طالبان.. العودة إلى كابل
بعد عقديْن من الحرب وعشرات الآلاف من القتلى وملايين المشردين ومليارات الدولارات التي أنفقت على حكومة موالية وعمليَّات عسكريَّة لم تتوقف لاقتلاع عدو شرس من جذوره والقضاء عليه، أعلنت الولايات المتحدة الدخول مع حركة طالبان في مفاوضات مباشرة والوصول إلى اتفاق بالانسحاب من أفغانستان في مقابل عدم تورط الحركة في أعمال تهدّد مصالح أمريكا والغرب، ولكن هذا الاتفاق لم يمنع الحركة من الاستمرار في عمليَّاتها العسكريَّة واستغلال الفراغ الي تركته القوَّات الأمريكيَّة وحالة الارتباك التي أصابت الحكومة الأفغانيَّة في الاستيلاء على المدن والولايات وإسقاط النظام القائم من خلال سلسلة من الأحداث المتتالية والمتسارعة، والتي جعلت المنطقة والعالم أمام وَضْع جديد يحتاج إلى إعادة تحديد المواقف من طالبان التي عادت إلى المشهد بقوَّة، وربما بخبرة سياسيَّة وعسكريَّة لم تتوفر لها حينما استولت على العاصمة في المرَّة الأولى عام 1996م، وهي الخبرة التي صقلتها المناورات السياسيَّة والعمليَّات العسكريَّة خلال عقديْن من الزمن ومنذ أن احتلت أمريكا لأفغانستان للقضاء على الحركة بحجَّة دعمها للإرهاب .
المفاوضات وانسحاب القوَّات الأمريكيَّة
شهدت العاصمة القطريَّة محادثات سلام مباشرة بين الحكومة الأفغانيَّة وحركة طالبان من أجل إنهاء الحرب الدائرة بين الطرفيْن في العشرين عام الماضية، وكانت الولايات المتحدة ممثلة في الجلسة الافتتاحيَّة بوزير خارجيتها وقائد القوَّات الأمريكيَّة وحلف الناتو في أفغانستان. وتمخضت المباحثات عن اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان يمهد الطريق، وفق جدول زمني، لانسحاب أمريكي على نحو تدريجي من أفغانستان، وتبادل الأسرى.
وأعلن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” فيما بعد انسحاب القوَّات الأمريكيَّة المتواجدة على الآراضي الأفغانيَّة في الرابع عشر من أبريل، وأن هذا الانسحاب سوف ينتهي في الحادي عشر من سبتمبر، ويأتي هذا الانسحاب في ظل توافق بين الولايات المتحدة وطالبان على خروج القوَّات الأمريكيَّة في مقابل التزام طالبان بالنأي عن جماعات مثل داعش والقاعدة وعدم تهديد المصالح الأمريكيَّة.
وبموجب الاتفاق مع طالبان، وافقت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو على سحب جميع القوَّات مقابل التزام الحركة بعدم السماح للقاعدة أو أي جماعة متطرفة أخرى بالعمل في المناطق التي تسيطر عليها. وفي المقابل، قالت حركة طالبان إن أيّ قوَّات أجنبيَّة تبقى في أفغانستان بعد الموعد النهائي لانسحاب الناتو في سبتمبر ستكون مُعرَّضة للخطر بصفتها “محتلة”، وإنه لا ينبغي أن تبقى القوَّات الأجنبيَّة، بما في ذلك المتعاقدون العسكريون، في المدينة بعد اكتمال الانسحاب[1].
ودافع الرئيس الأمريكي بايدن عن قراره بالإسراع من وتيرة انسحاب القوَّات الأمريكيَّة من أفغانستان، قائلًا إنه لا يجد مبررًا للوجود العسكري الأمريكي اللانهائي وسط صراع أهلي آخر في البلاد.
كانت الحكومة الأفغانيَّة الموالية لأمريكا هي الحاضر الغائب في هذه الاتفاقات، فقد تجاهلت الإدارة الأمريكيَّة الرفض الحكومي للانسحاب، ولم تسمع لتحذيراتها بشأن عودة طالبان.
أمَّا فيما يخص الداخل الأفغاني فقد تركت الولايات المتحدة القضايا الخاصَّة بأفغانستان لأطراف الصراع أنفسهم، بما في ذلك طبيعة النظام الأفغاني، ومصير الجيش والمؤسسات المنتخبة، والدستور وحقوق وحريَّات الشعب الأفغاني، ولكن هذه المفاوضات لم تكن لتسفر عن شيءٍ لأسباب كثيرة، منها:
1 – وجود القوَّات الأمريكيَّة على الأراضي الأفغانيَّة، وهو ما كان يجعل الحكومة المنهارة تتمسَّك بمواقفها لاعتمادها على دعم الأمريكيّين الذين كان يُفترَض ألَّا يتركوا حلفاءهم فريسة لطالبان.
2 – وجود خطوط حمراء عند كلا الطرفيْن، أهمها هويَّة الدولة وتمسّك كلّ طرف بطبيعة مُعيَّنة لهذه الهويَّة، حيث ترفض الحكومة الأفغانيَّة النظام الإسلامي في حين تصر طالبان على قيام دولة إسلاميَّة.
