتقاط الصور مع تلك الأعلام عمل غير لائق على الإطلاق”[39].
- اتفاقية ممر تصدير الحبوب الأوكرانية
استضافت مدينة إسطنبول التركية مراسم التوقيع على اتفاقية “ممر الحبوب” التي وقعتها روسيا وأوكرانيا برعاية الأمم المتحدة وتركيا، لبدء شحن الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ الأوكرانية عبر البحر الأسود، بعد أن تسببت الحرب في أزمة عالمية في الحبوب والمواد الغذائية.
جاء التوقيع على الاتفاقية بعد شهور من المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا بوساطة تركيا والأمم المتحدة التي قال أمينها العام، أنطونيو غوتيريش، إنها سوف تخفف الضغط عن البلدان النامية، وتساعد على استقرار أسعار الغذاء العالمية التي كانت بالفعل عند مستويات قياسية حتى قبل الحرب. وأضاف: “نعتمد على الحكومة التركية في الحفاظ على دورها الحيوي في المضي قدمًا”[40].
ووفقًا لمَّا صرح به مسؤول بالأمم المتحدة، فإن ممثلي روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة سيفتشون السفن المتجهة إلى أوكرانيا بحثًا عن أسلحة. وستوفر تركيا الأفراد، وسيتم تمثيل الجانبين – روسيا وأوكرانيا – في هذا التفتيش الرباعي.
وقال المسؤول للصحفيين: اتفق الجانبان على أنه لا ينبغي لأي من الجانبين مهاجمة السفن القادمة من الموانئ الأوكرانية، والمغادرة من المياه الإقليمية إلى البحر الأسود وما وراءه، ولذلك سيتم توفير ممر آمن، وستتم مراقبة ذلك من قبل مراكز التنسيق المشتركة في إسطنبول.
ولضمان شحن الحبوب المكدسة في الموانئ الأوكرانية بشكل آمن، تمَّ افتتاح مركز التنسيق المشترك في مدينة إسطنبول، والذي سوف تكون مهمته هي ضمان الشحن الآمن للحبوب والمنتجات الغذائية المشابهة التي ستصدر من موانئ أوديسا وتشرنومورسك ويوجني الأوكرانية عبر البحر، وتسجيل وتتبع السفن التجارية المزمع مشاركتها في المبادرة.
وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، إن المركز يشرف على شؤونه 5 ممثلين عن تركيا، ومثلهم من روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، بينهم شخصيات عسكرية وأخرى مدنية.
وأكد أن المركز سيراقب من الناحية الفنية حركة السفن التجارية عبر الأقمار الصناعية والإنترنت ووسائل الاتصال الأخرى، وسيمارس أنشطته بالتنسيق مع الأطراف المعنية والأمم المتحدة، وسوف تخضع السفن المخصصة للشحن لرقابة فرق مشتركة في مواقع مناسبة عند التعبئة في الموانئ الأوكرانية ولدى وصولها إلى موانئ تركيا[41].
ويُعَد اتفاق تصدير الحبوب انتصارًا جديدًا للدبلوماسية التركية التي تتحرك بنشاط منذ اندلاع الحرب الأوكرانية للوساطة بين روسيا وأوكرانيا.
- المحكمة الأوروبية والتدخل في الشأن التركي
أثارت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أزمة جديدة مع تركيا بسبب قضية عثمان كافالا، رجل الأعمال التركي الذي حكمت عليه محكمة تركية بالسجن المؤبد بعد أن أدانته بمحاولة الإطاحة بحكومة الجمهورية التركية أو عرقلة عملها بشكل جزئي أو كلي في أحداث 2013، وذلك بعد أن أعلنت في 11 يوليو/تموز، أن تركيا لم تلتزم بحكمها الذي فرض الإفراج عنه.
قالت المحكمة التي كانت قد حكمت في 2009 بأن تركيا انتهكت حق عثمان كافالا في الحرية، إن احتجازه ومحاكمته يستخدمان لإسكاته ويبعثان رسالة مخيفة للمجتمع المدني في تركيا.
وجاء في بيان للاتحاد الأوروبي: “على تركيا أن تحرز بشكل عاجل تقدمًا ملموسًا ومستدامًا في احترام الحقوق الأساسية، واستمرار تركيا في رفض تطبيق هذه القواعد يصعد من مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن مدى التزام السلطة القضائية التركية بالمعايير الدولية والأوروبية”[42].
وردًّا على قرار المحكمة الأوروبية، قالت وزارة الخارجية التركية إن قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان المتعلق بالمدعو عثمان كافالا “يثير الشكوك بشأن سمعة المنظومة الأوروبية لحقوق الإنسان”.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة، تانجو بلغيتش، أن أنقرة عبّرت من قبل عن تطلعها من المحكمة الأوروبية بأن تقيم الوضع بشكل عادل وألا تتصرَّف كمحكمة ابتدائية.
وأردف: “قدمت وزارة العدل التركية معلومات منتظمة حول مستجدات العملية القضائية بحق الشخص المذكور، كما تمَّ إبلاغ المحكمة الأوروبية واللجنة الوزارية التابعة لمجلس أوروبا، بأن الشخص المذكور قد أدين في نهاية المحاكمة”.
وتابع: “لكن للأسف، قرار المحكمة الأوروبية لم يلبِّ تطلعنا، وأثار الشكوك مجددًا بشأن سمعة المنظومة الأوروبية لحقوق الإنسان”.
واستطرد: “نتوقع من اللجنة الوزارية المعنية بمتابعة المسار في المرحلة المقبلة، أن تعدل عن النهج المنحاز والانتقائي الذي تبنته سابقًا، وتتصرف بحس سليم، وألا تسمح لبعض الدوائر بالسعي لخلق أجندة سياسية”[43].