3 – اقتناع كلا الطرفيْن بأن الاحتكام إلى السلاح هو الحل الوحيد للسيطرة على البلاد، وهو ما يمكن تأكيده من خلال تصريحات رئيس الوزراء الباكستاني الذي كشف النقاب عن طلب الحكومة الأفغانيَّة من بلاده التدخل العسكري ضد طالبان أثناء مفاوضاتها معها، وكانت طالبان أيضًا مستمرة في عمليَّاتها العسكريَّة رغم مشاركتها في تلك المفاوصات.
4 – اختلاف مصالح الأطراف الداخليَّة والقوى الإقليميَّة والدوليَّة وتحوُّل محادثات السلام مع طالبان إلى ساحة لهذا الاختلاف.
وبالفعل، فشلت المفاوضات وطويت صفحتها بعد أن تخلَّى الأمريكان عن حلفائهم الذين وجدوا أنفسَهم في مواجهة طالبان التي تواصلت مع مجموعات عرقيَّة أخرى من غير مؤيديها التقليديّين من البشتون، كتحالفهم مع البلوش في نمروز، والأوزبك والتركمان في شيرنيغان.
ولم يبق من المفاوضات والاتفاق بين طالبان والولايات المتحدة غير البند الأهم الذي يتمسّك به الطرفان، وهو الانسحاب في مقابل عدم الإضرار بمصالح أمريكا.
تقدُّم طالبان وسقوط الحكومة الأفغانيَّة
بدأت القوَّات الأمريكيَّة وقوَّات حلف الناتو في الانسحاب من أفغانستان في الأوَّل من مايو 2021م، واندلعت بالتوازي مع هذا الانسحاب معارك ضارية بين طالبان والجيش الأفغاني في معظم أقاليم البلاد. واستولت الحركة على المعابر الحدوديَّة التي شهدت فرار أعداد كبيرة من الجنود الحكوميّين إلى طاجيكستان وتركمانستان وإيران وباكستان.
لقد تساقطت المدن الأفغانيَّة التي استولت عليها طالبان كما تتساقط قطع الدومينو. ففي الأوَّل من مايو، سيطرت طالبان على مقاطعة بوركا في ولاية بغلان الشماليَّة، واندلعت معارك عنيفة بين قوَّات الحركة والقوَّات الحكوميَّة في هلمند الجنوبيَّة. وفي الرابع من مايو، هاجم مقاتلو طالبان القوَّات الأفغانيَّة في هلمند و6 أقاليم أخرى. وفي الثامن من مايو، نفت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم على مدرسة للفتيات بكابل، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 50 شخصًا. وفي الحادي عشر من مايو، سيطرت الحركة على مقاطعة نرخ بالقرب من العاصمة، وذلك قبل أيَّام من انسحاب أمريكا من قاعدة قندهار الجويَّة المهمة. ثم سيطرت طالبان على مقاطعتيْن في ولاية وردك، وبعدها على مقاطعتيْن في ولاية غزنة. وفي السابع من يونيو، لقي أكثر من 150 جنديًّا أفغانيًّا مصرعهم في المعارك مع طالبان. وفي الثاني والعشرين من يونيو، استولت طالبان على معبر شيرخان بندر الحدودي مع طاجيكستان، وفرَّ المئات من الجنود الحكوميّين إلى الناحية الأخرى من الحدود. وسَيطرت الحركة على المعابر الواصلة إلى طاجيكستان وعلى المناطق المؤدية إلى ولاية قندوز. وفي الثاني من يوليو، انسحبت أمريكا من قاعدة باجرام، وهي القاعدة العسكريَّة الرئيسيَّة في أفغانستان، وهو ما يَعنِي خروجها من الحرب وحرمان القوَّات الحكوميَّة من تلقي الدعم الجوي الذي كانت تتلقاه من القوَّات الأمريكيَّة وتتفوق به على قوَّات طالبان. وفي الرابع من يوليو، استولت طالبان على إقليم بانجوي القريب من قندهار، ثم دخلت بعد يوميْن قلعة نو عاصمة ولاية بادغيس. وفي التاسع من يوليو، أعلنت حركة طالبان السيطرة على معبريْن حدوديّيْن رئيسيّيْن مع إيران وتركمانستان في ولاية هرات في الغرب، وصَار مقاتلو الحركة يسيطرون على معظم الحدود الأفغانيَّة مع طاجيكستان. وفي الرابع عشر من يوليو، سيطرت طالبان على معبر حدودي رئيسي مع باكستان في الجنوب. وفي الحادي والعشرين من يوليو، قال جنرال أمريكي رفيع إن مسلحي طالبان باتوا يسيطرون على نحو نصف مقاطعات أفغانستان، مِمَّا يُظهِر مدى وسرعة تقدمهم. وفي السادس من أغسطس، أصبحت زرنج في جنوب غرب البلاد أوَّل عاصمة إقليميَّة تسقط في أيدي طالبان منذ سنوات. وأعقب ذلك سقوط الكثير من المدن تباعًا في يد الحركة. وسَقطت في الأيَّام التالية عِدَّة مدن كبرى في شمال البلاد، هي شبرغان وقندوز وسار إي بول وطالقان وأيبك وبول خمري (ولاية بغلان) وفايز آباد، وكذلك فرح في الغرب. وفي الحادي عشر من أغسطس، استسلم مئات من عناصر قوَّات الأمن لحركة طالبان قرب قندوز. وفي الثاني عشر من أغسطس، سَيطرت طالبان على مدينة غزنة الواقعة على مسافة 150 كيلومترًا في جنوب غرب كابل، ثم استولت على هرات ثالث أكبر مدن أفغانستان. ثم سَقطت بعد يومين أربع عواصم ولايات أخرى في يوم واحد بينها قندهار ثاني كبرى مدن البلاد والمعقل الروحي لطالبان، ومدينة لشكركاه، عاصمة هلمند. وفي الرابع عشر من أغسطس، سيطرت طالبان على مدينة مزار شريف الرئيسيَّة في شمال البلاد، ثم مدينة بل علم عاصمة ولاية لوغر، الواقعة على بُعد 70 كيلومترًا إلى الشمال من كابل بعد مقاومة ضعيفة.