وكانت قضية كافالا قد أثارت أزمة كبيرة بين أنقرة وعشر دول غربية، على رأسها الولايات المتحدة، حينما هدد الرئيس أردوغان بطرد سفرائها من أنقرة، ردًّا على بيان أصدروه في هذا الشأن، ما اعتبرته أنقرة تدخلًا في شأنها الداخلي، ولكن الأزمة انتهت بتراجع هذه الدول.
الدفتر الثامن: تركيا والولايات المتحدة الأميركية
كان لقاء الرئيسين التركي والأميركي على هامش قمَّة الناتو في مدريد هو الحدث الأبرز في العلاقات التركية الأميركية، وهو اللقاء الذي ثمَّن فيه بايدن جهود تركيا الدبلوماسية في دعم الناتو وحل أزمة الحبوب.
ولكن في الوقت الذي تتعاون فيه واشنطن مع أنقرة، ويُعرب فيه الرئيس الأميركي عن رغبته في استمرار العلاقات الثنائية، لا تتوقف المنظمات الأميركية عن تمويل الأنشطة الرامية إلى تغيير النظام الحاكم، وهو ما كشفت عنه تقارير عن “التمويل الخفي” أو “الأموال السوداء” التي تنفقها هذه المنظمات في الداخل التركي.
- لقاء أردوغان وبايدن على هامش قمَّة الناتو
التقى الرئيس التركي أردوغان بالرئيس الأميركي جو بايدن على هامش قمَّة “الناتو” التي عُقِدت في العاصمة الإسبانية مدريد، في 29 يونيو/حزيران.
وخلال اللقاء، أعرب بايدن عن أمله في استمرار العلاقات الثنائية البناءة بين البلدين، وأوضح بيان صادر عن البيت الأبيض أن بايدن أعرب لأردوغان عن امتنانه لتوقيع أنقرة مذكرة تفاهم مع السويد وفنلندا بشأن انضمام الأخيرتين لحلف شمال الأطلسي.
كما تقدم بايدن بالشكر لنظيره التركي أردوغان على جهوده الرامية لحل أزمة الحبوب الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، وقال مخاطبًا إيَّاه: “تقومون بعمل رائع، وأريد أن أعبر عن شكري لكم”[44].
وكان أردوغان قد صرح قبل اللقاء بأنه سيناقش مع بايدن تعطيل واشنطن لطلب أنقرة شراء مقاتلات جديدة من طراز “F-16”.
وفي تصريح للمتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيار، قالت إن الرئيس جو بايدن يدعم بيع المقاتلات لتركيا، وذلك في سياق تعليقها على الانتقادات الموجهة لبايدن من قبل نواب ديمقراطيّين، حول تصريحات بايدن المتعلقة ببيع مقاتلات “F-16” لأنقرة، خلال لقائه نظيره التركي أردوغان، في مدريد، والتي شدد فيها على ضرورة بيع طائرات “F-16” لتركيا وتحديث أسطولها من هذه المقاتلات[45].
وفي سياق متصل بصفقة الطائرات، صدَّق مجلس النواب الأميركي على ملحق طرحه النائب الديمقراطي عن ولاية نيوهامشير، كريس باباس، بشأن بيع المقاتلات لتركيا بناءً على شروط معينة.
ويطالب الملحق لجنتي الخارجية والقوات المسلحة في الكونجرس بالتعهد باتخاذ خطوات ملموسة لضمان أن يكون بيع المقاتلات لتركيا متوافقًا مع مصالح الأمن القومي الأميركي، وألا تستخدم المقاتلات المباعة “في الانتهاكات المستمرة للمجال الجوي اليوناني[46].
انتقدت تركيا هذه الموافقة المشروطة، وأكد وزير الدفاع خلوصي آكار ضرورة ألا تكون هناك شروط من قبيل “أنا أعطيك هذا ولكن عليك ألا تفعل هذا”. وأوضح آكار أن المباحثات مستمرة بين الوفود العسكرية وفق معايير منطقية، وأن العملية مستمرة، و”سنواصل العمل عسكريًّا وسياسيًّا ودبلوماسيًّا، ويحدونا الأمل أن تسود الحكمة وتتمخض حلول معقولة ومنطقية”[47].
- التمويل الأميركي لمنظمات تركية مناهضة للحكومة
كشف تقرير استقصائي، قامت به شبكة “الجزيرة”، عن قيام هيئة تابعة للحكومة الأميركية، متهمة بتقديم تمويلات سياسية غير مصرح بها وبإثارة القلاقل الاجتماعية في عدة دول، تمويلًا سياسيًّا غير معلن لمنظمات محلية وأميركية تعمل داخل تركيا، منها تمويل قدم في عامي 2020 و2021 لتكوين “شبكة من عناصر التغيير” في ذلك البلد الذي يشهد انتخابات العام القادم.
وذكر التقرير أن منظمة “الوقف القومي للديمقراطية” (National Endowment for Democracy)، المعروفة اختصارًا باسم “نيد” (NED)، وهي إحدى منظمات التمويل السياسي الخارجي الأميركي، وتعمل من واشنطن، قدمت منحًا وتمويلات بلغت مليونين و600 ألف دولار في عام 2021 لنشطاء سياسيّين أتراك، ذهبت في شكل منح لتمويل أنشطة سياسية واجتماعية داخل تركيا.
وأظهرت الوثائق الخاصّة بالمنظمة أنها قدمت المنح والتمويلات لـ9 منظمات تعمل في تركيا في قضايا وشؤون سياسية على الرغم من سعي الحكومة التركية لمنع ذلك النوع من التمويل الأجنبي السياسي غير المعلن.
كما كشفت المراجعة أن التمويل الذي لم يفصح عنه للمنظمات السياسية المحلية في عام 2020 كان يزيد على 2.5 مليون دولار.