وفي الخامس عشر من أغسطس، حاصر مقاتلو طالبان العاصمة كابل بعد سيطرة الحركة على مدينة جلال آباد الشرقيَّة الرئيسيَّة دون قتال، ووَصلوا لمشارفها في أكثر من جهة، وسط حراك دبلوماسي وسياسي من أجل الدفع بنقل السلطة بشكل سلمي وسَلِس في العاصمة المحاصرة[2]، ولكن الحكومة لم تصمد في وجه طالبان، ولم يكن لها دور في تسليم السلطة بعد أن هرب الرئيس الرئيس “أشرف غني” وكبار المسؤلين.
وكان الرئيس الهارب قد اعترف بانتصار حركة طالبان، وقال إنه غادر البلاد لتجنب إراقة الدماء مع دخول الحركة القصر الرئاسي في العاصمة كابل. وأنه رحل لتجنب حدوث اشتباكات مع طالبان كانت سَتعرّض حياة الملايين من سكان كابل للخطر. وطالب غني حركة طالبان بحماية النساء ومختلف العرقيَّات لكسب قلوب الأفغان، مؤكدًا أن الشعب في حالة خوف من المستقبل[3].
وقد علق “عبدالله عبدالله”، نائب الرئيس السابق، على سقوط الحكومة وهروب الرئيس الأفغاني بقوله إن غني غادر البلاد و”ورطها وورط الشعب بهذه الحالة”، وأضاف أن “الشعب سَيَحكم على الرئيس السابق وسَيُحاسبه الله”[4]. ويَرى عبدالله أن رحيل الرئيس يكرس الهزيمة النكراء المسجلة في الأسابيع الأخيرة بعد سبع سنوات في السلطة عَجَز خلالها عن إعادة بناء البلاد خلافًا لوعوده.
دخول كابل ورسائل الطمأنة
حشدت طالبان قوَّاتها حول العاصمة كابل بعد سقوط المدن الولايات المختلفة، وفي مساء الأحد الموافق 15 أغسطس، أعلنت الحركة دخول قوَّاتها العاصمة بعد فرار الرئيس الأفغاني “أشرف غني” وهروب كبار المسؤولين، وكانت تنحية غني عن الحكم أحد مطالب الحركة في مفاوضاتها الأخيرة مع الحكومة الأفغانيَّة المنهارة، وقد تحقق هذا المطلب بالقوَّة لا بالمفاوضات.
وقد نقلت وسائل الإعلام بعض المشاهدات من داخل كابل التي سَادت فيها حالة من الخوف والتوجُّس، حيث أغلقت المحلات أبوابها وباتت زحمة السير خانقة، وشوهد رجال الأمن يَستبدلون ملابسهم الرسميَّة بملابس مَدَنيَّة. وشهدت غالبية المصارف ازدحامًا شديدًا، وسط تهافت الناس على سحب أموالهم قبل فوات الأوان. وكانت الشوارع أيضًا مكتظة بالسيارات المحمّلة بالأغراض محاولةً مغادرة المدينة أو اللجوء إلى حَيّ يعتبره السكان أكثر أمانًا. كما انتشرت الفوضى في مطار كابل الذي توجَّهت إليه مجموعات كبيرة للسفر خارج البلاد. وبَدَت مشاعر الخوف والارتباك على وجوه الناس. وقال أحد التجار لوكالة “فرانس برس: “نحن نقدر عودة طالبان إلى أفغانستان، لكننا نأمل أن يفضي وصولهم إلى السلام وليس إلى حمام دم. أتذكر الفظائع التي ارتكبتها طالبان عندما كنت طفلاً صغيرًا”. وفي مؤشر إلى أن الناس بدأوا يَرضخون للأمر الواقع، شوهد عامل يُغطِي بالطلاء لوحة إعلانيَّة لصالون تجميل تُظهِر عروسًا مُتبرّجة. ويَخشى كثير من الأفغان المعتادين على الحريَّة التي تمتعوا بها في السنوات العشرين الماضية، وخصوصًا النساء، عودة طالبان إلى السلطة. وثمَّة اتهام يُوجَّه إلى طالبان بفرض رؤية متطرفة للشريعة الإسلاميَّة عندما حكمت البلاد بين عامي 1996 و2001م وقبل أن يطردها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة من السلطة، حيث منعت النساء من الخروج بدون محرم وحظرت عليهم العمل. كذلك منعت تعليم البنات، وقامت بمعاقبة النساء اللواتي يُتّهمن بالزنا بالجلد والرجم[5].
غير أن طالبان الحريصة اليوم على إظهار صورة أكثر اعتدالاً، تعهدت مرارًا باحترام حقوق الإنسان إذا عادت إلى السلطة، خصوصًا حقوق المرأة، ولكن بما يتوافق مع “القِيَم الإسلاميَّة”.
لقد حمل خطاب طالبان وهي على أعتاب كابول رسائل طمأنة لكثير من الجهات التي تخشى من عودة الحركة إلى الحكم، واحتوى في طياته على الكثير من آثار التجربة السياسيَّة التي اكتسبتها الحركة في أعوامها السابقة، والتي يمكن أن تؤهلها لتجاوز أخطاء الماضي مع الاحتفاظ بشيء من التوازن في تمسكها بالأسس والمبادئ التي قامت عليها ومن أجلها، وفي مقدمتها إسلاميَّة الدولة. ويمكن ملاحظة هذا في تصريحات الناطق باسم الحركة، “سهيل شاهين”، الذي أكَّد على ضرورة تسليم العاصمة والسلطة لإمارة أفغانستان الإسلاميَّة بشكل سلمي، وأن ممتلكات المواطنين وحياتهم آمنة، وأنهم “خدَّام هذا الوطن وشعبه”. وأشار إلى قيام حكومة إسلاميَّة “شاملة” في المستقبل، وهو ما يَعنِي مشاركة مختلف الطوائف في حكم البلاد، وأن الحركة لا تسعى للانتقام من الشعب الأفغاني، وسوف تسمح للمرأة بالتعليم والعمل، مع المحافظة على الحجاب[6]. وشدَّد على أن الدبلوماسيّين والمنظمات غير الحكوميَّة والمدنيّين الأجانب الآخرين لن يكونوا مستهدفين من قبل طالبان، ولا حاجة إلى قوَّة حماية مستمرة لهم. وأردف “نحن ضد القوَّات العسكريَّة الأجنبيَّة، وليس الدبلوماسيّين، والمنظمات غير الحكوميَّة والعاملين بالسفارات، وهذا شيء يحتاجه شعبنا. لن نشكل أيّ تهديد لهم”[7].
وكانت أولى أولويَّات طالبان بعد الدخول إلى كابل هي المحافظة على الأمن، وقالت الحركة على لسان المتحدث باسمها إنها أمرت مقاتليها بالدخول إلى العاصمة “لمنع عمليَّات النهب” بعد مغادرة الشرطة المحليَّة مواقعها. وأعلنت في وقت لاحق أنها دخلت عدة أحياء في كابل بغية “ضمان الأمن”، وأن اجتماعًا قد عقد في القصر الرئاسي للبحث في سبل توفير الأمن للعاصمة[8]، وأن الحركة لا تعتزم الانتقام من أحد، وستصفح عن جميع من خدموا الحكومة والجيش. وقال مسؤول في الحركة “لا نرغب في سقوط أي مدني أفغاني بريء قتيلاً أو جريحًا مع تولينا زمام الأمور”[9]، وهو ما يدل على تحمُّل الحركة لمسؤوليتها تجاه الشعب الأفغاني واهتمامها بحماية البلاد من الانهيار ورغبتها في الإبقاء على العاصمة كرمز للدولة ومركز للحكم وعدم تحويلها إلى ساحة لأعمال النهب والسلب وميدان للانتقام.
انهيار الجيش والقوى الأمنيَّة الأفغانيَّة
انهارت القوَّات النظاميَّة والأمنيَّة الأفغانيَّة تحت ضغط مقاتلي طالبان. وقد أثار الانهيار السريع لقوَّات الحكومة علامات استفهام حول الأسباب التي أدَّت إلى انهيار تلك القوَّات التي تتلقى تدريبًا عسكريًّا وتحصل على معدات أمريكيَّة حديثة أمام مقاتلين يَحملون أسلحة خفيفة.
لقد كان بناء القوَّات المسلحة الأفغانيَّة وتكوين جهاز الأمن الأفغاني جزءًا أساسيًّا من استراتيجيَّة الإدارة الأمريكيَّة التي سعت إلى إيجاد طريقة لنقل مهمة الحفاظ على أمن أفغانستان واستقرارها إلى القوَّات الأفغانيَّة قبل الخروج من أفغانستان وسحب القوَّات الأمريكيَّة منها.