ووفقًا للمعلومات الواردة في الوثائق، فإن المنظمة تحاول التدخل في السياسية الداخلية التركية عبر دعم أحزاب سياسية للتأثير في الإجراءات التشريعية، ودعم هيئات وكيانات وشرائح عديدة، من أجل إحداث تغيير في طبيعة الحكم في تركيا.
وعلى الرغم من أنها تقدم تمويلها تحت مسميات مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والشفافية فإن دولًا عديدة اتهمتها بالوقوف وراء اضطرابات سياسية على مدار عدة سنوات، وأنها تخفي أسماء المتلقين للأموال في الوقت ذاته الذي يدفع فيه تمويلًا من أجل زيادة الشفافية في الدول المضيفة.
وقالت مؤسسات أميركية مستقلة إن منظمة الوقف الأميركي لها صلات وثيقة في حقيقة الأمر بالسياسة الخارجية الأميركية، حيث أصدر معهد دراسات السياسة العامة – وهو مؤسسة بحثية استقصائية مستقلة مقرها مدينة الباكيريك بولاية نيو مكسيكو – تقريرًا عن تاريخ وأعمال الوقف، قال فيه إنه واجه اتهامات -على سبيل المثال – بتحريك جماعات معادية للرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز حتى بعد أن فاز في استفتاء شعبي ديمقراطي في أغسطس/آب 2004.
وكانت منظمة الوقف القومي للديمقراطية أثارت الجدل سابقًا لقيامها بدور محوري في تمويل حركات علمانية معارضة في مصر وتونس في فترة الربيع العربي[48].
وكان معهد كوينسي (Quincy Institute)، قد نشر تقريرًا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، كشف فيه عن وجود منظمة جديدة في الولايات المتحدة اسمها “مشروع الديمقراطية في تركيا”، تسعى لتمرير سياسات أميركية تستهدف تركيا، وذكر معدو التقرير أن هناك مؤشرات على أن تمويل المنظمة الجديد يأتي من دول في الشرق الأوسط، ويقف وراءها ناشطون وسياسيون موالون لإسرائيل ولدول عربية خليجية.
وذكر التقرير أن منظمة “مشروع الديمقراطية في تركيا” ترمي إلى دفع سياسات خارجية أميركية مناهضة لتركيا.
وقال الباحثون في تقريرهم إن المنظمة لديها صلات بشبكة من مجموعات الأموال السوداء المموّلة بشكل جيد، وتروّج لمواقف السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، التي تتوافق مع المصالح الأمنية لإسرائيل، ولعدد من الدول العربية في المنطقة.
يُذكر أن اصطلاح الأموال السوداء يشير إلى التمويل الخفي، أو غير الواضح في المجال السياسي.
وكان الباحثون قد كشفوا في تقريرهم أنهم بحثوا في أسماء مَن يقف وراء منظمة “مشروع الديمقراطية في تركيا”، فوجدوا أن منهم فرانسيس تاونسيند التي كانت مسؤولة ملف الإرهاب في إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن، ومعها السيناتور السابق المتشدد جوزيف ليبرمان الذي كان من أكبر المروّجين للحرب على العراق، ومنهم أيضا جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والذي يُعرَف بعدوانيته، ودشن تعاونه مع المنظمة بقوله: “حان الوقت لدق ناقوس الخطر بشأن تركيا”[49].
جدير بالذكر أن تغيير النظام التركي الحالي، كان أحد بنود الأجندة الانتخابية التي انتخب على أساسها الرئيس الأميركي بايدن، الذي تعهد بالمساعدة في إنهاء عهد أردوغان لحساب معارضيه.
الدفتر التاسع: تركيا والعالم التركي
لم يكد العام ينتصف حتى شهدت دولة أخرى من دول منظمة الدول التركية موجة من الاحتجاجات والاضطرابات. فبعد كازاخستان، شهدت أوزبكستان احتجاجات واسعة بسبب محاولة الرئيس الأوزبكي تغيير الوضع الدستوري لجمهورية “كاراكالبكستان” المتمتعة بالحكم الذاتي، وهو ما دعا أنقرة إلى مطالبة الشعب والحكومة بتغليب الحكمة ومعالجة أسباب التوتر في هذا البلد الذي تربطه بتركيا علاقات وثيقة.
وفي الملف القبرصي، واصلت أنقرة دعمها لحل الدولتين في الجزيرة، كمنطلق لأي حل يمكن أن يذهب إليه الجانبان التركي والرومي.
- احتجاجات “كارا كالباكستان” في أوزبكستان
أعلن الرئيس الأوزبكي، شوكت ميرضيائيف، حالة الطوارئ في جمهورية “كارا كالباكستان” التي تتمتع بالحكم الذاتي ضمن حدود أوزبكستان، في الفترة من 3 يوليو/تموز إلى 2 أغسطس/آب، عقب الاحتجاجات التي اندلعت بالمنطقة إثر جدل حول وضعها الدستوري وتجريدها من الحكم الذاتي.
وأعلنت وزارة الداخلية في أوزبكستان أن مظاهرة غير قانونية خرجت في مدينة “نوكوس” عاصمة كارا كالباكستان ومدن أخرى نتيجة سوء تفسير الإصلاحات الدستورية الجارية في الجمهورية.
وقال مكتب المدعي العام في أوزبكستان إن18 شخصًا قتلوا، فضلًا عن إصابة 243 شخصًا خلال الاحتجاجات التي اندلعت في الإقليم بسبب خطط لتقليص الحكم الذاتي[50].
اقترح الرئيس الأوزبكي تعديلات دستورية من ضمنها حذف كلمة “سيادة” في وصف جمهورية كارا كالباكستان، وفقرة تشير إلى حقها في الانفصال عن أوزبكستان بعد تنظيم استفتاء شعبي بهذا الخصوص.