وأوجدت المساعي الأمريكية جيشُا تابعًا للجيش الأمريكي، وتقرَّر أن يخوض هذا الجيش الحربَ في أفغانستان نيابة عن الولايات المتحدة، ولكن هذا الجيش أخذ في الانهيار قبل أن تنسحب القوَّات الأمريكيَّة بشكل كامل، ولم يُحقق الهدف المنشود، وهو مواجهة حركة طالبان والقضاء عليها.
وإذا كان مستقبل أفغانستان غير واضح في الظروف الراهنة فإن الشيء الواضح الآن هو فشل أمريكا في مساعيها التي استمرت لعقديْن من الزمان لتكوين جيش موال لها، وهو ما أنفقت عليه المليارات وتكبدت من أجله خسائر بشريَّة كبيرة.
لم يكن انهيار الجيش الأفغاني وليد التقدُّم الذي أحرزته طالبان في الأسبوع الأخير، وإنما يَعود إلى الأشهر الماضية، ويُعدُّ نتيجة منطقيَّة للخسائر الفادحة التي تكبدتها القوَّات الحكوميَّة في قتالها ضد طالبان وقبل أن تعلن حكومة بايدن قرار الانسحاب.
بدأ تفكك الجيش في الولايات النائية، حيث استسلمت قوَّات الحكومة ووحدات الشرطة وسلمت أسلحتها لقوَّات طالبان التي وعدتهم بمغادرة المنطقة بأمان إذا استسلموا وألقوا أسلحتهم. وبهذه الطريقة سيطرت طالبان تدريجيًّا على المزيد من المناطق والطرق الرئيسيَّة.
وكانت القوَّات الحكومية تُبرِّر هزائمها أمام طالبان بانعدام الدعم الجوي وعدم وصول المعدات والتجهيزات والإمدادات الغذائيَّة اللازمة إليها. ولكن الحقيقة أن ضعف قدرات هذه القوَّات كان واضحًا من قبل، وذلك لعِدَّة أسباب، على رأسها القساد وانخفاض الروح المعنويَّة وفقدان الرغبة في القتال بسبب ضعف الإمدادات واعتماد الجيش الحكومي على القوَّات الأمريكيَّة.
ويُقدَّر عدد هذه القوَّات بحوالي 300 ألف فرد على الورق، في حين أن عددها الحقيقي هو 50 ألف فقط بحسب التقارير التي صدرت في الفترة الأخيرة. ويشعر الجيش والشرطة الأفغانيَّان بإهانة شديدة من جانب قادتهم، فالمسؤولون يغضون الطرف عن الأحداث التي تقع، ويعلمون علم اليقين أن العدد الحقيقي للقوَّات الأفغانية أقل بكثير مِمَّا يتم الإعلان عنه بشكل رسمي، وهو ما يُشِير إلى انتشار الفساد في بنية الجهاز الحكومي.
وقد أدَّى هذا الفساد إلى زيادة الاعتقاد لدى القوَّات الحكوميَّة والوحدات الأمنيَّة بأنه ليس هناك ما يَدفعهم إلى التضحية بالنفس من أجل المحافظة على حكومة “أشرف غني” الفاسدة. وصرح العديد من العسكريّين ورجال الأمن بما يشعرون به من إحباط بسبب سوء أحوالهم، حتى إن البعض أرجع هزيمة القوَّات الحكوميَّة أمام طالبان على جبهات جنوب البلاد بالقرب من قندهار إلى “البطاطس”، وذلك بعد أن تركت الحكومة قوَّاتها في ذلك المكان بدون إمدادات غذائيَّة، ثم أرسلت إليهم حِصَّتهم الغذائية صندوقًا من البطاطس، ولم يجدوا شيئًا يأكلوه، وأدَّى الإرهاق والجوع إلى الهزيمة وسقوط ثاني أكبر مدينة، حتى إن أحد القادة قال ساخرًا: “هذه البطاطس لن تحافظ على خط المواجهة”[10].
ويمكن البحث عن ضعف القوَّات النظاميَّة والأمنيَّة في إصرار الجيش الأمريكي على بناء جيش جديد كليًّا، ودعمه بكل المتطلبات اللوجيستيَّة، ولكن الأحداث أثبتت أن المعدات والتجهيزات والإمدادات لا فائدة منها لجيش لا يمكن أن يصمد في ظل غياب أمريكا وحلفائها عن المشهد وترك الأمر للأفغان، وهو ما ظهر في الصور التي أظهرت مقاتلي الحركة وهم يستولون بأسلحتهم الخفيفة على أسلحة الجيش وفيها مروحيَّة أمريكيَّة وطائرة بدون طيار و مدرعات ثقيلة.
وزاد من تعقيد الوضع قيام القوَّات الحكوميَّة بالاحتشاد للدفاع عن عواصم الولايات، وهي الاستراتيجيَّة التي ثبت فشلها، حيث ركزت قوَّات طالبان على مهاجمة المدن والمناطق الحضريَّة التي سقطت واحدة بعد أخرى، حتى إن الحركة استولت على أكثر من نصف عواصم الولايات في أسبوع واحد.