وكانت كارا كالباكستان قد وقعت اتفاقًا مع أوزبكستان ينص على حق الانسحاب منها عبر إجراء استفتاء، ونصّت المادة 74 من الدستور الأوزبكي على أن جمهورية كارا كالباكستان هي “جمهورية برلمانية، ولها علم الدولة الخاص بها، وشعارها، ودستور خاص بها، ونشيد وطني”.
ويتهم معارضو البقاء ضمن أوزبكستان طشقند بمحاولات منهجية من أجل دمج كارا كالباكستان مع المناطق الأوزبكية الأخرى، والتضييق على اللغة الكاركالبيكية.
وترى المعارضة أن اكتشاف النفط والغاز أخيرًا والثروات المعدنية في الجمهورية، كان السبب الرئيس في محاولات طشقند تسريع عملية دمجها بباقي المناطق، وعدم مراعاة خصوصيتها، ولاحقًا الوصول إلى تثبيت وضعية قانونية جديدة تنهي وضعية نادرة في العالم، وهي جمهورية مستقلة في داخل جمهورية مستقلة أخرى[51].
وفي تعليقها على الأحداث، دعت تركيا أوزبكستان حكومة وشعبًا إلى “تغليب الحكمة” لمعالجة التوتر في جمهورية “كارا كالباكستان” ذاتية الحكم.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان لها إنها تتابع عن كثب التطورات، وأكدت إيلاء تركيا “أهمية كبيرة لاستقرار ورخاء أوزبكستان الصديقة والشقيقة، وأبدت ثقتها التامة بقدرة حكومة أوزبكستان وشعبها على حل هذه المسألة في جو تسوده الحكمة والسلام[52].
- تركيا ومقترحات شمال قبرص القائمة على حل الدولتين
عرضت جمهورية شمال قبرص التركية مقترحات للتعاون مع إدارة جنوب قبرص الرومية بشأن موارد الهيدروكربون والكهرباء والطاقة المتجددة والمياه على أساس حل الدولتين في الجزيرة.
جاء ذلك خلال لقاء عُقِد بين رئيس قبرص التركية أرسين تتار، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أوروبا وآسيا الوسطى والأمريكتين ميروسلاف جينكا، في العاصمة لفكوشا.
وقال تتار إنه قدم حزمة المقترحات إلى جينكا من أجل إيصالها إلى زعيم الشطر الرومي نيكوس أناستاسيادس، بواسطة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وأشار إلى أنه يؤكد دائمًا ضرورة التعاون بين شطري الجزيرة لأنه سيساهم في توفير البيئة اللازمة للمصالحة في القضية القبرصية، وفي إحلال السلام والاستقرار في المنطقة[53].
وبدورها، أعلنت تركيا دعمها “بقوة” للمقترحات التي عرضتها جمهورية شمال قبرص التركية على منظمة الأمم المتحدة بشأن التعاون مع إدارة جنوب قبرص الرومية.
وجاء في بيان نشرته وزارة الخارجية التركية بهذ الشأن إن تركيا تدعم “بقوة” المقترحات التي أرسلها الرئيس تتار في مطلع يوليو/تموز إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وأكّدت الوزارة أن المقترحات تنص على إقامة التعاون مع الجانب القبرصي الرومي على أساس المساواة في السيادة والوضع الدولي المتساوي للشطرين.
وشدّدت على أن تنفيذ هذه المقترحات سيسهم في إحلال السلام والاستقرار في شرق البحر الأبيض المتوسط، فضلًا عن إرساء أرضية مشتركة لحل قضية قبرص من خلال إقامة تعاون بين الدولتين القائمتين في الجزيرة[54].
وكان وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، قال إنه في حال كانت مفاوضات بين جانبي جزيرة قبرص، فيجب أن تكون “بين دولتين لا بين مجتمعين”، مشددًا على ضرورة المساواة بين الطرفين.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين تتار، في العاصمة لفكوشا، أوضح تشاووش أوغلو، أن “تدابير بناء الثقة بين شطري الجزيرة التي طرحها زعيم جنوب قبرص نيكوس أناستاسيادس، لم تأت بجديد وتهدف إلى تمييع العملية التفاوضية”.
وأكد أن “تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية لديهما موقف مشترك تجاه المشكلة في الجزيرة”، مشددًا على “ضرورة المساواة في السيادة والوضع الدولي المتكافئ بين الطرفين في الجزيرة”.
وأضاف أن “حقوق قبرص التركية جرى تأكيدها منذ عام 1960، لكنها اغتصبت فيما بعد”، مؤكدًا أن “تركيا لن تسمح بإنكار حقوق القبارصة الأتراك”.
ورأى أنه “يتعين على جنوب قبرص النظر بإيجابية إلى المقترحات إذا كانت ترغب في التعاون، وأنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق، فإن الجانب التركي سيواصل طريقه”[55].
الدفتر العاشر: الداخل التركي
لم يبق إلا عام واحد على انتخابات الرئاسة التركية ولم تقدم المعارضة حتى الآن مرشحها التوافقي، ومازالت أحزابها مختلفة داخليًّا وفيما بينها على اسم المرشح الذي سيخوض الانتخابات أمام الرئيس أردوغان.
وفي هذه الأجواء، أحيا الشعب التركي ذكرى إفشاله انقلاب يوليو/تموز 2016، وشهدت جميع الولايات أنشطة وفعاليات تهدف إلى إبقاء هذه الذكرى حيَّة في نفوس الأتراك.
وكان موت الشيخ محمود أفندي حدثًا بارزًا في المجتمع التركي، لما تمتع به الشيخ من تاريخ حافل في الدفاع عن هوية البلد المسلم ومحاربة التغريب.