لقد أثبتت الأحداث أن الجيش الأفغاني لا يمكن أن يصمد في حرب مع حركة لا تملك غير الأسلحة الخفيفة، وهو ما يَعنِي أن الحكومة الأفغانية لا يمكن أن تعيش بدون التواجد الأمريكي، وأن عشرين عامًا من التدريب والتسليح قد ذهبت أدراج الرياح ولم تفلح في تكوين جيش نظامي قوي.
موقف القوى الدوليَّة ودول الجوار
لم يلق استيلاء طالبان على العاصمة كابل والسيطرة على معظم الأراضي الأفغانيَّة قبولًا لدي أمريكا والغرب اللذيْن سَارعا إلى نقل رعاياهم من أفغانستان وإغلاق المقرات الدبلوماسيَّة فيها، وحذرت منظمات دوليَّة عديدة من قيام الحركة بأي إجراءات تمس أمن وحريَّة المواطنين المدنيين.
يأتي الموقف الأمريكي في مقدمة هذه المواقف، حيث حرصت الولايات المتحدة على تحذير الحركة من التعرُّض لقوَّاتها أثناء الانسحاب من العاصمة أو الاعتداء على رعاياها. غير أن أهم ما يمكن رصده من موقف أمريكا هو تقييمها لأداء الحكومة الأفغانيَّة الموالية لها، حيث أعرب وزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن” عن خيبة أمله الكبيرة خلال إحاطة لمجلس النواب، ملقيا اللوم على الجيش الأفغاني الحكومي لعدم المقاومة في مواجهة الزحف السريع لمسلحي طالبان. ونقلت “فوكس نيوز” عن أوستن قوله للمُشرِّعين خلال الإحاطة إنه “لا يمكنك شراء قوَّة الإرادة ولا القيادة”[11]، وهو إقرار بفشل الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها من خلال الحكومة الأفغانيَّة التي دعمتها بمبالغ فلكيَّة بعد أن غزت أفغانستان منذ عقديْن.
ودَعَت بريطانيا على لسان رئيس وزرائها “بوريس جونسون” إلى عدم الاعتراف بحكومةٍ لطالبان في أفغانستان من جانب واحد. أمَّا ألمانيا فقد أعلنت عن وقف معونتها الماديَّة للحكومة الأفغانيَّة وعدم تقديم مساعدات لحكومة طالبان.
أمَّا دول الجوار فقد أثارت الأحداث في أفغانستان قلقها بسبب القتال في الولايات الحدوديَّة وهروب جماعات كبيرة من القوَّات الأفغانيَّة واللاجئين المدنيّين إليها عبر الحدود.
ويمكن التركيز على موقف كل من باكستان وإيران بحكم العلاقات الممتدة مع أفغانستان ووجود مصالح كبرى لكلا البلديْن في هذه الدولة المجاورة بعد سقوط الحكومة ودخول طالبان إلى العاصمة والاستيلاء على الحكم.
يؤكد كلا البلديْن بشكل رسمي على ضرورة الحلول التفاوضية للوصول إلى سلام بين أطراف الصراع، وعدم استبعاد الكيانات والأحزاب السياسيَّة المختلفة، واحترام جميع الأعراق والمذاهب في تكوين أيّ حكومة في كابل.
وقد تعرَّضت الحكومة الباكستانيَّة التي تتبع سياسة متوازنة في علاقتها بالإدارة الأمريكيَّة وطالبان لاتهامات من الحكومة الأفغانيَّة ودول أخرى بمساعدة حركة طالبان وتوفير الملاذ الآمن لعناصرها وعائلاتهم، وهو ما رفضته باكستان التي استنكرت تحميلها مسؤوليَّة فشل الآخرين، حتى إن وزير الخارجيَّة تساءل قائلًا: “أين بناء القدرات والتدريب والمعدات؟”، في إشارة إلى الموارد التي أنفقتها الدول الأخرى، لا سيما الولايات المتحدة، على تعزيز القوَّات الوطنيَّة الأفغانيَّة[12]، ملقيًا باللوم على أمريكا والحكومة الأفغانيَّة فيما وَصَل إليه الوضع من تقدُّم لقوَّات طالبان، مؤكدًا في الوقت نفسِه على أن بلاده سَتخسر أكثر نتيجة عدم استقرار الأوضاع في أفغانستان باعتبارها دولة جوار مباشر.
أمَّا إيران فقد أثار الوضع الأمني المتدهور للحكومة الأفغانيَّة مخاوفها، فقامت بنشر مزيد من القوَّات العسكريَّة على طول الحدود مع أفغانستان. ومع ذلك فإن المؤشرات تدل على وجود رغبة إيرانيَّة في التفاهم والتعاون مع طالبان التي ترى إيران في تقدمها هزيمة للتواجد الأمريكي وفرصة سانحة لزيادة نفوذها الإقليمي، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال تصريحات المسؤولين الإيرانيّين الذين وَصَفوا فيها طالبان بالإمارة الإسلاميَّة، والإعلان عن إبقاء القنصليات الإيرانيَّة مفتوحة، وهو ما يدل على اطمئنان إيران على دبلوماسييها في ظل سيطرة طالبان.