- المعارضة التركية وأزمة اختيار المرشح الرئاسي
رغم اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في تركيا، والمقرر إقامتها في يونيو/حزيران 2023، وإعلان الرئيس التركي أردوغان ترشحه للرئاسة، فإن المعارضة التركية لم تحسم أمرها بعد بشأن مرشحها الذي سيخوض المعركة الانتخابية في مواجهة مرشح التحالف الحاكم.
وكان قادة أحزاب المعارضة الستة، أو ما بات يُعرَف باسم تحالف “طاولة الأحزاب الـ6″، قد أصدروا بيانًا بشأن مرشح المعارضة المشترك للرئاسة التركية، قالوا فيه إن رئيس تركيا الثالث عشر سيكون مرشح محبي الديمقراطية، ومن المؤيدين للنظام البرلماني “المعزز”، دون الكشف عن شخصية المرشح الذي سينافس على الرئاسة[56].
وفي هذا السياق، أعلن أحمد داوود أوغلو، رئيس حزب “المستقبل” المعارض، عن إمكانية ترشحه في الانتخابات الرئاسية بدعم من تحالف المعارضة. وقال داوود أوغلو إنه تمَّ ترشيح اسمه بالفعل مع بداية تشكيل حزب المستقبل، وأن “جميع أعضاء الحزب مرشحون لاستلام السلطة في البلاد”.
وفي إجابة مباشرة على سؤال عن إمكانية ترشحه للرئاسة، قال: “أنا مرشح للرئاسة، لكن إذا كان هناك اتفاق بين الأطراف، فنحن مستعدون لمناقشته”.
كما أعلن على بابا جان، رئيس حزب “الديمقراطية والتقدم” عزمه على الترشح لرئاسة الجمهورية التركية، وذلك في حال لم يتم العثور على مرشح من قبل “طاولة الستة”[57].
وفي تحليله لأزمة المعارضة التركية، قال الأكاديمي التركي، ياسين أقطاي، إن المعارضة تبحث عن مرشح رئاسي شبيه بالرئيس أردوغان الذي تريد أن تسقطه.
فبالإضافة إلى الخلاف بين أحزاب تحالف المعارضة الستة حول اختيار مرشح توافقي، فإن المعضلة الكبرى تتمثل في أن التحالف يبحث الآن عن شخصية تمتلك ما يمتلكه أردوغان من مؤهلات لكي تستطيع الوقوف في مواجهته.
ولكن هذا التوجه يعني تكرار تجربة أكمل الدين إحسان أوغلو، الذي تمَّ اختياره لمواجهة أردوغان قبل 8 سنوات، حينما بدا الاسم معقولًا بالنسبة لزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كليتشدار أوغلو، كشخصيةٍ يمكن أن تنافس أردوغان. لكن ما أدركه أنصار حزب الشعب الجمهوري ولم يكن كليتشدار أوغلو قد فكر فيه، هو أن جميع المؤهلات التي اعتبرت قوية في ملف إحسان أوغلو هي مؤهلات يمتلكها أردوغان بشكل أكثر واقعية وأكثر أصالة، وهكذا برزت أكبر مفارقة للمعارضة في هذا السؤال: هل السبيل الوحيد للإطاحة بأردوغان يتطلب جلب الشخص الأكثر شبهًا به؟ لأنه بذلك يكون قد تمَّ التأكيد على حقيقة أن أردوغان هو الخيار الأكثر صحة في التنافس الحالي.
لم تعد الأولوية بالنسبة للمعارضة هي البحث عن مرشح توافقي مؤهل لقيادة البلاد، وإنما الأولوية الآن للبحث عن شخص يمكنه الحصول على الأصوات التي تمكنه من الإطاحة بأردوغان، إلا أنه عندما يكون لمثل هذا الشخص ملف محافظ فلن يكون من الممكن إقناع ناخبي حزب الشعب الجمهوري بذلك، لأنهم لا يريدون تكرار تجربة أكمل الدين إحسان أوغلو صاحب نفس الأيديولوجية التي يمتلكها أردوغان بمحض إرادتهم، فقط لوجود احتمال الإطاحة بأردوغان، لأنهم إن فعلوا ذلك فلن تكون لديهم أي مزاعم أيديولوجية، وهذا صعب للغاية بالنسبة لهم[58].
- إحياء ذكرى إفشال انقلاب 2016
أحيا الشعب التركي، في 15 يوليو/تموز، الذكرى السادسة لإفشال المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في عام 2016، والتي نفذتها عناصر من الجيش، تتبع تنظيم “غولن” الإرهابي، حاولت من خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقد شهدت كافة ولايات تركيا الـ81 أنشطة أنشطة وفعاليات شارك فيها ممثلو كافة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، حيث امتدت الفعاليات في هذا اليوم للبعثات والممثليات التركية في الخارج، إحياءً لذكرى يوم “الديمقراطية والوحدة الوطنية”، وهو اليوم الذي تلاحم فيه الشعب التركي، وخرج فيه إلى الشوارع لكسر الانقلاب وإفشال مخططات الانقلابيّين، ما أسفر عن استشهاد 251 شهيدًا وإصابة أكثر من ألفي مواطن[59].
وبهذه المناسبة، قال الرئيس أردوغان إن “تاريخ تركيا بات يُصنف في مرحلتين من حيث الديمقراطية والإرادة الوطنية، هما ما قبل يوم 15 تموز وما بعده”، في إشارة لمحاولة الانقلاب الفاشلة.
وأضاف في رسالة للشعب التركي أن أهمية “يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية” تتجلى في كونه رمزًا لأول مقاومة مجيدة خاضها الشعب التركي ضد الانقلابات التي تعرض لها عبر التاريخ. وأضاف أن بلاده وجهت الرد المناسب لخونة تنظيم غولن وأسيادهم من خلال التقدم نحو الأمام وليس الانسحاب والتراجع[60].
وفي كلمته التي القاها أمام المحتشدين لإحياء هذه الذكرى بإسطنبول، ترحم الرئيس أردوغان على أرواح الشهداء، وتمنى الصحة للمناضلين الذين تعرضوا لإصابات مستديمة خلال مواجهتهم للطائرات والمروحيات والدبابات بأيديهم.
وأكد الرئيس على أن حكومته لن تسمح بإبقاء البلاد خارج اللعبة بينما تعاد هيكلة مراكز القوة السياسية والاقتصادية العالمية. وتابع: “سنكمل حتمًا بناء تركيا العظيمة والقوية فلا يمكننا أن نوفي حقوق شهدائنا إلا بهذه الطريقة”.
وأوضح أردوغان أن الجهات المعادية تخشى من أن تحقق تركيا أهدافها بحلول عام 2023، وتدرك جيدًا أنها إذا فشلت في إيقاف تركيا اليوم، فإنها لن تلتقط الفرصة نفسها مرة أخرى طوال نصف قرن أو حتى القرن القادم[61].
وكانت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية قد أعلنت عن تنظيم 9000 فعالية لتتبع محاولة الانقلاب الفاشلة هذا العام، للإبقاء على 15 يونيو/تموز حيًّا في نفوس المواطنين، والتأكيد على أنهم مازالوا في حراسة الديمقراطية.
كما نظمت دائرة الاتصال أنشطة اتصالات خارجية ورقمية في جميع أنحاء البلاد وخارجها تحت شعار “تركيا للأبد”، وعرضت أفلامًا باللغتين التركية والإنجليزية حول منظمة غولن الإرهابية بجميع جوانبها، وأكدت على مقاومة الأمة ونضال الدولة وانتصار الديمقراطية.
- وفاة العالم الإسلامي التركي محمود أفندي
توفي في 23 يونيو/حزيران الشيخ محمود أفندي، شيخ الطريقة النقشبندية، عن عمر يناهز الـ93 عامًا. وشارك الرئيس التركي أردوغان وعدد من كبار المسؤولين الأتراك في الصلاة على جنازة الشيخ التي أقيمت في باحة جامع السلطان محمد الفاتح بإسطنبول، وسط حضور مهيب من المشيعين[62].
يُعَد الشيخ واحدًا من أبرز الشخصيات الدينية في تركيا، ويُقدَّر عدد أتباعه بالملايين، وهو زعيم “جماعة إسماعيل آغا” النقشبندية، والتي اشتهرت مؤخرًا باسم “جماعة محمود أفندي”.
تعلم الشيخ اللغتين العربية والفارسية والنحو والصرف وعلوم القرآن والفقه وأصوله والحديث والتفسير والبلاغة، وحفظ القرآن الكريم في وقت مبكر من حياته.
وعمل بحقول الدعوة ونشر تعاليم الإسلام داخل تركيا، كما بذل جهودًا في هذا المجال خارج تركيا، ويَنسِب إليه بعض الباحثين في شؤون الجماعات الإسلامية الفضل بإنشاء عشرات المدارس في إفريقيا والهند والبلقان.
إلى جانب قيادته الروحية كإمام لـ”جماعة إسماعيل آغا” النقشبندية، عُرِف الشيخ “محمود أفندي” بإنتاج وافر للكتب الدينية خلال حياته، ومن أهمها كتاب التفسير “روح الفرقان” الذي تمَّت طباعة 19 مجلدًا من مجلداته، وكتاب “المحادثات” الذي يشمل أحاديثه الشخصية في تسعة مجلدات، و”الرسالة القدسية” ويتكون من مجلدين، وكتاب “صحبة عمر” و”تفسير سورة الفاتحة” وغيرها[63].
عرف الشيخ محمود أفندي بعمله من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية للمجتمع التركي، متحديًا برفق ولين سياسات التغريب التي فرضها العسكر على الشعب التركي بعد انهيار الدولة العثمانية، حيث عملوا جاهدين على بث قيم ومعتقدات غربية تخالف في مجملها تعاليم الدين الإسلامي مخالفة واضحة وصريحة، بهدف محو الإسلام من صدور وعقول الأجيال الجديدة في تركيا، وتأهيلها لممارسة نمط الحياة الغربية بكل موبقاتها ومحرماتها دون وَجَل ولا خوف.
تصدى الشيخ محمود أفندي لهذا التغريب بإرادة من فولاذ رغم حداثة سِنِّه آنذاك، ونذر حياته لمنع تغلغله في النفوس من خلال سعيه لإعداد أجيال مسلمة تحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب وتعلم جيدًا أوامره ونواهيه، وتدرس كافة علوم القرآن والحديث النبوي الشريف.
كما اهتم الشيخ محمود اهتمامًا بالغًا بتدريس تلاميذه وأتباعه اللغة العربية وعلومها من نحو وبلاغة وصرف، بوصفها لغة القرآن التي يجب على كل مسلم تعلمها حتى يستطيع فهم الإسلام فهمًا صحيحًا[64].
تتمركز منهجية جماعة محمود أفندي في استغلال أموال الوقف المنتشرة في إسطنبول وتركيا وغيرها بصرفها على حلقات التعليم التي تديرها مشيخة الجماعة بطريقة احترافية، حيث يدخل الطالب بمراحل تعليم ضمن بيئة خاصَّة تجعله متأثرًا بالبيئة أكثر من تأثره بالمادة العلمية، ويتم الصرف على كل طالب وفقًا للشروط التي يضعونها من مأكل ومشرب وملبس لحين إكمال دراسته، وقد يُعيَّن مدرسًا في نفس مدارسهم الدينية، وهذه المدارس مفتوحة للجنسين معًا.
وتتميز هذه الجماعة عن غيرها بابتعادها التام عن العنف، فرغم كثرة المريدين وعدد المضايقات، فإن هذه الجماعة حافظت على عدم انزلاقها في أي أعمال عنف أو تشكيل تنظيمات مسلحة طوال فترة مواجهتها مع الدولة منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي وإلى اليوم[65].