وتعمل إيران في تعاملها مع الملف الأفغاني على محوريْن: أولهما عسكري، يتمثل في تعزيز قواتها المتواجدة على الحدود، وثانيهما دبلوماسي، حيث عملت على التواصل مع حركة طالبان من خلال استضافة وزارة الخارجيَّة الإيرانيَّة وفديْن يمثلان الحكومة الأفغانيَّة وحركة طالبان. كما التقى رئيس “المجلس الأعلى للأمن القومي” الإيراني، علي شمخاني، مع “الملا عبد الغني برادر”، الرئيس الدبلوماسي لحركة “طالبان” الذي سافر إلى طهران من مكتبه في قطر. وعلى الرغم من أن شمخاني أشاد بالجماعة لصمودها في المعارك ضد الولايات المتحدة، إلَّا أنه أشار أيضًا إلى أن طهران لن تعترف بأيّ فصيل أفغاني يستولي على السلطة بالقوَّة. ولتهدئة هذه المخاوف، عرض برادر مساعدة إيران على تأمين حدودها مع أفغانستان.
وتسعى إيران جاهدة إلى تأمين مصالحها في أفغانستان من خلال مواجهة التواجد الأمريكي على حدودها واحتواء حركة طالبان في نفس الوقت. وكانت أمريكا والحكومة الأفغانيَّة قد اتهمتا جهات إيرانيَّة بدعم طالبان ومساعدتها في إسقاط عدد من جنود التحالف واستهداف مصالح أمريكيَّة، وهو ما يمثل جزءًا من استراتيجيَّة إيران لمواجهة التواجد الأمريكي العسكري في المنطقة، وهو ما جعل البعض يؤكد قيام طهران بلعب لعبة دقيقة متمثلة في العمل مع حركة طالبان وردعها في الوقت نفسه، لا سيما في محافظات هرات وفرح ونيمروز، حيث من المرجح أن يكون “فيلق القدس” قد بحث إمكانيَّة التعاون مع طالبان في قضايا مثل تبديل الحكم المحلي والإضرار بالمصالح الأمريكيَّة لتفادي التضارب مع قوَّات طالبان ولتجنب تعرُّض الإيرانيين في أفغانستان للخطر وتكرار ما حدث للدبلوماسيين الإيرانيين وعناصر فيلق القدس الذين قتلوا في القنصليَّة الإيرانيَّة في مدينة مزار شريف عام 1998م[13].
ولا يمكن تجاهل البُعد المذهبي في تعامل الإيرانيين مع ملف طالبان، حيث تعمل إيران على حماية مصالح الأقليَّة الشيعيَّة الأفغانيَّة وضمان تمثيلها في أيّ حكومة قادمة، خاصَّة بعد سيطرة طالبان على معقليْن للشيعة الإثنى عشريَّة في ولاية باميان. وقد عبَّر وزير الخارجيَّة الإيراني “جواد ظريف” عن هذا من خلال دعمه لتشكيل حكومة إسلاميَّة موسعة تضم جميع الأعراق والمذاهب الإسلاميَّة، ومن بينها الشيعة بالتأكيد.
ويَرى الخبير بالشؤون الأمنيَّة والدفاعيَّة، “فرزين نديمي”، أن طهران تدرس ثلاثة خيارات رئيسيَّة لتجنب زعزعة الاستقرار الخطيرة في أفغانستان وتعزيز مصالحها هناك، وهذه الخيارات هي:
- دعم سيطرة طالبان سرًّا أو علنًا مع التوصل إلى اتفاقيات تكتيكيَّة واستراتيجيَّة مع الحركة من أجل احتواء أنشطتها. فعلى الرغم من اختلافاتهما الإيديولوجيَّة إلّا أن إيران تقدر صمود طالبان، وترى أن لديهما الكثير من القواسم المشتركة، التي تشمل العداء للولايات المتحدة. ويمكن أن يمهد هذا التقارب الطريق نحو تعاون استراتيجي مستقبلي، شرط أن تكون طالبان مستعدة لتقديم ضمانات موثوقة لحماية مصالح الشيعة الأفغان.
- شن حرب بالوكالة ضد الحركة عبر الاستفادة من التجربة الإيرانيَّة في العراق وسوريا، فقد تستخدم طهران ميليشيات مثل لواء الفاطميّين الذي شكله فيلق القدس وأشرف على تدريبه في منع السيطرة الكاملة لحركة طالبان. ويمكن تصور تشكيل ميليشيات أخرى داخل أفغانستان من خلال تنظيم آلاف السكان المحليين الذين يبحثون بشدة عن عمل من أي نوع كان وتدريبهم.