ويُعَد الشيخ من أبرز الشخصيات التي واجهت محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، وكان دائمًا مواجهًا لجنرالات الانقلابات العسكرية التي شهدتها تركيا خلال العقود الماضية، حيث تعرَّض لمحاولة اغتيال ومضايقات بعد انقلاب عام 1960.
[1] كوردستان 24، موسكو تدعو تركيا إلى حل سلمي للوضع في سوريا، 15 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3OeM0P3
[2] RT عربي، عبد اللهيان: أنقرة تفضل الحلول السياسية مع دمشق لتبديد مخاوفها الأمنية شمالي سوريا، 2 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3o6NU9E
[3] Zaman العربية، “أنقرة” تقول: إنها مصممة على دخول عمليتها العسكرية في شمال سورية، 10 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3uS8Q8e
[4] RT عربي، “سبوتنيك”: الجيش الأمريكي ينقل أسلحة إلى سوريا والمسلحون الموالون له يحفرون نفقا إلى العراق، 20 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3aLm7Zy
[5] الجزيرة، مجلس الأمن يقر تمديد آلية إدخال المساعدات لسوريا ويشترط تصويتًا جديدًا، 12 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3PggZvk
[6] الجزيرة، مليونا نازح بشمال سوريا.. ترقب لتصويت مجلس الأمن على تمديد إرسال المساعدات ومخاوف من تعنت روسيا، 7 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3zMHG5J
[7] الجمهورية التركية: وزارة الخارجية، بيان صحفي حول تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية الأممية عبر الحدود إلى شمال غرب سوريا، 12 يوليو/تموز 2022، www.mfa.gov.tr
[8] Yeni Şafak العربية، عبر تركيا.. 44 شاحنة مساعدات أممية تدخل إدلب السورية، 8 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3IHDjeQ
[9] Yeni Şafak العربية، تركيا: تحييد 1999 إرهابيا شمالي سوريا والعراق منذ مطلع 2022، 10 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3BkT2ix
[10] RT عربي، استهداف جديد يطال معسكر “زليكان” التركي شمالي العراق، 26 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3PCS3OS
[11] شفق نيوز، السفير التركي يبرئ بلاده ويحمّل العراق مسؤولية الجفاف: المياه تُهدر بشكل كبير، 12 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3vmFGhS
[12] RT عربي، وزارة الموارد المائية العراقية: تركيا ليست وصية علينا، 12 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3bc3QER
[13] القدس العربي، العراق يطالب بمزيد من المياه… وتركيا تدعو لوقف “الهدر”، 17 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3vK9llt
[14] إرم نيوز، ما دلالات تمديد البرلمان التركي مهام قواته في ليبيا؟، 22 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3PFw5KV
[15] الشرق الأوسط، برلمان تركيا يوافق على تمديد بقاء القوات في ليبيا، 23 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3Og5XF2
[16] Sputnik عربي، غوتيريش يتابع بقلق التظاهرات في ليبيا ويدعو لتجنب العنف، 3 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3OdIpk7
[17] Africa intelligence, Comment Erdogan veut reprendre l’initiative dans la crise libyenne, 13-07-2022, https://bit.ly/3cnuj2D
[18] القدس العربي، عقب زيارة بن سلمان لأنقرة وأمير قطر للقاهرة.. هل اقتربت المصالحة التركية المصرية؟، 26 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3zdV9TF
[19] مدى مصر، بن سلمان يسعى لمصالحة مصرية مع تركيا والإخوان وسط تنافس خليجي لتأسيس تحالفات جديدة، 20 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3bZpIU9
[20] ترك برس، في خطوة جديدة نحو التطبيع.. لقاء يجمع بين والي إسطنبول والقنصل العام المصري، 1 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3AVU8Ro
[21] وكالة الأنباء السعودية، صدور بيان ختامي مشترك لزيارة سمو ولي العهد إلى جمهورية تركيا، 22 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3OM89o4
[22] ترك برس، محلّل تركي لـ ترك برس: دوافع زيارة بن سلمان لأنقرة تتجاوز العلاقات الثنائية والمنطقة مقبلة على “ناتو” إقليمي، 30 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3PMg9GV
[23] ترك برس، خبيرة اقتصادية تجيب لـ “ترك برس”.. متى ترفع السعودية الحظر غير الرسمي بالكامل عن المنتجات التركية؟، 4 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3SdoJ3d
[24] The National Interest, Is Turkish-Saudi Normalization an Iranian Nightmare?, 10-07-2022, https://bit.ly/3oIM1R0
[25] تركيا بالعربي، شنطوب يلتقي نظيريه الإماراتي والكويتي في إسطنبول، 20 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3cTBOi7
[26] RT عربي، وزير الدفاع التركي ورئيس الأركان الإماراتي يبحثان التعاون الثنائي، 5 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3vpPfNa
[27] Daily Sabah العربية، وزير الصناعة والتكنولوجيا الإماراتي في زيارة رسمية لتركيا، 13 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3bm6isz
[28] ترك برس، ما علاقة إيران.. أردوغان ونظيره الإسرائيلي يتفقان على التعاون في “مكافحة الإرهاب”، 20 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3vt0KTO
[29] ترك برس، وكالة: أردوغان دعا رئيس وزراء إسرائيل للحفاظ على وضع الأقصى، 12 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3BphUFQ
[30] تركيا الآن، إسرائيل: العلاقات مع تركيا شهدت تقدما كبيرا، 23 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3JxT7l7
[31] 24.ae، استئناف رحلات الطيران الإسرائيلي إلى تركيا بعد توقفه 15 عاماً، 7 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3Bsj6Iz