- التدخل المباشر لوضع مظلة واقية للسكان الشيعة، وقد يكون ذلك من خلال إنشاء منطقة عازلة على الجانب الأفغاني من الحدود وبناء جسور بريَّة إلى المناطق الشيعيَّة، ويُفترض أن يتم ذلك باستخدام وحدات لواء الفاطميين المدعوم من الحرس الثوري الإيراني[14].
وتشير كل المعطيات إلى وجود إمكانيَّة لدي إيران لتكرار تجربتها في العراق، من خلال دعم حليف شيعي أفغاني يمكن أن يكون ورقة ضغط على حكومة طالبان، ولهذا ينبغي مراقبة تحركات لواء الفاطميين في الفترة القادمة، لأن نقل أفراده من سوريا إلى أفغانستان يمكن أن يكون بداية لتكرار سيناريو الحشد الشعبي العراقي.
كلمة ختاميَّة
لا شك أن حركة طالبان قد حققت في الفترة الأخيرة مكاسب عديدة، أهمها الصمود في وجه أمريكا وإفشال مسعاها للقضاء عليها، وهو انتصار كبير للحركة التي خرجت أقوى مِمَّا كانت واستطاعت إجبار دولة عظمى على الجلوس معها على مائدة المفاوضات وعادت إلى السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد بعد عقديْن من الحروب. وسوف تؤهل هذه المكاسب طالبان للعب دور إقليمي حال تمكنها من الحكم وقدرتها على الانتقال من مرحلة الحركة إلى مرحلة الدولة بكل ما تحتوي عليه هذه المرحلة من تعقيدات داخليَّة وإقليميَّة ودوليَّة، وهو ما يحتاج من الحركة إلى تقديم نموذج لحكومة وطنيَّة تمثل الشعب الأفغاني بكامل طوائفه وتزيل مخاوفه وتمحو الصورة الذهنية المرسومة في مخيلة العالم عن الجماعة بوصفها جماعة متطرفة ومعادية للمدنيَّة والحضارة الحديثة. ولهذا لابد للحركة من أن تستكمل شرعيَّتها بالحصول على تأييد شعبي كبير وإجماع ضخم على أحقيّتها بالحكم، وهذا لن يتحقق إلَّا بالاستفادة من الظرف الإقليمي والدولي الراهن، والأخذ بجملة من المواءمات السياسيَّة والتنازلات، والعمل على تكوين حاضنة شعبيَّة تقبل أفكار الحركة وتؤيدها وتدافع عنها وتدعمها في اي استحقاق انتخابي.
مصادر
[1] بي بي سي عربي، طالبان: فرار نحو ألف جندي أفغاني إلى طاجيكستان مع سيطرة الحركة على مناطق في شمال أفغانستان، 5 يوليو 2021م، https://www.bbc.com/arabic/world-57716955
[2] الجزيرة، تحاصر العاصمة وتسيطر على المدن الرئيسية.. أبرز المحطات في الهجوم الخاطف لطالبان في أفغانستان، 15 أغسطس 2021م، https://www.aljazeera.net/
[3] الجزيرة، الرئيس الأفغاني: طالبان انتصرت ومغادرتي البلاد لتجنب إراقة الدماء، 15 أغسطس 2021م، https://www.aljazeera.net/
[4] الجزيرة، الرئيس الأفغاني: طالبان انتصرت ومغادرتي البلاد لتجنب إراقة الدماء، 15 أغسطس 2021م، https://www.aljazeera.net/
[5] SWI swissinfo.chطالبان في كابول والرئيس فر إلى الخارج، 15 أغسطس 2021م، https://www.swissinfo.ch/
[6] وكالة الأناضول، “طالبان”: يجب تسليم السلطة إلى “إمارة أفغانستان الإسلامية”، 15 أغسطس، 2021م، https://www.aa.com.tr/
[7] بي بي سي عربي، طالبان: فرار نحو ألف جندي أفغاني إلى طاجيكستان مع سيطرة الحركة على مناطق في شمال أفغانستان، 5 يوليو 2021م، https://www.bbc.com/arabic/world-57716955
[8] Franc 24، أفغانستان: الرئيس أشرف غني يغادر البلاد ومقاتلو طالبان يحتفلون بـ”النصر” في القصر الرئاسي، 15 أغسطس 2021م، https://www.france24.com/
[9] المصدر السابق.
[10] خبركزاري فارس، چرا ارتش آموزشدیده افغانستان در برابر طالبان شکست میخورد، 23 /5/1400ش، https://www.farsnews.ir/amp/14000523000866
[11] الجزيرة، وزير الدفاع الأميركي يلوم الجيش الأفغاني لعدم المقاومة وقلق بالكونغرس من وصول أسلحة حديثة لطالبان، 16 أغسطس 2021م، https://www.aljazeera.net/
[12] RT، باكستان تدعو المجتمع الدولي لبحث سبب “انهيار” القوات الأفغانية أمام تقدم “طالبان”، 9 أغسطس 2021م، https://arabic.rt.com/
[13] فرزين نديمي، إيران تركز اهتمامها على أفغانستان، معهد واشنطن، 19 يوليو 2021م، https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/ayran-trkz-ahtmamha-ly-afghanstan
[14] المصدر السابق.