[32] Daily Sabah، السلطات التركية تعتقل خلية إيرانية كانت تخطط لهجوم على إسرائيليين، 25 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3Se9cjH
[33] I24 NEWS، تقرير: “الموساد” الإسرائيلي أحبط ثلاث هجمات إيرانية استهدفت إسرائيليين في تركيا، 24 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3zL2muT
[34] CNNبالعربية، إيران ترد على اتهامها بالتخطيط لاستهداف سياح إسرائيليين في تركيا، 24 يونيو/حزيران 2022، https://cnn.it/3oFVtoc
[35] مشرق، ادعای رژیم صهیونیستی سناریویی برای تخریب روابط ایران و آنکارا است، 3 تير 1401ش، https://bit.ly/3PPssT4
[36] الجزيرة، تركيا تعطي الضوء الأخضر لانضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، 28 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3zkEBYS
[37] العربي الجديد، أردوغان: مذكرة التفاهم الثلاثية “انتصار” لتركيا والسويد وعدتنا بتسليم 73 “إرهابياً”، 30 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3JcKyvE
[38] وكالة الأناضول، أنصار “واي بي جي” يطالبون السويد بالانسحاب من مذكرة تفاهم مع تركيا، 9 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3OD4uJe
[39] RT عربي، ستوكهولم تندد بالتقاط نواب يساريين صورا لهم حاملين أعلام حزب العمال الكردستاني، 6 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3PCVghr
[40] CNN بالعربية، “منارة أمل للعالم”.. روسيا وأوكرانيا توقعان اتفاقية “ممر الحبوب” برعاية الأمم المتحدة في إسطنبول، 22 يوليو/تموز 2022، https://cnn.it/3PIErSj
[41] وكالة الأناضول، إسطنبول.. افتتاح مركز التنسيق المشترك لممر الحبوب، 27 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3Q1IXLe
[42] RT تركي، محكمة أوروبية: تركيا غير ملتزمة بالحكم الصادر بحق عثمان كافالا، 11 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3vrboKI
[43] الجمهورية التركية: وزارة الخارجية، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية على قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن تنفيذ حكم كافالا، 11 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3bmkd1B
[44] وكالة الأناضول، بايدن يشكر أردوغان على مساعيه لحل أزمة الحبوب الأوكرانية، 29 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3S8FNY4
[45] ترك برس، البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من بيع مقاتلات لتركيا، 7 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3PTZ3qq
[46] TRT عربي، مجلس النواب الأمريكي يوافق على مشروع قانون يتعلق ببيع مقاتلات F-16 لتركيا، 15 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3JlPGxB
[47] وكالة الأناضول، تركيا تنتقد مشروع قانون أمريكي يتعلق ببيعها مقاتلات “إف 16″، 19 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3bfiHyo
[48] الجزيرة نت، وثائق: هيئة أميركية تمول منظمات سياسية تركية من أجل “التغيير”، 20 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3AUy89C
[49] Quincy Institute for Responsible Statecraft, Dark Money Network Pushes Pro-UAE/Saudi Policies From New York, 26-11,2022, https://bit.ly/3B1pxSN
[50] Sputnik عربي، مظاهرة غير قانونية في أوزبكستان بسبب تغييرات في الدستور، 1 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3JlQfHy
[51] العربي الجديد، كاراكالباكستان… قنبلة موقوتة من العهد السوفييتي تهدد أوزبكستان، 2 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3Q9xcm4
[52] وكالة الأناضول، تركيا تدعو إلى الحكمة لمعالجة التوتر في”قره قالباقستان” بأوزبكستان، 4 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3oNX3Eo
[53]Time Turk ، قبرص التركية تقدم مقترحات تعاون للجانب الرومي، 1 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3Jk7skS
[54] TRT عربي، تركيا: ندعم بقوة مقترحات قبرص التركية للتعاون مع إدارة الجنوب، 2 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3zLESFS
[55]Yeni Şafak ، تركيا: أي مفاوضات بقبرص يجب أن تكون “بين دولتين لا مجتمعين”، 13 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3Bz8x6q
[56] RT عربي، تحالف الأحزاب المعارضة في تركيا يصدر بيانا حول مرشحه للرئاسة، 4 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3uVbzxL
[57] وكالة نيو ترك بوست، أحمد داوود أوغلو يعلن عن ترشحه لرئاسة تركيا في الانتخابات القادمة، 21 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3AVbm1u
[58] الجزيرة، لا مهرب من أردوغان.. المعارضة التركية تبحث عن مرشح للانتخابات الرئاسية، 15 يوينو/حزيران 2022، https://bit.ly/3ASX8Ow
[59] وكالة أنباء تركيا، أردوغان بالذكرى الـ 6 لإفشال الانقلاب: الشعب التركي كتب التاريخ، 15 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3aI0wkJ
[60] Daily Sabah العربية، أردوغان: تاريخ تركيا بات يُصنف بقبل محاولة الانقلاب وبعدها، 15 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3aF9gbq
[61] وكالة الأناضول، أردوغان: لن نسمح بإبقاء تركيا خارج اللعبة عالميا، 15 يوليو/تموز 2022، https://bit.ly/3IMnTGu
[62] وكالة الأناضول، إسطنبول.. تشييع مهيب للعالم الإسلامي التركي محمود أفندي، 24 يونيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3z8G2ea
[63] تركيا الآن، من هو الشيخ “محمود أفندي” الذي شارك أردوغان ووزراء أتراك بتشييعه؟، 24 يوتيو/حزيران 2022، https://bit.ly/3cfm4pc
[64] منتدى العلماء، وفاة الشيخ محمود أفندي عن عمر يناهز 93 عاماً.. مؤسس أكبر جماعة دينية تركية عدداً وأكثرها تأثيراً، https://bit.ly/3o5p6yX
[65] المصدر السابق.